ولعل المراد بالحيرة التحير في المساكن وأن يكون في كل زمان في بلدة وناحية ، وقيل المراد حيرة الناس فيه وهو بعيد.
قوله عليهالسلام : « ستة أيام » الخ لعله مبني على وقوع البداء فيه ، ولذا ردد عليهالسلام بين امور ، وأشار إليه في آخر الخبر ويمكن أن يقال : إن السائل سأل عن الغيبة والحيرة معا فأجاب عليهالسلام بأن زمان مجموعهما أحد الازمنة المذكورة وبعد ذلك ترفع الحيرة وتبقى الغيبة ، فالترديد باعتبار اختلاف مراتب الحيرة إلى أن استقر أمره عليهالسلام في الغيبة ، وقيل : المراد أن آحاد زمان الغيبة هذا المقدار. « كما أنه » أي المهدي عليهالسلام « مخلوق » أي كما أن وجوده محتوم فكذا غيبته محتوم ، « فان له إرادات » في سائر الروايات « فان له بداءات وإرادات » أي يظهر من الله سبحانه فيه عليهالسلام امور بدائية في امتداد غيبته وزمان ظهوره وإرادات في الاظهار والاخفاء والغيبة و الظهور ، و « غايات » أي منافع ومصالح فيها ، و « نهايات » مختلفة لغيبته وظهوره بحسب مايظهر للخلق من ذلك بسبب البداء.
١٩ ـ ك : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن جعفر بن محمد الفزاري عن إسحاق بن محمد الصيرفي ، عن أبي هاشم ، عن فرات بن أحنف (١) ، عن ابن طريف عن ابن نباته ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه ذكر القائم عليهالسلام فقال : أما ليغيبن حتى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة.
ك : الوراق ، عن سعد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسحاق بن محمد [عن أبي هاشم] عن فرات بن أحنف ، عن ابن نباته مثله.
٢٠ ـ ك : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسن بن محمد ، عن أبي الجارود ، عن يزيد الضخم قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : كأني بكم تجولون جولان النعم تطلبون المرعى فلا تجدونه.
____________________
(١) في المطبوعة : ضرار بن احنف والصحيح ما أثبتناه راجع المصدر ج ١ ص ٤١٩.