قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

عين الحياة [ ج ٢ ]

عين الحياة

عين الحياة [ ج ٢ ]

تحمیل

عين الحياة [ ج ٢ ]

83/471
*

[ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي ذر رحمه‌الله ] :

يا أباذر استح من الله فانّي والذي نفسي بيده لا أزال حين أذهب إلى الغائط متقنّعاً بثوبي استحي من الملكين الذين معي.

يا أبا ذر أتحب أن تدخل الجنة؟ قلت : نعم فداك أبي وأمي ، قال : فاقصر من الأمل ، واجعل الموت نصب عينيك ، واستح من الله حق الحياء ، قال : قلت : يا رسول الله كلّنا نستحي من الله.

قال : ليس ذلك الحياء ، ولكن الحياء أن لا تنسى المقابر والبلى ، والجوف وما وعى ، والرأس وما حوى ، ومن أراد كرامة الآخرة فليدع زينة الدنيا ، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله.

لقد أشار صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا المقام إلى خصال من الأخلاق الكريمة.

[ الخصلة ] الاُولى : في الحياء ، وهو تأثر النفس وانزجارها من أمر ظهر لها قبحه ، وهو على قسمين ، قسم من أفضل الصفات الكمالية ويورث الفوز والسعادة ، وقسم يوجب الحرمان من الكمالات.

أمّا ما كان كمالاً منه ، فهو انّ الانسان بعد ما ميّز بين الحق والباطل والحسن والقبيح بالعلم استحى من الله ومن الخلق في ترك العبادات ، ومحاسن آداب الشريعة ، وارتكاب المعاصي وقبائح الآداب التي علم قبحها من الشرع ، وقد ذكرنا مجملاً عن تفسير الحياء في أول الكتاب.

ومن الواضح انّ المتصف بصفة الحياء إذا أراد فعل قبيح تفكر بحضور الله