بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
في تراثنا الحضاري صفحات مشرقة تواكب مسيرة التطور الإنساني ، وتنطلق مع التقدم البشري في مجالاته كافةً.
وكان لفتح باب الاجتهاد عند الإمامية أثره الفاعل في تحرير قضايا الإنسان المعاصر من ربقة الجمود والتقوقع الفكري ، فسيّر بين يديه جملة ما يحتاج إليه من التشريع الذي يلبيّ حاجاته الآنية والمستقبلية ، وقد سجل بذلك سبقاً علميّا متحضراً ، وأحرز نصراً أكاديمياً متطوراً.
وكان للنداءات الملحّة التي أطلقها جيل من المثقفين ، وطائفة من الطبقة المتنورة الواعية ، وهي تدعو إلى إغناء المكتبة العربية بجمهرة من « الفقه الحضاري » وإثراء الحياة المعاصرة بكوكبة من « فقه الحضارة » ما اتسعت له هذه الصفحات من الإثراء والإغناء استجابةً لتلك الدعوات الخيّرة التي انطلقت بداعي الغيرة على الدين باعتباره نظاماً وهدايةً وتشريعاً يتحقق من مجموعها سعادة البشر ، لا سيما والشباب يتعايشون في ظل المتغيرات الحديثة روحاً ومضموناً ، ولابد لهم من شعاع هادٍ يلتمسون في