المؤمن ، اشباع
جوعته ، أو تنفيس كربته ، أو قضاء دينه .
وروي عن سدير الصراف انّه قال : كنت عند
أبي عبدالله عليهالسلام فذكر عنده
المؤمن وما يجب من حقّه ، فالتفت إليّ أبو عبدالله عليهالسلام
، فقال لي : يا أبا الفضل ألا أحدّثك بحال المؤمن عند الله؟ فقلت : بلى ، فحدّثني
جعلت فداك.
فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد
ملكاه إلى السماء فقالا : يا ربّ عبدك ونعم العبد ، كان سريعاً إلى طاعتك ، بطيئاً
عن معصيتك ، وقد قبضته إليك ، فما تأمرنا من بعده؟ فيقول الجليل الجبّار : اهبطا
إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجّداني وسبّحاني وهلّلاني وكبّراني ، واكتبا ذلك
لعبدي حتّى أبعثه من قبره.
ثم قال لي : ألا أزيدك؟ قلت : بلى ، فقال
: إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه ، فكلّما رأى المؤمن
هولاً من أهوال يوم القيامة قال له المثال : لا تجزع ولا تحزن ، وأبشر بالسرور
والكرامة من الله عزّوجلّ ، فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله سبحانه حتى
يقف بين يدي الله عز وجل ، ويحاسبه حساباً يسيراً ، ويأمر به إلى الجنّة والمثال
أمامه.
فيقول له المؤمن : رحمك الله نعم الخارج
معي من قبري ، مازلت تبشّرني بالسرور والكرامة من الله عزّوجلّ حتى كان ، فمن أنت؟
فيقول له المثال : أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا ، خلقني الله
لاُبشّرك .
وروي بسند معتبر عن المشمعل [ الأسدي ]
انّه قال : خرجت ذات سنة حاجّاً ، فانصرفت إلى أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام ، فقال : من أين
__________________