ولكنه كان مستودعا للوصايا فدفعها إليه صلىاللهعليهوآله قال قلت فدفع إليه الوصايا على أنه محجوج به فقال لو كان محجوجا به ما دفع إليه الوصية قال فقلت فما
______________________________________________________
مستودعا للوصايا دفعها إليه ، لا على أنه أوصى إليه وجعله خليفة له ليكون حجة عليه ، بل كما يوصل المستودع الوديعة إلى صاحبها فلم يفهم السائل ذلك وأعاد السؤال ، وقال : دفع الوصايا مستلزم لكونه حجة عليه فأجاب عليهالسلام بأنه دفع إليه الوصايا على الوجه المذكور ، وهذا لا يستلزم كونه حجة بل ينافيه ، وقوله عليهالسلام : ومات من يومه ، أي يوم الدفع لا يوم الإقرار ، ويحتمل تعلقه بهما ، ويكون المراد به الإقرار الظاهر الذي اطلع عليه غيره صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الثاني : أن المعنى هل كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم محجوجا مغلوبا في الحجة بسبب أبي طالب حيث قصر في هدايته إلى الإيمان فلم يؤمن؟ فقال عليهالسلام : ليس الأمر كذلك لأنه كان قد آمن وأقر وكيف لا يكون كذلك والحال أن أبا طالب كان من الأوصياء وكان أمينا على وصايا الأنبياء وحاملا لها إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال السائل : هذا موجب لزيادة الحجة عليهما حيث علم نبوته بذلك ولم يقر؟ فأجاب عليهالسلام بأنه لو لم يكن مقرا لم يدفع الوصايا إليه.
الثالث : ما ذكره بعض الأفاضل : أن المعنى أنه لو كان محجوجا به وتابعا له لم يدفع الوصية إليه ، بل كان ينبغي أن يكون عند أبي طالب والوصايا التي ذكرت بعد كأنها غير الوصية الأولى ، واختلاف التعبير يدل عليه ، فدفع الوصية كان سابقا على دفع الوصايا ، وإظهار الإقرار ، وأن دفعها كان في غير وقت مما يدفعه الحجة إلى المحجوج بأن كان متقدما عليه أو أنه بعد دفعها اتفق موته ، والحجة يدفع إلى المحجوج عند العلم بموته أو دفع بقية الوصايا ، فأكمل الدفع يوم موته الرابع : ما ذكره بعضهم أن قوله : على أنه محجوج به ، يعني على أن يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حجة عليه ، وقوله : ما دفع إليه الوصية لأن الوصية إنما ينتقل ممن له التقدم.