موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ١

أيوب صبري باشا

موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب - ج ١

المؤلف:

أيوب صبري باشا


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الآفاق العربيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٥

حكموا تسعا وتسعين سنة وظهروا فى سنة خمسين ومائتين للهجرة وانقرضوا فى أواخر سنة ثلاثمائة وخمسين هجرية.

٢ ـ الطبقة الثانية : من طبقات أمراء مكة الأربع السلسلة السليلة ، لأولاد موسى الذين ينتهى نسبهم إلى الحسن بن على رضى الله عنهما ، والأشراف الكرام والذين يكنون هذه الطبقة هم الأشراف الكرام الذين يطلق عليهم المؤرخون «الموسويين» و «بنى موسى» وأول من تولى منهم الإمارة هو الشريف موسى ، والثانى عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله ، وعدد أفراد الموسويين الذين حكموا البلاد الحجازية أحد عشر أميرا.

٣ ـ الطبقة الثالثة : ويطلق عليهم السادة الأشراف الذين يكونون الطبقة الثالثة من الطبقات الأربع «الهواشم» وأشراف طبقة «الهواشم» الذين عرفوا ب «بنى فليته» ظهروا سنة (٤٥٣ ه‍) وانقرضت حكومتهم سنة (٥٩٨ ه‍) وحكم منهم فى خلال هذه الفترة ثلاثة عشر أميرا.

٤ ـ الطبقة الرابعة : شكل الطبقة الرابعة من أمراء مكة الشريف أبو عزيز قتادة بن إدريس الحسنى وسلسلة نسبه.

ويتحدث المؤلف فى الفصل الثالث عن ظهور طبقة القرامطة باعتبارها من الفرق الخارجة فى البلاد الحجازية التى اشتعلت شرارتها فى زمن المعتمد بن عباد ، وفى رواية فى عهد الخليفة المنتصر بالله ، وأخمدت شرارتها سنة (٣٧٣ ه‍) أى فى عصر الطائع بالله وعلى قول سنة (٣٨٤ ه‍) فى ابتداء خلافة القادر بالله واستمروا فى شقاوتهم ثمانين عاما أو ثلاثا وعشرين ومائة عام إلا أنهم لم يستطيعوا أن يقيموا حكومة قوية فى هذه المدة.

وأول من خرج من القرامطة أبو سعيد حسن بن بهرام جنابى من قرية جنالة القريبة من أهواز وكان يعمل بالبصرة وزانا ، ثم ذهب إلى البحرين حيث تظاهر بالتقوى والدين واخترع اعتقادات عجيبة باطلة وضعها وخدع بها الناس وتبعه بعض الحمقى من العربان والبلهاء.

٤١

وكانت غاية ابن سعيد هذا أن يحلل ما حرمه الشرع وأن يخرج بهذه الدسيسة ما فى نفسه إلى حيز العمل ، لأن التمرد الذى فى ضميره لم يكن جائزا شرعا.

ولقد فعل الكثير من الجرائم واستولى على أقاليم نجد ، يمامة ، واليمن واعتدوا على حجاج المسلمين سنة (٣١٧ ه‍) بغتة وذبحوا من قبضوا عليهم من الحجاج وبعد ذلك هجموا على مكة المكرمة وانتزعوا الحجر الأسود من مكانه ، وحملوه إلى بلادهم واحتفظوا به عندهم.

وهناك اختلاف كثير فى بيان حقيقة عقائد القرامطة الباطلة ، وبناء على قول فريق من المؤرخين فإن أول شخص ظهر فيهم قد تجرأ أن يدعى النبوة وحاول أن يقنع الناس بكتاب ألفه من الكتب السماوية ، وبناء على قول فريق آخر من المؤرخين أن أول من ظهر من القرامطة هو من الأئمة الإسماعيلية وأنه مبعوث من قبل الإمام المهدى وأراد أن يقنع الناس بذلك ، وهؤلاء الخبثاء يروجون لمذهب الرفض والإلحاد.

ومن عقائدهم أنهم يقتنعون بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ـ رضى الله عنه ـ ويعلنون أنهم ينتمون للطائفة الإسماعيلية إلا أنهم يستحلون المحرمات الشرعية ويعتقدون أن سفك دماء المسلمين مباح ، كما يقولون بكفر من لا يعتنق المذهب القرمطى.

ومن جملة عقائدهم الباطلة حصر الصوم ليومين فى السنة ، وعدم الغسل والاغتسال من الجنابة وجعل الخمر حلالا وقولهم «أشهد أن محمدا بن الحنفية رسول الله».

وفى الباب الثالث يحدثنا المؤلف عن أحوال جزيرة العرب الجغرافية فهى تقع فى الجهة الجنوبية الغربية من قارة آسيا ، وتسكنها القبائل البدوية العربية منذ القدم وهى شبه جزيرة كبيرة.

يحدها شمالا الشام وصحراء الجزيرة وشرق خليج البصرة ، وجنوبا المحيط الهندى وغربا البحر الأحمر ، ومضيق باب المندب.

٤٢

وطولها تقريبا من الطرف الشمالى إلى جنوبها ألفان وخمسمائة كيلو متر تقريبا ، وعرضها من الجهة الغربية إلى جهتها الشرقية ألفا كيلو متر تقريبا وتتسع عرضا من جهتها الجنوبية ومساحتها ثلاثة ملايين وست وخمسين ومائة ألف كيلو مترا مربعا وسكانها اثنا عشر مليونا.

ثم يحدثنا بعد ذلك عن البحار والمحيطات التى تحيط بالجزيرة العربية فى الفصل الثانى من الكتاب فالبحار والمحيطات تحدها من جهاتها الثلاثة ـ البحر الأحمر ـ وهو يعرف بالخليج العربى ، وبحر القلزم ، وبحر شيب الشعب أو بحر جدة ، وهو بحر قليل الجزر وإن كان به شعب مرجانية إلا أنها غير مفيدة ، وهذه الشعب منتشرة بجانب الشواطئ مما يسبب الكثير من الحوادث لاصطدام السفن بها.

بحر الشب ـ ويصل بحر عمان الذى يعد جزءا من المحيط الهندى بالشواطئ الجنوبية لجزيرة العرب من باب المندب إلى مضيق هرمز.

وتنقسم الجزيرة العربية إلى ست قطع وتطلق على الأراضى التى فى الجهة الغربية الشمالية «الحجاز» والتى فى الجهة الجنوبية الغربية «اليمن» والجهة الجنوبية «حضر موت» وعلى الأراضى التى فى الجنوب الشرقى «عمان» والأماكن التى فى الجهة الشرقية «الأحساء» ، «البحرين» ، هجر ، والأراضى التى فى وسط الجزيرة العربية «نجد».

وفى الفصل الثالث يحدثنا عن الأحوال الجغرافية لبلدتى جدة والطائف فجدة : من مدن الحجاز المشهورة وهى مدينة ، وتقع فى الجهة المعمورة فى الجهة الغربية لمكة المكرمة وعلى تسعين كيلو متر منها ، وعلى ساحل بحر السويس فى درجة خط الطول الحادية عشرة وتسع وعشرون دقيقة فى خط العرض الشمالى وهى أكبر موانى الحجاز ازدحاما بالسفن.

وصادراتها : «جلد البقر ، والبن ، والصمغ العربى ، والعطور المتنوعة ، ريش

٤٣

النعام ، سن الفيل ، الصبارة ، اللؤلؤ ، الصدف ، البلح ، الحناء ، اليسر ، الباغة ، العسل».

ووارداتها وهى التى تستورد من مصر ، وأفريقية ، وأوربا هى : «الأرز ، والقمح ، الشعير ، الدقيق ، الزجاج ، الصابون ، الأقمشة الصوفية ، والقطنية».

ويبلغ عدد سكانها مع مجاورى وتجار مصر والشام والهند واليمن وكلهم مسلمون إلى خمسة وعشرون ألف نسمة ، وأهالى جدة عموما يحبون العمل وأغلبهم أغنياء ، ويشتغلون بجميع أنواع التجارة قد اكتسب ميناء جدة أهمية عظمى لموقعه الجغرافى الطبيعى.

وكافة أهليها ، غير بضعة من الأوروبيين مسلمون ، ويتاجر بعضهم بالهند والمستعمرات الأجنبية الأخرى.

الطائف : تقع بلدة الطائف والتى تسمى أيضا «وادى عباس» على الجانب الشرقى من مكة وعلى بعد ثمانى عشرة ساعة ، ترتفع عن سطح البحر ١٥٧٥ مترا ، عدد سكانها ألف نسمة تقريبا.

ولما كانت أرض الطائف أكثر ارتفاعا من أرض مكة المكرمة فتقل درجة حرارتها عن درجة حرارة مكة المكرمة ست أو سبع درجات ويجود هواؤها ، لأجل ذلك يصعد معظم أهل مكة إلى الطائف عند ما تشتد درجة الحرارة فى أشهر الصيف ، ويقيمون هناك إلى أن تزول درجة الحرارة.

ويعرض المؤلف فى الباب الخامس للقبائل التى سكنت الجزيرة العربية حاكيا تاريخ كل قبيلة وطبيعة عاداتها وشعوبها ومن هذه القبائل.

ـ بنو هاشم ـ ويطلق بنو هاشم على الأشراف والسادات الذين تسلسلوا من أصلاب الإمامين الحسن والحسين (رضى الله عنهما).

ـ قبيلة عنزة ـ وهى التى تستوطن فى شمال الجزيرة العربية ، وخاصة الأقطار الحجازية ويعيش أهلها حياة البداوة وتنقسم إلى أربع قبائل :

٤٤

١ ـ أولاد على

٢ ـ الحسنة

٣ ـ حلال

٤ ـ بشر

والفصل الثانى : يحدثنا عن قبيلتى حويطات وجهينة.

وتقيم أفراد قبيلة حويطات فى سواحل البحر الأحمر الشرقية التى تمتد من العقبة ، وقلعة «الأزلم» إلى السويس ، والأماكن التى تسكنها أراضيها قليلة الإنبات ومجدبة وعندما يجدبون يتجهون إلى عنزة.

ثم يذكر بعد ذلك فروع قبيلة حويطات والتى وصلت إلى اثنتى عشرة قبيلة.

ثم يذكر بعد ذلك فروع قبيلة جهينة التى تسكن شاطئ البحر من جبل حساين إلى ينبع البحر ، وتنقسم هذه القبيلة إلى القسمين اللذين يعرفان ب (أولاد مالك) ، (أولاد موسى).

وفى الفصل الثالث يتحدث عن عربان قبائل بجاله وبنى حرب ، وقبيلة نحاولة قبيلة فى غاية الاحتقار على حد وصفه بين أهالى الحرمين ذلك لتأصل عادات السلب والنهب والكر والفر فيهم منذ القدم على عهد يزيد بن معاوية.

قبيلة حرب ـ وانقسمت قبيلة حرب إلى قبيلتين كبيرتين وهما بنو سالم وبنو مسروح ، كما أن بنى سالم انقسموا إلى شعبتين وهما «ميمون ومراوحة».

وفى الفصل الرابع يذكر قبيلة مطير ، وبنى سليم وبنى عتيبة ، وقريش ، وثقيف ، وبنى عدوان.

وفى الفصل الخامس يحدثنا عن القبائل التى تسكن بين مكة المعظمة وجدة وقنفذة ، وفى ساحل البحر الأحمر الذى يعد جزءا من تهامة الحجاز.

بنو لحيان : يقيم عربان قبيلة بنى لحيان فى الأماكن الواقعة بين مكة المكرمة

٤٥

وجدة ، وتقتصر معيشة بعض هؤلاء على ما يحصلون من المبالغ من المسافرين والحاج الذين يسلكون هذه الطرق.

وهناك قبيلة (بنى فهم) غير القبائل المذكورة وتقيم فى وادى خضر ، وقبيلة (يزيد) ، والتى تقيم فى وادى يزيد ، وقبيلتا (بجالة وبنى متعان).

ويتحدث الكتاب فى الفصل السادس عن اليمن وحدوده ووصفه ، والقبائل المستقرة فيه.

واليمن قطعة كبيرة من جزيرة العرب تقع فى الطول الشرقى من درجة ثلاث وأربعين إلى درجة خمسة وأربعين ، وفى العرض الشمالى ، فى درجة اثنتى عشرة وتقع على الطرف الجنوبى الغربى من جزيرة العرب.

ويحيط بها من الجانب الغربى البحر الأحمر وفى الطرف الجنوبى خليج عدن ويحيط بها من الشرق حضر موت ، ومن الشمال الحجاز ، ومسافتها الطولية خمسة وخمسون وسبعمائة كيلو متر ، ومسافتها العرضية خمسون وثلاثمائة كيلو متر ، عدد سكانها مليونان وخمسمائة ألف نسمة تقريبا ، وتنقسم جغرافيا بالإجمالى إلى قسمين : والقسم الأول من الخطة اليمانية : الأراضى الواسعة المستوية على ساحل البحر الأحمر ويسمى «تهامة» وتمتد من شاطئ البحر إلى الداخل ما يقرب من اثنتى عشرة ساعة وهى أراضى سهلة مستوية.

والقسم الثانى من الأراضى المقابلة لتهامة وهى أراضى مرتفعة يطلق عليها نفس اليمن وهى فوق جبال متسلسلة تسمى جبال «سروات» وتمتد من الطائف إلى صنعاء.

أما سكانها فهم يسكنون القرى والمدن ويقومون بكسب قوتهم بالزراعة والتجارة ، لذا نجد أن العرب الرحل يقلون فيها بالنسبة إلى الأماكن الأخرى لجزيرة العرب.

ومن ضمن ما تشتهر به اليمن من زراعة شجرة البن وكانت قديما خاصة

٤٦

باليمن ولكنها نقلت فيما بعد إلى البلاد الأخرى حيث أنبتت فيها وقد جربها أول مرة أهل اليمن وعرفوا بعد التجربة خواصها النافعة فأخذوا يستعملونها ويشربونها فتبعهم بعد ذلك أهالى البلاد الأخرى.

والقهوة اليوم وسيلة رئيسية لإكرام الضيوف وتحيتهم ، ومن أجود أنواعها البن الذى ينبت فى أرض اليمن.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى أمتع أبواب الكتاب وأطرفها على الإطلاق وهو الباب السادس الذى تعرض فيه المؤلف بالحديث لعادات أهل الجزيرة وتقاليدهم والذى تفرد ببعض الفصول التى لم ترد فى كتب غيره.

ففى الفصل الأول يذكر عادات سكان الجزيرة العربية منها العادات التى اخترعها عمرو بن لحى ومنها عادات خاصة بالنوق مثل إذا ولدت عشرة صغار يفقئون إحدى عينيها ويمنعون ركوبها ويسمونها «حام».

والعادات القديمة كان منها وأسوأ ما يكون منها : عادة وأد البنات التى حكاها القرآن الكريم حين قال عز وجل : (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ). [النحل : ٥٨]

ومنها أيضا : الوشم ، والتعمية ، وبكاء المعتزلين ، التفقية ، رمى السن ، خضاب النحر ، نصب الراية ، جز النواصى ، الالتفات ، النهق ... إلخ وهذه أيضا يروى أنها من اختراعات عمرو بن لحى وهى من العادات التى لم ينزل الله بها من سلطان فجاء الإسلام الكريم وأبطل هذه الخرافات والخزعبلات وبين أنها من دعاوى الجاهلية.

وقد ظهر بينهم بعض السحرة ، والكهنة ، وأخذوا يخبرونهم عن المغيبات ولما صادف أن تحقق بعضها وأخبروه فانخدعوا بهم وأخذوا يستعينون بهم فى حل مسائل دينهم ومشكلات حياتهم.

أما عن عقائدهم فكانوا على عقائد وملل شتى كثيرة متفرقة منها :

٤٧

١ ـ فرقة منكرة : كانت تنكر الخالق والبعث والحساب وتحاول أن تثبت أن الطبيعة هى التى تحيى وتميت والدهر يفنى فكانوا يقولون : «ما يهلكنا إلا الدهر».

ومن ذلك قول شاعرهم :

حياة ثم موت ثم بعث

حديث خزافة يا أم عمرو

ومن ذلك قولهم :

ما هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ، نموت ونحيا ، ولا يهلكنا إلا الدهر.

٢ ـ الفرقة الثانية : كانت تعترف بالخالق ، وابتداء الخلق ولكنها تنكر المعاد.

٣ ـ الفرقة الثالثة : تعترف بالخالق وابتداء الخلق ونوعا من البعث ثم أنكروا ذلك وعبدوا الأوثان ظانين أنها ستكون شفيعا لهم لدى الله ـ سبحانه وتعالى.

وكان من بينهم من يعبد النجوم والكواكب مثل الأشوريين ، ومن يعبد الحيوانات مثل المصريين ، ومن يعبد الملائكة والجن وكان منهم من انحرف لمذهب من يعتقد فى تناسخ الأرواح.

ويحدثنا المؤلف بعد ذلك عن كرم العرب وسخائهم وتحملهم للجوع والعطش فالقبائل البدوية تشتهر شهرة واسعة بين العرب بالكرم ، والكرم البدوى معروف لدى البسيطة كلها ، حتى الفقراء منهم يتصفون بهذه الصفة وهم يقدمون لضيوفهم أفضل ما يكون عندهم من طعام أو شراب وإن لم يجد الواحد منهم ما عنده لذلك فقد يذبح حصانه وناقته وهو أحوج ما يكون إليهما ، وهم لشهرتهم بالكرم ، فالكرماء منهم ممدوحون أبدا ، والبخلاء مذمومون نادمون أبد الدهر.

ولما كان بعض العربان يفرحون بقدوم الضيف فرحا شديدا فينتظرون كل صباح ورود الضيف ، ويناجون الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يبعث لهم ضيفا وسواء أكان الضيف معروفا أم غير معروف فالواجب يحتم إكرامه بغض النظر

٤٨

عن معرفته أو عدمها ، بل هم يتنافسون فى بذل هذا الشرف والترحيب بالضيف الغريب ويأخذونه إلى منازلهم حيث يعدون لهم أجود أنواع الطعام والشراب.

ومن عاداتهم تقديم ثلاثة فناجين قهوة متتالية ولكن بن هذه القهوة لا بد أن ينضج بعد ورود الضيف ويطحن فى المطحن ويسوى فى إبريق من الفخار ، وقد يضحى صاحب البيت فى سبيل حماية ضيفه بنفسه وماله وعلى الضيف أن يعد نفسه واحدا من أهل البيت وأن يدافع عنهم إذا ما تعرضوا للأذى.

ومن صفاتهم أيضا تحمل الجوع والعطش والجو الشديد الحرارة وليس فى العالم قوم يتحملون هذه الأشياء مثلهم والذى يشبع منهم مرة فى أربع وعشرين ساعة يعد نفسه سعيدا.

وهم يعيشون على تناول الأعشاب التى تنمو بجانب الغدران التى تكونت من أثر الأمطار ، وعند ما يتجهون إلى مكان ما للإغارة على بعضهم بما أنهم لا يملكون كثيرا من الزاد فإنهم يطحنون الدخن وشيئا من الدقيق وكلما يجوعون يضعون فى أفواههم قدرا منه ويشربون ماء.

ومع كل هذا التحمل فصحتهم جيدة وأجسامهم قوية إلا أن قوة أجسامهم لا تكتمل فبنية أجسامهم نحيفة وهم فى غاية من خفة الدم.

وفى الفصل الرابع من الباب السادس يحدثنا المصنف عن باب من الأبواب الطريفة والنادرة وهى عادات العرب وأساليبهم فى السلب والإغارة والعرب الذين يخرجون للسلب والنهب يتخذون أحدهم رئيسا وقائدا ولا يخرجون عن طاعته ورأيه ، ومن أحكام السلب والنهب عندهم أن يكون نصف الخارجين ركبانا ، والنصف الآخر من المترجلين وفى أثناء قتالهم لا يستخدمون الأسلحة النارية ، ولكنهم يقاتلون بالأسلحة البيضاء مثل السيف والرماح وما يشبهها من الآلات.

وبعد ما يهيئون مهماتهم الحربية ويتخذون تدابيرهم القتالية ويقتربون من مقر

٤٩

القبيلة التى يريدون أن يقتحموها ، يختفون فى مكان ما ثم يبعثون باثنين منهم للتجسس ويصعد الجاسوسان على قمة جبل ويرصدون أحوال العدو وأغنامهم وكل ما يملكون من أموال ، وإذا قنعوا بقدرتهم على العدو أغاروا عليهم واقتحموا القبيلة صباحا ونهبوا أموالهم وأغنامهم ، وإذا كانت الإغارة ليلا قيدوا الرعاة على جذع الشجر ثم يسوقون ما نهبوا فى سرعة شديدة.

وفى الفصل الخامس يحدثنا المؤلف عن عادات العرب فى تربية أطفالهم وكذلك عاداتهم فى الوليمة والختان.

تربية الأطفال

يكلف العربان أولادهم إذا بلغوا سن الثالثة برعى الجدى والحملان حول قريتهم ، وعند ما يبلغون السنة الرابعة يرعون الحمير والحملان فى أماكن أبعد من ذلك.

وإذا بلغوا الخامسة من عمرهم يعلمونهم الجلوس على ظهور الجمال ، فإذا بلغوا السادسة يعلمونهم ركوب الجمال بمفردهم.

ويكتسب أطفال البدو مهارة عظيمة فى ركوب الخيول والجمال حتى إنهم يستطيعون أن يركبوا جملا مهما جرى سريعا ، ومهما كان الحصان العربى سريعا فركوبه والجرى به يعتبر بالنسبة للطفل العربى من قبيل اللهو.

وتظل الصبايا إلى أن يبلغن السنة العاشرة من عمرهن مع الأطفال يعملن معهم فى رعى الغنم والمعز ، ويعلموهن فى هذه السّن حلب النعاج والمعزات وصنع اللبن الرائب والجبن.

الزواج وعاداته

يعد أبناء العم وأبناء الأخوات أكفاء للبنات العربيات إذا كان الواحد من هؤلاء غير مقيد بالزواج أو متزوجا غير راض بزواج البنت من طالب يدها فمثل هذه البنت لا تتزوج.

٥٠

والمهر بالنسبة للأغنياء عبارة عن «بسط» (سجادة أو كليم) كبير من الصوف ، وسوارين للمعصم من الذهب وفساتين وبعض الإبل والأغنام.

وليمة العرس :

ويقدم فى وليمة العرس الأرز المطبوخ وعليه لحم الغنم الذى ذبح من قبل وأعد للضيوف ، وهذا من العادات العربية الجارية.

حفل الختان

يختن العرب أولادهم الذكور فى اليوم السابع من ولادتهم ، وبعضهم في يوم الأربعين ، وبعضهم فيما بعد ، كما يقرر عرب من هذيل الذين يسكنون بجانب مكة المكرمة ألا يختنوا أبناءهم إلا عند الزواج فعند ما يقررون عقد زواجهم عندئذ يختنونهم ، وعند ما يقرر ختان ذلك الفتى فمن عادة هؤلاء القوم أن يدعوا لحفل ختانه أحباءه وأقاربه وجماعات القرى المتجاورة ، وكل واحد من المدعوين يهدون لصاحب الحفل على حسب قدرته خروفا واحدا أو أكثر وجملا ومعزة أو ثورا.

كما أن من عاداتهم أن يسوق كل فرد ما يريد أن يهديه من الحيوانات أمامه وأن يذهب إلى القرية التى سيحتفل فيها قبل الختان بيوم أو بيومين.

وفى الفصل السادس يتحدث المؤلف عن سبب حب العرب للنخيل والجياد الأصيلة ، وصورة الأوسمة التى تطبع على الجمال فى الأراضى الحجازية وبما أن هذه الأشجار المباركة لا تنمو فى كل أماكن الحجاز لذلك يحرص غارسوها أن يغرسوها على أطراف ممرات السيول ، وحيث الماء قريب من سطح الأرض والأماكن الرطبة ، ثم يتعهّدونها بالسّقيا أربعين يوما حتى تتمكن جذورها فى الأرض ثم يتركونها لحالها.

يقال للتمر أول ما يظهر «زهوا» وعند ما يحمر ويبدأ فى النضج يطلق عليه «رطب» ، والتمر فاكهة مغذية قوية ، والبدو وأهل المدينة يفضلون أكل الطازج منه ، ويبيعون الرطب.

٥١

الخيل :

يطلق فى بلاد العرب على ذكر الحصان (الخيل) ولأنثاه يقال (فرس) وهم يربون الخيل ليأخذوا ذريته فقط ، لذا لا يحتفظون بذكر المهر بل يبيعونها للبلاد المجاورة لهم ولكنهم يحتفظون بأنثى المهور ليركبوها فى الحروب ويحرصون على الاحتفاظ بها ولا يستطيع أن يمتلك هذه الفرس إلا الأغنياء ، أو يشترك عدة أشخاص في ملكيتها.

ويمكننا تلخيص موضوعات هذا الجزء فى :

١ ـ الموقع الجغرافى والواقع الاجتماعى للجزيرة العربية.

٢ ـ التاريخ السياسى والاجتماعى لجزيرة العرب.

٣ ـ القبائل التى سكنتها قديما وحديثا ، وتاريخها.

٤ ـ عادات أهل الجزيرة وأخلاقهم وصفاتهم.

والحق أن هذا الجزء تفرد ببعض الموضوعات الطريفة والشيقة والتى قلما تجتمع فى غيره من المصادر ومنها :

١ ـ حديثه عن الأصول والقواعد الخاصة بالحروب عند العرب والتدابير الحربية واللصوصية ، وهو كذلك من الموضوعات التى تخلو منها كثير من الكتب.

٢ ـ سرده لعادات العرب فى تربية أطفالهم ، وعادات الختان ، والوليمة.

عناصر مجلد «مرآة جزيرة العرب» :

تاريخ وخبر جزيرة العرب ـ خلفاء وملوك الجزيرة العربية ـ الخارجين فى البلاد اليمنية ـ طائفة القرامطة وخبرهم.

أحوال الجزيرة الجغرافية والمناخية ـ ما يحيط بالجزيرة من بحار ومحيطات ـ جده وأحوالها الجغرافية ـ أماكن المدينة ، وحدودها.

٥٢

طرق المدينة ـ الطريق السلطانى ـ طريق فرع ـ طريق غاير ـ طريق مكة والمدينة ـ طريق ينبع ـ طرق مؤدية لمكة.

قبائل الجزيرة العربية ـ قبيلة حويطات وجهينة ـ قبائل بجاولة ، وأحوالها ـ قبائل مطير وبنى سليم ـ قبائل مكة المكرمة ، والمدينة ـ وصف اليمن وحدوده.

وعادات وتقاليد أهل الجزيرة العربية ومذاهبهم ـ وصف وتعريف «سمية وخمسة ومنن» من قوانين العرب ـ وصف كرم العرب وصلابتهم ـ ذكر تقاليد العرب الحربية ـ تربية أطفال العرب ـ حب العرب للنخيل والجياد.

***

٥٣
٥٤

مرآة الحرمين

مرآة مكة

إن الحمد والشكر والثناء بالصدق والإخلاص لأعظم المستحقين سبحانه «تعالى شأنه عما يقولون» حمدا يفوق فى الكثرة أنفاس قوافل الحجاج المتقاطرة وشكرا يزيد عن حاجة الأرامل فى مختلف المراحل.

له الحمد والشكر إذ أنشأ مبنى العزة الكعبة المعظمة فى مدينة (مكة المكرمة) مهتدى الضالين فى صحراء العصيان ، ودعا لدار الضيافة عميم النوال ، دعا جميع سكان بلاد الموحدين أطعمهم من المائدة العظيمة الفائدة والنفع من قوله (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) (آل عمران : ٩٧) وأحاط بالعظمة والفخامة جميع السلاطين والحكام الذين وقفوا فى تجديد قبلة جميع الرسل والأنبياء وتعمير بيت الله العظيم.

وأعرض الصلوات الصافيات المتنوعات لنبينا خاتم الرسل والأنبياء نتيجة مقدمة الأكوان والشئون «عليه وعلى آله سلام الله المنان» وأفرش حجرة نبينا الطاهرة وروضته المضيئة بالصلاة والسلام.

وأخص منير مضاجع آل البيت وأهله والأصحاب الكرام برفع تحياتى الوافرة إذ بينوا لنا فضائل المآثر المبروكة والمساجد المسعودة التى عينها لهم نبى الإنس والجن «عليه صلوات الله الرحمن» وهكذا أبرزوا خدماتهم فى سبيل الدين المبين وحبيب الله رب العالمين وزادوا فى أجر جموع الحجاج الكرام ومثوبتهم بزيارة هذه الأماكن المقدسة.

٥٥

وبعد فيعرف أهل النهى جيدا أن كل قطعة من حجارة البلدتين الطيبتين أغلى وأكرم من جواهر ملك سليمان ، وكل ذرة من ترابهما المطوية بالغفران أعز من إكسير العظمة وجوهرها ، ومن هنا فإنّ أفضليّة البلدتين الطيبتين على جميع الممالك على وجه البسيطة ظاهرة للعيان. ووجوب زيارتهما على كل مسلم قادر أمر بديهىّ واضح ، يزورهما فيستطلع فوائدهما وفضائلهما ويستكشف خصالهما وخصائصهما ، وهذه الزيارة لها شديد اللزوم لكل موحد يلبى الدعوة الروحانية الإبراهيمية «على نبينا وعليه التحية» بالصلاة والسلام وعلى الذين يأتون لهذا المكان مثل حمائم الحرم طالبين الراحة النفسية.

وقد ألف العلماء الكرام كثيرا من الكتب ليبرهنوا على أن الأرض المضيئة التى تحتوى على الأقطار الحجازية المنجية أقدس مكان على وجه الأرض ونشروا هذه الكتب وليعرفوا الخلف ما تمتاز به الأراضى الحجازية من فضل وقدسية في نشأتها. كما أن شعراء القبائل البدوية قد أنشدوا قصائد بليغة وفقرات مسجوعة فى ذات الموضوع تناقلتها الألسن.

إلا أنه لا يخفى على أصحاب الاطلاع والبحث والتدقيق أن تلك الكتب المؤلفة فى هذا الموضوع والقصائد التى قيلت فيه ظلت فى زاوية منسية في أصونة دور الكتب.

وبما أنه لم يكتب إلى الآن فى لغتنا التركية كتاب مستقل خاص بهذا الموضوع فالروايات التى تتناقلها الألسن وتسمعها الآذان من البديهى ألا تخلو من التناقض ، وهذا ما يجعل التأكد من حقائق الأمور من الصعوبة بمكان ، وبناء على هذا فكل أبناء الوطن الذين يريدون أن يطلعوا على حقائق الأماكن المشحونة بالمحاسن ـ حقائق الحرمين الشريفين ـ ومواقع آثارهما وفضائلهما لا يجدون مراجع يستقون منها ما تتوق أنفسهم إلى معرفته من حقائق الحرمين الشريفين ، فأحسّ هذا الفقير العاجز بالحاجة إلى أثر فوائد موائده لم ير ولم يسمع بمثله إلى الآن ، أثر عظيم القدر لا يستغنى عنه ، وإننى كنت قد عرضت على أنظار العامة

٥٦

فى ظل الكرم السلطانى المؤلفات الآتية : محمود السير ـ عزيز الآثار ـ تكملة المناسك ـ تاريخ الوهابيين ـ رياض الموقنين ـ ترجمة الشمائل.

وقد رأيت بعين الفخر والابتهاج مدى ما حازته هذه الكتب من حسن القبول لدى أهل الكمال الذين يتجاوزون عن الأخطاء ، وهذا ما شجعنى على أن أطلع على الوقائع المبروكة لمكة ذات الفيوض والمدينة المفخمة ذات السعادة المدوية ، وذلك من الكتب القيمة الموثوق فيها والتى تحتوى على أحوال الأوائل ، تسطر أوصاف تلك المدينتين التى زخرفت على سطور حريرية ، كما أننى ذكرت فى كتابى عادات أهل الجاهلية في ذلك بأقلام الفحول والرسائل النادرة من المصنفات العربية والفارسية ، فأمعنت النظر فى ثناياها لأستنبط من فحواها ما يفيد معظم الملة العثمانية.

أنشر منها ما هو نافع ومفيد وهكذا أردت بأن أكتب تاريخا باللغة التركية عن البلاد الحجازية المتسعة ، أبين فيه أحدائها الماضية وأحوالها التاريخية جامعها كلها فى مجلدات خاصة ، وأقدم لأبناء الوطن ما يفيدهم وينفعهم.

إن الخاطر الذى طرأ على ذهنى كان فى حاجة للتنظيم والترتيب مع قلة المعلومات فى الموضوع. كما أن الأقوال التاريخية المتباينة فى مواقع «يثرب» و «بطحاء» وإعمال الفكر والتدقيق والبحث فيها كانت مرهونة بالسفر إلى الأراضى الحجازية السعيدة للمشاهدة والتفقد. ولكن المشكلات التى صادفتنى فى هذا السبيل أدت إلى التردد والتراخى فترة ما لإجراء ما فى الضمير.

فى النهاية قدر للعاجز السفر إلى الحجاز وتيسرت له هذه السياحة وتحقق المرام ، ومما ساعد على تحقيق مثل هذه الغاية المرجوة ، ما يضمره الإنسان من إفادة أهل الإيمان من مثل هذه الأعمال المؤيدة بالأدلة العقلية القطعية والبراهين النقلية القوية ، كما أنّ تصحيح ما يتوقع من الأخطاء فى أثرى من قبل أصحاب المروءة فى زماننا ساعدنى علي إنجاز ما فى ضميرى وعلى المضى قدما إلى إتمام هذا العبء الثقيل الذى جعلته على عاتقى وإن كان فوق قدرتى فقد مضيت فى

٥٧

إنجاز ما بدأته مستظلا بالحماية السلطانية دون خوف أو رهبة في عهد السلطان التركى منير الفؤاد ومحمود السير ملك الملوك حميد الخصال ، ممدوح السريرة ، خادم الحرمين الشريفين خليفة رسول الثقلين ، السلطان ابن السلطان الغازى «عبد الحميد» خان الثانى ابن السلطان الغازى عبد المجيد وفى عهده الذى تميز بإنجاز الأعمال الخيرية واستكمالها وانتشار العلوم والمعارف تحت ظل الأمن والأمان والطمأنينة.

وإننى أقدمت على إنجاز هذا العمل نازلا لحكم المصراع الشعرى المعروف :

«لا تبقى تحت هذه القبة إلا ذكرى طيبة ولحن عذب».

لذلك رغبت فى أن أترك ذكرى طيبة تدفع الناس للدعاء بالخير لصاحبها وهكذا جمعت ورتبت ما عزمت عليه ، بعد أن دققت النظر بعمق شديد فى الكتب التى سيأتى ذكرها والتى اتخذتها مرجعا واستصوبت أن أنقل من الأدب العثمانى بعض المباحث ولا سيما من الرسالة التى ألفها الدكتور (رائف أفندى) وضمنها تدقيقاته الواقعية الشاملة ، ثم توكلت على هادى السبل وبعونه شرعت فى كتابة الوقائع والأحداث لأرض بيت الله المنيرة من بدء الخليقة إلى عصرنا هذا ، عصر الخلافة العثمانية ، عصر العناية بالمعارف ، مستعينا فى ذلك بالكتب التى اتخذتها مراجع ولم أهمل أن أضمن كتابى أقوال الذين شاهدوا المواقع التى يمكن مشاهدتها رؤية العين والتى يمكن التأكد من صحتها.

وكانت غايتى الخيرة من هذا العمل ترغيب الذين حجوا فى الحج مرة أخرى وحث وترغيب الذين لم يحجوا بعد فى الحج.

وحاولت أن تكون لغتى واضحة وعباراتى سلسلة على قدر الإمكان وضمنت كتابى صور بعض المآثر وخريطة الحرمين الأنورين المسطحة.

وقسمت أثرى هذا القاصر إلى ثلاثة أقسام وسميته ب (مرآة الحرمين) وقدمته للعتبة السلطانية الناشرة للعدل وللسلطان الذى يرفع رأسه عاليا مفتخرا بخدمة الحرمين الشريفين ، وبحفظ الخرقة النبوية الشريفة ـ على صاحبها أفضل

٥٨

التحيات ـ ويرفع علم سيّد بنى آدم المعظم صلى الله عليه وسلم ، وقدمته لإمام المسلمين وخليفة خلفاء الدين.

وإننى آمل أن ينال مؤلفى هذا حسن القبول ، وأين هذا الأثر من المؤلفات العثمانية المتنوعة التى تحير العقول ، إلا أننى أردت أن أخدم الذين ينتمون إلى دينى مستفيدا من عهد السلطان الفاروقى الشعار ومن العهد المصون من الجور والظلم.

وبما أننى من موظفى القصر وقرناء السلطان الذين يعرضون أفكارهم بإخلاص فى العتبة السلطانية لأعد نفسى من أعظم السعداء إذا ما نال أثرى هذا شرف مطالعة السلطان المفطور على الرحمة ، وإن هذا العاجز الذى لا ملجأ له سوى ظل السلطان يرجو ألا يتعرض للخجل ، وأن يحظى مؤلفه بعطف السلطان وكرمه ولطفه.

وإننى أرجو من الفضلاء الذين سيمعنون النظر بين سطور مؤلفى هذا المتواضع أن يغضوا النظر عما سيظهر فيه من سهو وخطأ وكفى أن هذه الصفحات تحتوى على الجواهر القدسية.

والله ولى التوفيق

٥٩

الوجهة الأولى

تحتوى هذه الوجهة على خمسة صور تتعلق بتعريفات أحوال مكة المعظمة الجغرافية الأولية ، وأوضاع بيوتها وأشكال دورها وهيئاتها وأحوال إيجار بيوتها والمسائل المهمة حول مجاورة البيت ، كذلك درجات حرارتها وبرودتها وسبب إطلاق اسم الكعبة على البيت الشريف وفضائل الكعبة الجليلة وخواصها وتعريف حدودها بالتفصيل.

إفادة مخصوصة :

الكتب التى اتخذت مراجع لكتابة «مرآة الحرمين» هى :

القسطلانى على البخارى ، شروح الشفاء ، روح البيان ، التفسير الكبير ، تفسير الكشاف ، تفسير لأبى السعود ، القاضى على الشهاب ، تفسير الخازن ، تفسير النسفى ، تفسير ابن كثير ، تفسير ابن عادل ، فتاوى قاضى خان ، منظومة ابن وهبان ، روح التوشيح ، صحيح مسلم ، الطحاوى ، درجات مرقات الصعود ، تاريخ الإمام الأزرقى ، تاريخ الإمام الفاكهى ، خلاصة الوفا بأخبار مدينة المصطفى ، مسلك المتقسط على منسك المتوسط ، وفاء الوفاء ، تاريخ نفيس خميس ، أنس جليل ، تاريخ ابن هشام مسامرات الشيخ محيى الدين ، خبر البشر بخير البشر ، خطابات أحمدية ، نخبة الدهر فى عجائب البر والبحر ، العقد الثمين فى فضائل البلد الأمين ، بدائع الزهور فى وقائع الدهور ، تدقيقات الدكتور رائف أفندى ، تحقيقات الدكتور بكر أفندى ، روضة الصفاء لمحمد خاوند شاه ، فتوح الحرمين ، التواريخ التركية ، فضائل بيت الله ، ذراع الكعبة المشرفة ، ذراع المدينة المنورة ، مضبطة سهيلى أفندى ، تاريخ نوح أفندى ، سراج الملوك ، الأحكام

٦٠