السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » (١) وقال « وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ
______________________________________________________
والروايات أن الجنة مخلوقة الآن وكذا النار وقال به الأصحاب ، وصرح به الشيخ المفيد في بعض رسائله وقال : إن الجنة مخلوقة مسكونة سكنتها الملائكة وظاهر الآية أنها في السماء ، والظاهر أن المراد به أنه يكون بعضها في المساء ويكون البعض الآخر فوقها ، أو يكون أبوابها فيها أو فوق الكل ، وما ذكره الحكماء غير مسموع شرعا وهو ظاهر كما قيل أن النار تحت الأرض فتكون الآية دليلا على بطلان ما قالوه ، انتهى.
وقال البيضاوي : فيه دلالة على أن الجنة مخلوقة وأنها خارجة عن هذا العالم ، وذهب جماعة من المعتزلة إلى أنهما غير مخلوقتين وأنهما تخلقان يوم القيامة.
« وقال » : أي في الواقعة « وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ » قال البيضاوي : أي الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة بعد ظهور الحق من غير تلعثم وتوان ، أو سبقوا إلى حيازة الفضائل والكمالات أو الأنبياء فإنهم مقدموا أهل الأديان هم الذين عرفت حالهم وعرفت ما لهم كقول أبي النجم : « وشعري شعري » أو الذين سبقوا إلى الجنة.
« أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ » « فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ » أي الذين قربت درجاتهم في الجنة وأعليت مراتبهم.
« وقال » أي في التوبة « وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ » في المجمع أي السابقون إلى الإيمان وإلى الطاعات ، وإنما مدحهم بالسبق لأن السابق إلى الشيء يتبعه غيره فيكون متبوعا وغيره تابع له ، فهو إمام فيه وداع له إلى الخير بسبقه إليه ، وكذلك من سبق إلى الشر يكون أسوأ حالا لهذه العلة « مِنَ الْمُهاجِرِينَ » الذين هاجروا من مكة إلى المدينة ، وإلى الحبشة « وَالْأَنْصارِ » أي ومن الأنصار الذين سبقوا
__________________
(١) سورة الواقعة : ١٠.