أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم رفع يده الشمال فقال أيها الناس أتدرون ما في كفي قالوا الله ورسوله أعلم فقال أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال حكم الله وعدل حكم الله وعدل
______________________________________________________
إياهم من هذا الأمر الذي لا يعلمه إلا الله ورسوله يكون للحث على استماع ما يلقى إليهم والكشف عن مقدار فهمهم ، ومبلغ علمهم ، فلما راعوا الأدب بقولهم : الله ورسوله أعلم ، علم أنهم يريدون استخراج ما عنده فأجاب بما ذكر ، وقيل : فائدته التعريف بمنزلته من الله تعالى في إعلام هذه الأمور المغيبة ، وقيل : فائدته استنطاقهم وحملهم على الإقرار بأن الله ورسوله أعلم.
« فيها أسماء أهل الجنة » أي فيها كتاب فيه أسماؤهم ، أو من قبيل الاستعارة التمثيلية والمقصود بيان علمه بالمقربين وأصحاب اليمين بحيث صاروا كأنهم مكتوبون في كفه أو في كتاب في كفه ، ولعل المراد بأسماء آبائهم نسبتهم إلى الآباء كفلان بن فلان وقيل : فيه دلالة على أن ولد الزنا لا يدخل الجنة كما أن في مقابله دلالة على أنه لا يدخل النار فكأنهم في الأعراف أو يخص أسماء آبائهم بمن له أب أو يعم الأب بحيث يشمل لغة وعرفا.
« حكم الله » أي يكون ما في اليد اليمنى من أهل الجنة ، وعدل في ذلك ، لأنه لم يكن ذلك مجازفة ، بل لعلمه بأنهم يختارون الإيمان باختيارهم « حكم الله » بكون ما في اليد اليسرى من أهل النار ، وعدل في ذلك لأن العلم لا يكون علته ، وفي أكثر النسخ ثلاث مرات ، فالثالث إشارة إلى حكم أهل الأعراف ، أو الأول إلى الحكم الأزلي والثاني إلى الحكم بعد إيجادهم ، والثالث إلى الحكم الأخروي أو لمحض التأكيد فيهما.
أقول : ومثل هذه الرواية موجودة في طرق المخالفين ، ففي الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : خرج علينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي يده كتابان ، فقال للذي في يده اليمنى : هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم