باقر شريف القرشي
المحقق: مهدي باقر القرشي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الكوثر للمعارف الإسلامية
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٥٢
إنّ الاستغفار للأبوين المشركين لا يجديهما نفعا ؛ فإنّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعا إلاّ أن يشرك به.
١٢٩ |
الاتّقاء من الغضب |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، لا تغضب فإذا غضبت فاقعد ، وتفكّر في قدرة الرّبّ على العباد ، وحلمه عنهم ، وإذا قيل لك اتّق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك » (١).
الغضب من الآفات المدمّرة للإنسان ، وقد أدلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعلاجه للتخلّص من شروره.
١٣٠ |
النهي عن الكذب |
قال الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« إيّاك والكذب فإنّ الكذب يسوّد الوجه ، ثمّ يكتب عند الله كذّابا ، وإنّ الصّدق يبيّض الوجه ، ويكتب عند الله تعالى صادقا.
واعلم أنّ الصّدق مبارك ، والكذب مشئوم » (٢).
__________________
(١) تحف العقول : ١٤.
(٢) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٧.
من الصفات الذميمة التي يمقتها الإسلام الكذب ، فإنّه من أرذل الصفات وأكثرها إضرارا بالمجتمع ، كما أنّ الصدق من أنبل الصفات ، وأفضلها عند الله تعالى.
١٣١ |
النهي عن الحلف بالله |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، لا تحلف بالله كاذبا ولا صادقا من غير ضرورة ، ولا تجعل الله عرضة ليمينك ، فإنّ الله لا يرحم ، ولا يرعى من حلف باسمه كاذبا » (١).
إنّ الله تعالى خالق السموات والأرض وواهب الحياة ، والقادر على كلّ شيء ، فالواجب الاجتناب عن القسم به ، سواء أكان اليمين صدقا أو كذبا ، فإنّ من المؤكّد أنّ الذي يحلف بالله تعالى لا يعرف عظمته.
١٣٢ |
كفّ اللسان |
روى الإمام عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من كفّ لسانه عن أعراض المسلمين أقال الله عثرته يوم القيامة » (٢).
إنّ كفّ اللسان وعدم التعرّض لأعراض الناس له الثواب الجزيل عند الله تعالى فإنّه يقيل عثرته يوم القيامة.
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٧.
(٢) كنز العمّال ٣ : ٣٥٤.
١٣٣ |
تفريج الأزمات |
قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، إذا هالك أمر فقل : اللهمّ بحقّ محمّد وآل محمّد إلاّ فرّجت عنّي » (١).
إنّ للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولأهل بيته منزلة كريمة عند الله تعالى ، فإذا سئل بحقهم عليه فرّج الله الكروب وأزال الأزمات.
١٣٤ |
ما يقول العاطس |
روى الإمام عليهالسلام أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
« إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كلّ حال ، وليقل له : يرحمكم الله ، وليقل هو : يهديكم الله ، ويصلح بالكم » (٢).
لقد علّمنا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كلّ شأن من شئون حياتنا ووضع لنا البرامج لاصلاحنا ، حتّى في أبسط الامور.
__________________
(١) تحف العقول : ١١.
(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٢١٤ ، رقم الحديث ٩٩٥.
١٣٥ |
ترك الشهوة |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره » (١).
إنّ ترك الشهوات والاعراض عنها خوفا من الله تعالى ينم عن نفس مطمئنة بالايمان ، مترعة بحب الله.
١٣٦ |
خصال مذمومة |
جاء في وصية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للامام عليهالسلام :
« يا عليّ ، أربع خصال من الشّقاء : جمود العين ، وقساوة القلب ، وبعد الأمل ، وحبّ البقاء » (٢).
إنّ هذه الصفات المذمومة لا يتّصف بها إلاّ الاشقياء الذين لا عهد لهم بالخير.
ـ قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إذا عملت أمّتي خمس عشرة خصلة حلّ بها البلاء.
قيل يا رسول الله : وما هي؟
قال : إذا كانت المغانم دولا ، والأمانة مغنما ، والزّكاة مغرما ، وأطاع الرّجل زوجته وعقّ امّه ، وبرّ صديقه وجفا أباه ، وكان زعيم القوم
__________________
(١) الخصال ١ : ٥.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٥. الخصال ١ : ١١٣.
أرذلهم ، وأكرمه القوم مخافة شرّه ، وارتفعت الأصوات في المساجد ، ولبسوا الحرير ، واتّخذوا القينات ، وضربوا بالمعازف ، ولعن آخر هذه الامّة أوّلها ، فليرتقب عند ذلك ثلاثة : الرّيح الحمراء ، أو الخسف ، أو المسخ » (١).
وهذه الخصال توجب غضب الله تعالى ، ونزول عقابه ، وتنذر بالشرّ العميم إن سادت في الامّة.
١٣٧ |
حرمة البذاء والفحش |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّ الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذي ، قليل الحياء ، لا يبالي ما قال ، ولا ما قيل له ، فإنّك إن فتّشته لم تجده إلاّ لغية ، أو شرك شيطان.
فقيل : يا رسول الله ، وفي النّاس شرك الشّيطان؟
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ : ( وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ) (٢) » (٣).
وأهاب الإسلام بالمسلمين من اقتراف الرذائل والمآثم التي منها الفحش وبذاءة الكلام فانّها تجعلهم بأقصى مكان من التأخّر والانحطاط.
__________________
(١) بحار الأنوار ٦ : ٣٠٤.
(٢) الإسراء : ٦٤.
(٣) اصول الكافي ٢ : ٣٢٣ ـ ٣٢٤.
١٣٨ |
المزاح والكذب |
جاء في وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للامام عليهالسلام :
« يا عليّ ، لا تمزح فيذهب بهاؤك ، ولا تكذب فيذهب نورك ، وإيّاك وخصلتين : الضّجر والكسل ، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ ، وإن كسلت لم تؤدّ حقّا.
يا عليّ ، من استولى عليه الضّجر رحلت عنه الرّاحة ... » (١).
وحفلت هذه الوصيّة بجميع مقومات الحياة ، وما يسعد به الإنسان لو طبّق هذه البنود على حياته ، وسار على ضوئها.
١٣٩ |
سوء الخلق |
جاء في وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« يا عليّ ، لكلّ ذنب توبة إلاّ سوء الخلق ؛ فإنّ صاحبه كلّما خرج من ذنب دخل في ذنب » (٢).
إنّ سوء الخلق من أفحش الصفات المرذولة التي تلحق الإنسان بقافلة الحيوان الأعجم ، والتي هي بعيدة كل البعد عن روح الإسلام وهديه.
ـ قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٤.
(٢) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٨.
« إنّ الخلق السّيّئ يفسد العمل كما يفسد الخلّ العسل » (١).
إنّ الخلق السيئ منقصة وانحطاط ، وقد حذّر منه الإسلام وجعله مفسدا للعمل.
١٤٠ |
شرّ الناس |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« يا عليّ ، أفضل الجهاد من أصبح لا يهمّ بظلم أحد ...
يا عليّ ، من خاف النّاس لسانه فهو من أهل النّار.
يا عليّ ، شرّ النّاس من أكرمه النّاس اتّقاء فحشه وأذى شرّه.
يا عليّ ، شرّ النّاس من باع آخرته بدنياه ، وشرّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره » (٢).
عرض هذا الحديث لشر الناس ، وأكثرهم بعدا عن الله تعالى ، وهو من يخاف الناس سطوة لسانه وأذاه ، ومن باع آخرته بدنياه ، ومن باع آخرته بدنيا غيره ، فهؤلاء الأصناف ممن لا آخرة لهم ، ومآلهم إلى النار.
ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، ألا انبئك بشرّ النّاس؟
قلت : بلى يا رسول الله.
__________________
(١) كنز العمّال ٣ : ٤٤٣.
(٢) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٣.
قال : من لا يغفر الذّنب ، ولا يقيل العثرة.
ألا انبئك بشرّ من ذلك؟
قلت : بلى يا رسول الله.
قال : من لا يؤمن شرّه ، ولا يرجى خيره » (١).
إنّ هؤلاء الذين تحدّث عنهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من شرار خلق الله ، ومن لئام البشر الذين لا يرجى خيرهم ، ولا يؤمن شرّهم.
١٤١ |
العبس في وجوه الإخوان |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّ الله يبغض المعبس في وجوه إخوانه » (٢).
إنّ الإسلام يدعو إلى ترابط المسلمين وشيوع المودّة والصفاء فيما بينهم ، وإنّ العبس في وجوه الإخوان ممّا يشيع البغضاء والكراهية بينهم.
١٤٢ |
ذو الوجهين |
قال عليهالسلام : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان من جملة خطابه :
« بئس العبد له وجهان ، يقبل بوجه ، ويدبر بوجه ، إن اوتي أخوه
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٦٦.
(٢) كنز العمّال ٣ : ٤٤١.
المسلم خيرا حسده ، وإن ابتلي خذله ، بئس العبد أوّله نطفة ، ثمّ يعود جيفة ، ثمّ لا يدري ما يفعل به فيما بين ذلك.
بئس العبد عبد خلق للعبادة فألهته العاجلة عن الآجلة ، وشقي بالعاقبة.
بئس العبد عبد تجبّر واختال ، ونسي الكبير المتعال.
بئس العبد عبد عتا وبغى ، ونسي الجبّار الأعلى.
بئس العبد عبد له هوى يضلّه ونفس تذلّه.
بئس العبد عبد له طمع يقوده إلى الطّبع (١) » (٢).
وفي هذا الحديث الدعوة إلى الاستقامة والتقوى ، والتجنّب عن معاصي الله تعالى.
١٤٣ |
ذنوب تعجّل العقوبة |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« ثلاثة من الذّنوب تعجّل عقوبتها ولا تؤخّر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغيّ على النّاس ، وكفر الإحسان » (٣).
إنّ هذه الذنوب من أفحش الجرائم ، وهي توجب غضب الله ، وتعجيل العقوبة لمن اقترفها.
__________________
(١) الطّبع : الدنس.
(٢) بحار الأنوار ٧٢ : ٢٠١.
(٣) أمالي الطوسي ، ١٤.
١٤٤ |
من موجبات العقوبة |
قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، أربعة أسرع شيء عقوبة :
رجل أحسنت إليه فكافأك بالإحسان إليه إساءة.
ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك.
ورجل عاهدته على أمر فوفيت له وغدر بك.
ورجل وصل قرابته فقطعوه » (١).
إنّ هذه الخصال الذميمة ممّا توجب غضب الله تعالى والاسراع في عقوبته لمن اتّصف بها ، كما أنّها تنمّ عن نفس لا عهد لها بالأدب والأخلاق.
١٤٥ |
تارك الصلاة |
جاء في وصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« تارك الصّلاة يسأل الرّجعة إلى الدّنيا وذلك قوله تعالى : ( حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ) (٢) » (٣).
لشدّة الندم الذي ينتاب المرء العاصي ؛ إذ يودّ استدراك ما فاته ، وتصحيح ما
__________________
(١) الخصال ١ : ١٠٩.
(٢) المؤمنون : ٩٩.
(٣) بحار الأنوار ٧٤ : ٥٨.
وقع فيه دون جدوى ، ذلك إنّ الإنسان يملك في الدنيا فرصة كبيرة لإثبات طاعته بالصلاة وغيرها من الطاعات والقربات.
١٤٦ |
من قواصم الظهر |
و كان ممّا أوصى به النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الإمام :
« يا عليّ ، أربعة من قواصم الظّهر : إمام يعصي الله ويطاع أمره ، وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه ، وفقر لا يجد صاحبه له مداويا ، وجار سوء في دار مقام » (١).
إنّ هذه الخصال من قواصم الظهر ومن مآثم هذه الحياة ، أعاذنا الله منها.
١٤٧ |
سبعة لعنهم الله |
قال الإمام عليهالسلام : قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« سبعة لعنهم الله وكلّ نبيّ مجاب قبلي.
فقيل : ومن هم؟
فقال : المغيّر لكتاب الله ، والمكذّب بقدر الله ، والمبدّل سنّة رسول الله ، والمستحلّ من عترتي ما حرّم الله عزّ وجلّ ، والمتسلّط في سلطانه ليعزّ من أذلّ الله ، ويذلّ من أعزّ الله ، والمستحلّ لحرم الله ، والمتكبّر عن
__________________
(١) الخصال ١ : ٩٦.
عبادة الله عزّ وجلّ » (١).
إنّ هذه الأصناف قد استحقوا لعنة الله وعذابه لأنّهم قد اقترفوا ما حرّم الله ، وابتعدوا عن سنّة الإسلام.
١٤٨ |
أهل المعاصي |
قال الإمام عليهالسلام :
« أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن نلقي أهل المعاصي بوجوه مكفهرّة » (٢).
إنّ مقابلة أهل المعاصي بالاعراض عنهم والانكار عليهم من مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من الواجبات في الإسلام.
١٤٩ |
الوضيع |
جاء في وصية النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام أمير المؤمنين عليهالسلام :
« يا عليّ ، والله لو أنّ الوضيع في قعر بئر لبعث الله عزّ وجلّ ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة الأشرار » (٣).
وهذا الحديث من أجمل الاحاديث النبوية ، فقد تولى الاشرار في العصر الأموي الحكم والتسلط على الاخيار وارغامهم إلى ما يكرهون وقد حفل التاريخ
__________________
(١) بحار الأنوار ٥ : ٨٨.
(٢) فروع الكافي ١ : ٣٤٤.
(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٣٣٧.
بصور مروّعة منهم ، فقد تولى زياد بن أبيه رقاب المسلمين وأذاقهم سوء العذاب وكذلك ولده عبيد الله وغيرهم.
١٥٠ |
كفران النعمة |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« أسرع الذّنوب عقوبة كفران النّعمة » (١).
إنّ كفران النعمة وعدم شكرها من مزيلات النعم ، ومن موجبات العقوبة.
١٥١ |
الاحتكار |
قال عليهالسلام : « نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الحكرة » (٢).
إنّ الاحتكار ممّا حرّمه الإسلام لأنّه يوجب شيوع الفقر وانتشار المجاعة ، الأمر الذي يتنافى مع ما ينشده الإسلام من سلامة الاقتصاد العامّ من الانهيار وتكدّس الثروة عند المحتكرين.
__________________
(١) بحار الأنوار ٦٩ : ٧٠.
(٢) كنز العمّال ٤ : ١٨٢.
١٥٢ |
هلاك الناس بالدرهم والدينار |
قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّ الدّينار والدّرهم أهلكا من كان قبلكم ، وهما مهلكاكم » (١).
إنّ حبّ المال هو السبب الرئيسي في هلاك البشر في جميع فترات التاريخ ، فالحروب وسفك الدماء وغير ذلك من ألوان الفساد في الأرض مبعثه المادة.
١٥٣ |
الغيبة |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله تعالى في الدّنيا والآخرة » (٢).
وحرّم الإسلام الغيبة لأنّها تدعو إلى إشاعة الفحشاء بين المسلمين ، وقد حرص الإسلام كأشدّ ما يكون الحرص على أن يكون المجتمع الإسلامي نظيفا ، ويكون قدوة في سلوكه وآدابه بين الامم.
١٥٤ |
قساوة القلب |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
__________________
(١) وسائل الشيعة ٦ : ٣١٩ ، نقلا عن الكافي والسرائر.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ص ٤٤٥.
« يا عليّ ، ثلاث يقسين القلب : استماع اللهو ، وطلب الصّيد ، وإتيان باب السّلطان » (١).
إنّ هذه الخصال التي أدلى بها الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وحذّر منها تدعو إلى قساوة الإنسان ، وصدّه عن الطريق القويم.
١٥٥ |
إذلال النفس |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« ليس للمسلم أن يذلّ نفسه.
قالوا : يا رسول الله ، وكيف يذلّ نفسه؟
قال : يتعرّض من البلاء لما لا يطيق » (٢).
إنّ تعرض الإنسان لما لا يطيقه إهانة للنفس ، ومذلّة لها.
١٥٦ |
السؤال عن غنى |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضف جهنّم (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٦.
(٢) كنز العمّال ٣ : ٨٠٢.
(٣) الرضف : الحجارة المحمّاة على النار.
قالوا : ما ظهر غنى؟
قال : عشاء ليلة » (١).
إنّ السؤال عن غنى ، من فقر النفس وضعتها ، وإنّ الله تعالى يريد للمسلم العزّة والكرامة ، وأنّ السؤال إنّما هو للفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم.
١٥٧ |
الغضب |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« أشدّكم من غلب نفسه الغضب ، وأحلمكم من عفا بعد القدرة » (٢).
إنّ الغضب من الآفات المدمّرة للإنسان ، فمن تغلّب عليه فهو الكامل في إنسانيّته ، كما أنّ من أحلم الناس من عفا بعد القدرة.
١٥٨ |
العجلة |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« ثلاث لا تؤخّرهنّ : الصّلاة إذا أتت ، والجنازة إذا حضرت ، والأيم إذا وجدت كفؤا » (٣).
دعا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للمبادرة في هذه الامور فإنّ التعجيل فيها من أفضل الأعمال.
__________________
(١) مجمع الزوائد ٣ : ٩٤.
(٢) كنز العمّال ٣ : ٥١٩.
(٣) المصدر السابق : ٥١٣.
١٥٩ |
البغي والحسد |
قال عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنّ إبليس يقول : ألقوا بين بني آدم البغي والحسد ، فإنّهما يعدلان عند الله الشّرك » (١).
إنّ البغي والحسد من شرار الخصال الكريهة ، وإنّهما يدفعان الإنسان إلى اقتراف الجريمة.
١٦٠ |
الاستخفاف بالدّين |
قال عليهالسلام : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول :
« إنّي أخاف عليكم الاستخفاف بالدّين ، وبيع الحكم ، وقطيعة الرّحم ، وأن تتّخذوا القرآن مزامير ، وتقدّموا أحدكم وليس بأفضلكم في الدّين » (٢).
إنّ هذه الامور ممّا تهدم الدين ، وتعجّل عقوبة الله تعالى ، فحذّر منها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
١٦١ |
المروق من الدّين |
روى الإمام عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال :
__________________
(١) عيون الأخبار ٢ : ٤٢.
« يكون في آخر الزّمن قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّمية ، قتالهم حقّ على كلّ مسلم » (١).
من الملاحم التي أخبر عنها النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مروق قوم في آخر الزمن عن الإسلام ، وأنهم يقرءون القرآن ، ولكن لا عن فهم وتدبّر ، فهؤلاء قتالهم حقّ ؛ لارتدادهم عن الإسلام.
١٦٢ |
الاعتصام بغير الله |
قال عليهالسلام : إنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
« يقول الله عزّ وجلّ : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلاّ قطعت به أسباب السّماوات وأسباب الأرض من دونه ، فإن سألني لم اعطه ، وإن دعاني لم اجبه ، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي إلاّ ضمنت السّماوات والأرض رزقه ، فإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن استغفرني غفرت له » (٢).
إنّ الاعتصام والالتجاء لغير الله من مرديات الإنسان ومن جهله ، فإن الذي يرجوه فقير إلى الله ، وأنّ جميع الكائنات تحت قبضته تعالى ، فبه الاعتصام وإليه الملجأ في جميع الامور والأحوال.
__________________
(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣٤٣ ، رقم الحديث ١٣٤٥.
(٢) أمالي الطوسي ٢ : ١٩٨.
١٦٣ |
الإهانة باستحقاق الجماعة |
من وصايا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام :
« يا عليّ ، ثمانية إن اهينوا فلا يلومون إلاّ أنفسهم : الذّاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمّر على ربّ البيت ، وطالب الخير من أعدائه ، وطالب الفضل من اللّئام ، والدّاخل بين اثنين في سرّ لم يدخلاه فيه ، والمستخفّ بالسّلطان ، والجالس في مجلس ليس له بأهل ، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه ... » (١).
إنّ هؤلاء الأصناف إن اهينوا فباستحقاق لأنّهم لم يكرموا أنفسهم ودخلوا مداخل ليست لهم.
١٦٤ |
نخوة الجاهليّة |
من تعاليم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم للإمام عليهالسلام قوله :
« يا عليّ ، إنّ الله تبارك وتعالى قد أذهب بالإسلام نخوة الجاهليّة وتفاخرهم بآبائهم ألا وإنّ النّاس من آدم ، وآدم من تراب ، وأكرمهم عند الله أتقاهم » (٢).
إنّ الإسلام دمّر معالم الجاهليّة وسحق تفاخرهم بالآباء ، وجعل مناط التمايز بالتقوى والعمل الصالح.
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٤ : ٤٨.
(٢) المصدر السابق ٧٤ : ٥٤.
١٦٥ |
التزيّن للناس |
قال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من تزيّن للنّاس بما يحبّ الله ، وبارز الله في السّرّ بما يكره ، لقي الله وهو عليه غضبان ، له ماقت » (١).
إنّ العمل إذا كان رياء لا يقصد به وجه الله ، فإنّه يعود على صاحبه بمقت الله تعالى وغضبه.
١٦٦ |
عقاب مدمن الخمر |
قال الإمام عليهالسلام : حدّثني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
« أشهد بالله ، وأشهد لله لقد قال لي جبرئيل : يا محمّد ، إنّ مدمن الخمر كعابد الأوثان » (٢).
واهتمّ الإسلام كأشدّ ما يكون الاهتمام بالصحّة العامّة لجميع الناس ، ومن اهتمامه البالغ تحريمه لشرب الخمر ، وعدّ الشارب كعابد الوثن ، فإنّ الخمر له مضاعفاته السيّئة على الصحّة ، فإنّ الكحول تتسرّب إلى الدم ، وتوجب انهيار الصحّة ، كما تقضي على مادة الببسين الذي هو في بصاق الإنسان والمساعد على هضم الطعام ، ولذلك يشكو الكثيرون من المدمنين من الآلام القاسية في جهازهم الهضمي ، وقد بحثنا بصورة مفصلة عن أضراره الفظيعة في كتابنا ( العمل وحقوق
__________________
(١) قرب الاسناد : ٤٥.
(٢) حلية الأولياء ٣ : ٢٠٤.