في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري وصدري بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء
______________________________________________________
في الصبر في مصيبتك موجب لتصبري في تلك المصيبة أيضا.
وفي المجالس : إلا أن في التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي ، وفي النهج : إلا أن في التأسي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضع تعز فلقد « إلى آخره ».
« لقد وسدتك في ملحودة قبرك » الوسادة بالكسر المخدة والمتكإ « وسدتك » أي جعلت لك وسادة ، وهنا كناية عن إضجاعه صلىاللهعليهوآله في اللحد ، واللحد الشق في جانب القبر « وملحودة قبرك » أي الجهة المشقوقة من قبرك كما قاله ابن أبي الحديد.
أقول : ويحتمل أن تكون إضافة الملحودة إلى القبر بيانية ، وفي القاموس اللحد ويضم : الشق يكون في عرض القبر كالملحود ، ولحد القبر كمنع والحدة عمل له لحدا والميت دفنه ، وقبر لأحد وملحود ذو لحد.
« وفاضت » أي سألت وجرت « نفسك » أي روحك ، ويدل على عدم تجرد الروح ويكون النفس بمعنى الدم ومنه النفس السائلة ، وقال بعض شارحي النهج : المراد مقاساته للمصيبة عند فيضان نفسه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهي دمه بين نحره وصدره ، ولا يخفى ما فيه ، والحاصل أن عند خروج روحه المقدسة كان رأسه صلىاللهعليهوآلهوسلم في صدره عليهالسلام متكئا عليه وهذا من أشد أوضاع وقوع مصيبة الأحباء.
« بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول » ليست هذه الفقرة في النهج ، وقوله عليهالسلام بلى ، إثبات لما يفهم نفيه في قوله : قل ، إلى آخره ، أي في كتاب الله من مدح الصابرين ووعد المثوبات الجزيلة لهم ما يصير سببا لي للصبر على المصائب وقبولها أنعم القبول أي أحسنه.
« قد استرجعت الوديعة » الفعل فيها وفي قرينتيها إما على بناء المجهول أو المعلوم ، وفي النهج وأخذت الرهينة أما حزني. وسقط ما بين ذلك ، وضبط الفعلان