٢ ـ محمد بن يحيى ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه أبي الحسن عليهالسلام قال إن فاطمة عليهاالسلام صديقة شهيدة
______________________________________________________
الحديث الثاني صحيح.
والصديقة فعلية للمبالغة في الصدق والتصديق ، أي كانت كثيرة التصديق لما جاء به أبوها صلىاللهعليهوآله ، وكانت صادقة في جميع أقوالها مصدقة أقوالها بأفعالها ، وهي معنى العصمة ، ولا ريب في عصمتها صلوات الله عليها لدخولها في الذين نزلت فيهم آية التطهير بإجماع الخاصة والعامة والروايات المتواترة من الجانبين ، وأما دلالة الآية على العصمة فلان المراد بالإرادة في الآية إما الإرادة المستتبعة للفعل أعني إذهاب الرجس حتى يكون الكلام في قوة أن يقال : إنما أذهب الله عنكم الرجس أو الإرادة المحضة حتى يكون المراد أمركم الله يا أهل البيت باجتناب المعاصي ، فعلى الأول ثبت المدعى وأما الثاني فباطل من وجوه :
الأول : أن كلمة إنما تدل على التخصيص والإرادة المذكورة تعم سائر المكلفين حتى الكفار لاشتراك الجميع في التكليف وقد قال سبحانه : « وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ » (١) فلا وجه للتخصيص بهم عليهمالسلام.
الثاني : أن المقام يقتضي المدح والتشريف لمن نزلت الآية فيه ، حيث جللهم بالكساء ، ولم يدخل فيه غيرهم ، وخصصهم بدعائه فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامتي ، وكذا التأكيد في الآية حيث أعاد التطهير بعد ذكر إذهاب الرجس ، والمصدر بعد الفعل منونا بتنوين التعظيم.
وقد أنصف الفخر الرازي في تفسيره حيث قال : في قوله تعالى : « لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَيُطَهِّرَكُمْ » لطيفة هي أن الرجس قد يزول عينا ولا يطهر المحل فقوله : ليذهب عنكم الرجس أي يزيل عنكم الذنوب « وَيُطَهِّرَكُمْ » أي يلبسكم خلع الكرامة انتهى.
__________________
(١) سورة الذاريات : ٥٦.