وبغي عليكم (١). قولوا للناس حسنا كما أمركم الله ، ولا تتركوا الامر بالمعروف ، والنهي عن المنكر فيولي الله أمركم شراركم ، ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.
عليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبادر ، وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق ، وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب ، وحفظكم الله من أهل بيت وحفظ نبيكم فيكم (٢) استودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ، ورحمة الله وبركاته. ثم لم يزل يقول : لا إله إلا الله حتى مضى.
١٩
* ( باب ) *
* «( مواعظ الحسن بن على عليهماالسلام )» *
١ ـ مع (٣) : الطالقاني ، عن محمد بن سعيد بن يحيي ، عن إبراهيم بن الهيثم ، عن امية البلدي ، عن أبيه ، عن المعافى بن عمران ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح ابن هاني ، عن أبيه شريح قال : سئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن ابنه الحسن بن علي عليهماالسلام فقال : يا بني ما العقل؟ قال : حفظ قلبك ما استودعته ، قال : فما الحزم؟ قال :
أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك ، قال : فما المجد؟ قال : حمل المغارم وابتناء المكارم ، قال : فما السماحة؟ قال : إجابة السائل وبذل النائل (٤) ، قال : فما الشح؟ قال : أن ترى القليل سرفا ، وما أنفقت تلفا ، وقال : فما الرقة؟ قال : طلب اليسير ، ومنع الحقير ، قال : فما الكلفة؟ قال : التمسك بمن لا يؤمنك ، والنظر فيما لا يعنيك ، قال : فما الجهل؟ قال : سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها
____________________
(١) في الكافى «يكفيكم الله من أذاكم وبغى عليكم».
(٢) أى حفظ رعايته وامتثال أمره. وفى الكافى بتقديم «نبيكم» على «فيكم».
(٣) معانى الاخبار ص ٤٠١.
(٤) النائل : ما ينال.