قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الإعتقاد

كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الإعتقاد

كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الإعتقاد

تحمیل

كتاب الإرشاد إلى قواطع الأدلّة في أصول الإعتقاد

143/174
*

فصل

للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم آيات لا تحصى سوى القرآن ؛ كانشقاق القمر ، وإنطاق العجماء ، ونبع الماء من خلل الأصابع ، وتسبيح الحصى ، وتكثير الطعام القليل.

والمرضي عندنا ، أن آحاد هذه المعجزات لا تثبت تواترا ، لكن مجموعها يفيد العلم قطعا لاختصاصه بخوارق العادات ، كما أن آحاد البذل من حاتم لا تثبت تواترا ، ولكن مجموعها يفيد العلم على الضرورة بسخائه ، وكذلك القول في جسارة أمير المؤمنين «علي» رضي الله عنه ، وشجاعته. وأما انشقاق القمر ، فقد أنبأت عنه آية من كتاب الله ثبت نقلها تواترا ، فهذا القدر بالغ كاف فيما نرومه.

باب

القول في أحكام الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

اعلموا أن أحق ما يفتتح به الباب ، معنى النّبوءة ؛ فليست النبوءة راجعة إلى جسم النبي ، ولا إلى عرض من أعراضه ، ويبطل صرفها إلى علمه بربه إذ ذلك يثبت من غير تقدير النبوءة. وباطل أيضا صرف النبوءة إلى علم النبي بكونه نبيا ، فإن المعلوم ما لم يتقرر فلا يتقرر العلم به. فإن كان النبي عالما بنبوءته فما نبوءته؟ وفيها السؤال.

فالنبوءة ترجع إلى قول الله تعالى لمن يصطفيه : «أنت رسولي». وهذا بمثابة الأحكام ، فإنها ترجع إلى قول الله تعالى. ولا تؤول إلى صفات الأفعال ، فليس للفعل الواجب صفة لوجوبه نفسية. بل الفعل المقول فيه : «افعل» ، واجب بالقول ، وذلك بمثابة المذكور الذي لا يكتسب من الذكر صفة في نفسه.

فصل

فإن قيل : بينوا لنا عصمة الأنبياء وما يجب لهم. قلنا : يجب عصمتهم عما يناقض مدلول المعجزة ، وهذا مما نعلمه عقلا ، ومدلول المعجزة صدقهم فيما يبلغون. فإن قيل : هل تجب عصمتهم عن المعاصي؟ قلنا : أما الفواحش المؤذنة بالسقوط وقلة الديانة ، فتجب عصمة الأنبياء عنها إجماعا.

ولا يشهد لذلك العقل ، وإنما يشهد العقل لوجوب العصمة عما يناقض مدلول المعجزة. وأما الذنوب المعدودة من الصغائر ، على تفصيل سيأتي الشرح عليه ، فلا تنفيها العقول ولم يقم عندي دليل قاطع سمعي على نفيها ، ولا على إثباتها. إذ القواطع نصوص أو إجماع ، ولا إجماع إذ العلماء