وإنّما فرشت الشبكة تحت الدماغ ليبرد فيها الدم الشرياني والروح فيتشبّه بالمزاج الدماغيّ بعد النضج ، ثمّ يتخلّص إلى الدماغ على التدريج . والفرج الّتي تقع بين فروع هذه الشريانات محشوّة بلحم غدديّ لئلّا تبقى خالية ولتعتمد عليه تلك الفروع وتبقى على أوضاعها .
وأما الاعصاب النابتة من الدّماغ فسبعة أزواج أوّلها ينشأ من مقدّم الدماغ ويجيء إلى العين فيعطيها حسَّ البصر بتوسّط القوّة الباصرة ، وهاتان العصبتان مجوّفتان وإذا نشأتا من الدماغ وبعدتا عنه قليلاً اتّصلتا وأفضى ثقب كلّ واحد منهما إلى صاحبه ثمّ يفترقان أيضاً وهما بعد داخل القحف ، ثمّ يخرجان ويصير كلّ واحد منهما إلى العين الّتي من جانبه .
والزوج الثاني ينشأ من خلف منشأ الأوّل ، ويخرج من القحف في الثقب الّذي في قعر العين ويتفرّق في عضل العين فتكون به حركاتها .
والثالث منشأه من خلف الثاني بحيث ينتهي البطن المقدّم إلى البطن الثاني ويخالط الزوج الرابع الّذي بعده ثمّ يفارقه .
وينقسم أربعة أقسام : أحدها ينزل إلى البطن إلى ما دون الحجاب ، والباقي منها يتفرّق في أماكن من الوجه والأنف ، ومنها ما يتّصل بالزوج الّذي بعده .
والرابع منشأه من خلف منشأ الثالث ، ويتفرّق في الحنك فيعطيه حسّاً خاصّاً له .
والخامس يكون ببعضه حسّ السمع وببعضه حركة العضل الّذي يحرّك الخدّ .
والسادس يصير بعضه
إلى الحلق واللّسان وبعضه إلى العضل الّذي في ناحية الكتف وما حواليه ، وبعضه ينحدر من العنق ويتشعّب منها في مرورها شعب تتّصل بعضل الحنجرة ، فإذا بلغت إلى الصدر انقسمت أيضاً فرجع منها بعضها مصعداً حتّى يتّصل بعضل الحنجرة ، ويتفرّق شيء منها في غلاف القلب والرئة والمريء وما جاورهما ويمرّ الثاني وهو أكبره حتّى ينفذ الحجاب ويتّصل بفم المعدة منه أكثره ، ويتّصل