١٤ ـ نى : علي بن أحمد ، عن عبيد الله بن موسى ، عن موسى بن هارون بن عيسى العبدي ، عن عبدالله بن مسلم بن قعنب ، عن سليمان بن هلال قال : حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن الحسين بن علي عليهمالسلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟ فقال : إذا درج الدارجون ، وقل المؤمنون ، وذهب المجلبون ، فهناك ، فقال : يا أمير المؤمنين عليك السلام ممن الرجل؟ فقال : من بني هاشم من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت ، ومجفو أهلها إذا أتت ، ومعدن صوفتها إذا اكتدرت لايجبن إذا المنايا هلعت ، ولايحور إذا المؤمنون اكتنفت ولاينكل إذا الكماة اصطرعت مشمر مغلولب طفر ضرغامة حصد مخدش ذكر سيف من سيوف الله رأس قثم نشق رأسه في باذخ السؤدد ، وغارز مجده في أكرم المحتد ، فلا يصرفنك عن تبعته صارف عارض ينوص إلى الفتنة كل مناص إن قال فشر قائل وإن سكت فذو دعاير.
ثم رجع إلى صفة المهدي عليهالسلام فقال : أوسعكم كهفا ، وأكثركم علما و أوصلكم رحما اللهم فاجعل بيعته خروجا من الغمة واجمع به شمل الامة فأنى جاز لك (١) فاعزم ولا تنثن عنه إن وفقت له ولا تجيزن عنه إن هديت إليه هاه وأومأ بيده إلى صدره شوقا إلى رؤيته.
توضيح : قال الفيروزآبادي : درج دروجا ودرجانا مشى والقوم انقرضوا وفلان لم يخلف نسلا أو مضى لسبيله انتهى والغرض انقراض قرون كثيرة قوله عليهالسلام « وذهب المجلبون » أي المجتمعون على الحق والمعينون للدين أو الاعم قال الجزري : يقال : أجلبوا عليه إذا اتجمعوا وتألبوا وأجلبه أي أعانه وأجلب عليه إذا صاح به واستحثه « والطود » بالفتح الجبل العظيم وفي بعض النسخ بالراء وهو بالضم أيضا الجبل و الاول أصوب « والمغيض » الموضع الذي يدخل فيه المآء فيغيب ولعل المعنى أنه بحر العلوم والخيرات فهي كامنة فيه أو شبهه ببحر في أطرافه مغايض فان شيعتهم مغايض علومهم قوله عليهالسلام و « مجفو أهلها » أي إذا أتاه أهله يجفونه ولا يطيعونه
____________________
(١) في المصدر : فان خار الله لك. راجع ص ١١٤.