«لابيه وامه» الظاهر تشبيه الطينة بالام والروح بالاب ويحتمل العكس لا يقال على هذا الوجه يلزم أن يكون المؤمن محزونا دائما لانا نقول يحتمل أن يكون للتأثر شرايط اخرى تفقد في بعض الاحيان كارتباط هذا الروح ببعض الارواح أكثر من بعض كما ورد «الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف».
ويحتمل أن يكون الحزن الدائم للمؤمن أحد أسبابه ذلك كما أن تذكر الاخوة أيضا سبب له ، لكن شدته في بعض الاحيان بحيث يتبين له ذلك ، بحزن الارواح المناسبة له أو بحزن الارواح الشريفة العالية المؤثرة في العوالم ، لا سيما في أرواح الشيعة وقلوبهم وأبدانهم ، كما روى الصدوق في معاني الاخبار (١) بإسناده إلى أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام ومعي رجل من أصحابنا فقلت له : جعلت فداك يا ابن رسول الله إني لاغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا ، فقال عليهالسلام : إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا لانا إذا دخل علينا حزن أو سرور كان ذلك داخلا عليكم لانا وإياكم من نور الله عزوجل فجعلنا وطينتنا و طينتكم واحدة ، ولو تركت طينتكم كما اخذت لكنا وأنتم سواء ، ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم فلولا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا.
قال : قلت : جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا؟ فقال : إي والله يا عبدالله أخبرني عن هذا الشعاع الزاهر من القرص إذا طلع أهو متصل به أو بائن منه؟ فقلت له : جعلت فداك بل هو بائن منه؟ فقال : أفليس إذا غابت الشمس و سقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه؟ فقلت له : نعم ، فقال : كذلك والله شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون ، والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة ، وإنا لنشفع ونشفع ، ووالله إنكم لشتفعون فتشفعون ، وما من رجل منكم إلا وسترفع له نار عن شماله ، وجنة عن يمينه ، فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار ، فتأمل وتدبر في هذا الحديث فان فيه أسرارا غريبة.
____________________
(١) لم نجده في معانى الاخبار بعد الفحص البليغ وانما وجدناه في العلل الباب ٨٤.