مقباس الهداية في علم الدراية - ج ٣

الشيخ عبد الله المامقاني

مقباس الهداية في علم الدراية - ج ٣

المؤلف:

الشيخ عبد الله المامقاني


المحقق: الشيخ محمّد رضا المامقاني
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٤٨

مقباس الهدایة في علم الدرایة المجلد ٣

هوية الكتاب

مقباس الهداية في علم الدراية

الجزء الثالث

تألیف: الشیخ محمد رضا المامقاني

موسسه آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث

الطبعة: الأولی - ذي الحجة ١٤١٣ ه . ق

١

اشارة

٢

مقباس الهداية في علم الدراية

٣

مقباس الهداية في علم الدراية

الجزء الثالث

تألیف: الشیخ محمد رضا المامقاني

موسسه آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث

الطبعة: الأولی - ذي الحجة ١٤١٣ ه . ق

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

٥

جمیع الحقوق محفوظة ومسجلة

لموسسه آل البیت علیهم السلام لإحیاء التراث

٦

٧

٨

تتمة الفصل السادس فى من تقبل روايته و من ترد

المقام الخامس في التعرض لألفاظ مستعملة في أحوال الرجال لا تفيد مدحا و لا قدحا

اشارة

و لو أفادت أحدهما فمما لا يعتنى به، أما لضعف الإفادة أو المفاد.

مولى

فمنها:

قولهم: مولى.

و لا طلاقه كيفيات:

فتارة: يقولون في الرجل إنه مولى فلان، و أخرى: إنه مولى بني فلان و ثالثة: إنه مولى آل فلان، و قد يضيفونه الى ضمير الجمع بعد نسبته الى قبيلة، و قد يقطعونه عن الإضافة فيقولون مولى، و ربّما يقولون مولى فلان ثم مولى فلان.

فمن الأول: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم بن قصي، مدني(١).

٩

١- و كذا أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن فضال مولى عكرمة بن ربعي.

و من الثاني: أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار أبو عبد اللّه مولى بني أسد(١).

و من الثالث: ابراهيم بن سليمان أبي داحة المزني مولى آل طلحة، و إبراهيم بن محمد مولى قريش.

و من الرابع: إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم.

و من الخامس: أحمد بن رياح بن أبي نصر السكوني مولى، و أيوب بن الحر الجعفي مولى(٢).

و من السادس: تغلبة بن ميمون مولى بني أسد ثم مولى بني سلامة(٣).

و إذ قد عرفت ذلك فاعلم: أن للفظ المولى معاني في اللغة و الاصطلاح، أما في اللغة(٤) فله معاني(٥) كثيرة فإنه يطلق على

١٠

١- و كذا إبراهيم بن عربي الأسدي مولاهم و كم له من نظير.

٢- و أيضا إبراهيم بن أبي محمود الخراساني مولى، و أحمد بن أبي بشر السراج كوفي مولى، و نظائرهم في الرجال كثير.

٣- و صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي مولاهم ثم مولى بني كاهل. و الحسن بن موسى بن سالم مولى بني أسد ثم بني والبة، و غيرهما.

٤- لاحظ اللفظة في القاموس المحيط: ١٦/١ و هناك بحث مسهب جدا للعلامة الأميني في الغدير: ٧٠/١-٣٤٤ عن هذه اللفظة، يغني عن كل تطويل و بحث.

٥- الظاهر: معان، عدّها في الغدير: ٣٦٢/١-٣٦٣ سبعة و عشرين معنى، فراجع

المالك(١) و العبد، و المعتق - بالكسر و بالفتح - و الصاحب، و القريب كابن العم و... نحوه، و الجار، و الحليف، و الابن، و العم، و النزيل، و الشريك، و ابن الاخت، و الولي، و الرب، و الناصر، و المنعم، و المنعم عليه، و المحب، و التابع، و الصهر(٢).

و أما في اصطلاح أهل الرجال فقد يطلق على غير العربي الخالص، و لعله الأكثر كما عن الشهيد الثاني (رحمه اللّه)(٣).

و استظهره المولى الوحيد في التعليقة، قال (رحمه اللّه): فعلى هذا لا يحمل على معنى إلا بالقرينة، و مع انتفائها فالراجح لعلّه الأول(٤).

١١

١- لا يخفى أن كلمة (ملا) في العجمية مصحف المولى و السيد و المالك، و زعم أنه مصحف مولى بمعنى العربي الغير خالص اشتباه. منه (قدس سره) الظاهر: غير الخالص. أقول: انظر تفصيل ما قيل في الكلمة في: لغتنامه دهخدا: ١٠٢٦/٤٨ - فارسي -.

٢- أقول: و يأتي المولى - أيضا - بمعنى المعاقب، و منه قوله تعالى: مَأْواكُمُ اَلنّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ الحديد: ١٥، و لمن يلي الشيء من خلفه و أمامه، و منه يقال فلان مولى لفلان لملازمته له، و لمن ليس بعربي صريح كما في حماد بن عيسى لما عرفت كما قاله في معين النبيه في رجال من لا يحضره الفقيه: خطي: ٣٢ و غيره.

٣- البداية: ١٣٥، إلا أن النووي و تبعه السيوطي في التدريب: ٣٨٢/٢: قال: ثم منهم من يقال فيه مولى فلان و يراد مولى عتاقة، و هو الغالب. ثم قال: و منهم من يراد به مولى الإسلام كالبخاري... لأن جدّه المغيرة كان مجوسيا.

٤- الفوائد البهبهانية: ٩ [ذيل رجال الخاقاني: ٤٤]. و ناقش البعض فيها أنها دعوى بلا دليل. و قال الشيخ ياسين بن صلاح الدين في معين النبيه: خطي: ٣٢: نعم لو ادعى أنه عند الإطلاق و خفاء القرائن يراد به النزيل أو التابع لم يكن بعيدا.

قلت: وجه رجحان الأول بناء على شيوع إطلاقه عليه، أو استعماله فيه ظاهر، لانصراف الإطلاق حينئذ إليه، لكن في بداية الشهيد الثاني أن الأغلب مولى العتاقة، فإنه (رحمه اللّه): اعتبر معرفة الموالي من الرواة من أعلى و من أسفل بالرّق، بأن يكون قد أعتق رجلا فصار مولاه، أو أعتقه رجل فصار مولاه، فالمعتق - بالكسر - مولى من أعلى، و المعتق مولى من أسفل، أو بالحلف - بكسر الحاء - و أصله المعاقدة و المعاهدة على التعاضد و التساعد و الاتفاق، و منه الحديث: حالف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بين المهاجرين و الأنصار مرتين، أي آخى بينهم، فإذا حالف أحد آخر صار كل منهما مولى الآخر بالحلف أو بالإسلام، فمن أسلم على يد آخر كان مولاه يعني بالإسلام، و فائدته معرفة الموالي المنسوبين الى القبائل بوصف مطلق، فإن الظاهر في المنسوب الى قبيلة كما إذا قيل: فلان القرشي إنه منهم، و قد تكون النسبة بسبب أنه مولى لهم بأحد المعاني، و الأغلب مولى العتاقة، و قد يطلق المولى على معنى رابع و هو الملازمة، كما قيل: مقسم مولى ابن عباس، للزومه إياه، و خامس و هو من ليس بعربي، فيقال فلان مولى و فلان عربي صريح، و هذا النوع أيضا كثير. انتهى المهم مما في البداية(١). و مقتضاه حمل المولى عند الإطلاق على مولى العتاقة لكونه الأغلب، و قد يتأمل في أصل الانصراف على فرض الغلبة و الكثرة في بعض المعاني، سواء كان هو الخامس الذي يقوله الوحيد أو... غيره، نظرا الى أن

١٢

١- البداية صفحة ١٣٥، ثم قال: و مرجع الجميع الى نص أهل المعرفة عليه، و في كتب الرجال تنبيه على بعضه.

الانصراف الموجب لحمل الإطلاق على المنصرف إليه إنما هو الوضعي الابتدائي، أو الحاصل بعد الهجر لغيره من المعاني بحيث بلغ حد الوضعي الثانوي لا الانصراف الإطلاقي الابتدائي الزائل بعد التروي في الجملة، فإن ذلك لا يوجب الحمل عليه، بل هو و غيره على حد سواء لا يتعين أحدهما إلاّ بمعيّن(١)، و ليس منه مطلق الغلبة و إن أفادت الظن، إذ لا دليل على اعتباره مطلقا، إذ غاية ما ثبت اعتبار الظن بالمراد في باب الألفاظ بواسطة الوضع و عدم نصب القرينة على خلاف الموضوع له، أما فيما تعددت حقائقه أو تعددت مجازاته بعد تعذر الحقيقة فلا دليل على تعيين بعضها بمطلق الظن و لو من غلبة و نحوها. نعم قد يقال إنه من جملة الإمارات و القرائن المعينة للتنصيص على أحد المعاني في مورد، فإن ذلك قرينة على ارادة ذلك المعنى المنصوص عليه من لفظ المولى في مورد آخر في كتاب واحد أو متعدد لمصنف واحد أو متعدد كما في إبراهيم بن أبي رافع، فإنهم ذكروا أنه كان مولى للعباس بن عبد المطلب، ثم وهبه للنبي (صلى اللّه عليه و آله و سلّم)، فلما بشّر النبي بإسلام العباس أعتقه، فإن ذلك قرينة على إرادة المملوك من المولى، فتأمل.

و الذي يظهر لي أن المولى حيث يطلق من غير اضافة يراد به العربي

١٣

١- الانصراف المصطلح هو انسياق اللفظ الى بعض أفراده و مصاديقه لكثرة الاستعمال فيه و شيوعه عليه بحيث صار الذهن مأنوسا به، لا أنه وضع له خاصة مع هجر مصاديقه الأخرى، فما ذكره رحمه اللّه من انصراف اللفظ الى المعنى الوضعي الابتدائي أو الثانوي بعد هجره عن المعنى الأول خروج عن الاصطلاح، فتدبر.

الغير الخالص(١)، لعدم تمامية شيء من بقية المعاني من غير إضافة، فإطلاقه من غير إضافة و ارادة أحدها مجاز لا يصار إليه بخلاف العربي الغير الخالص(٢)، فإن المعنى معه تام من غير إضافة، فيتعين حمله عليه، و اللّه العالم(١).

و كيف كان فلا تفيد هذه اللفظة مدحا يعتد به في أي من معانيه استعمل. نعم لو استعمل في المصاحب و الملازم و المملوك و..

نحوها(٢) لم يبعد إفادته المدح فيما إذا أضيف الى المعصوم أو محدث ثقة جليل، و ذما إذا أضيف إلى ملحد أو فاسق(٣) نظرا الى أن الطبع مكتسب من كل مصحوب(٤)، فتأمل(٥).

١٤

١- قال في توضيح المقال: ٤٧: ثم إنه لا ينافي حمل اطلاق المولى على بعض ما ذكر من المعاني الاصطلاحية أو اللغوية التعبير عن ذلك المعنى في مقام آخر بلفظ آخر صريح فيه أو ظاهر كما قيل في أبان بن عمر الأسدي إنه ختن آل ميثم، و في إبراهيم (كذا) أبي رافع أنه عتيق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و في أحمد بن إسحاق الأشعري أنه كان واقد (كذا، و الظاهر وافد) القميين، و في الصدوق إنه نزيل الري، و في إبراهيم بن أحمد بن محمد الحسيني الموسوي الرومي إنه نزيل دار النقابة بالري... الى غير ذلك، و ذلك لإرادة التنصيص و الظهور في مقام دون آخر.

٢- في الطبعة: الثانية: و نحوهما و هو غلط.

٣- كما في الحسن بن راشد أو الحسن أنه مولى بني العباس.

٤- و من هنا يظهر قولهم مولى فلان - و يراد واحد من المعصومين عليهم السّلام، و قد ذهب الوحيد في التعليقة: ١٠ الى أنه: لعل إظهار ذلك أيضا للاعتناء بشأنهم. و لكن الإنصاف أن المسألة أعم أيضا، و أن يظهر في ترجمة مسلم مولى أبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام من ورود مدحه و تبجيله، إلا أن ما في ترجمة معتب مولى الصادق عليه السّلام ما يشير إلى ذم موالي الصادق عليه السّلام مطلقا، فتدبر.

٥- وجه التأمل ظاهر.

و منها:

منها: الغلام

لفظ الغلام: فإنه كثيرا ما يقع استعماله في الرجال فيقال: إن فلانا من غلمان فلان، قيل: و المراد به المتأدب عليه و المتلمذ على يده، كما صرحوا به في كثير من التراجم، كما في: بكر بن محمد بن حبيب بن أبي عثمان المازني، فإنهم ذكروا فيه أنه من غلمان إسماعيل ابن ميثم، لكونه تأدّب عليه. و في المظفر بن محمد بن أحمد أبو الجيش البلخي، فإنهم ذكروا أنه كان من غلمان أبي سهل النوبختي، فإنه قرأ عليه. و في الكشي أنه من غلمان العياشي، لأنه صحبه و أخذ عنه..

الى غير ذلك من الموارد الكثيرة المستعمل فيها الغلام في كتب الرجال في التلميذ(١). [(٢)و قد أشار في منتهى المقال الى جملة منها فقال:

لاحظ ترجمة أحمد بن عبد اللّه الكرخي(٣)، و في ترجمة أحمد بن إسماعيل(٤) سمكة(٥)، و عبد العزيز بن البراج(٦)، و محمد بن جعفر

١٥

١- قال الشيخ أسد اللّه الشوشتري في مقباس الأنوار: ١١ بالنسبة الى القاضي ابن براج: هو من غلمان المرتضى، و كان خصيصا بالشيخ، و تلمّذ عليه، و صار خليفته في البلاد الشامية، و حكى عن مقباس الدراية و ريحانة الأدب قوله: غلام في اصطلاح علماء الرجال و الدراية عبارة عن التلميذ و الذي يربّى.

٢- ما بين المعقوفين من زيادات المصنف في الطبعة الثانية.

٣- منتهى المقال: ٣٦.

٤- الظاهر: بن سمكة.

٥- منتهى المقال: ٣١.

٦- منتهى المقال: ١٧٩، و هو عبد العزيز بن نحرير (بحر) بن عبد العزيز بن البراج أبو القاسم.

ابن محمد أبي الفتح الهمداني(١)، و المظفر بن محمد الخراساني(٢)، و محمد بن بشر(٣)، و ترجمة الكشي(٤) و.. غيرها(٥) ثم قال: بل لم أجد الى الآن استعمال الغلام في كتب الرجال في غير التلميذ، و يظهر ذلك من غير كتب الرجال أيضا. ففي كشف الغمة في جملة حديث: فدعا أبو الحسن (عليه السّلام) بعلي بن أبي حمزة البطائني و كان تلميذا لأبي بصير فجعل يوصيه.. الى أن قال: أنا أصحبه منذ(٦) ثم يتخطاني بحوائجه الى بعض غلماني. و في تفسير مجمع البيان(٧): الغلام للذكر أول ما يبلغ.. إلى أن قال: ثم يستعمل في التلميذ فيقال غلام، فغلب(٨)].

١٦

١- منتهى المقال: ٢٦٧.

٢- منتهى المقال: ٣٠٢.

٣- منتهى المقال: ٢٦٥.

٤- هو أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي، منتهى المقال: ٢٨٥.

٥- منتهى المقال: ٦٨.

٦- في الأصل هنا بياض و في المصدر: منذ حين، و لا يستقيم المعنى بدون حين.

٧- مجمع البيان: ٥/٦، قال: الغلام اسم المذكر أول ما يبلغ.. ثم قال: ثم يستعمل في التلميذ، فيقال غلام ثعلب. و لا يخفى التصحيف الواقع في المتن. و قال صاحب المجمع في تفسيره: ٤٣٩/٢: و يقال غلام بين الغلومة و الغلومية، و هو الشاب من الناس، و الغلمة و الاغتلام شدة طلب النكاح، و سمي الغلام غلاما؛ لأنه في حال يطلب في مثلها النكاح. و قال أيضا في: ٤٨٦/٦ من مجمع البحرين:.. و غلام مراهق إذا قارب أن يغشاه حال البلوغ.. و لا يخفى ما بين التعاريف اللفظية من الفرق، فتدبر.

٨- العبارة لصاحب منهج المقال - رجال أبي علي -: ٦٨ في ترجمة بكر بن محمد بن حبيب بن بقية أبو عثمان المازني، و قد أتعبني الحصول عليها.

و أقول: استعماله بمعنى التلميذ إنما هو إذا أضيف، و أما إذا استعمل من غير اضافة فاللازم حمله على الذكر أول ما يبلغ، لعدم تمامية معنى التلميذ من غير إضافة(١).

ثم اللفظة بنفسها لا تدلّ على مدح و لا قدح كلفظ الصاحب، و إنما يمكن استفادة مدح ما من كون من تأدّب عليه أو صاحبه من أهل التقى و الصلاح، سيما إذا كانت الصحبة و التلمّذ طويلة، و هكذا العكس لو كان من تلمذ على يده أو صاحبه مذموما.

منها: الشاعر

و منها:

قولهم: شاعر، فإنه لا يدلّ على مدح و لا ذم. و ورود ذم الشعر في الأخبار لا يدلّ على ذم الشاعر بعد تقييد ذلك بالباطل من الشعر دون ما تضمن حكمة أو وعظا أو أحكاما أو رثاء المعصومين عليهم السّلام) و.. نحو ذلك(٢).

١٧

١- و قد يستعمل في حق بعض الأعاظم و يتوهم أن المراد منه العبد، و هو من خلط اللغتين العربية و الفارسية، و إلا فلا تقف في كتب اللغة و قواميس الألفاظ على هذا المعنى، و الظاهر أن المراد بالكل التلميذ في مثل هذه الموارد، كما صرح في توضيح المقال: ٤٧ و غيره.

٢- و قد عدّه المولى الكني في منتهى المقال: ٩ من المكملات فقال: ربما يضمّ الى التوثيق و ذكر أسباب الحسن و القوة إظهارا لزيادة الكمال فهو من المكملات. و هو على حق فيما أفاد إذا كان حقا أو في أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين، و كذا لفظ القارئ. ثم أنه رحمه اللّه قال: و قولهم أديب و عارف باللغة أو النحو و أمثالهما هل هو من الأول - أي له دخل في قوة السند - أو الثاني - أي له دخل في قوة المتن - أو الثالث - أي ليس شيء منهما -، الظاهر عدم قصوره عن الثاني مع احتمال كونه من الأول، و لعل مثل القارئ كذلك. و هذا كلامه أعلى اللّه مقامه و لا يخفى ما فيه، و لعل أمره بالتأمل في آخره يومي الى ما أردنا التصريح به. قال في نهاية الدراية: ١٥١:.. أما مثل: شاعر، أريب، قار (كذا)، عارف باللغة و النحو، نجيب، لا يفيد الحديث حسنا و لا قوة.

منها: كوفي

و منها:

قولهم: كوفي، فإني وجدت بعض القاصرين يزعم دلالته على نوع ذم، و لم أفهم له وجها(١)، و لا به من أهل الدراية و الرجال قائل، و لا له في شيء من الكتب و على لسان الشيوخ شاهد، و إنما مثل اللفظة مثل بغدادي و حجازي و مدني و.. نحوها(٢)، و لقد راجعت استاذ الفن اليوم الشيخ الورع الزكي الشيخ علي الخاقاني فوجدته كما أقول مخطّئا للزعم المذكور، و لعل منشأ زعم البعض ما ورد في ذمّ أهل الكوفة من أنهم أهل نفاق و غدر(٣). و أنت خبير بأن

١٨

١- و لعل وجهه ما رواه زرارة عن أبي عبد اللّه عليه السّلام من قوله: إن أهل الكوفة لم يزل فيهم كذاب.. الحديث، كما في الوسائل: ٥٩٢/٢ حديث ١٥، و لا يخفى ما فيه.

٢- في الطبعتين الاصل: و نحوهما.

٣- كما في نهج البلاغة: الخطبة ٢٥ - من طبعة صبحي الصالح (٦٣/١ - محمد عبده) و ٩٧ صبحي (١٨٧/١ عبده) و ١٨٠ صبحي (١٠٢/٢ عبده) و غيرها. و يعارضه روايات مادحة لأهل الكوفة كثيرة تجدها في أول تاريخ الكوفة و غيره، منها ما ذكره الشيخ الطوسي في أماليه: ١٤٣/١ و بشارة المصطفى: ٩٨، و في البحار المجلد: ٢٠/٦٨ و ٢١-١٣١ و ١٣٢ منها ما بإسنادهم عن عبد اللّه بن الوليد قال دخلنا على أبي عبد اللّه عليه السّلام في زمن مروان فقال: ممّن أنتم؟ قلنا: من أهل الكوفة. قال: ما من البلدان أكثر محبا لنا من أهل الكوفة، لا سيما هذه العصابة، إن اللّه هداكم لأمر جهله الناس، فاحببتمونا و أبغضنا الناس، و تابعتمونا و خالفنا الناس، و صدّقتمونا و كذّبنا الناس، فأحياكم اللّه محيانا، و أماتكم مماتنا.. الى آخر الحديث. و غيره. و المراد - بلا سيما، هذه العصابة - هم حملة الآثار و نقاد الأخبار من الشيعة.

ذلك أجنبي عن المقام، و إنما غرضنا عدم تقرر اصطلاح خاص لأهل الرجال في هذه اللفظة.

منها: القطعي

و منها:

قولهم: القطعي - بضم القاف، و سكون الطاء - كما في إيضاح الاشتباه للعلامة. و بفتح القاف، كما عن ولده في الهامش، يراد به كل من قطع بموت الكاظم (عليه السّلام). ففي إيضاح الاشتباه في ترجمة الحسين بن الفرزدق(١): أن كل من قطع بموت الكاظم (عليه السّلام) كان قطعيا(٢). و لا دلالة في هذه اللفظة على مدح و لا قدح، و إنما تدلّ على عدم الوقف و كونه اثنى عشريا، إذ لا وقف لمن قال به، فإن من قال به قال بما بعده من الأئمة (عليهم السّلام).

و منها:

١٩

١- الصحيح كما في الخطية: الحسين بن محمد الفرزدق بن يحيى - بضم الياء - الى آخره.

٢- إيضاح الاشتباه: ١٥ - خطية -، و حكاه في منهج المقال: ١١٦ و غيره.

منها: له اصل

اشارة

قولهم: له أصل، و مثله: له كتاب، و له نوادر(١)، و له مصنف، فإن شيئا من ذلك لا يدلّ على المدح عند المحققين(٢).

بحث في الاصول الأربعمائة

و توضيح المقال في هذا المجال يستدعي الكلام في موضعين:

الأول:

في بيان ما وقفنا عليه من معاني مفرداتها مع النسبة بين بعضها مع بعض، فنقول:

المعروف في السنة العلماء بل كتبهم أن الأصول الأربعمائة جمعت في عهد مولانا الصادق (عليه السّلام) كما عن بعض(٣)، و في

٢٠