وَزِدْناهُمْ هُدىً » (١) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ولاستوت النعم فيه ولاستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.
٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن عبيد الله بن لحسن ، عن الحسن بن هارون قال قال لي أبو عبد الله
______________________________________________________
أولا « إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ » « ولو كان كله واحدا » أي كل الإيمان واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد من المؤمنين فضل على الآخر ، لأن الفضل إنما هو بالإيمان فلا فضل مع مساواتهم فيه « ولاستوت النعم » أي نعم الله بالهدايات الخاصة في الإيمان « ولاستوى الناس » في دخول الجنة أو في الخير والشر ، وبطل تفضيل بعضهم على بعض بالدرجات والكمالات ، واللوازم كلها باطلة بالكتاب والسنة.
« ولكن بتمام الإيمان » باعتبار أصل التصديق والعمل بالفرائض أو بالواجبات وترك الكبائر أو المنهيات « دخل المؤمنون » المتصفون به « الجنة وبالزيادة في الإيمان » بضم سائر الواجبات مع المندوبات أو المندوبات وترك الصغائر مع المكروهات ، أو المكروهات وتحصيل الآداب المرغوبة والأخلاق المطلوبة « تفاضل المؤمنون » المتصفون بها بدرجات الجنة العالية ، والمنازل الرفيعة في قربه تعالى « وبالنقصان » في التصديق أو التقصير في الأعمال الواجبة وارتكاب المحرمات « دخل المفرطون » في النار إن لم ينجوا بفضله وعفوه سبحانه.
الحديث الثاني : مجهول ، والظاهر زيادة عن أبيه عن النساخ لأن محمد بن يحيى عطف على العدة ، والبرقي هو محمد بن خالد كما هو المصرح به في بعض النسخ ،
__________________
(١) سورة الكهف : ١٣.