الحكاية التاسعة والعشرون
في كتاب نور العيون تأليف الفاضل الخبير الالمعي السيد محمد شريف الحسيني الاصبهاني عن أستاذه العالم الصالح الزاهد الورع الآميرزا محمد تقي بن الآميرزا محمد كاظم بن الآميرزا عزيز الله ابن المولى محمد تقي المجلسي الملقب بالالماسي وهو من العلماء الزاهدين وكان بصيرا في الفقه والحديث والرجال ، وقد ذكر ناشرح حاله في رسالة الفيض القدسي في ذكر أحوال العلامة المجلسي رضوان الله عليه.
قال في رسالة له في ذكر من رآه عليهالسلام في الغيبة الكبرى : حدثني بعض اصحابنا عن رجل صالح من أهل بغداد وهو حي إلى هذا الوقت أي سنة ست وثلاثين بعد المائة والالف ، قال : إني كنت قد سافرت في بعض السنين مع جماعة ، فركبنا السفينة وسرنا في البحر ، فاتفق أنه انكسرت سفينتنا ، وغرق جميع من فيها وتعلقت أنا بلوح مكسور فألقاني البحر بعد مدة إلى جزيرة ، فسرت في أطراف الجزيرة ، فوصلت بعد اليأس من الحياة بصحراء فيها جبل عظيم.
فلما وصلت إليه رأيته محيطا بالبحر إلا طرفا منه يتصل بالصحراء واستشممت منه رائحة الفواكه ، ففرحت وزاد شوقي ، وصعدت قدرا من الجبل حتى إذابلغت إلى وسطه في موضع أملس مقدار عشرين ذراعا لا يمكن الاجتياز منه أبدا ، فتحيرت في أمري فصرت أتفكر في أمري فاذا أنا بحية عظيمة كالاشجار العظيمة تستقبلني في غاية السرعة ، ففرت منها منهزم مستغيثا بالله تبارك وتعالى في النجاة من شرها كما نجاني من الغرق.
فاذا أنا بحيوان شبه الارنب قصد الحية مسرعا من أعلى الجبل حتى وصل إلى ذنبها فصعد منه حتى إذا وصل رأس الحية إلى ذلك الحجر الاملس وبقي ذنبه فوق الحجر ، وصل الحيوان إلى رأسهاوأخرج من فمه حمة (١) مقدار أصبع فأدخلها
____________________
(١) الحمة وزان ثبة الابرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها وتأوها عوض عن اللام المحذوفة لان أصلها حمو ، أو حمى.