______________________________________________________
أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله قد أتتني وعرضت على الإسلام فأسلمت ، ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين وإنك تصلبن عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد ، قالت : وكان من الحال إني خرجت من المدينة ما مس يدي إنسان.
وروى الصدوق في العيون عن سهل بن القاسم النوشجاني قال : قال لي الرضا عليهالسلام بخراسان : إن بيننا وبينكم نسب ، قلت : وما هو أيها الأمير؟ قال : إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان ، فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين عليهماالسلام فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليهالسلام نفست بعلي بن الحسين عليهالسلام فكفل عليا عليهالسلام بعض أمهات ولد أبيه ، فنشأ وهو لا يعرف أما غيرها ، ثم علم أنها مولاته وكان الناس يسمونها أمه وزعموا أنه زوج أمه ومعاذ الله إنما زوج هذه على ما ذكرناه ، وكان سبب ذلك أنه واقع بعض نسائه ثم خرج يغتسل فلقيته أمه هذه ، فقال لها : إن كان في نفسك من هذا الأمر شيء فاتقي الله وأعلميني ، فقالت : نعم فزوجها ، فقال ناس : زوج علي بن الحسين عليهماالسلام أمه.
وأقول : هذا الخبر أقرب إلى الصواب إذ أسر أولاد يزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله واستئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان ، وإن كان فتح أكثر بلاده في زمن عمر إلا أنه هرب بعياله إلى خراسان ، وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك لكنه بعيد.
وأيضا لا ريب أن تولد علي بن الحسين عليهالسلام منها كان في أيام خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام بل بسنتين قبل شهادته عليهالسلام ولم يولد منها غيره كما نقل ، وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولد ولد إلا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد ، ولا يبعد أن يكون عمر تصحيف عثمان في رواية المتن ، والله يعلم.