جاءت ناقة له من الرعي حتى ضربت بجرانها على القبر وتمرغت عليه فأمرت بها فردت إلى مرعاها وإن أبي عليهالسلام كان يحج عليها ويعتمر ولم يقرعها قرعة قط.
«ابن بابويه».
______________________________________________________
أقول : بعد قوله : قط ، في نسخ الكتاب : ابن بابويه ، وفي سائر الكتب انتهى الحديث عند قوله قط ، وليس وقوع ابن بابويه في هذا الموضع معهودا ولذا اختلفت كلمة الناظرين في هذا الكتاب في حله على وجوه : الأول : ما أفاده الوالد العلامة وهو أنه متعلق بالحديث الآتي وإشارة إلى أن هذا الحديث كان في نسخة الصدوق محمد بن بابويه (ره) إذ تبين بالتتبع أن النسخ التي رواها تلامذة الكليني بواسطة وبدونها كانت مختلفة ، فعرض الأفاضل المتأخرون عن عصرهم تلك النسخ بعضها على بعض فما كان فيها من اختلاف أشاروا إليه كما مر مرارا ، وسيأتي في عرض الكتاب في نسخة الصفواني ، وفي رواية النعماني كذا ، ولعله كان من تلك النسخ نسخة الصدوق فإنه كان في عصر الكليني رحمهالله عليهما ، لكنه يروي عنه بواسطة لأنه لم يلقه أو لم يقرأ عليه ، فالمعنى أن الخبر الآتي والماضي كان في رواية الصدوق ولم يكن في سائر الروايات.
الثاني : أن يكون المراد بابن بابويه علي بن بابويه وهو كان معاصرا للكليني وماتا في سنة واحدة ، فيمكن روايته عن الكليني ورواية الكليني عنه ، وأقول : رواية الكليني عنه في غاية البعد ، وأيضا إذا كان كذلك كان ينبغي توسط من بينه وبين الحسين نعم يمكن أن يكون إشارة إلى كون الرواية في كتاب علي فيرجع إلى الوجه الأول.
الثالث : ما ذكره صاحب الوافي أنه متعلق بالخبر السابق ، وأين بمعنى المكان وبابويه أي بوالده ، يعني أني لا أجد بمثل أبويه ، فيكون المراد بها أنه لا يوجد مثل أبويه في الشرف ، وبهذا كان كذلك.