٣ ـ ابن محبوب ، عن هشام بن سالم قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول إن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين.
______________________________________________________
عليهالسلام أنه قيل له عليهالسلام : لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه؟ فقال عليهالسلام : من حيث يأتيه أجله ، وظاهر كثير من الأخبار الثاني ، وسيأتي تمام الكلام فيه في كتاب المكاسب إنشاء الله تعالى.
قوله عليهالسلام : وقسطه ، العطف للتفسير والتأكيد ، وكذا الراحة ، والروح راحة القلب وسكونه عن الاضطراب ، والراحة فراغ البدن وعدم المبالغة في الاكتساب « في اليقين » برازقيته سبحانه ولطفه وسعة كرمه ، وأنه لا يفعل بعباده إلا ما هو أصلح لهم ، وأنه لا يصل إلى العباد إلا ما قدر لهم « والرضا » بما يصل من الله إليه وهو ثمرة اليقين ، والحزن بالضم والتحريك أيضا إما عطف تفسير للهم أو الهم اضطراب النفس عند تحصيله والحزن جزعها واغتمامها بعد فواته « في الشك » أي عدم اطمئنان النفس بما ذكر في اليقين « والسخط » وعدم الرضا بقضاء الله المترتب على الشك.
ونعم ما قيل :
ما العيش إلا في الرضا |
|
والصبر في حكم القضاء |
ما بات من عدم الرضا |
|
إلا على جمر الغضا (١) |
الحديث الثالث : صحيح.
وابن محبوب معلق على ثاني سندي الخبر السابق ، ويدل على أن لكمال اليقين وقوة العقائد مدخلا عظيما في قبول الأعمال وفضلها بل لا يحصل الإخلاص الذي هو روح العبادة وملاكها إلا بها ، وكان قيد الدوام معتبر في الثاني أيضا ليظهر مزيد فضل اليقين ، ويحتمل أن يكون حذف قيد الدوام في الثاني للإشعار بأن إحدى
__________________
(١) الجمر : النار المتقدة ، والغضا شجر خشبه من أصلب الخشب وجمره يبقى زمنا طويلا لا ينطفي.