الثالث
: اليقين في جميع الأمور التي لابد من
الايمان بها ، وانّ الايمان اذا وصل إلى حدّه الكامل ، وظهر أثره على الأعضاء
والجوارح وخلص من الشوائب يسمّى يقيناً.
روي عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام انّه قال : الايمان فوق الإسلام بدرجة
، والتقوى فوق الايمان بدرجة ، واليقين فوق التقوى بدرجة ، ولم يقسّم بين العباد
أقلّ شيئاً من اليقين .
وروي بسند معتبر انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قلت لجبرئيل : ما تفسير اليقين؟
قال : المؤمن يعمل لله كأنّه يراه ، فإن لم يكن يرى الله فإنّ الله يراه ، وأن
يعلم يقيناً انّ ما أصابه لم يكن ليخطأه ، وانّ ما أخطأه لم يكن ليصيبه ... .
وسئل الامام الرضا عليهالسلام : ... أيّ شيء اليقين؟ قال : التوكل
على الله ، والتسليم لله ، والرضا بقضاء الله ، والتفويض إلى الله .
وروي عن أحد صحابة أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال : بينا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يعبّىء الكتائب يوم صفين ومعاوية
مستقبله على فرس له يتأكل تحته تاكّلاً ، وعليّ عليهالسلام
على فرس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
المرتجز ، وبيده حربة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وهو متقلّد سيفه ذوالفقار.
فقال رجل من أصحابه : احترس يا أمير
المؤمنين فانّا نخشى أن يغتالك هذا الملعون ، فقال عليهالسلام
: لئن قلت ذاك انّه غير مأمون على دينه ، وانّه لأشقى القاسطين ، وألعن الخارجين
على الأئمة المهتدين ، ولكن كفى بالأجل حارساً.
__________________