أقول : وقال ابن أبي الحديد في شرح خطبة أوردها السيد الرضي في نهج البلاغة وهي مشتملة على ذكر بني امية : هذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير وهي متداولة منقولة مستفيضة وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي.
ثم قال : ومنها فانظروا أهل بيت نبيكم فان لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم ليفرجن الله برجل منا أهل البيت بأبي ابن خيرة الاماء لايعطيهم إلا السيف هرجا هرجا موضوعا على عاتقه ثمانية حتى تقول قريش لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا فيغريه الله ببني امية حتى يجعلهم حطاما ورفاتا ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ثم قال ابن أبي الحديد : فان قيل من هذا الرجل الموعود؟ قيل أما الامامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر وأنه ابن أمة اسمها نرجش وأما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لام ولد وليس بموجود الآن.
فان قيل : فمن يكون من بني امية في ذلك الوقت موجودا حتى يقول عليهالسلام في أمرهم ما قال من انتقام هذا الرجل منهم؟ قيل أما الامامية فيقولون بالرجعة ويزعمون أنه سيعاد قوم بأعيانهم من بني امية وغيرهم إذا ظهر إمامهم المنتظر وأنه يقطع أيدي أقوام وأرجلهم ويسمل عيون بعضهم ويصلب قوما آخرين وينتقم من أعداء آل محمد عليهمالسلام المتقدمين والمتأخرين.
وأما أصحابنا فيزعمون أنه سيخلق الله تعالى في آخر الزمان رجلا من ولد فاطمة عليهاالسلام ليس موجودا الآن وينتقم [به] وأنه يملا الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما من الظالمين وينكل بهم أشد النكال وأنه لام ولد كما قد ورد في هذا الاثر وفي غيره من الآثار وأن اسمه كاسم رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنه يظهر بعد أن يستولي على كثير من الاسلام ملك من أعقاب بني امية وهو السفياني الموعود به في الصحيح من ولد أبي سفيان بن حرب بن امية وأن الامام الفاطمي يقتله وأشياعه من بني امية وغيرهم وحينئذ ينزل المسيح عليهالسلام من السماء وتبدو أشراط الساعة و تظهر دابة الارض ويبطل التكليف ويتحقق قيام الاجساد عند نفخ الصور كما