إلي من الدنيا بحذافيرها. قال يونس : فتبينت الغضب فيه ، ثم قال عليهالسلام : يا يونس قستنا بغير قياس ما الدنيا وما فيها هل هي إلا سد فورة ، أوستر ، عورة وأنت لك بمحبتنا الحياة الدائمة.
١٧٨ ـ وقال عليهالسلام : يا شيعة آل محمد إنه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب ، ولم يحسن صحبة من صحبه ، ومرافقة من رافقه ، ومصالحة من صالحه ، و مخالفة من خالفه. ياشيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
١٧٩ ـ وقال عبدالاعلي (١) : كنت في حلقة بالمدينة فذكروا الجود فأكثروا فقال رجل منهم يكنى أبادلين : إن جعفرا وإنه لولا أنه ـ ضم يده ـ. فقال لي أبوعبدالله عليهالسلام : تجالس أهل المدينة؟ قلت : نعم ، قال عليهالسلام : فما حدثت بلغني فقصصت عليه الحديث ، فقال عليهالسلام : ويح أبي دلين إنما مثله مثل الريشة تمر بها الريح فتطيرها (٢) ثم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كل معروف صدقة وأفضل
____________________
(١) ـ امه منية بنت عمار بن أبى معاوية الدهنى اخت معاوية بن عمار ـ مات رحمهالله في أيام الرضا عليهالسلام بالمدينة وبعث اليه أبوالحسن الرضا عليهالسلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج اليه.
(١) هو عبدالاعلى مولى آل سام من أصحاب الصادق عليهالسلام وأنه اذن له في الكلام لانه يقع ويطير ، وقد تضمن عدة اخبار أنه عليهالسلام دعاه إلى الاكل معه من طعامه المعتاد ومن طعام اهدى له. ويمكن أن يكون الراوى هو عبدالاعلى بن أعين العجلى مولاهم الكوفى من أصحاب الصادق عليهالسلام. وقيل باتحادهما.
(٢) الريشة : واحدة
الريش وهو للطائر بمنزلة الشعر لغيره. ولعل المراد
أنه في خفته كالريشة تتبع كل ناعق وتميل مع كل ريح وهو لم يستضئ بنور العلم
الحقيقى ولم
يلجأ إلى ركن وثيق. وأبودلين في بعض النسخ «أبادكين» ـ بالتصغير ـ والصحيح
ابن دكين وهو فضل بن دكين المكنى بأبى نعيم كان من أكابر محدثى قدماء الاسلام
وروى عنه كلا الطائفتين ولد سنة ١٣٠ وقدم بغداد فنزل الرميلة وهى محلة بها فاجتمع