أبي الحسن بن محمّد طاهر العاملي [ العلامة الفتوني ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-332-4
ISBN الدورة:
الصفحات: ٤٦٩
وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ ) (١) ومعناه أيضاً الإطاعة ، كما هو معنى ما سبق عليه ، فيدخل فيه متابعة أصحاب الآراء أيضاً ، ولا ينافيه النزول في عبادة الأصنام وأمثالها ؛ فإنّ مبنى كثير من الآيات ـ كما صرّح به المفسّرون والاُصوليّون أيضاً ـ على تعميم الحكم وإن كان سبب نزولها أمراً خاصّاً (٢) ، كما أنّ هكذا أيضاً قوله تعالى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٣) ؛ إذ لا يخفى شموله فتوى المجتهد المخطئ أيضاً ؛ ضرورة أنّه يقول بشيء ليس من حكم اللّه : إنّه ممّا حكم اللّه ، اللّهمّ إلاّ أن يثبت خروجه منه بدليلٍ آخَر ، ودونه خرط القتاد ، كما سيظهر .
بل من شواهد الشمول مع الدلالة على أصل المقصود أيضاً : قوله تعالى في جواب فتاوى اليهود ، حيث قالوا : ( لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا ) : ( قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ) (٤) ؛ لظهور أنّ فتواهم ذلك إنّما كان بالاجتهاد والرأي دون الورود من اللّه عزوجل ؛ ولهذا عجزوا عن بيان عدم كونه ظنّيّاً ؛ حيث لم يقدروا على إثبات كونه كلام أنبيائهم ، كما قال اللّه تعالى أيضاً : ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ) (٥) .
أقول : صراحة هذا أيضاً في عـدم جواز التعبّد بالآراء مطلقاً غير
__________________
(١) سورة الحجّ ٢٢ : ٧١ .
(٢) التبيان ٧ : ٤٢٢ ، العدّة في اُصول الفقه ٢ : ٦٠٩ ، المحصول في علم اُصول الفقه ٣ : ١٢٥ ، شرح مختصر الروضة ٢ : ٥٠٣ .
(٣) سورة الأنعام ٦ : ١٤٤ .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ١٤٨ .
(٥) سورة القلم ٦٨ : ٣٧ ـ ٣٩ .
خفيّةٍ على من له أدنى بصيرة ، ومن هذا القبيل أيضاً قوله تعالى : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ ) أي : إن تقبل قولهم ( يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ؛ لأنّهم لم يزالوا في خطأ ( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ) (١) .
فالاعتماد على الظنّ حينئذٍ يكون ضلالاً ، فلا حقّ إلاّ فيما علم وروده من اللّه ، كما يدلّ عليه أيضاً قوله تعالى : [ ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ) (٢) ، وقوله عزوجل (٣) ] : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ ) (٤) الآية ، وقوله سبحانه : ( قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ِ ) إلى قوله : ( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) (٥) .
وكذا قال : ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ) (٦) .
ومن هذا الباب أيضاً قوله عزوجل : ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) (٧) .
وكذا قوله تعالى : ( أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ) (٨) لما مرّ آنفاً ، وكذا قوله تعالى : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ
__________________
(١) سورة الأنعام ٦ : ١١٦ .
(٢) سورة البقرة ٢ : ١٢٠ ، سورة الأنعام ٦ : ٧١ .
(٣) ما بين المعقوفين لم يرد في «م» .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ٥٧ .
(٥) سورة يونس ١٠ : ٣٥ ـ ٣٦ .
(٦) سورة يونس ١٠ : ٣٢ .
(٧) سورة الأعراف ٧ : ٣ .
(٨) سورة الأنعام ٦ : ٨١ .
مُعْرِضُونَ ) (١) ، وكذا قوله سبحانه : ( وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (٢) ، وقوله تعالى : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ) (٣) ؛ ضرورة دلالته على كون ما سوى العلم والهدى ـ الذي ظهر أنّه الأخذ من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ـ من أفراد متابعة الأهواء ، وأنّها الضلالة ، وكذا قوله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ) إلى قوله : ( فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَآءَكَ مِنَ الْحَقّ ِ ) (٤) ، وقوله : ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) (٥) ، وقوله تعالى : ( قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ) (٦) ، وقوله : ( قُلْ إِنِّي عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) (٧) ، وقوله : ( فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ) (٨) ، وقوله : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) إلى قوله : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ) (٩) ، وقوله : ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) (١٠) ، وقوله : ( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ) (١١) .
__________________
(١) سورة المؤمنون ٢٣ : ٧١ .
(٢) سورة الأنعام ٦ : ١١٩ .
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٥٠ .
(٤) سورة المائدة ٥ : ٤٨ .
(٥) سورة المائدة ٥ : ٤٩ .
(٦و ٧) سورة الأنعام ٦ : ٥٦ ، ٥٧ .
(٨) سوره الشورى ٤٢ : ١٥ .
(٩) سورة الزخرف ٤٣ : ٤٣ ـ ٤٤ .
(١٠) سورة الجاثية ٤٥ : ١٨ .
(١١) سورة البقرة ٢ : ١٤٥ .
ثمّ لا يخفى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله إذا لم يكن مأذوناً فغيره بالطريق الأولى ، وقد ذكرنا أنّهم غير معذورين في عدم تيسّر حصول العلم لهم ؛ لأنّ التقصير منهم ؛ حيث تركوا العالم بأحكام اللّه .
وكذا ذكرنا عموم المراد بهذه الآيات وإن ورد بعضها في أهواء الكفّار ؛ للاشتراك في العلّة المنصوصة ، ويشهد له أيضاً قوله تعالى : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورً ) (١) ؛ ضرورة أنّ الآثم الذي جعله اللّه مقابل الكافر يشمل ما سوى المعصوم من سائر المسلمين ، فافهم .
ومن الآيات قوله عزوجل : ( لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) (٢) .
وقوله تعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) إلى قوله : ( وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (٣) ، وظاهر أنّ بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله نائبه المتعلّم منه علومه كذلك أيضاً .
وقوله سبحانه : ( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ ) إلى قوله : ( وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) الآية ؛ إذ لا يخفى أنّ سبيل المؤمنين في زمان النبيّ صلىاللهعليهوآله كان السؤال منه لا غير .
وقوله تعالى : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ
__________________
(١) سورة الدهر ٧٦ : ٢٤ .
(٢) سورة المائدة ٥ : ٧٧ .
(٣) سورة النساء ٤ : ٦٥ .
(٤) سورة النساء ٤ : ١١٥ .
إِلَّا الْحَقَّ ) (١) .
وقوله عزوجل في مواضع : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ) (٢) .
وقوله سبحانه : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) (٣) .
ومن البيّن إنّ الذي ترك العالم الآخذ علمه من اللّه ورسوله جميعاً وتمسّك بغير ذلك ، فهو من جملة أهل هذه الآية ، كما يشهد له أيضاً قوله تعالى : ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ) (٤) ، وقوله : ( أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ) (٥) ، الآية ، وقوله تعالى : ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (٦) ، وقوله : ( وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ) (٧) ، وقوله : ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ) (٨) ، وقوله تعالى : ( وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) (٩) .
__________________
(١) سورة الأعراف ٧ : ١٦٩ .
(٢) سورة الحجّ ٢٢ : ٨ ، وسورة لقمان ٣١ : ٢٠ .
(٣) سورة الزخرف ٤٣ : ٣٦ ـ ٣٧ .
(٤) سورة محمّد ٤٧ : ١٤ .
(٥) سورة فاطر ٣٥ : ٨ .
(٦) سورة الملك ٦٧ : ٢٢ .
(٧) سورة الأنعام ٦ : ١٢١ .
(٨) سورة النمل ٢٧ : ٢٤ .
(٩) سورة آل عمران ٣ : ٢٤ .
والآيات كثيرة ، وخلاصة جميعها بعد ملاحظة بعضها مع بعض : بيان انحصار العلم والحقّ والهدى والإيمان ، والسبيل المستوي ، والصراط المستقيم ، وطاعة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، في أخذ جميع الاُمور كلّها صغيرها وكبيرها ، اُصولها وفروعها ، ممّا ورد من اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، دون غير ذلك بأيّ نحو كان ، وأنّ ما سوى ذلك طريق باطل وضلال وممنوع عنه وإن اتّفق أحياناً مطابقته لأمر اللّه ، كما يتّضح غاية الوضوح فيما يأتي من الآيات والأخبار وغيرهما ، كقوله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) (١) ، الآية . وقوله : ( فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ) (٢) ، وقوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) (٣) ، وقوله : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (٤) ، وقوله : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ) (٥) ، وقوله : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) (٦) ، وقوله : ( فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ) (٧) ، وقوله : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٨) ، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ
__________________
(١) سورة آل عمران ٣ : ١٧٩ .
(٢) سورة آل عمران ٣ : ٢٠ .
(٣) سورة النساء ٤ : ٦٤ .
(٤) سورة الأنعام ٦ : ١٢٤ .
(٥) سورة التوبة ٩ : ١١٥ .
(٦) سورة النحل ١٦ : ٨٩ .
(٧) سورة القيامة ٧٥ : ١٨ ـ ١٩ .
(٨) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٦ .
يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) (١) ، أي : لا تقطعوا أمراً بدونهما ، وقوله : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (٢) ، وقوله : ( دْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا . . . ) (٣) الآية ، وغيرها من الآيات التي لا تحصى .
وسيأتي تمام الكلام بحيث يتّضح كون المراد بها ما ذكرناه غاية التوضيح في مواضع ممّا يأتي .
ثمّ لنذكر الأخبار أيضاً لزيادة الاستبصار ، ولتسلم الآيات من شبه أهل الإنكار ، وقد قال اللّه تعالى : ( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَىٰ سَبِيلًا ) (٤) ، وقال عزوجل : ( كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (٥) .
روى البخاري في صحيحه : عن أبي هريرة ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إيّاكم والظنّ ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث» (٦) ، الخبر .
وروى فيه : عن عقبة بن عامر أنّه قال : «تعلّموا قبل الظانّين ، يعني : الذين يتكلّمون بالظنّ» (٧) .
وروى فيه أيضاً : عن عروة (٨) ، عن عبداللّه بن عمرو ، قال : سمعت
__________________
(١) سورة الحجرات ٤٩ : ١ .
(٢) سورة النحل ١٦ : ٤٣ .
(٣) سورة الطلاق ٦٥ : ١٠ ـ ١١ .
(٤) سورة الإسراء ١٧ : ٨٤ .
(٥) سورة الروم ٣٠ : ٣٢ .
(٦) صحيح البخاري ٧ : ٢٤ ، ٨ : ٢٣ و١٨٥ .
(٧) صحيح البخاري ٨ : ١٨٥ .
(٨) هو عروة بن الزبير بن العوّام بن خويلد القرشي الأسدي المدني ، أخو عبداللّه
النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : «إنّ اللّه لا ينتزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعاً ، ولكن ينتزعه مع قبض العلماء بعلمهم ، فيبقى ناس جهّال يُستفتون فَيُفتون برأيهم فيُضلّون ويَضلّون» ، قال عروة : فحدّثت به عائشة ، فقالت لي : انطلق إلى عبداللّه فاستثبت لي منه الذي حدّثتني به عنه ، فجئته فسألته فحدّثني به كنحو ما حدّثني به ، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت ، فقالت : واللّه ، لقد حفظ عبداللّه بن عمرو (١) .
وروى السيوطي في جامعه : عن كتاب أبي يعلى (٢) ، عن أبي هريرة أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «تعمل هذه الاُمّة بُرهةً بكتاب اللّه ، ثمّ تعمل بُرهةً بسنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، ثمّ تعمل بالرأي ، فقد ضلّوا وأضلّوا» (٣) .
__________________
بن الزبير ، ابن عمّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآله صفية ، وكان أعلم الناس بحديث عائشة خالته ، وتفقّه بها ، سمع عن ابن عبّاس وأبي حميد الساعدي وأبي هريرة وغيرهم ، روى عنه الزهري وعطاء وابن أبي مليكة وغيرهم .
واختلف في ولادته ووفاته على أقوال منها : أنّه ولد سنة ٢٩ هـ ، ومات سنة ٩٤ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ١٧٨ ، طبقات خليفة : ٤٢٠ / ٢٠٦٦ ، الجرح والتعديل ٦ : ٣٩٥ / ٢٢٠٧ ، الثقات ٥ : ١٩٤ ، تهذيب الأسماء واللغات ١ : ٣٣١ / ٤٠٥ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٢١ / ١٦٨ ، العبر ١ : ٨٢ .
(١) صحيح البخاري ٩ : ١٢٣ .
(٢) هو أحمد بن عليّ بن المثنّى التميمي ، يكنّى أبا يعلى الموصلي ، الحافظ ، محدّث الموصل ، سمع من جماعة منهم : أحمد بن حنبل ، وعليّ بن الجعد ، ويحيى بن معين ، وغسّان بن الربيع وغيرهم ، وحدّث عنه : ابن حبّان ، وأبو عليّ النيسابوري ، وحمزة بن محمّد الكناني وغيرهم ، له كتب منها : المسند الكبير ومعجم الشيوخ ، ولد سنة ٢٠١ هـ ، ومات سنة ٣٠٧ هـ .
انظر : الثقات ٨ : ٥٥ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ١٧٤ /١٠٠ ، العبر ١ : ٤٥١ ، تذكرة الحفّاظ ٢ : ١٩٩ / ٧٢٦ ، طبقات الحفّاظ : ٣٠٩ / ٧٠١ .
(٣) مسند أبي يعلى ١٠ : ٢٤٠ / ٥٨٥٦ ، جامع الأحاديث ٤ : ٩٨ / ١٠٤٢٤ .
وروي عن الخطيب البغدادي (١) في تاريخه ، وكذا عن الديلمي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «ستفترق أُمّتي على بضع وسبعين فرقة ، أعظمها فتنةً على أُمّتي قوم يقيسون الأمر ، فيحرّمون الحلال ، ويحلّلون الحرام» (٢) .
وقد رواه الطبراني ، وابن عدي ، وابن عساكر ، والخطيب أيضاً ، عن عوف بن مالك عنه صلىاللهعليهوآله هكذا : «افترقت بنو إسرائيل على ثنتين وسبعين فرقة ، وتزيد اُمّتي عليها فرقة ، ليس فيها فرقة أضرّ على اُمّتي من قوم يقيسون الدين بآرائهم فيحلّون ما حرّم اللّه ، ويحرّمون ما أحلّ اللّه» (٣) .
وفي صحيح أبي داوُد : عن معاوية ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «إنّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة ، وإنّ هذه الاُمّة ستفترق على ثلاث وسبعين ملّة (٤) ، واحدة في الجنّة والباقون في النار ، وإنّه سيخرج من اُمّتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ (٥) بصاحبه ، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلاّ دخله» (٦) .
أقول : سيأتي ما يدلّ صريحاً على كون المراد بالأهواء ما ورد في
__________________
(١) في «ش» و«م» ورد الخوارزمي ، والظاهر أنّه سهو .
(٢) تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٧ ، فردوس الأخبار ٢ : ٩٨ / ٢١٧٦ بتفاوت ، وحكاه عنهما ابن طاووس في الطرائف ٢ : ٢٥٧ .
(٣) المعجم الكبير ١٨ : ٥٠ / ٩٠ ، الكامل لابن عدي ٨ : ٢٥٣ /١٩٥٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٦٢ : ١٥١ / ٧٩٠٩ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٧ ، ٣٠٨ ، ٣٠٩ ، بتفاوتٍ في بعضها .
(٤) في «ش» : فرقة .
(٥) الكَلَبُ ، بالتحريك : داءٌ يَعرضُ للإنسان ، من عَضّ الكَلْب الكَلِب ، فيُصيبهُ شِبهُ الجنونِ ، فلا يَعَضُّ أحداً إلاّ كَلِبَ ، وَيعرِضُ له أعراضٌ رديئة ، ويمتنع من شُرب الماء حتّى يموت عطشاً .
انظر : لسان العرب ١ : ٧٢٣ مادّة ـ كلب ـ .
(٦) سنن أبي داوُد ٤ : ١٩٨ / ٤٥٩٧ .
الخبر السابق من الأقيسة والآراء وأمثالها ، وقد مرّت الآيات الدالّة على هذا المعنى أيضاً ، فلا تغفل .
وفي صحيح ابن ماجة ، والكتاب الكبير للطبراني : عن ابن عمر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «لم يزل أمر بني إسرائيل كان معتدلاً حتّى نشأ فيهم المولدون ، وأبناء سبايا الاُمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها ، فقالوا بالرأي فضلّوا وأضلّوا» (١) .
أقول : قد صرّح بعض علماء رجال العامّة بأنّ ربيعة الرأي الذي هو أوّل من روّج العمل بالرأي في المدينة ، وكذا غيره حتّى أبي حنيفة كانوا من أولاد السبايا من المجوس (٢) .
وفي كتاب أبي يعلى : عن أبي بكر ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «عليكم بلا إله إلاّ اللّه والاستغفار ؛ فإنّ الشيطان قال : أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلاّ اللّه والاستغفار ، فلمّا رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء ، وهم يحسبون أنّهم مهتدون» (٣) .
وفي كتاب ابن مندة ، وكتابي ابن قانع وابن شاهين ، وكتاب أبي نعيم وغيره : عن أفلح ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : «أخاف على اُمّتي من بعدي ثلاثاً : ضلالة الأهواء ، واتّباع الشهوات ، والغفلة بعد المعرفة» (٤) .
__________________
(١) سنن ابن ماجة ١ : ٢١ / ٥٦ ، بتفاوت يسير عن عبداللّه بن عمرو بن العاص ، كنز العمّال ١ : ١٨١ / ٩١٨ عن ابن عمرو ، وحكاه عنهما السيوطي في جامع الأحاديث ٥ : ٩٢ / ١٧٤٠٩ .
(٢) انظر : كنز الفوائد ٢ : ٢١٠ ، جامع بيان العلم وفضله ٢ : ١٠٧٩ / ٢١٠٤ ، تاريخ الإسلام (حوادث ١٢١ ـ ١٤٠) : ٤٢١ و٤٢٢ .
(٣) مسند أبي يعلى ١ : ١٢٣ / ١٣٦ بتفاوت يسير .
(٤) معرفة الصحابة لأبي نعيم ٢ : ٤٠٦ / ١٠٣٢ ، اُسد الغابة ١ : ١٢٧ / ٢٠٥ ، الإصابة
وقد مرّ سابقاً هذا وأمثاله ، مع ذمّ الأئمّة المضلّين ونحو ذلك ، فلا تغفل .
وفي كتب عديدة ، منها : صحيح الترمذي ، ومستدرك الحاكم (١) : عن أسماء بنت عميس ، وعن نعيم بن حمّاد (٢) ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال في حديث له : «بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين ، وبئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات ، وبئس العبد عبد له هوى يضلّه» (٣) ، الخبر .
وفي كتاب الفردوس : عن عليّ عليهالسلام ، قال : «قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : الآخذ بالشبهات يستحلّ الخمر بالنبيذ ، والسحـت بالهدية ، والبَخْسَ (٤)
__________________
في تمييز الصحابة ١ : ٥٧ / ٢٢٩ ، وحكاه عنهم السيوطي في جامع الأحاديث ١ : ١٢٢ / ٦٩١ .
(١) الحاكم : هو محمّد بن عبداللّه بن محمّد بن حمدويه الشافعي المعروف بالحاكم النيسابوري تفقّه على أبي السهل محمّد بن سليمان الصعلوكي الفقيه الشافعي وغيره ، يكنّى أبا عبداللّه ، له كتب منها : المستدرك ، ومعرفة علوم الحديث ، وتاريخ علماء نيسابور ، ولد سنة ٣٢١ هـ ، ومات سنة ٤٠٥ هـ .
انظر : تاريخ بغداد ٥ : ٤٧٣ /٣٠٢٤ ، المنتظم ١٥ : ١٠٩ / ٣٠٥٩ ، وفيات الأعيان ٤ : ٢٨٠ / ٦١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٧ : ١٦٢ / ١٠٠ .
(٢) هو نعيم بن حمّاد بن معاوية الحارث الخزاعي المروزي الفارض الأعور ، عامّي المذهب ، حدّث عن أبي بكر بن عيّاش ، ووكيع ، وأبي داوُد وغيرهم ، وروى عنه البخاري ، والترمذي ، وابن ماجة وغيرهم ، وله كتب منها : المسند ، والفتن والملاحم ، مات سنة ٢٢٨ هـ .
انظر: الطبقات لابن سعد ٧: ٥١٩، الجرح والتعديل ٨: ٤٦٣ / ٢١٢٥ ، الكامل في الضعفاء ٨ : ٢٥١ / ١٩٥٩ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٦ / ٧٢٨٥ ، سير أعلام النبلاء ١٠ : ٥٩٥ / ٢٠٩ .
(٣) سنن الترمذي ٤ : ٦٣٢ / ٢٤٤٨ ، المستدرك للحاكم ٤ : ٣١٦ .
(٤) البَخْسَ : ما يأخذه الوُلاة باسم العُشر والمُكوس ، يتأوّلون فيه الزكاة والصدقة .
انظر : النهاية لابن الأثير ١ : ١٠٣ ـ بخس ـ .
بالزكاة» (١) .
وعن حذيفة ، عنه صلىاللهعليهوآله قال : «إذا استحلّت هذه الاُمّة الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، واتّجروا بالزكاة ، فعند ذلك هلاكهم ليزدادوا إثماً» (٢) .
وفي الفردوس أيضاً : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : «يا عليّ ، إيّاك والرأي ، فإنّ الدين من اللّه والرأي من الناس» (٣) .
وقال ابن أبي الحديد : قد روى كثير من المحدّثين عن عليّ عليهالسلام أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال له : «إنّ اللّه قد كتب عليك جهاد المفتونين» ، ثمّ ذكر كلاماً طويلاً إلى قوله : «فقلت : يا رسول اللّه ، لو بيّنت لي قليلاً ؟ فقال : إنّ اُمّتي ستفتن فتتأوّل القرآن وتعمل بالرأي ، وتستحلّ الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهديّة» إلى آخر الحديث (٤) ، وسيأتي في محلّه .
وفي كتاب الحلية : عن ابن عمر قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «كفى بالمرء (٥) فقهاً إذا عبد اللّه ، وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه» (٦) .
وفي كتب عديدة ، منها : كتاب أبي داوُد الطيالسي (٧) وكتاب الضياء
__________________
(١) فردوس الأخبار ١ : ١٦٣ / ٤٤١ .
(٢) فردوس الأخبار ١ : ٤٠٧ / ١٣٣٨ ، وحكاه عنه السيوطي في جامع الأحاديث ١ : ٢٩٩ / ٢٠٣٩ .
(٣) الفردوس بمأثور الخطاب ٥ : ٣١٤ / ٨٢٩٧ .
(٤) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ : ٢٠٦ .
(٥) في النسخ : للمرء ، وما أثبتناه من المصدر .
(٦) حلية الأولياء ٥ : ١٧٣ ـ ١٧٤ ، وأورده الدولابي في الكنى والأسماء ٢ : ٨٤٩ / ١٤٨٨ ، والديلمي في فردوس الأخبار ٣ : ٣٣٣ / ٤٨٨٨ ، وحكاه عن الحلية السيوطي في جامع الأحاديث ٦ : ٤٢٠ / ٥٦٧٩ / ١ ، وفيه «بنفسه» بدل «برأيه» ، وفي المصادر عن ابن عمرو .
(٧) هو سليمان بن داوُد بن الجارود الفارسي الزبيري ، سكن البصرة وتوفّي بها ، سمع
المقدسي ، وحلية الأولياء ، وكتاب ابن شاهين في السنّة ، وكتاب ابن مردويه (١) ، وكتاب الإبانة للسجزي ، وكتابي ابن أبي حاتم (٢) وأبي الشيخ : عن عمر بن الخطّاب أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قال لعائشة : «يا عائشة إنّ الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء من هذه الاُمّة ليس لهم توبة ، يا عائشة ، إنّ لكلّ صاحب ذنبٍ توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء ، فإنّه ليس لهم توبة ، أنا منهم بريء وهم منّي
__________________
أيمن بن نابل ، وشعبة ، وسفيان الثوري وغيرهم .
وروى عنه أحمد بن حنبل ، وجرير بن عبد الحميد ، وعمرو بن عليّ الفلاّس وآخرون ، صاحب المسند ، أسرد ثلاثين ألف حديث ، وذكروا أنّه أخطأ في ألف حديث ، ولد سنة ١٢٣ هـ ، ومات سنة ٢٠٤ هـ ، وقيل : سنة ٢٠٣ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٧ : ٢٩٨ ، طبقات خليفة : ٣٩٥ / ٩٣٤ ، الجرح التعديل ٤ : ١١١ / ٤٩١ ، تاريخ بغداد ٩ : ٢٤ / ٤٦١٧ ، سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٧٨ / ١٢٣ ، الأعلام ٣ : ١٢٥ .
(١) هو أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، يكنّى أبا بكر ، روى عن أبي سهل بن زياد القطّان وميمون بن إسحاق وعبد اللّه بن إسحاق الخراساني وغيرهم ، حدّث عنه أبو بكر محمّد بن إبراهيم العطار ، وابنا الحافظ ابن مندة وآخرون ، له كتب منها : التفسير الكبير ، والتاريخ ، والمستخرج على البخاري .
ولد سنة ٣٢٣ هـ ، ومات سنة ٤١٠ هـ .
انظر : العبر ٢ : ٢١٧ ، سير أعلام النبلاء ١٧ : ٣٠٨ /١٨٨ ، الوافي بالوفيات ٨ : ٢٠١ /٣٦٣٤ ، طبقات الحفّاظ : ٤١٢ /٩٣٠ ، شذرات الذهب ٣ : ١٩٠ .
(٢) هو عبد الرحمن بن أبي حاتم محمّد بن إدريس الرازي ، يكنّى أبا محمّد ، عامّي المذهب ، صاحب خبرة في الرجال ومن مشاهير زمانه ، وروى عنه : ابن عدي ، والقاضي يوسف الميانجي ، وأبو الشيخ بن حيّان ، له كتب منها : الجرح والتعديل ، والردّ على الجهمية ، والمسند ، ولد سنة ٢٤١ هـ ، ومات سنة ٣٢٧ هـ .
انظر : طبقات الحنابلة ٢ : ٥٥ / ٥٩٦ ، سير أعلام النبلاء ١٣ : ٢٦٣ /١٢٩ ، العبر ٢ : ٢٧ ، فوات الوفيات ٢ : ٢٨٧ / ٢٥٧ ، الوافي بالوفيات ١٨ : ٢٢٨ / ٢٧٧ ، لسان الميزان ٤ : ٢٩٩ / ٥٠٢٩ .
براء» (١) .
وفي كتاب الحجّة لنصر المقدسي (٢) : عن عمر ، قال : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «إنّ اللّه أنزل كتاباً وافترض فرائض فلا تنقضوها ، وحدّ حدوداً فلا تغيّروها ، وحرّم محارم فلا تقربوها ، وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسياناً كانت رحمة من اللّه فاقبلوها ، إنّ أصحاب الرأي أعداء السنن تَفلتت منهم أن يعوها ، وأعيتهم أن يحفظوها واستحيوا (٣) أن يقولوا : لا نعلم ، فعارضوا السنن برأيهم ، فإيّاكم وإيّاهم» (٤) ، الخبر .
وفي خطبة لعليّ عليهالسلام هكذا : «إنّ اللّه افترض عليكم فرائض فلا تضيّعوها ، وحدّ لكم حدوداً فلا تعتدوها ، ونهاكم (٥) عن أشياء فلا تنتهكوها ، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسياناً فلا تتكلّفوها» (٦) .
وفي كتاب اُصول السنّة وغيره : عن ابن شهاب (٧) ، عن عمر أنّه قال :
__________________
(١) حلية الأولياء ٤ : ١٣٨ ، وحكاه عن الطبراني ، والحكيم ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ السيوطي في جامع الأحاديث ٩ : ١٩٣ / ٢٧٩٧٤ و٢٧٩٧٨ .
(٢) نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داوُد المقدسي النابلسي ، شيخ الشافعية في الشام ، المعروف قديماً بابن أبي حافظ ، والمشهور الآن بالشيخ أبي نصر ، حدّث عنه : الخطيب ، وهو من شيوخه ، ومكّي الرُميلي ، وأبو القاسم النسيب ، وغيرهم ، وله كتب منها : الحجّة على تارك المحجّة ، ولد قبل سنة ٤١٠ هـ ، ومات سنة ٤٩٠هـ .
انظر : تاريخ ابن عساكر ٦٢ : ١٥ /٧٨٥٢ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ : ١٢٥ /١٩١ ، سير أعلام النبلاء ١٩ : ١٣٦ / ٧٢ ، طبقات الشافعيّة للسبكي ٥ : ٣٥١ / ٥٥٠ ، شذرات الذهب ٣ : ٣٩٥ .
(٣) في «ش» والمصدر : وسلبوا .
(٤) حكاه عنه المتّقي الهندي في كنز العمّال ١ : ٣٧٣ / ١٦٢٩ .
(٥) في النسخ «وأنهاكم» والظاهر أنه خطاء .
(٦) نهج البلاغة : ٤٨٧ ، الحكم ١٠٥ .
(٧) هو محمّد بن مسلم بن عُبيد بن عبداللّه بن شهاب بن عبداللّه ، أبو بكر القرشي
إنّ أصحاب الرأي أعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ، وتفلّتت منهم أن يعوها ، واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم (١) ، إلى آخر الخبر السابق ، ومنه يظهر أنّ أصله من النبيّ صلىاللهعليهوآله .
ورواه الجاحظ في كتاب الفتيا أيضاً عن عمر ، وفيه أيضاً قول عمر : إيّاكم والمكايلة ، قالوا : وما هي ؟ قال : المقايسة . وقول أبي بكر لمّا سئل عن تفسير «الأبّ» في قوله تعالى : ( وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ) (٢) : أيّ سماء تظلّني وأيّ أرض تقلّني إذا قلت في كتاب اللّه برأيي (٣) .
وقول ابن مسعود : يذهب فقهاؤكم وصلحاؤكم ، ويتّخذ الناس رؤساء جهّالاً ، يقيسون (٤) الاُمور بآرائهم (٥) .
وفي كتاب العلم لابن عبد البرّ : عن عمر ، قال : السنّة سنّة اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله ، لا تجعلوا حظّ الرأي سنّة للاُمّة (٦) .
وفي كتب عديدة منها : كتاب الديلمي ، والدار قطني ، وابن جرير (٧) ،
__________________
الزهري المدني نزيل الشام ، أحد الفقهاء والمحدّثين والأعلام بالمدينة ، حافظ ، عامّي المذهب ، ولد سنة ٥٠ هـ ، ومات سنة ١٢٤ هـ .
سير أعلام النبلاء ٥ : ٣٢٦ / ١٦٠ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٧ / ٥٦٣ ، حلية الأولياء ٣ : ٣٦٠ / ٢٥٤.
(١) حكاه عن اُصول السنّة المتّقي الهندي في كنز العمّال ١ : ٣٧٣ / ١٦٢٩ ، و ١٠ : ٢٦٨ / ٢٩٤٠٦ .
(٢) سورة عبس ٨٠ : ٣١ .
(٣) حكاه عنه عليّ بن يونس في الصراط المستقيم ٣ : ٢٠٨ .
(٤) من هنا إلى ص ٦٣ هامش ٣ ساقط في «م» .
(٥) جامع بيان العلم ٢ : ١٠٤٤ / ٢٠١٠ ، الصراط المستقيم ٣ : ٢٠٨ وفيهما بتفاوت يسير .
(٦) جامع بيان العلم ٢ : ١٠٤٧ / ٢٠١٤ ، وفيه «خطأ» بدل من «حظّ» .
(٧) هو محمّد بن جرير بن خالد الطبري ، يكنّى أبا جعفر ، عامّي المذهب ، وقال
وأبي نعيم ، وغيرهم : عن عمر أنّه قال : اتّهموا الرأي على الدين . ثمّ نقل أنّ رأيه يوم أبي جندل كان خلاف ما أمرهم به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ ظهر ثبوت أمره وخطأ الرأي (١) .
وفي صحيح البخاري : عن أبي وائل (٢) ، قال : قال سهل بن حنيف (٣) : أيّها الناس ، اتّهموا رأيكم على دينكم (٤) ، ثمّ نقل أنّ رأيه أيضاً كان خلاف
__________________
الذهبي : إنّه فيه تشيّع يسير : موالاة لا تضرّ ، صاحب التفسير الكبير ، والتأريخ الشهير ، ومصنّفاته في فنون عديدة ، وله كتب منها : كتاب غدير خمّ ، والردّ على الحرقوصيّة ، وتهذيب الآثار إلاّ أنّه لم يُتمّم تصنيفه ، ولد سنة ٢٢٤ هـ ، ومات سنة ٣١٠ هـ .
انظر : النجاشي : ٣٢٢ / ٨٧٩ ، الفهرست للطوسي : ٢٢٩ / ٦٥٤ ، تاريخ بغداد ٢ : ١٦٢ / ٥٨٩ ، المنتظم ١٣ : ٢١٥ / ٢١٩٩ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٩١ / ٥٧٠ ، ميزان الاعتدال ٣ : ٤٩٨ / ٧٣٠٦ .
(١) المعجم الكبير للطبراني ١ : ٧٢ / ٨٢ ، مجمع الزوائد ١ : ١٧٩ ، وحكاه عنهم المتّقي الهندي في كنز العمّال ١ : ٣٧٢ / ١٦٢٧ .
(٢) اسمه شقيق بن سلمة الأسدي ، يكنّى أبا وائل ، أدرك الجاهلية ، وأدرك رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ولم يره ، قال : بعث رسول اللّه وأنا ابن عشر حجج ، روى عن أكثر الصحابة ، وسمع منه منصور بن المعتمر ، والأعمش ، وعمرو بن حرّة وغيرهم ، كان من سكّان الكوفة ، وورد المدائن مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام حين قاتل الخوارج بالنهروان ، مات زمن الحجّاج بعد «الجماجم» .
انظر : الطبقات لابن سعد ٦ : ٩٦ ، المعارف : ٤٤٩ ، الاستيعاب ٢ : ٧١٠ / ١٢٠١ ، تاريخ بغداد ٩ : ٢٦٨ / ٤٨٣٤ ، المنتظم ٦ : ٢٥٣ / ٤٩٨ .
(٣) سهل بن حنيف بن واهب ، يكنّى أبا سعيد ، صحب النبيّ صلىاللهعليهوآله بإخلاص ، وشهد معه بدراً والمشاهد كلّها ، ولم يغيّر ولم يبدّل فكان من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، والمنكرين على أبي بكر بيعته ، وكان من شرطة خميس الإمام علي عليهالسلام ومن أحبّ الناس إليه وقد ولاّه المدينة وشهد معه صفّين ، مات سنة ٣٨ هـ .
انظر : رجال الكشّي : ١٠٤ / ٧٣ ، منتهى المقال ٣ : ٤٢٤ / ١٤٠٣ ، الطبقات لابن سعد ٣ : ٤٧١ ، المعارف : ٢٩١ ، الثقات ٣ : ١٦٩ ، الاستيعاب ٢ : ٦٦٢ / ١٠٨٤ .
(٤) صحيح البخاري ٩ : ١٢٤ ، المعجم الكبير ٦ : ٨٨ و٨٩ / ٥٥٩٨ ـ ٥٦٠٢ ، المحلّى لابن حزم ١ : ٦١ .
ما أمرهم به النبيّ صلىاللهعليهوآله يوم أبي جندل ، فظهر أخيراً خطؤه ، مثل ما مرّ عن عمر .
وفي كتاب شعب الإيمان للبيهقي ، والمختارة للضياء المقدسي ، والجامع للخوارزمي : عن إبراهيم التيمي (١) ، قال : خلا عمر ذات يوم فأرسل إلى ابن عبّاس ، فقال له : كيف تختلف هذه الاُمّة وكتابها واحد ونبيّها واحد ، وقبلتها واحدة ؟ قال ابن عبّاس : إنّا اُنزل علينا القرآن فقرأناه وعلمنا فيمَ نزل ، وإنّه يكون بعدنا أقوام يقرأون القرآن لا يعرفون فيمَ نزل ، فيكون لكلّ قوم فيه رأي ، وإذا كان كذلك اختلفوا (٢) ، الخبر .
أقول : وجوه الاختلاف عديدة ، وإنّما هذا أحد وجوه الاختلاف حيث فسّر جماعة القرآن بآرائهم ، وأوّلوا المتشابهات بأهوائهم ـ كما سيأتي ـ حتّى أنّ جماعة منهم : ابن عبد البرّ ، وابن النجّار ، والدارمي (٣) ، والمقدسي رووا عن عمر أنّه قال : سيأتي ناس يجادلونكم بشبهات القرآن ،
__________________
(١) إبراهيم بن محمّد بن طلحة بن عبيداللّه التيمي القرشي المدني ، يكنّى أبا سليمان ، وكان أعرج ومن المرجئة ، استعمله عبداللّه بن الزبير على خراج الكوفة ، يروي عن سعيد بن زيد ، وابن عمر ، وأبي هريرة ، وعنه سعد بن إبراهيم ، وعبداللّه بن محمّد بن عقيل ، ومحمّد بن عبد الرحمن ، مات سنة ١١٠ هـ ، وقيل : سنة ٩٩ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ٥٢ ، المعارف لابن قتيبة : ٦٢٥ ، الجرح والتعديل ٢ : ١٢٤ / ٣٨٥ ، الثقات ٤ : ٥ ، المنتظم ٧ : ٤٦ / ٥٤٣ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٦٢ / ٢٢٢ .
(٢) حكاه عنهم المتّقي الهندي في كنز العمّال : ٢ : ٣٣٣ / ٤١٦٧ .
(٣) وهو عبداللّه بن عبد الرحمن بن المفضّل بن بهرام ، من بني دارم التميمي الدارمي السمرقندي ، يكنّى أبا محمّد ، الحافظ صاحب المسند ، والتفسير وكتاب الجامع ، عامّي المذهب ، وقد أثنى عليه أحمد بن حنبل .
روى عنه : محمّد بن يحيى الذهلي ، وأبو زرعة الرازي ، وأبو حاتم ، ولد سنة ١٨١ هـ ، وقد اختلف في وفاته على أقوال منها : أنّه مات سنة ٢٥٥ هـ ، وقد ذكره ابن الجوزي في منتظمه ١٠ : ١٤٤ / ١١٣٤ سهواً فيمن توفّي سنة ٢٠٥ هـ .
انظر : المنتظم ١٢ : ٩٢ / ١٥٧٠ ، تذكرة الحفّاظ ٢ : ٩٠ / ٥٥٢ ، تهذيب التهذيب ٥ : ٢٥٨ / ٥٠٢ ، الأعلام ٤ : ٩٥ .
فخذوهم بالسنن ، فإنّ أصحاب السنن أعلم بكتاب اللّه (١) .
وكذا أمر عليّ عليهالسلام ابن عبّاس لمّا أرسله إلى مكالمة الخوارج أن يحتجّ عليهم بالسنّة ، حتّى ينحلّ بها ما تمسّكوا به من متشابهات الآيات (٢) .
والمراد بالسنّة ما ثبت صدوره قولاً أو فعلاً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ـ كما سيظهر أيضاً ـ لا كلّ ما روي عنه وإن كان غير ثابت ، فافهم .
ولا تغفل عمّا يرد على عمر من أ نّه مع روايته هذه الأخبار وجِدّه في إنكار الاعتماد على الرأي عمل في مواضع (٣) عديدة بالرأي ، كما سيأتي ، حتّى أنّه اعترف في بعضها بكونه رأياً محتملاً للخطأ ، بل صرّح في بعضها بأنّه بدعة ، مع أنّه ممّن روى صريحاً كون البدعة والمحدثات ضلالة ، بل مشيراً أيضاً إلى أنّ الرأي منها ، كما أنّه كذلك واقعاً ؛ ضرورة عدم كونه معمولاً به في زمن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ولا من فعله ، كما ينادي به ما مرّ ويأتي .
ولنذكر هاهنا شيئاً ممّا يوضّح ما قلناه ، مع نبذ ممّا ورد في ذمّ البدعة والاُمور المحدثة ؛ حيث إنّ الرأي منها :
روى جماعة ، منهم : مسلم في صحيحه ، وكذا النسائي وابن ماجة في صحيحيهما ، وابن حنبل في مسنده : عن أبي موسى الأشعري ، أنّه كان يفتي بالمتعة ، فقال له رجل : رويدك ! قد نقض (٤) فتياك ، فإنّك لا تدري ما أحدث أمير المؤمنين في النسك بَعْدُ .
قال أبو موسى : فلقيت عمر بَعْدُ فسألته ، فقال : قد علمت أنّ
__________________
(١) سنن الدارمي ١ : ٤٩ ، جامع بيان العلم ٢ : ١٠١٠ / ١٩٢٧، كنز العمّال ١ : ٣٧٤ / ١٦٣٤ .
(٢) انظر : نهج البلاغة : ٤٦٥ ، الكتاب ٧٧ .
(٣) في «ش» : موارد .
(٤) في مسند أحمد وسنن ابن ماجة : «بعض» وفي صحيح مسلم وسنن النسائي : «ببعض» بدل «قد نقض».
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله فعله وأصحابه ، ولكنّي كرهت أن يظلّوا بهنّ مُعْرِسين تحت الأراك ، ثمّ يروحون بالحجّ تقطر رؤوسهم (١) .
أقول : قد ورد في كتب القوم شواهد كثيرة في صدق هذا الخبر ، وظهور دلالته على كون صدور هذا الأمر منه بالرأي واضح ، وكذا كونه بدعةً وإحداثاً ، حتّى أنّه صرّح فيه بكونه خلاف ما ثبت عنده وروده عن النبيّ صلىاللهعليهوآله .
وروى جماعة أيضاً منهم ، البخاري في صحيحه ، وعبدالرزّاق (٢) ، والبيهقي ، وابن خزيمة (٣) في كتبهم وكذا غيرهم ، وهؤلاء منهم من روى عن نوفل بن إياس (٤) ، ومنهم عن عبد الرحمن بن عبد القاري (٥) ، ومنهم
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ٨٩٦ / ١٢٢٢ ، مسند أحمد ٥ : ٥٣٨ / ١٩٠٤٠ ، سنن النسائي ٥ : ١٥٣ سنن ابن ماجة ٢ : ٩٩٢ / ٢٩٧٩ ، .
(٢) عبدالرزاق بن همّام بن نافع الصنعاني ، يكنّى أبا بكر ، مولى حمير ، محدّث حافظ ، والصنعاني نسبة إلى صنعاء ، أخذ عنه البخاري ، وسفيان بن عيينة ، وابن حنبل ، ويروي عن معمّر بن راشد الأزدي ، والأوزاعي ، وابن جريح ، وله من الكتب : السنن في الفقه ، وتفسير القرآن ، والمغازي ، ولد سنة ١٢٦ هـ ، ومات سنة ٢١١ هـ .
انظر : قاموس الرجال ٦ : ١٥٤ / ٤٠٩٢ ، الطبقات لابن سعد ٥ : ٥٤٨ ، فهرست ابن النديم : ٢٨٤ ، وفيات الأعيان ٣ : ٢١٦ / ٣٩٨ .
(٣) هو محمّد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة النيسابوري الشافعي ، يكنّى أبا بكر ، حدّث عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما ، وله كتب منها : المختصر الصحيح ، والتوحيد ، وإثبات صفات الربّ ، ولد سنة ٢٢٣ هـ ، ومات سنة ٣١١ هـ .
انظر : الجرح والتعديل ٧ : ١٩٦ / ١١٠٣ ، الثقات ٩ : ١٥٦ ، سير أعلام النبلاء ١٤ : ٣٦٥ / ٢١٤.
(٤) هو نوفل بن إياس الهذلي المدني ، عامّي المذهب ، سمع عبد الرحمن بن عوف ، وروى عنه مسلم بن جندب الهذلي .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ٥٩ ، الثقات ٥ : ٤٧٩ ، تهذيب التهذيب ١٠ : ٤٣٧ / ٨٨٣ ، تقريب التهذيب ٢ : ٣٠٩ / ١٧٥ ، التاريخ الكبير ٨ : ١٠٨ / ٢٣٧٣ .
(٥) هو عبد الرحمن القاري ، والقارة هم بنو الهُون بن خزيمة ، يكنّى أبا محمّد ، أخو
عن غيرهما : إنّهم كلّهم نقلوا خروج عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فرأى الناس يصلّون متفرّقين ، فأمرهم أن يجمعوا على اُبيّ بن كعب ، فخرج ليلة اُخرى بعد ذلك والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، فقال : لئن كانت هذه بدعة لنعمت البدعة (١) .
هذه وأمثالها كثيرة ، حتّى أنّ البيهقي روى عن مسروق (٢) قال : كتب رجل لعمر بن الخطاب : هذا ما أرى اللّه أمير المؤمنين عمر ، فانتهره عمر وقال : لا ، بل اُكتب هذا ما رأى عمر ، فإن كان صواباً فمن اللّه ، وإن كان خطأً فمن عمر (٣) .
__________________
أسد وكنانة ، عامّي المذهب ، موثّق في مذهبه ، ولد على عهد رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، وليس له سماع ولا له عنه رواية ، كان مع عبداللّه بن الأرقم على بيت المال في خلافة عمر ابن الخطاب ، روى له جماعة .
واختلف في وفاته على أقوال منها : أنّه مات سنة ٨٠ هـ .
انظر : الطبقات لابن سعد ٥ : ٥٧ ، الجرح والتعديل ٥ : ٢٦١ / ١٢٣٣ ، الاستيعاب ٢ : ٨٣٩ / ١٤٣٣ ، المنتظم ٤ : ١٧٩ ـ ١٨٠ ، الوافي بالوفيات ١٨ : ١٨٣ / ٢٢٩ .
(١) صحيح البخاري ٣ : ٥٨ ، المصنّف للصنعاني ٤ : ٢٥٩ / ٧٧٢٣ ، السنن الكبرى ٢ : ٤٩٢ ، الموطّأ ١ : ١١٤ ـ ١١٥ / ٣ ، ٤ ، شعب الإيمان ٣ : ١٧٧ / ٣٢٦٩ ، الاستذكار ٥ : ١٤٦ / ٢٢١ ، الجمع بين الصحيحين ١ : ١٣١ / ٥٧ .
(٢) هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني الكوفي ، يكنّى أبا عائشة ، ويقال : أبو اُمية الهمداني ثمّ الوادعي ، أدرك الجاهلية ، عامّي المذهب ، كان شاعراً وكان أعلم بالفتوى من شريح ، حضر تحكيم الحكمين بدومة الجندل ، روى عن عليّ بن أبي طالب ، وكان من ذوي العاهات ويقال : إنّه سُرق وهو صغير ثمّ وجد فسمّي مسروقاً .
مات سنة ٦٣ هـ وله ثلاث وستّون سنة .
انظر : الطبقات لابن سعد ٦ : ٧٦ ، المعارف : ٤٣٢ و٥٧٨ ، الجرح والتعديل ٨ : ٣٩٦ / ١٨٢٠ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٢٣٢ / ٧٢٠٢ ، اُسد الغابة ٤ : ٣٨٠ / ٤٨٦٣ ، مختصر تاريخ دمشق ٢٤ : ٢٤٣ / ٢١٠ .
(٣) السنن الكبرى ١٠ : ١١٦ .