نعم .. هكذا تشاء الروايات ـ وكثير منها مدون في الكتب التي يدعي البعض : أنها أصح شيء بعد القرآن ـ أن تصور لنا أعظم رجل ، وأكرم وأفضل نبي على وجه الأرض!!
وهذه هي الصورة التي يستطيع أن يستخلصها من يراجع هذا الركام الهائل من المجعولات ، إذا كان خالي الذهن من الضوابط والمعايير الحقيقية ، والمنطلقات الأساسية ، التي لا بد من التوفر عليها في دراسة التاريخ. وكذلك إذا كان لا يعرف شيئا مما يجب أن يتوفر في الشخصية التي يفترض أن تمثل النموذج الفذ لإرادة الله تعالى على الأرض.
وكذلك إذا كان خالي النفس عن تقديس النص تقديسا ساذجا وعشوائيا.
هذا التقديس الذي ربما يرفع هذه المنقولات عن مستواها الحقيقي ، ويمنع ـ ولو جزئيا ـ من تقييمها تقييما واقعيا وسليما ، يعطيها حجمها الطبيعي في ميزان الاعتبار والواقع.
وما هو المبرر لتقديس كهذا ما دام لم يثبت بعد أن هذا هو كلام النبي «صلى الله عليه وآله» أو موقفه ، أو من صفاته وشؤونه ، وما إلى ذلك؟!. إن إعطاء هذه الصورة عن نبي الإسلام الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وهو القدوة والأسوة ، لهو الخيانة العظمى للتاريخ ، وللأمة ، وللإنسانية جمعاء ، ولا زلنا نتجرع غصص هذه الخيانة ، ونهيم في ظلماتها.
الخطة الخبيثة :
وأما لماذا كل هذا الافتراء على الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله»؟ فنعتقد : أن الأمر لم يكن عفويا ، بل كانت ثمة خطة مرسومة تهدف إلى