المأموم ، بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ، ولادعى أمر الله عزوجل كل أحد ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العالم من الجاهل.
وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية حالة هيى له رجاء أن يتم دعواه ، أبفقه في دين الله؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطاء وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكمامن متشابه ، ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره قد تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة ، أم بآية فليأت بها ، أم بحجة فليقمها ، أم بدلالة فليذكرها.
____________________
إلى التسعة آلاف ».
وكيف كان ، المعول في ايمان أبي طالب على ذبه عن رسول الله صلىاللهعليهوآله طيلة حياته وأشعاره المستفيضة المصرحة بأنه كان مؤمنا في قلبه ولكنه لم يظهره لئلا يسقط عن أنظار قريش ، فيفوته الذب عنه ولذلك قال :
لولا الملامة أو حذاري سبة |
|
لوجدتني سمحا بذاك مبينا |
واما ايمانه بحساب الجمل وان كان ورد من طرقنا أيضا ، لكن الاصل في ذلك ما رواه شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن كما عرفت ، والحسين بن الروح النوبختي انما فسر الحديث المرسل ، لا غير.
على أنه لو كان يتقى الملامة أو السبة او المعرة كما في رواية أخرى كان ذلك حين يتطاول على قريش بالذب عنه صلىاللهعليهوآله وأما عند الممات ، فلا وجه للتقية أبدا ، فلم أسلم بحساب الحمل ولم يظهر اسلامه صريحا ، ولو صح الحديث مع غرابته لم يفد في المقام شيئا فانه ليس بأصرح من قوله :
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا |
|
نبيا كموسى خط في أول الكتب |