.................................................................................................
______________________________________________________
آخر كقوله تعالى : « أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ » (١) ولو كان الإقرار أو غيره من الأعمال نفس الإيمان أو جزءه لما كان القلب محل جميعه ، وقوله تعالى : « وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ » (٢) وقوله تعالى : « وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ » (٣) وكذا آيات الطبع والختم تشعر بأن محل الإيمان القلب كقوله تعالى : « أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ » (٤) و « خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ » (٥).
وأما السنة فكقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك وروي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم سأل جبرئيل عن الإيمان؟ فقال : أن تؤمن بالله ورسله واليوم الآخر.
وأما الإجماع فهو أن الأمة أجمعت على أن الإيمان شرط لسائر العبادات والشيء لا يكون شرطا لنفسه فلا يكون الإيمان هو العبادات.
وأما أهل الثاني وهم الكرامية فقد استدلوا على مذهبهم بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والصحابة كانوا يكتفون في الخروج عن الكفر بكلمتي الشهادتين فتكون هي الإيمان إذ لا واسطة بين الكفر والإيمان ، لأن الكفر عدم الإيمان ، ولقوله تعالى : « فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ » (٦) وبقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، وبقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأسامة حين قتل من تكلم بالشهادتين : هلا شققت قلبه ، أو هل
__________________
(١) سورة المجادلة : ٢٢.
(٢) سورة الحجرات : ١٤.
(٣ و ٤) سورة النحل : ١٠٦ ـ ١٠٨.
(٥) سورة الجاثية : ٢٣.
(٦) سورة التغابن : ٢.