علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ١

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب - ج ١

المؤلف:

أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-610-3
ISBN الدورة:
978-964-319-609-7

الصفحات: ٤٠٠

ـ ٦٥ ـ

باب العلّة التي من أجلها ابتلى أيّوب النبيّ عليه‌السلام

[ ١١٦ / ١ ] حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه رضي‌الله‌عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّما كانت بليّة أيّوب التي (١) ابتلي بها في الدنيا لنعمة أنعم الله بها عليه فأدّى شكرها ، وكان إبليس في ذلك الزمان لا يحجب دون العرش ، فلمّا صعد عمل أيّوب بأداءشكر النعمة حسده إبليس فقال : يا ربّ ، إنّ أيّوب لم يؤدّ شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدّى إليك شكرنعمة ، فسلِّطني على دنياه حتّى (٢) تعلم أنّه لا يؤدّي شكر نعمة ، فقال : قد سلّطتُك على دنياه ، فلم يدع له دنيا ولا ولداً إلاّ أهلك كلّ ذلك وهو يحمد الله تعالى ، ثمّ رجع إليه فقال : يا ربّ ، إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ إليه دنياه التي أخذتها منه فسلِّطني على بدنه حتّى (٣) تعلم أنّه لا يؤدّي شكر نعمة ، قال عزوجل : قد سلّطتُك على بدنه ما عدا عينيه وقلبه ولسانه وسمعه».

فقال أبو بصير : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «فأنقض مبادراً خشية أنْ تدركه رحمة الله عزوجل فتحول بينه وبينه ، فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطاً نقطاً» (٤) .

__________________

(١) في «ع ، ج» وحاشية «س» : أيّوب النبيّ.

(٢) لم ترد في «ش ، ن ، ع» والبحار.

(٣) لم ترد في «ح ، س ، ن ، ش ، ع».

(٤) أورده القمّي في التفسير ٢ : ٢٣٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٤ / ٤ ، و٦٣ : ٢٠٠ / ١٧.

١٤١

[ ١١٧ / ٢ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن درست الواسطي ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «إنّ أيّوب ابتلي من غير ذنب» (١) .

[ ١١٨ / ٣ ] وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن فضل الأشعري ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «ابتلي أيّوب عليه‌السلام سبع سنين بلا ذنب» (٢) .

[ ١١٩ / ٤ ] وبهذا الإسناد عن الحسن (٣) بن علي الوشاء ، عن فضل الأشعري ، عن الحسن بن الربيع بن علي الربعي عمّن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى ابتلى أيّوب عليه‌السلام بلا ذنب فصبر حتّى عُيِّر ، وإنّ الأنبياء لا يصبرون على التعيير» (٤).

[ ١٢٠ / ٥ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن يحيى البصري ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا الحسن الماضي عليه‌السلام عن بَليّة أيّوب التي ابتلي بها في الدنيا لأيّة علّة كانت؟

__________________

(١) أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار ٢ : ٢٥١ / ١٧٢١، وورد في الاُصول الستّة عشر (أصل درست بن منصور) : ٢٨٨ / ٤٢١، وفيهما : عن إسماعيل بن جابر، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ٨.

(٢) ذكره المصنّف في الخصال : ٣٩٩ / ١٠٧، وأورده الراوندي في قصص الأنبياء : ١٣٩ / ١٤٧، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ٩.

(٣) في المطبوع : الحسين، وما أثبتناه من النسخ ومعجم رجال الحديث ٦ : ٣٧.

(٤) أورده بتفصيل الراوندي في قصص الأنبياء : ١٣٩ / ١٤٧، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٧ / ١٠.

١٤٢

قال : «لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا فأدّى شكرها ، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش ، فلمّا صعد أداء شكر نعمة أيّوب حسده إبليس ، فقال : يا ربّ ، إنّ أيّوب لم يؤدّ إليك شكر هذه النعمة إلاّ بما أعطيته من الدنيا ، ولو حرمته دنياه ما أدّى إليك شكر نعمة أبداً ، قال : فقيل له : إنّي قد سلّطتك على ماله و ولده ، قال : فانحدر إبليس فلم يُبق له مالاً ولا ولداً إلاّ أعطبه ، فلمّا رأى إبليس أنّه لا يصل إلى شيء من أمره ، قال : يا ربّ ، إنّ أيّوب يعلم أنّك ستردّ عليه دنياه التي أخذتها منه فسلِّطني على بدنه ، قال : فقيل له : إنّي قد سلّطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه (١) ، قال : فانحدر إبليس مستعجلاً مخافة أن تدركه رحمة الربِّ عزوجل فتحول بينه وبين أيّوب ، فلمّا اشتدّ به البلاء وكان في آخر بليّته جاءه أصحابه ( فقالواله ) (٢) : يا أيّوب ، ما نعلم أحداً ابتلي بمثل هذه البليّة إلاّ لسريرة سوء (٣) ، فعلّك أسررت سوءاً في الذي تبدي لنا.

قال : فعند ذلك ناجى أيّوب ربّه عزوجل ، فقال : ربِّ ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ ألزمت (٤) أخشنهما على بدني ولم آكل أكلة قطّ إلاّ وعلى خواني يتيم ، فلو أنّ لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجّتي ، قال : فعرضت (٥) له سحابة فنطق فيها ناطق فقال : ياأيّوب ، أدل بحجّتك .

__________________

(١) (وسمعه) لم ترد في «ن ، ش».

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «ح ، س ، ن ، ش ، ع» ، وما أثبتناه من البحار و«ج».

(٣) في «ح ، س ، ن ، ل ، ع» : سر ، وفي «ش ، ج» : شر ، وفي حاشية «ج ، ش» عن نسخة كما في المتن والبحار.

(٤) في المطبوع و«ع ، س ، ن» : لزمت ، وما أثبتناه من «ح ، ش» والبحار.

(٥) في «ع ، س ، ح ، ن» : تعرضت.

١٤٣

قال : فشدّ عليه مئزره وجثا على ركبتيه ، فقال : ابتليتني بهذه البليّة وأنت تعلم أنّه لم يعرض لي أمران قطّ إلاّ ألزمت (١) أخشنهما على بدني ، ولم آكل أكلة من طعام إلاّ وعلى خواني يتيم ، قال : فقيل له : يا أيّوب ، من حبّب إليك الطاعة ؟ قال : فأخذ كفّاً من تراب فوضعه في فيه ، ثمّ قال : أنت يا ربّ» (٢) .

ـ ٦٦ ـ

باب العلّة التي من أجلها صرف الله عزوجل العذاب

عن قوم يونس ، وقد أظلّهم ولم يصرف العذاب

عن اُمّة قد أظلّهم غيرهم

[ ١٢١ / ١ ] حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : لأيّ علّة صرف الله عزوجل العذاب عن قوم يونس وقد أظلّهم ولم يفعل كذلك بغيرهم من الأُمم؟

فقال : «لأنّه كان في علم الله عزوجل أنّه سيصرفه عنهم؛ لتوبتهم ، وإنّما ترك إخبار يونس بذلك؛ لأنّه عزوجل أراد أن يفرّغه لعبادته في بطن

__________________

(١) في المطبوع و«ع ، س ، ن» : لزمت ، وما أثبتناه من «ح ، ش» والبحار.

(٢) أورده القمّي في التفسير ٢ : ٢٣٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٢ : ٣٤٥ / ٥.

١٤٤

الحوت ، فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته» (١) .

[ ١٢٢ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن (٢) بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنامحمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي المغراء حُمَيْد بن المُثنّى العِجْلي ، عن سماعة أنّه سمعه عليه‌السلام وهو يقول : «ما ردَّ الله العذاب عن قوم قد أظلّهم إلاّقوم يونس».

فقلت : أكان قد أظلّهم.

فقال : «نعم ، حتّى نالوه بأكفّهم».

قلت : فكيف كان ذلك؟

قال : «كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطّلع عليه أحد أنّه سيصرفه عنهم» (٣) .

ـ ٦٧ ـ

باب العلّة التي من أجلها سُمّي إسماعيل بن

حزقيل عليه‌السلام صادق الوعد

[ ١٢٣ / ١ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن علي بن أحمد بن أشيم ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : «أتدري لِمَ سُمّي إسماعيل صادق الوعد؟».

__________________

(١) أورده العيّاشي مختصراً ومرسلاً في التفسير ٢ : ٢٩٤ / ١٩٨٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٤ : ٣٨٥ / ٣.

(٢) في «ح ، س ، ن ، ش» : الحسين ، والصحيح ما في المتن ؛ لأنّه يُعدّ من مشايخ الشيخ الصدوق .

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٤ : ٣٨٦ / ٤.

١٤٥

قلت (١) : لا أدري.

قال : «وعد رجلاً فجلس له حولاً ينتظره» (٢) .

[ ١٢٤ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار (٣) ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمير ومحمّد بن سنان ، عمّن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ إسماعيل الذي قال الله عزوجل في كتابه : ( وَاذْكُرْ فِى الْكِتَـبِ إِسْمَـعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا ) (٤) لمْ يكن إسماعيل بن إبراهيم ، بل كان نبيّاً من الأنبياء بعثه الله عزوجل إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه فأتاه ملك ، فقال : إنّ الله جلَّ جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت ، فقال : لي اُسوة بما يُصنع بالحسين عليه‌السلام » (٥) .

[ ١٢٥ / ٣ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : «إنّ إسماعيل كان رسولاً نبيّاً ، سُلّط عليه قومه ، فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه ، فأتاه رسول من ربِّ العالمين ، فقال له : ربّك يقرؤك السّلام ويقول (٦) : قد رأيت ما صنع بك ، وقد أمرني بطاعتك فمرني بماشئت ، فقال : يكون لي بالحسين بن علي عليهما‌السلام

__________________

(١) في المطبوع و«ح ، س ، ن» قال : قلت ، وما أثبتناه من «ش ، ج ، ع» والبحار.

(٢) ذكره المصنّف في معاني الأخبار : ٥٠ / ضمن الحديث ١ ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ١٧٢ / ٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٣ : ٢٨٨ / ١.

(٣) في «س» زيادة : رضي‌الله‌عنه .

(٤) سورة مريم ١٩ : ٥٤.

(٥) أورده ابن قولويه في كامل الزيارات : ١٣٧ / ١٦١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ١٣ : ٣٨٨ / ٢.

(٦) في «ع» : ويقول لك.

١٤٦

اُسوة» (١) .

[ ١٢٦ / ٤ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّدبن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عبدالله بن سنان ، قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعد رجلاً إلى صخرة فقال : أنا (٢) لك هاهنا حتّى تأتي ، قال : فاشتدّت الشمس عليه ، فقال أصحابه : يا رسول الله ، لو أنّك تحوّلت إلى الظّل ، قال : قد وعدته إلى هاهنا وإن لم يجئ كان منه المحشر (٣) » (٤) .

ـ ٦٨ ـ

باب العلّة التي من أجلها صار الناس

أكثر من بني آدم

[ ١٢٧ / ١ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى (٥) بن عمران الأشعري ، عن موسى بن جعفر

__________________

(١) أورده ابن قولويه في كامل الزيارات : ١٣٧ / ١٦٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ١٣ : ٣٨٩ / ١٣.

(٢) في المطبوع «أني» ، وما أثبتناه من النسخ والبحار.

(٣) في «ح» وحاشية «ش» : إلى المحشر.

(٤) أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار ٢ : ٦٦ / ١٢٢٨ مرسلاً ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٧٥ : ٩٥ / ٢٣.

(٥) في «ش ، ح» : محمّد ، وفي «ن ، ع ، س» : لم يرد ، والصحيح ما في المتن وهو الموافق لنسخة «ج» ورجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩ ، والفهرست للشيخ الطوسي : ٢٢١ / ٦٢٢ ، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب : ١٣٨ / ٦٨٦.

١٤٧

البغدادي ، عن علي بن معبد ، عن عبيدالله بن عبدالله (١) الدهقان ، عن درست ، عن أبي خالد قال : سئل أبو عبدالله عليه‌السلام : الناس أكثر أم بنو آدم؟

فقال : «الناس».

قيل : وكيف ذلك؟

قال : «لأنّك إذا قلت : الناس ، دخل آدم فيهم ، وإذا قلت : بنو (٢) آدم ، فقد تركت آدم لم تدخله مع بنيه ، فلذلك صار الناس أكثر من بني آدم وإدخالك إيّاه معهم ، ولمّا قلت : بنو آدم ، نقص آدم من الناس» (٣) .

ـ ٦٩ ـ

باب العلّة التي من أجلها توقد النصارى النار (٤)

ليلة الميلاد وتلعب بالجوز

[ ١٢٨ / ١ ] أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي (٥) ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي ، قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، قال : حدّثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن مُنبّه اليماني ، قال : لمّا

__________________

(١) لم ترد في «ش ، ح ، ع» ، وفي «ن» : عبيدالله بن عبدالله بن الدهقان ، والصحيح ما في المتن وهو الموافق لـ«س ، ج» ورجال النجاشي : ٢٣١ / ٦١٤ ، والفهرست للشيخ الطوسي : ١٧٥ / ٤٦٨ ، وخلاصة الأقوال : ٣٨٤ / ١٥.

(٢) في «ح ، ع» وحاشية «ج ، ش ، ل» : بني.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١١ : ٢٣٧ / ٢٠.

(٤) كلمة «النار» لم ترد في «ع ، ح ، ج ، ل ، ش» ، وما أثبتناه من «س ، ن».

(٥) في «ح» : البراوذي.

١٤٨

ألجأ (١) المخاض مريم عليها‌السلام إلى جذع النخلة اشتدّ عليها البَرد ، فعمد يوسف النجّار إلى حطب فجعله حولها كالحظيرة ، ثمّ أشعل فيه النار فأصابتها سخونة الوقود من كلّ ناحية حتّى دفئت ، وكسر لها سبع جوزات وجدهنَّ في خُرجه فأطعمها ، فمن أجل ذلك توقد النصارى النار ليلة الميلاد وتلعب بالجوز (٢) .

ـ ٧٠ ـ

باب العلّة التي من أجلها لم يتكلّم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله

بالحكمة حين خرج من بطن اُمّه كما تكلّم عيسى عليه‌السلام

[ ١٢٩ / ١ ] أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السمرقندي ، قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، قال : حدّثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه (٣) ، عن وهب بن منبّه اليماني ، قال : إنّ يهوديّاً سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يامحمّد ، أكنت في اُمّ الكتاب نبيّاً قبل أن تخلق؟

قال : «نعم».

قال : وهؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا؟

قال : «نعم».

قال : فما شأنك لم تتكلّم بالحكمة حين خرجت من بطن اُمّك كما

__________________

(١) في «ح ، ل» وحاشية «ع ، ج» والبحار : أجاء ، وما أثبتناه من «ع ، س ، ن ، ج» وحاشية «ل».

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٤ : ٢١٢ / ٩.

(٣) من قوله : أخبرنا أبو عبدالله إلى هنا لم يرد في النسخ ، وورد في حاشية «ج ، ل».

١٤٩

تكلّم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيّاً.

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّه ليس أمري كأمر عيسى بن مريم ، إنّ عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من اُمّ ليس له أب كما خلق آدم عليه‌السلام من غير أب ولا اُمّ ، ولو أنّ عيسى حين خرج من بطن اُمّه لم ينطق بالحكمة لم يكن لاُمّه عذر من الناس وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من المحصنات ، فجعل الله عزوجل منطقه عذراً لاُمّه» (١) .

ـ ٧١ ـ

باب العلّة التي من أجلها قتل الكفّار زكريّا عليه‌السلام

[ ١٣٠ / ١ ] أخبرنا أبو عبدالله محمّد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي (٢) ، قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن محمّد بن الحارث بن سفيان الحافظ السّمرقندي ، قال : حدّثنا صالح بن سعيد الترمذي ، قال : حدّثنا عبد المنعم بن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبّه اليماني ، قال : انطلق إبليس يستقري (٣) مجالس بني اسرائيل أجمع ما يكونون ويقول في مريم ويقذفها بزكريّا عليه‌السلام حتّى التحم (٤) الشرّ وشاعت الفاحشة على زكريّا ، فلمّا رأى زكريّا عليه‌السلام ذلك هرب واتّبعه سفهاؤهم وشرارهم ، وسلك في واد كثير النبت حتّى إذا توسّطه انفرج له جذع شجرة فدخل فيه عليه‌السلام وانطبقت عليه الشجرة ، وأقبل إبليس يطلبه معهم حتّى انتهى إلى الشجرة التي دخل فيها

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٩ : ٣٠٢ / ٦ ، و١٤ : ٣١٥ / ١٦.

(٢) في «ع ، ح» وحاشية «ش» : البراوذي.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : قروت البلاد قرواً ، وقريتها ، واقتريتها واستقريتها ، إذا تتبعتها ، تخرج من أرض إلى أرض. الصحاح ٦ : ٤٦٨ / قرى.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : التحم الحرب : اشتدّت. القاموس المحيط ٤ : ١٤٧.

١٥٠

زكريّا ، فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلى أعلاها حتّى إذا وضع يده على موضع القلب من زكريّا ، أمرهم فنشروا بمنشارهم ( وقطعوا الشجرة ) (١) وقطعوه في وسطها ، ثمّ تفرّقوا عنه وتركوه وغاب عنهم إبليس حين فرغ ممّا أراد ، فكان آخر العهد منهم به ولم يصب زكريّا عليه‌السلام من ألم المنشار شيء ، ثم بعث الله عزوجل الملائكة : فغسّلوا زكريّا وصلّوا عليه ثلاثة أيّام من قبل أن يُدفن ، وكذلك الأنبياء عليه‌السلام لا يتغيّرون ولا يأكلهم التّراب ويصلّى عليهم ثلاثة أيّام ثمّ يُدفنون (٢) .

ـ ٧٢ ـ

باب العلّة التي من أجلها سُمّي الحواريّون الحواريّين

والعلّة التي من أجلها سُمّيت النّصارى نصارى

[ ١٣١ / ١ ] حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي الحسن الرّضا عليه‌السلام : لِمَ سُمّي الحواريّون (٣) الحواريّين؟

قال : «أمّا عند النّاس فإنّهم سمّوا حواريّين؛ لأنّهم كانوا قصّارين

__________________

(١) ما بين القوسين لم يرد في : «ن» .

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٤ : ١٧٩ / ١٥.

(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : الزبير ابن عمَّتي وحواريَّ من اُمّتي : أي خاصّتي من أصحابي وناصري . ومنه : الحواريّون أصحاب المسيح عليه‌السلام ، أي : خلصانه وأنصاره. وأصله من التحوير : التبييض. قيل : إنّهم كانوا قصَّارين يحوّرون الثياب ، أي يبيّضونها. ومنه الخبز الحوّارى : الذي نخل مرّة بعد اُخرى. النهاية في غريب الحديث ١ : ٤٤٠.

١٥١

يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل ، وهو اسم مشتقّ من الخبز الحوار ، وأمّا عندنا : فسُمّي الحواريّون : الحوار؛ لأنّهم كانوا مخلصين في أنفسهم ، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير».

قال : فقلت له : لِمَ سُمّي النصارى نصارى؟

قال : «لأنّهم كانوا من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشّام ، نزلتها مريم وعيسى عليهما‌السلام بعد رجوعهما من مصر» (١) .

ـ ٧٣ ـ

باب العلّة التي من أجلها لا يجوز ضرب

الأطفال على بكائهم

[ ١٣٢ / ١ ] حدّثنا : أبو أحمد (٢) القاسم بن محمّد بن أحمد السرّاج الهمداني ، قال : حدّثنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيم السرندي (٣) قال : حدّثنا ( أبو الحسن محمّد بن عبدالله بن هارون الرشيد بحلب ، قال : حدّثنا ) (٤) محمّد بن آدم بن أبي أياس ، قال : حدّثنا ابن أبي ذئب ، عن

__________________

(١) ذكره المصنّف في العيون ٢ : ١٧٣ / ١٠ ، الباب ٣٢ ، ومرسلاً في معاني الأخبار : ٥٠ ، ونقله المجلسي عن العلل والعيون في بحار الأنوار ١٤ : ٢٧٢ / ٢.

(٢) في «ح» : محمّد ، وفي حاشيتها : أحمد.

(٣) في «ش ، ع ، س ، ن ، ح» وحاشية «ج ، ل» : الشربديني ، وفي «ج ، ل» وحاشية «ن ، س ، ح» : الشربيني ، وأيضاً ، في حاشية «ج ، ل» عن نسخة أخرى : السرندي.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في «ح».

١٥٢

نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تضربوا أطفالكم على بكائهم؛ فإنّ بكاءهم (١) أربعة أشهر شهادة : أن لا إله إلاّ الله ، وأربعة أشهر : الصلاة على النبيّ ، وأربعة أشهر : الدعاء لوالديه» (٢) .

ـ ٧٤ ـ

باب علّة جفاف الدموع ، وقسوة القلوب (٣) ،

ونسيان الذنوب

[ ١٣٣ / ١ ] حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ابن سعيد الهمداني ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن ثابت بن أبي صفيّة ، عن سعد (٤) الخفّاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : «ما جفّت الدموع إلاّ لِقسوَة القُلوب ، وما قست القُلوب إلاّ لكثرة الذنوب» (٥) .

__________________

(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : لعلَّ المراد أنّها بمنزلة تلك الكلمات في ثواب الوالدين ، أوتكتب في ديوان أعمالهم ، والله يعلم. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٢) ذكره المصنّف في التوحيد : ٣٣١ / ١٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٠٤ : ١٠٣ / ٩٥ .

(٣) في «ج ، ن» : القلب.

(٤) في «س ، ع ، ح ، ج» : سعيد ، والصحيح ما في المتن ، وهو الموافق لرجال الشيخ : ١١٥ / ١١٤٧ ، وخلاصة الأقوال : ٣٥٢ / ١.

(٥) أورده النيشابوري في روضة الواعظين ٢ : ٣٥٧ / ١٣٢٣ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار٢ : ١٧١ / ١٥٠٦ مرسلاً ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٦٧ : ٥٥ / ٢٤.

١٥٣

[ ١٣٤ / ٢ ] حدّثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن المُقرئ الخراساني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال : «أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه‌السلام : يا موسى ، لا تفرح بكثرة المال ، ولا تدع ذكري على كلّ حال؛ فإنّ كثرة المال تنسي الذنوب ، وأنّ ترك ذكري يقسي القلوب» (١) .

ـ ٧٥ ـ

باب علّة المشوّهين في خلقهم

[ ١٣٥ / ١ ] أبي رحمه‌الله (٢) قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد ابن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن عطيّة ، عن ابن أبي عُذَافر الصيرَفي (٣) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : «ترى هؤلاء المشوّهين في خلقهم (٤) ؟».

قال : قلت : نعم.

قال : «هُم الذين يأتي آباؤهم نساءهم في الطّمث» (٥) .

__________________

(١) ذكره المصنّف في الخصال : ٣٩ / ٢٣ ، وأورده الكليني في الكافي ٢ : ٤٩٧ / ٧ ، مسائل علي بن جعفر : ٣٤٤ / ٨٤٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٦٩ : ٦٣ / ٩.

(٢) في «ن» : رضي‌الله‌عنه .

(٣) في «ش ، ح ، ع» : ذافر الصيرفي ، والصحيح ما في المتن. انظر معجم رجال الحديث ١٢ : ١٤٩ / ٧٦٦٧ .

(٤) ورد في حاشية «ل» : أي المبروصين أو السواد في قوم ليسوا كذلك طبعاً وخلقةً. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٥) أورده الكليني في الكافي ٥ : ٥٣٩ / ٥ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٨١ : ٨٦ / ٦ .

١٥٤

ـ ٧٦ ـ

باب العلّة التي من أجلها صارت العاهات

في أهل الحاجة أكثر

[ ١٣٦ / ١ ] أبي رحمه‌الله (١) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عُمير ، عن حَفْص بن البَخْتَرِيّ ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّماجعلت العاهات في أهل الحاجة؛ لئلاّ تستر ، ولو جعلت في الأغنياء لسترت» (٢) .

ـ ٧٧ ـ

باب العلّة في خروج المؤمن من الكافر ، وخروج

الكافر من المؤمن ،

والعلّة في إصابة المؤمن السَّيّئة ، وفي إصابة

الكافر الحسنة

[ ١٣٧ / ١ ] أبي رحمه‌الله (٣) ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الله عزوجل خلق ماءً عذباً فخلق منه أهل طاعته ، وجعل ماءً مُرّاً فخلق منه أهل معصيته ، ثمّ أمرهما فاختلطا ، فلولا ذلك

__________________

(١) في «ن ، س» : رضي‌الله‌عنه .

(٢) أورده الطبرسي مرسلاً في مشكاة الأنوار ٢ : ٢١٤ / ١٦١٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٣١٥ / ٨ ، و٨١ : ١٨٢ / ٣١.

(٣) في «س» : رضي‌الله‌عنه .

١٥٥

ما ولد المؤمن إلاّ مؤمناً ، ولا الكافر إلاّ كافراً» (١) .

[ ١٣٨ / ٢ ] حدّثنا محمّد بن الحسين (٢) رضي‌الله‌عنه قال : حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار (٣) ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعِيّ بن عبدالله بن الجارود ، عمّن ذكره ، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال : «إنّ الله عزوجل خلق النّبيّين من طينة علّيّين وأبدانهم ، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة ، وخلق أبدانهم من دون ذلك ، وخلق الكافرين من طينة سجّيل (٤) قلوبهم وأبدانهم ، فخلط بين الطينَتين ، فمن هذا الذي يلد المؤمن الكافر ، ويلد الكافر المؤمن ، ومن هاهنا يُصيب المؤمن السيّئة ، ويُصيب الكافر الحسنة ، فقلوب المؤمنين تحنّ (٥) إلى ما خلقوا منه ، وقلوب الكافرين تحنّ إلى ما خلقوا منه» (٦) .

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٣٨ / ١٧.

(٢) في نسخة «خ ، ل» : محمّد بن الحسن.

(٣) في النسخ : محمّد بن الحسن بن علي بن فضّال ، والصحيح : ما في المتن.

قال السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٤٤ / ١٠٥٢١ : إنّ المحدّث النوري قدس‌سره عدّ محمّد بن الحسن بن علي بن فضّال من مشايخ الصدوق قدس‌سره في المستدرك : الجزء : ٣ ، الفائدة الخامسة من الخاتمة في الجدول الثاني المعدّ لذكر مشايخ الصدوق الذين روى عنهم المشيخة وسائر كتبه (قن) أي رقم ١٥٠ ، خاتمة المستدرك ٥ : ٤٨٠ / ١٥٠ .

ثمّ قال : وهذا الأمر لا يمكن تصديقه ، فإنّ علي بن الحسين بن علي بن فضّال من أصحاب الهادي والعسكري عليهما‌السلام ، وهو أصغر سنّاً من أخويه محمّد وأحمد على ما تقدّم في ترجمته ، فكيف يمكن رواية الصدوق قدس‌سره المولود فيما بعد ثلاثمائة عن محمّدبن الحسن بن علي بن فضّال.

(٤) في المطبوع : سجين ، وما أثبتناه من النسخ والبحار.

(٥) الحنين : الشوق وتوقان النّفس ، تقول : حَنَّ إليه ، يحنَّ حنيناً ، فهو حانٌّ. الصحاح ٥ : ٥٢٥ / حنن.

(٦) أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢ / ١ ، والمفيد مرسلاً في الاختصاص : ٢٤ ،

١٥٦

[ ١٣٩ / ٣ ] حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه ، قال : حدّثني محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثني الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورمة ، عن عَمرو بن عثمان ، عن المنقري (١) ، عن عَمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن حبّة العرني ، عن عليّ عليه‌السلام قال : «إنّ الله عزوجل خلق آدم من أديم الأرض ، فمنه السباخ ، ومنه الملح ، ومنه الطيّب ، فكذلك في ذرّيّته الصالح والطالح» (٢) .

[ ١٤٠ / ٤ ] حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل قال : حدّثني محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن ، عن محمّد بن اُورمة ، عن محمّد بن سنان ، عن معاوية بن شريح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الله عزوجل أجرى ماءً فقال له : كن (٣) عذباً أخلق منك جنّتي وأهل طاعتي ، وإنّ الله عزوجل أجرى ماءً ، فقال له : كن بحراً مالحاً أخلق منك ناري وأهل معصيتي ، ثمّ خلطهما جميعاً ، فمن ثَمّ يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ، ولو لم يخلطهما لم يخرج من هذا إلاّ مثله ، ولا من هذا إلاّ مثله» (٤) .

__________________

والصفّار في بصائر الدرجات : ٥٣ / ١٨ ، والبرقي في المحاسن ١ : ٢٢٥ / ٦ مختصراً ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٣٩ / ١٨.

(١) كذا في المطبوع ، وفي جميع النسخ والبحار : العبقري ، ولم نجد ترجمة وافية لكلا العلمين ولا من الرواة منهما.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٣٩ / ٢٠.

(٣) في المطبوع زيادة : بحراً.

(٤) أورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٣٨ / ٤١٧ ، والكليني في الكافي ٢ : ٦ / ١ ، والعيّاشي في التفسير ١ : ٣١٨ / ١٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٤٠ / ٢٢.

١٥٧

[ ١٤١ / ٥ ] أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا سعد بـن عبدالله ، قال : حدّثنا أحمد ابـن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل يقول في آخره : «مهما رأيت مـن نزق أصحابك وخرقهم فهو ممّا أصابهم من لطخ أصحاب الشمال ، وما رأيت من حسن شيم من خالفهم و وقارهم فهو من لطخ أصحاب اليمين» (١) .

[ ١٤٢ / ٦ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ( عن عبدالله بن سنان ) (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سألته عن أوّل ما خلق الله عزوجل ؟

قال : «إنّ أوّل ما خلق الله عزوجل ما خلق منه كلّ شيء».

قلت : جُعلت فداك ، وما هو؟ قال : «الماء ، إنّ الله تبارك وتعالى خلق الماءبحرين ، أحدهما : عَذب ، والآخر : ملح ، فلمّا خلقهما نظر إلى العذب.

فقال : يا بحر.

فقال : لبّيك وسعديك.

قال : فيك بركتي ورحمتي ومنك أخلق أهل طاعتي وجنّتي. ثمّ نظر إلى الآخر فقال : يا بحر ، فلم يُجب ، فأعاد عليه ثلاث مرّات : يا بحر؟

__________________

(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٤٠ / ٢٢.

(٢) ما بين القوسين لم يرد في «س ، ح ، ن».

١٥٨

فلم يُجب ، فقال : عليك لعنتي ، ومنك أخلق أهل معصيتي ومن أسكنته ناري ، ثمّ أمرهما أن يمتزجا (١) فامتزجا ، قال : فمن ثَمّ يخرج المؤمن من الكافر والكافرمن المؤمن» (٢) .

[ ١٤٣ / ٧ ] حدّثنا محمّد بن الحسن رحمه‌الله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان ، وأبي الربيع يرفعانه ، قال : «إنّ الله عزوجل : خلق ماءً فجعله عذباً فجعل منه أهل طاعته ، وخلق ماءً مرّاً فجعل منه أهل معصيته ، ثمّ أمرهما فاختلطا ، ولولا ذلك ما ولد المؤمن إلاّ مؤمناً ولا الكافر إلاّكافراً» (٣) .

ـ ٧٨ ـ

باب علّة الذنب وقبول التوبة

[ ١٤٤ / ١ ] أبي (٤) رحمه‌الله قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدّثني عبدالله ابن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الخزّاز ، عن عمر بن مَصْعَب ، عن فرات بن الأحنف ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : «لولا أنّ آدم أذنب ما أذنب مؤمن أبداً ، ولولا أنّ الله عزوجل تاب على آدم ما تاب على مذنب أبداً» (٥) .

__________________

(١) أن يمتزجا ، أثبتناها من «ع ، ح ، ج ، ل» والبحار.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٤٠ / ٢٣.

(٣) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٤٠ / ٢٤.

(٤) في «س» : حدّثنا أبي.

(٥) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١١ : ١٦٥ / ١٠.

١٥٩

ـ ٧٩ ـ

باب العلّة التي من أجلها صار

بين الناس الائتلاف والاختلاف

[ ١٤٥ / ١ ] أبي (١) رحمه‌الله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن حبيب ، قال : حدّثني الثقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهُم أظلّة قبل الميلاد ، فما تعارف من الأرواح ائتلف ، وما تناكر منها اختلف» (٢) .

[ ١٤٦ / ٢ ] وبهذا الإسناد ، عن حبيب ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : «ما تقول في الأرواح إنّها جنود مُجنّدة ، فما تعارف منها ائتلف وماتناكرمنها اختلف ؟».

قال : فقلت : إنّا نقول ذلك.

قال : «فإنّه كذلك ، إنّ الله عزوجل أخذ من العِباد ميثاقهم وهُم أظلّة قبل الميلاد ، وهو قوله عزوجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ) (٣) إلى آخر الآية ، قال : فمن أقرّله (٤) يومئذ جاءت اُلفته (٥) هاهنا ، ومن أنكره يومئذ جاء خلافه

__________________

(١) في «س» : حدّثنا أبي.

(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٥ : ٢٤١ / ٢٥.

(٣) سورة الأعراف ٧ : ١٧٢.

(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : يظهر منه أنّ التعارف والاُلفة مع الأئمّة ، أو يكون التعارف معرفتهم ، والاُلفة مع شيعتهم ، أي موافقتهم في المذهب. (م ق ر رحمه‌الله ).

(٥) في المطبوع : الاُلفة.

١٦٠