على الصفا (١) ولا مقيل الذر في الليلة الظلماء ، يعلم مساقط الاوراق ، وخفي طرف الاحداق ، وأشهد أن لا إله إلا الله غير معدول به (٢) ولا مشكوك فيه ، ولا مكفور دينه ولا مجحود تكوينه ، شهادة من صدقت نيته ، وصفت دخلته (٣) وخلص يقينه وثقلت موازينه.
١٣ ـ ومن خطبة له عليهالسلام (٤)
فمنها لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا ولم يلد فيكون موروثا هالكا ، ولم يتقدمه وقت ولا زمان ، ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان ، بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التدبير المتقن ، والقضاء المبرم (٥) فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد (٦) قائمات بلاسند ، دعا هن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطئات (٧) ولولا إقرار هن له بالربوبية وإذعا نهن بالطواعية (٨) لما جعلهن
____________________
(١) السوافى الريح جمع سافية من سفت الريح التراب والورق أى حملته. والصفا ـ مقصورا ـ جمع صفاة ـ وهى الحجر الاملس. والذر صغار النمل والذرة واحدة منها ، ومقيلها محل استراحته ، والتخيص بالصفا لعدم التأثير بالدييب كالتراب اذ يمكن في التراب ونحوه ان يعلم الدبيب بالاثر.
(٢) عدل بالله أى جعل له عديلا ونظيرا.
(٣) الدخلة ـ بالكسر والضم ـ باطن الامر.
(٤) النهج تحت رقم ١٨٠.
(٥) تعاور القوم أى اختلفوا وتناوبوا. وتعاور الزيادة والنقصان من لواحق الامكان ولما كان نفى الامور المذكورة مستلزما لنفى الامكان والجسمية أضرب عليهالسلام عن ظهوره سبحانه على حذو الجسمانيات والممكنات بظهوره بالاثار والايات البينات للعقول لا الحواس والالات. والتدبير في حقه سبحانه كون أفعاله على وفق الحكمة والمصلحة لا اجالة الفكر والروية والمبرم : المحكم.
(٦) وطدت الارض كو عدت أطدها اذا اثبتها بالوطئ وغيرها حتى تتصلب. وتوطيد السماوات احكام خلقها واقامتها في مقامها على وفق الحكمة.
(٧) تلكأ : توقف وزنا ومعنى. (٨) الطواعية ـ كثمانية ـ : الطاعة.