قائمة الکتاب
باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهم عليهمالسلام
٢٧١
إعدادات
مرآة العقول [ ج ٤ ]
مرآة العقول [ ج ٤ ]
المؤلف :الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع :الحديث وعلومه
الناشر :دار الكتب الإسلاميّة
الصفحات :374
تحمیل
إحدى الروحين وجعل النبي صلىاللهعليهوآله من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن الأول عليهالسلام ما الجبل فقال الخلق غيرنا أهل البيت فإن الله عز وجل خلقنا من العشر
______________________________________________________
قال تعالى : « وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً » (١) وهو بعيد.
وجملة « من بعده جبله » نعت ملك ، وضمير بعده للنبي وضمير جبله للملك إشارة إلى أن النبي أفضل من الملك ، فالمراد بالبعدية ما هي بحسب الرتبة ، وإرجاع ضمير بعده إلى الله كما توهم بعيد ، وفي البصائر : ولا ملك إلا ومن بعد جبله نفخ.
« وجعل النبي » إنما لم يذكر الملك هنا لذكره سابقا ، وقوله : « ما الجبل » هو بفتح الجيم وسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ، وهو كلام ابن رئاب ففسره عليهالسلام بالخلق ، قال الفيروزآبادي : الجبلة مثلثة ، ومحركة وكطمرة الخلقة والطبيعة ، وككتاب الجسد والبدن ، وجبلهم الله يجبل ويجبل خلقهم ، وعلى الشيء طبعه وجبره كأجبله ، انتهى.
والأظهر عندي : أن « غيرنا » تتمة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع ، وإنما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه ، لا تتمة لتفسير الجبل كما توهمه الأكثر ، قال الشيخ البهائي (ره) يعني مادة بدننا لا تسمى جبلة بل طينة ، لأنها خلقت من العشر طينات.
وقال المحدث الأسترآبادي (ره) : توضيح المقام أن كل نبي وكل ملك خلقه الله تعالى جعل فيه إحدى الروحين ، وجعل جسد كل نبي من إحدى الطينتين ، ولم يذكر الملك هنا لأنه ليس للملك جسد مثل جسد الإنسان ، وقوله : ما الجبل بسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ، وقوله : الخلق جواب له ، وحاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت ، لأن الله خلق طينتنا من عشر طينات ، ولأجل ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين والسماوات وجبل فينا
__________________
(١) سورة النساء : ٥٤.