.................................................................................................
______________________________________________________
وأوفق لمعنى التصديق ، وهو يتعدى باللام كقوله تعالى : « وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا » (١) « فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ » (٢) وبالباء كقوله تعالى : « آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ » (٣) وأما التصديق فقد قيل : أنه القبول والإذعان بالقلب كما ذكره أهل الميزان ويمكن أن يقال : معناه قبول الخير أعم من أن يكون بالجنان أو باللسان ، ويدل عليه قوله تعالى : « قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا » (٤) فأخبروا عن أنفسهم بالإيمان وهم من أهل اللسان ، مع أن الواقع منهم هو الاعتراف باللسان دون الجنان لنفيه عنهم بقوله تعالى : « قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا » وإثبات الاعتراف بقوله تعالى : « وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا » الدال على كونه إقرارا بالشهادتين ، وقد سموه إيمانا بحسب عرفهم ، والذي نفاه الله عنهم إنما هو الإيمان في عرف الشرع ، وأما الإيمان الشرعي فقد اختلف في بيان حقيقة العبارات بسبب اختلاف الاعتبارات ، وبيان ذلك أن الإيمان شرعا إما أن يكون من أفعال القلوب فقط أو من أفعال الجوارح فقط أو منهما معا ، فإن كان الأول فهو التصديق بالقلب فقط وهو مذهب الأشاعرة وجمع من متقدمي الإمامية ومتأخريهم ومنهم المحقق الطوسي (ره) في فصوله لكن اختلفوا في معنى التصديق فقال أصحابنا : هو العلم وقال الأشعرية : هو التصديق النفساني وعنوا به أنه عبارة عن ربط القلب على ما علم من أخبار المخبر فهو أمر كسبي يثبت باختيار المصدق ولذا يثاب عليه بخلاف العلم والمعرفة فإنها ربما تحصل بلا كسب كما في الضروريات وقد ذكر حاصل ذلك بعض المحققين فقال : التصديق هو أن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر حتى لو وقع ذلك في القلب من غير اختيار لم يكن تصديقا وإن كان
__________________
(١) سورة يوسف : ١٧.
(٢) سورة العنكبوت : ٢٦.
(٣) سورة آل عمران : ٥٣.
(٤) سورة الحجرات : ١٤.