١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن أحمد ، عن إبراهيم بن الحسن قال حدثني وهب بن حفص ، عن إسحاق بن جرير قال قال أبو عبد الله عليهالسلام كان سعيد بن المسيب والقاسم بن محمد بن أبي بكر وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليهماالسلام قال وكانت أمي ممن آمنت واتقت وأحسنت « وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ » قال وقالت أمي قال أبي يا أم فروة إني لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرة لأنا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب وهم يصبرون على ما لا يعلمون.
______________________________________________________
الحديث الأول : مجهول.
والأخبار في شأن سعيد مختلفة ، فهذا الخبر يدل على مدحه ، وروي أنه من حواري علي بن الحسين ، وقد وردت أخبار كثيرة في اختيار الكشي وفي كتاب الغارات للثقفي تدل على ذمه ولعل ذمه أرجح والقاسم كان جليلا وإن لم يذكر أصحاب الرجال فيه مدحا كثيرا ، وأبو خالد اسمه وردان ولقبه كنكر ، وقد ورد فيه مدح وأنه من حواري علي بن الحسين عليهالسلام وأنه كان يقول بإمامة محمد بن الحنفية دهرا ثم رجع ، وقال بإمامة علي بن الحسين « قال أبي » أي الباقر عليهالسلام ويحتمل القاسم لكنه بعيد جدا ، وفي القاموس : النوب نزول الأمر ، والرزية المصيبة والرزايا جمعه ، وقوله : لأنا ، تعليل للاستغفار بأنهم يستحقون ذلك لعظم رتبتهم في الصبر ، أو لأنه لما شق الصبر عليهم ربما تركوه فتستغفر لهم لتدارك ذلك.
وأما الفرق بينهم وبين شيعتهم في العلم بالثواب فظاهر من جهتين : « الأولى » كون يقينهم بالثواب أقوى وأشد من يقين شيعتهم « والثانية » علمهم بخصوصيات الدرجات والمثوبات ، وشيعتهم إنما يعلمون ذلك مجملا ، وأما كون الصبر مع عدم العلم أشق فهو ظاهر ، فإن الطفل الجاهل بنفع الحجامة يتألم ويضطرب أضعاف الكامل العالم بنفعها الراضي بها ، الداعي إليها ، الباذل الأجر لها ، وسيأتي هذا الخبر في باب الصبر على وجه يحتمل وجها آخر نذكره إنشاء الله.