[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه.
يا أباذر الحق ثقيل مرّ ، والباطل خفيف حلو ، وربّ شهوة ساعة تورث حزناً طويلاً.
يا أباذر لا يفقه الرجل كلّ الفقه حتى يرى الناس في جنب الله تعالى أمثال الأباعر ، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها.
يا أباذر لا تصيب حقيقة الايمان حتى ترى الناس كلّهم حمقى في دينهم ، عقلاء في دنياهم.
لقد مضى في أوّل الكتاب ذكر بعض شرائط العبادة وحضور القلب ، والظاهر عند كل أحد انّ الحق يثقل استماعه وعمله على الانسان ، كما انّ أكثر الناس لو قيل لهم انّ هذا العمل خير لكم ينزعجون وإن كان صلاحهم فيه.
وانّ الأعمال الباطلة سواء أكانت في المعاصي والشهوات أم في إحداث البدع سهلة على الطبع ، حلوة في المذاق ، وأكثر الناس يأنسون بسماع الباطل كما يفرح أرباب العزة بالمدح وان علموا بكذبه ، وانّ ذكر أعمالهم السيئة بالحسن ، ومدحهم بالخير والصلاح ملائم لطبعهم مع علمهم بأنّ هذا لا ينفعهم ولا يصلحهم ، ولا يدفع العذاب عنهم.
واعلم انّ لعدم الاعتناء بالناس وجهين : أحدهما ممدوح والآخر مذموم ، أما الممدوح الذي هو من أرفع الكمالات أن يرى الله مالك نفعه وضرره ، ولا دخل للناس في ذلك ، فلا يلتفت إليهم في العبادات ، ولا يخشى لومهم في الأعمال