أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-611-0
الصفحات: ٤٢٨
- ١٥٦ -
باب العلّة التي من أجلها صارت الإمامة في
ولد الحسين دون (١) الحسن صلوات الله عليهما
[ ٣٨٥ / ١ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن عليّ ابن إسماعيل ، عن سعدان ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «لمّا علقت فاطمة عليهاالسلامبالحسين صلوات الله عليه ، قال لها رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا فاطمة ، إنّ الله قد وهب لك غلاماً اسمه : الحسين ، تقتله اُمّتي.
قالت : فلا حاجة لي فيه.
قال : إنّ الله عزوجل قد وعدني فيه أن يجعل الأئمّة من ولده.
قالت : قد رضيت يا رسول الله» (٢) .
[ ٣٨٦ / ٢ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن حسّان الواسطي ، عن عمّه عبدالرحمن بن كثير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : ما عنى الله عزوجل بقوله : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٣) .
قال : «نزلت في النبيّ صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهمالسلام ، فلمّا قبض الله عزوجل نبيّه كان أمير المؤمنين ، ثمّ الحسن ،
__________________
(١) في «ح» وحاشية «ج ، ل» عن نسخة زيادة : ولد.
(٢) ذكره المصنّف في كمال الدين : ٤١٦ / ٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٦ / ٢٣ .
(٣) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٣.
ثمّ الحسين عليهمالسلام ، ثمّ وقع تأويل هذه الآية : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (١) ، وكان عليّ بن الحسين عليهماالسلام إماماً (٢) ثمّ جرت في الأئمّة من ولده الأوصياء عليهمالسلام ، فطاعتهم طاعة الله ، ومعصيتهم معصية الله عزوجل» (٣) .
[ ٣٨٧ / ٣ ] حدّثنا أحمد بن الحسن رحمهالله ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى ، قال : حدّثنا بكر بن عبدالله (٤) بن حبيب ، قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، قال : حدّثنا علي بن حسّان الواسطي ، عن عبدالرحمن بن كثير (٥) الهاشمي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : جُعلت فداك ، من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولدالحسن وهما يجريان في شرع واحد؟
فقال : «لا أراكم (٦) تأخذون به ، إنّ جبرئيل عليهالسلام نزل على محمّد صلىاللهعليهوآله وما ولد الحسين بعدُ ، فقال له : يولد لك غلام تقتله اُمّتك من بعدك.
فقال : يا جبرئيل ، لاحاجة لي فيه ؟ ! فخاطبه ثلاثاً ثمّ دعا عليّاً عليهالسلام فقال له : إنّ جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل : إنّه يولد لك غلام تقتله اُمّتك من بعدك.
فقال : لاحاجة لي فيه يا رسول الله ، فخاطب عليّاً عليهالسلام ثلاثاً ثمّ قال :
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦.
(٢) كلمة «إماماً» أثبتناها من «ج ، ل».
(٣) أورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٤٧ / ٢٩ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٢٥ : ٢٥٥ / ١٥.
(٤) في النسخ : إلاّ «ج ، ل» : عبيد.
(٥) في «ج ، ل» : المثنى.
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي أنتم لا تعتقدون بمساواتهما أيضاً ، بل تفضّلون ولد الحسين على ولد الحسن ، أو المراد أنّكم لاتعتمدون على قولي وإن قلت لكم لاتقبلون. (م ق ر رحمهالله ).
إنّه يكون فيه وفي ولده الإمامة والوراثة والخزانة ، فأرسل إلى فاطمة عليهاالسلام : إنّ الله يبشّرك بغلام تقتله اُمّتي من بعدي.
فقالت فاطمة : ليس لي حاجة فيه يا أبة ، فخاطبها ثلاثاً ثمّ أرسل إليها لابُدّأن تكون فيه الإمامة والوراثة والخزانة.
فقالت له : رضيت عن الله عزوجل ، فعلقت وحملت بالحسين عليهالسلام فحملت ستّة أشهر ثمّ وضعته (١) ، ولم يعش مولود قطّ لستّة أشهر غير الحسين بن عليّ وعيسى بن مريم عليهماالسلام ، فكفّلته اُمّ سلمة وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يأتيه في كلّ يوم فيضع لسانه في فم الحسين عليهالسلام فيمصّه حتّى يروى ، فأنبت الله تعالى لحمه من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولم يرضع من فاطمة عليهاالسلام ولامن غيرها لبناً قطّ ، فلمّا أنزل الله تبارك وتعالى فيه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚحَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ) (٢) ، فلو قال : أصلح لي ذرّيّتي كانوا كلّهم أئمّة ، لكن (٣) خصّ هكذا» (٤) .
[ ٣٨٨ / ٤ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد وعبدالله ابنَي محمّد بن عيسى ، عن أبيهما ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن قول
__________________
(١) في «ج ، ل» : وضعت ، وفي هامشهما عن نسخة كما في المتن.
(٢) سورة الأحقاف ٤٦ : ١٥.
(٣) في «ج ، ل ، ش» : ولكن.
(٤) أورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٥١ / ٣٧ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٢٥ : ٢٥٤ / ١٤ ، و٤٣ : ٢٤٥ / ٢٠.
الله عزوجل : ( النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (١) فيمن نزلت ؟
قال : «نزلت (٢) في الإمرة ، إنّ هذه الآية جرت في الحسين بن علي وفيولد الحسين من بعده ، فنحن أولى بالأمر وبرسول الله صلىاللهعليهوآله من المؤمنين والمهاجرين» فقلت : لولد جعفر فيها نصيب ؟
قال : «لا» ، قال : فعدّدت عليه بطون بني عبد المطّلب كلّ ذلك يقول : «لا» ، ونسيت ولد الحسن ، فدخلت عليه بعد ذلك ، فقلت : هل لولد الحسن فيها نصيب ؟ فقال : «لا يا أبا عبدالرحمن ، ما لمحمّدي فيها نصيب غيرنا» (٣) .
[ ٣٨٩ / ٥ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عبدالأعلى بن أعين ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «إنّ الله عزوجل خصّ عليّاً عليهالسلام بوصيّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ومايصيبه له ، فأقرّ الحسن والحسين له بذلك ، ثمّ وصيّته للحسن وتسليم الحسين للحسن ذلك حتّى أفضى الأمر إلى الحسين لاينازعه فيه أحد له من السابقة مثل ما له ، واستحقّها عليّ بن الحسين ؛ لقول الله عزوجل : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) (٤) ، فلاتكون بعد علي بن الحسين إلاّ في الأعقاب ، وأعقاب الأعقاب» (٥) .
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٦.
(٢) في «ش ، ع ، س ، ن» : أُنزلت.
(٣) أورده الكليني في الكافي ١ : ٢٢٨ / ٢ ، وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٤٨ / ٣٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٦ / ١٦.
(٤) سورة الأنفال ٨ : ٧٥.
(٥) أورده ابن بابويه في الامامة والتبصرة : ٤٨ / ٣١ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحارالأنوار ٢٥ : ٢٥٧ / ١٧.
[ ٣٩٠ / ٦ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن عليّ بن مهزيار ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد ابن سنان ، عن أبي سلاّم (١) ، عن سورة (٢) بن كليب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٣) قال : «في عقب الحسين عليهالسلام ، فلم يزل هذا الأمر منذ اُفضي إلى الحسين ينتقل من ولد إلى ولد ، لا يرجع إلى أخ ولاعمّ ولم يعلم أحد منهم إلاّ وله ولد ، وإنّ عبدالله (٤) خرج من الدنيا ولاولد له ، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلاّ شهراً» (٥).
[ ٣٩١ / ٧ ] حدّثنا محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن فضيل بن سُكّرة ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام ، فقال : «يافضيل ، أتدري في أيّ شيء كنت أنظر قبل ؟ » فقلت : لا.
قال : «كنت أنظر في كتاب فاطمة عليهاالسلام فليس ملك يملك إلاّ وهو مكتوب باسمه واسم أبيه ، فما وجدت لولد الحسن فيه شيئاً» (٦) .
__________________
(١) في المطبوع : سالم. وما أثبتناه من النسخ.
(٢) في المطبوع : سودة. وما أثبتناه من النسخ.
(٣) سورة الزخرف ٤٣ : ٢٨.
(٤) هو عبدالله الأفطح ابن الإمام الصادق عليهالسلام كما صرّح به المجلسي في بحار الأنوار.
(٥) ذكره المصنّف في كمال الدين : ٤١٥ / ٤ ، ولم يرد فيه ذيل الحديث ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٨ / ١٨.
(٦) أورده الكليني في الكافي ١ : ١٨٨ / ٨ ، والصفّار في بصائر الدرجات ١ : ٣٣٨ / ٦٤٣ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٩ / ٢٠.
[ ٣٩٢ / ٨ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي الطفيل ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين : اكتب ما اُملي عليك ، قال : يا نبيّ الله ، وتخاف عليَّ النسيان.
فقال : لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولايُنسيك ، ولكن اكتب لشركائك.
قال : قلت : ومن شركائي يا نبيّ الله ؟ قال : الأئمّة من ولدك ، بهم تسقى اُمّتي الغيث ، وبهم يستجاب دعاؤهم ، وبهم يصرف الله عنهم البلاء ، وبهم تنزل الرحمة من السماء ، وهذا أوّلهم وأومأ إلى الحسن ، ثمّ أومأ بيده إلى الحسين ، ثمّ قال : الأئمّة من ولده» (١) .
[ ٣٩٣ / ٩ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن علي بن محمّد ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داوُد المنقري ، عن محمّدبن يحيى ، عن الحسين الواسطي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي فاختة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «لاتكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ، وهي جارية في الأعقاب في عقب الحسين عليهالسلام» (٢) .
__________________
(١) ذكره المصنّف في الأمالي : ٤٨٥ / ٦٥٩ ، وكمال الدين : ٢٠٦ / ٢١ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات ١ : ٣٣٥ / ٦٣٨ ، والطوسي في الأمالي : ٤٤١ / ٩٨٩ ، والطبري في بشارة المصطفى : ١٣٢ / ٨٣ ، ونقله المجلسي عن الأمالي وكمال الدين في بحار الأنوار٣٦ : ٢٣٢ / ١٤.
(٢) ذكره المصنّف في كمال الدين : ٤١٤ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٢٥ / ١ ،
[ ٣٩٤ / ١٠ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبدالله (١) البرقي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن (٢) أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي يعقوب البلخي ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام ، قلت له : لأيّ علّة صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن عليهماالسلام ؟
قال : «لأنّ الله عزوجل جعلها في ولد الحسين ، ولم يجعلها في ولد الحسن ، والله لايُسأل عمّا يفعل» (٣) .
[ ٣٩٥ / ١١ ] حدّثنا إبراهيم بن هارون الميثمي (٤) ، قال : حدّثنا محمّد ابن أحمد بن أبي الثلج ، قال : حدّثنا عيسى بن مهران ، قال : حدّثنا منذر الشراك ، قال : حدّثنا إسماعيل بن عليّة ، قال : أخبرني أسلم بن ميسرة العجلي ، عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «إنّ الله عزوجل خلقني وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام».
قلت : فأين كنتم يا رسول الله ؟
قال : «قدّام العرش ، نسبّح الله تعالى ، ونحمده ، ونقدّسه ، ونمجّده».
قلت : على أيّ مثال ؟
قال : «أشباح نور حتّى إذا أراد الله عزوجل أن يخلق صُوَرنا صيّرنا
__________________
والطوسي في الغيبة : ١٩٦ / ١٦٠ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٩ / ٢١ .
(١) في «ج ، ل ، ش ، ح» : أبي عبدالله.
(٢) (عن) أثبتناها من «ج ، ل».
(٣) ذكره المصنّف في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٧٧ / ١٧ ، الباب ٣٢ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٩ / ٢٢.
(٤) في المطبوع : الهاشمي. وما أثبتناه من النسخ.
عمود نور ، ثمّ قذفنا في صلب آدم ، ثمّ أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الاُمّهات ، ولايصيبنا نجس الشرك ، ولاسفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بناآخرون ، فلمّا صيّرنا إلى صلب عبد المطلّب أخرج ذلك النور فشقّه نصفين ، فجعل نصفه في (١) عبدالله ونصفه في (٢) أبي طالب ، ثمّ أخرج النصف الذي لي إلى آمنة ، والنصف إلى فاطمة بنت أسد ، فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليّاً ، ثمّ أعاد عزوجل العمود إليَّ فخرجت منّي فاطمة ، ثمّ أعاد عزوجل العمود إلى عليٍّ فخرج منه الحسن والحسين يعني من النصفين جميعاً فما كان من نور عليّ فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمّة من ولده إلى يوم القيامة» (٣) .
[ ٣٩٦ / ١٢ ] حدّثنا أحمد بن الحسن القطّان ، قال : حدّثنا أبو سعيد الحسن بن علي السكّري (٤) ، قال : حدّثنا أبو عبدالله محمّد بن زكريّا بن دينار الغلابي البصري ، قال : حدّثنا عليّ بن حاتم ، قال : حدّثنا الربيع بن عبدالله ، قال : وقع بيني وبين عبدالله بن الحسن كلام في الإمامة ، فقال عبدالله بن الحسن : إنّ الإمامة في ولد الحسن والحسين عليهماالسلام ؟
فقلت : بل (٥) هي في ولد الحسين إلى يوم القيامة دون ولد الحسن.
فقال لي : وكيف صارت في ولد الحسين دون ولد الحسن ؟ وهما سيّداشباب أهل الجنّة ، وهما في الفضل سواء إلاّ أنّ للحسن على الحسين
__________________
(١و٢) في «ش ، ن» زيادة : صلب.
(٣) أورده الطبري في دلائل الإمامة : ١٥٨ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ١٥ : ٧ / ٧ ، و٣٥ : ٣٤ / ٣٢.
(٤) في «ح» : العسكري.
(٥) في «ج ، ل ، ح» : بلى.
فضلاً بالكبر ، وكان الواجب أن تكون الإمامة إذَنْ في ولد الأفضل.
فقلت له : إنّ موسى وهارون كانا نبيّين مرسلين ، وكان موسى أفضل من هارون عليهماالسلام، فجعل الله عزوجل النبوّة والخلافة في ولد هارون دون ولد موسى ، وكذلك جعل الله عزوجل الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ؛ ليجري في هذه الاُمّة سنن (١) مَنْ قبلها من الأُمم حذو النعل بالنعل ، فما أجبت في أمر موسى وهارون عليهماالسلام بشيء فهو جوابي في أمر الحسنوالحسين عليهماالسلام فانقطع ، ودخلت على الصادق عليهالسلام فلمّا بصر بي قال لي : «أحسنت يا ربيع ، فيما كلّمت به عبدالله بن الحسن ، ثبّتك الله» (٢) .
- ١٥٧ -
باب العلّة التي من أجلها لايسع الاُمّة إلاّ معرفة
الإمام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويسعهم أن لايعرفوا
الأئمّة الذين كانوا قبله
[ ٣٩٧ / ١ ] أخبرني عليّ بن حاتم رضياللهعنه فيما كتب إليّ ، قال : أخبرني (٣) القاسم بن محمّد ، قال : حدّثنا حمدان بن الحسين ، قال : حدّثنا الحسين بن الوليد ، عن ابن بكير ، عن حنان بن سدير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : لأيّ علّة لم يسعنا إلاّ أن نعرف كلّ إمام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ويسعنا أن لانعرف كلّ إمام قبل النبيّ صلىاللهعليهوآله ؟
__________________
(١) في «ج ، ل» : سنّة.
(٢) أورده ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب ٤ : ٥٤ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٥٨ / ١٩.
(٣) في «ج ، ل ، س ، ع ، ن ، ح» : أخبرنا .
قال : «لاختلاف الشرائع» (١) .
- ١٥٨ -
باب العلّة التي من أجلها سار أمير المؤمنين عليهالسلام
بالمنّ والكفّ ، ويسير القائم عليهالسلام بالبسط والسبي
[ ٣٩٨ / ١ ] أبي رحمهالله ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن الحسن بن هارون ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام جالساً فسأله المعلّى بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة أمير المؤمنين عليهالسلام ؟
فقال : «نعم ، وذلك أنّ عليّاً عليهالسلام سار فيهم بالمنّ والكفّ ؛ لأنّه علم أنّ شيعته سيظهر عليهم عدوّهم من بعده ، وإنّ القائم عليهالسلام إذا قام سار فيهم بالبسط والسبي ، وذلك أنّه يعلم أنّ شيعته لن يظهر عليهم من بعده أبداً» (٢) .
- ١٥٩ -
باب العلّة التي من أجلها صالح الحسن بن علي صلوات
الله عليه معاوية بن أبي سفيان ، وداهنه ولم يجاهده
[ ٣٩٩ / ١ ] أبي رحمهالله ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة ، عن عمر بن أبي نصر ، عن سدير ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام ومعنا ابني : «يا سدير ، اذكر لنا أمرك الذي أنت
__________________
(١) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٢٣ : ٨٢ / ٢٠.
(٢) أورده الطوسي في التهذيب ٦ : ١٥٤ / ٢٧١ ، والنعماني في الغيبة : ٢٣٧ / ١٦ ، ونقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٣٣ : ٤٤٣ / ٦٥٤.
عليه ، فإن كان فيه إغراق كففناك عنه ، وإن كان مقصّراً أرشدناك».
قال : فذهبت أن أتكلّم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : «أمسك حتّى أكفيك ، إنّ العلم الذي وضع رسول الله صلىاللهعليهوآله عند عليٍّ عليهالسلام من عرفه كان مؤمناً ، ومن جحده كان كافراً ، ثمّ كان من بعده الحسن عليهالسلام ».
قلت : كيف يكون بتلك (١) المنزلة وقد كان منه ما كان دفعها إلى معاوية ؟
فقال : «اسكت ، فإنّه أعلم بما صنع لولاما صنع لكان أمر عظيم» (٢) .
[ ٤٠٠ / ٢ ] حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رحمهالله ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى بن داوُد الدقّاق ، قال : حدّثنا الحسن بن أحمد بن الليث ، قال : حدّثنا محمّد بن حميد ، قال : حدّثنا يحيى بن أبي بكير (٣) ، قال : حدّثنا أبو العلاء الخفّاف ، عن أبي سعيد عقيصا ، قال : قلت للحسن بن عليّ بن أبي طالب : يابن رسول الله ، لِمَ داهنتَ معاوية وصالحته وقد علمتَ أنّ الحقّ لك دونه ، وأنّ معاوية ضالّ باغ ؟
فقال : «يا أبا سعيد ، ألستُ حجّة الله تعالى ذكره على خلقه ، وإماماً عليهم بعد أبي عليهالسلام ؟ » قلت : بلى.
قال : «ألست الذي قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لي ولأخي : الحسن والحسين إمامان قاما (٤) أو قعدا ؟ » قلت : بلى.
قال : «فأنا إذَنْ إمام لو قمت ، وأنا إمام إذ قعدت (٥) ، يا أبا سعيد علّة
__________________
(١) في «ح ، ع ، ن» : بذلك.
(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٤ : ١ / ١.
(٣) في «ج ، ل ، س» : بكر.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : بأمر الإمامة ، أو قعدا عنه للمصلحة.
(٥) في «ج ، ل ، س ، ح» : إذا قعدت.
مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله صلىاللهعليهوآله لبني ضمرة ، وبني أشجع ، ولأهل مكّة حين انصرف من الحديبيّة ، أُولئك كفّار بالتنزيل ، ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل.
يا أبا سعيد ، إذا كنت إماماً من قِبَل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه (١) رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبساً ، ألا ترى الخضر عليهالسلام لمّا خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وأقام الجدارسخط موسى عليهالسلام فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتّى أخبره فرضي ، هكذا أنا سخطتم علىَّ بجهلكم بوجه الحكمة فيه ، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلاّ قُتل» (٢) .
قال محمّد بن عليّ مصنّف هذا الكتاب : قد ذكر محمّد بن بحر الشيباني رضياللهعنه في كتابه المعروف بكتاب : الفروق بين الأباطيل والحقوق في معنى موادعة (٣) الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لمعاوية ، فذكر سؤال سائل عن تفسير حديث يوسف بن مازن الراشي (٤) في هذا المعنى ، والجواب عنه ، وهو الذي رواه أبو بكر محمّد بن الحسن بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري ، قال : حدّثنا أبو طالب زيد بن أحزم ، قال : حدّثنا أبوداوُد ، قال : حدّثناالقاسم بن الفضل ، قال : حدّثنا يوسف بن مازن الراشي ، قال : بايع الحسن بن عليّ صلوات الله عليه معاوية على أن
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : السفه : نقص في العقل ، وسفهه تسفيهاً نسبة إلى السفه. المصباح المنير : ٢٨٠.
(٢) نقله المجلسي عن العلل في بحار الأنوار ٤٤ : ١ / ٢.
(٣) ورد في حاشية نسخه «ج ، ل» : وادعته : صالحته. المصباح المنير : ٦٥٣.
(٤) في «ش ، ع ، ن» وحاشية «ج ، ل» عن نسخة : الراسبي ، وفي «س» : الراسي.
لايسمّيه أميرالمؤمنين ، ولايقيم عنده شهادة ، وعلى أن لا يتعقّب (١) على شيعة عليٍّ شيئاً ، وعلى أن يفرّق في أولاد من قُتل مع أبيه يوم الجمل وأولاد من قُتل مع أبيه بصفّين ألف ألف درهم ، وأن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد (٢) .
قال : ما ألطف حيلة الحسن صلوات الله عليه هذه في إسقاطه إيّاه عن إمرة المؤمنين.
قال يوسف : فسمعت القاسم بن محيمة يقول : ما وفى معاوية للحسن بن علىّ صلوات الله عليه بشيء عاهده عليه ، وإنّي قرأت كتاب الحسن عليهالسلام إلى معاوية يعدّ عليه ذنوبه إليه وإلى شيعة عليٍّ عليهالسلام ، فبدأ بذكر عبدالله بن يحيى الحضرمي ومن قتلهم معه.
فنقول رحمك الله : إنّ ما قال يوسف بن مازن من أمر الحسن عليهالسلام ومعاوية عند أهل التمييز والتحصيل تسمّى المهادنة والمعاهدة ، ألا ترى كيف يقول : ما وفى معاوية للحسن بن عليّ عليهالسلام بشيء عاهده عليه وهادنه ، ولم يقل : بشيء بايعه عليه.
والمبايعة (٣) على ما يدّعيه المدَّعون على الشرائط التي ذكرناها ، ثمّ لم يف بها لم يلزم الحسن عليهالسلام ، وأشدّ ما هنا من الحجّة على الخصوم معاهدته إيّاه أن لا يسمّيه أمير المؤمنين ، والحسن عليهالسلام عند نفسه لا محالة مؤمن ، فعاهده أن لا يكون عليه أميراً ؛ إذ الأمير هو الذي يأمر
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : تعقبه أخذه بذنب كان منه. القاموس المحيط ١ : ١٤٢.
(٢) في «ج ، ل ، ع ، ن» : نجرد.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي لو كانت مبايعته على سبيل التنزّل ، فهي كانت على شروطولم تتحقّق ، وكون المبايعة مبتدأ ، ولم يلزم خبره. (م ق ر رحمهالله ).
فيؤتمر (١) له ، فاحتال الحسن صلوات الله عليه لإسقاط الائتمار لمعاوية إذا أمره أمراً على نفسه ، والأمير هو الذي أمره مأمور (٢) من فوقه ، فدلّ على أنّ الله عزوجل لم يؤمّره عليه ولا رسوله صلىاللهعليهوآله أمّره عليه ، فقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «لايَليَنّ مفاء على مفيء» ، يريد أنّ (٣) من حكمه حكم هوازن الذين صاروا فيئاً للمهاجرين والأنصار ، فهؤلاء طلقاء المهاجرين والأنصار بحكم إسعافهم (٤) النبيّ صلىاللهعليهوآله فيهم لموضع رضاعه ، وحكم قريش وأهل مكّة حكم هوازن لمن أمّره (٥) رسول (٦) الله صلىاللهعليهوآله عليهم ، فهو التأمير من الله جلّ جلاله ورسوله صلىاللهعليهوآله ، أو من الناس ، كما قالوا في غير معاوية : إنّ الاُمّة اجتمعت فأمّرت فلاناً وفلاناً وفلاناً على أنفسهم ، فهو أيضاً تأمير غير أنّه من الناس لا من الله ولا من رسوله ، وهو إن لم يكن تأميراً من الله ومن رسوله ولا تأميراً من المؤمنين فيكون أميرهم بتأميرهم ، فهو تأمير منه بنفسه ، والحسن صلوات الله عليه مؤمن من المؤمنين فلم يؤمّر معاوية على نفسه بشرطه عليه أن لا يسمّيه أمير المؤمنين ، فلم يلزمه ذلك الائتمار له
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : كأنّه متعلّق بالائتمار ، لتضمّنه معنى الوجوب ، أو بالإسقاط بأن يكون على بمعنى عن. (م ق ر رحمهالله ).
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الظاهر زيادة مأمور ، وعلى تقديره يصحّ أيضاً ؛ إذ لايقال في العرف للنبيّ : أمير ، فيكون ناصب الأمير مأمور ألبتّة ، ويكون «من فوقه» الظرف حالاً عن المأمور ، والضمير في «فوقه» راجعاً إلى الأمير مهمل. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : كان خبر «أنّ» محذوف بقرينة المقام.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : الإسعاف : الإعانة وقضاء الحاجة. النهاية في غريب الحديثوالأثر ٢ : ٣٣٢ / سعف.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : يعني كما أنّ هوازن لا يكونون اُمراء على الذين أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآله على هوازن ، كذلك قريش وأهل مكّة بالنسبة إلى من أمّرهم الله عليهم وبعثهم إلى قتالهم. (م ق ر رحمهالله ).
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي تأمير معاوية ، أو مطلق التأمير. (م ق ر رحمهالله ).
في شيء أمَره به ، وفرغ صلوات الله عليه ، إذ خلّص نفسه من الإيجاب عليها الائتمار له عن أن يتّخذ (١) على المؤمنين الذين هم على الحقيقة مؤمنون ، وهُم الذين كتب في قلوبهم الإيمان ؛ ولأنّ (٢) هذه الطبقة لم يعتقدوا إمارته و وجوب طاعته على أنفسهم ، ولأنّ (٣) الحسن عليهالسلام أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليٍّ (٤) عليهالسلام : «عليٌّ أمير البررة ، وقاتل الفجرة» فأوجب صلىاللهعليهوآله أنّه ليس لبرّ من الأبرار أن يتأمّر عليه ، وأنّ التأمير على أمير الأبرار ليس ببرّ ، هكذا يقتضي مراد رسول الله صلىاللهعليهوآله .
ولو لم يشترط الحسن بن عليّ عليهالسلام على معاوية هذه الشروط وسمّاه أمير المؤمنين وقد قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قريش أئمّة الناس ، أبرارها لأبرارها ، وفجّارها لفجّارها» وكلّ من اعتقد من قريش أنّ معاوية إمامه بحقيقة الإمامة من الله عزوجل اعتقد الائتمار له وجوباً عليه ، فقد اعتقد وجوب اتّخاذ مال الله دولاً (٥) وعباده خولاً (٦) ودينه دخلاً (٧) وترك أمر الله إيّاه إن كان مؤمناً ،
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي لمّا خلّص عليهالسلام نفسه عن البيعة فرغ عن أن تتّخذ بيعة الشقي على المؤمنين ؛ لأنّ بيعتهم كانت تابعاً لبيعته عليهالسلام . (م ق ر رحمهالله ).
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : علّة اُخرى لعدم الاتّخاذ. (م ق ر رحمهالله ).
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : علّة لعدم كونه أميراً على الحسين. (م ق ر رحمهالله ).
(٤) في المطبوع زيادة : أميرالمؤمنين.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : فيه : اتّخذوا الفيء دُوَلاً بضمّ دال وفتح واو جمع دُوْلة بالضمّ والسكون يتداول من المال ، أي يتداولون الفيء ولا يجعلون لغير هم نصيباً فيه.شرح الشفا.
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» : إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولاً ، أي خدماًوعبيداً ، يعني يستخدمونهم ويستعبدونهم ، «مجمع - البحار». مجمع البحرين ٥ : ٣٦٧ / خول ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٧.
(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : الدخل بالحركة العيب والغشّ والفساد ، يعني كان إيمانه متزلزلاً ، وعنه إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلاً ، وحقيقته
فقد أمر الله عزوجل المؤمنين التعاون على البّر والتقوى ، فقال : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) (١) ، فإن كان اتّخاذ مال الله دولاً ، وعباده (٢) خولاً ، ودين الله دخلاً من البرّ والتقوى ، جاز على تأويلك من اتّخذه إماماً وأمّره على نفسه كما ترون التأمير على العباد.
ومن اعتمد (٣) أنّ قهر مال الله على ما يقهر عليه ، و (٤) دين الله على ما يسام (٥) ، وأهل دين الله على ما يسامون ، هو بقهر من اتّخذهم خولاً ، وأنّ لله من قبله مديل مديلاً (٦) في تخليص المال من الدول ، والدين من الدغل ، والعباد من الخول علم وسلم ، وأمن واتّقى ، إنّ البرّ مقهور في يدالفاجر ، والأبرار مقهورون في أيدي الفجّار (٧) بتعاونهم مع الفاجر على الإثم والعدوان ، المزجور عنه ، المأمور بضدّه وخلافه ومنافيه ، وقد سُئل سفيان الثوري عن العدوان ما هو ؟
فقال : هو أن ينقل صدقة بانقيا (٨) إلى الحيرة (٩) ، فتُفرّق في أهل
__________________
أن يُدخلوافي دين الله اُموراً لم تجر به السنّة. (مجمع البحار) مجمع البحرين ٥ : ٣٧١ / دخل ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٧.
(١) سورة المائدة ٥ : ٨.
(٢) في «ش ، ن ، ج ، ل» : وعباد الله.
(٣) في المطبوع : اعتقد.
(٤) في المطبوع زيادة : قهر.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : يسومونكم سوء العذاب : يحملونكم عليه ، أي يطالبونكم به ، (مجمع - البحار) ، مجمع البحرين ٦ : ٩٣ / سوم ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٧.
(٦) ورد في حاشية «ج ، ل» عن نسخة : وإنّ الله من قبله مديل.
(٧) ورد في حاشية «ج ، ل» : كأنّه استئناف كلام أو تقدير اللام ، أي : لا نسب ، ويمكن أن يكون أتقن فصُحّف. (م ق ر رحمهالله ).
(٨) ورد في حاشية «ج ، ل» : بانقيا : قرية بالكوفة. القاموس المحيط ٤ : ٤٥٨.
(٩) ورد في حاشية «ج ، ل» : الحيرة : بلدة قرب الكوفة. القاموس المحيط ٢ : ٧٠.