تفسير نور الثقلين - ج ١

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٠٤

٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) يعنى نقض عهد أمير المؤمنين (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) قال : من نحى أمير المؤمنين عليه‌السلام عن موضعه ، والدليل على ان الكلمة أمير المؤمنين قوله : (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) يعنى به الامامة قوله (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ) قال منسوخة بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).

٩٠ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن محمد بن اسمعيل البرمكي عن على بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن خالد عمن ذكره عن أبى الربيع الشامي قال : قال لي ابو عبد الله عليه‌السلام : لا تشتر من السودان أحدا ، فان كان لا بد فمن النوبة فإنهم من الذين قال الله عزوجل : (وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا) به اما انهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم عليه‌السلام منا عصابة منهم ، ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء.

٩١ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله (يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) قال يبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مما أخفيتموه مما في التوراة من اخباره ويدع كثيرا لا يبينه (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) يعنى بالنور أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام. قال مؤلف هذا الكتاب ، ستسمع إنشاء الله في هذه الورقة عن قريب عند قوله تعالى. (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) عن ابى جعفر عليه‌السلام حديثا طويلا وفيه سبب نزول هذه الآية.

٩٢ ـ في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال رن (١) إبليس اربع رنات أولهن يوم لعن ، وحين اهبط الى الأرض ، وحين بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حين فترة من الرسل (الحديث).

٩٣ ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه‌السلام مع أصحاب الملل و

__________________

(١) الرنة : الصيحة.

٦٠١

المقالات قال الرضا عليه‌السلام لرأس الجالوت : وقد قال داود في زبوره وأنت تقرأ : اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ قال رأس الجالوت : هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى وأيامه هي الفترة ، قال الرضا عليه‌السلام : جهلت ان عيسى لم يخالف السنة ، وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله اليه ، وفي الإنجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب والفار قليطا جائي من بعده ، وهو الذي يخفف الآصار ويفسر لكم كل شيء ، ويشهد لي كما شهدت له ، أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل ، أتؤمن بهذا في الإنجيل؟ قال : نعم لا أنكره.

٩٤ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد الله قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يخطب بهذه الخطبة : الحمد لله العالم بما هو كائن الى أن قال عليه‌السلام ، وان محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى وبعثه بالهدى أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة ، وطموس من أعلام الهدى والبينات.

٩٥ ـ في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه‌السلام يقول فيها : ابتعثه على حين فترة من الرسل وهداة من العلم واختلاف من الملل وضلال عن الحق وجهالة بالرب ، وكفر بالبعث والوعد.

٩٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالي عن أبى الربيع قال : سأل : نافع بن الأزرق أبا جعفر محمد بن على الباقر عليه‌السلام فقال أخبرنى كم بين عيسى ومحمد من سنة؟ فقال : أخبرك بقولي أو بقولك؟ قال : أخبرني بالقولين جميعا ، قال : اما بقولي فخمسمائة ، واما بقولك فستمائة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن ابن محبوب عن ابى حمزة ثابت بن دينار الثمالي وابو منصور عن أبى الربيع مثله.

٩٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه واحمد بن محمد الكوفي عن على بن عمرو بن أيمن جميعا عن محسن بن احمد بن معاذ عن أبان بن عثمان عن بشير النبال عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالسا إذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها ،

٦٠٢

ثم قال : ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٩٨ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رضى الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الوليد الخزاز والسندي بن محمد البزاز جميعا عن محمد بن أبى عمير عن أبان بن عثمان الأحمر عن بشير النبال عن أبى جعفر الباقر وابى عبد الله الصادق عليهما‌السلام قالا : جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لها مرحبا بابنة أخى فصافحها وأدناها وبسط لها رداه ، ثم أجلسها عليه الى جنبه ، ثم قال هذه ابنة بنى ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي وكان اسمها محياة بنت خالد بن سنان.

٩٩ ـ وباسناده الى محمد بن اسمعيل القرشي عمن حدثني عن اسمعيل بن أبى رافع عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل قال فيه بعد أن ذكر عيسى ثم يحيى ثم العزير ثم دانيال عليهم‌السلام وملوك زمانهم ، فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل ، وعند ذلك ملك هرمز ثلثة وستين سنة وثلثة أشهر وأربعة أيام ، وملك بعده بهرام بن بهرام ستا وعشرين سنة ، وولى أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير انهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلك الزمان ولا أن يتعلقوا به وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين ، وفي زمانه انقطعت الرسل وكانت الفترة وولى أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون ، فلما أراد الله عزوجل أن يقبضه أوحى اليه في منامه ان استودع نور الله وحكمته ابنه أنشوا بن مكيخا ، وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أربعمائة سنة وثمانين سنة ، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية أنشوا بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار.

١٠٠ ـ وباسناده الى مقاتل بن سليمان بن دواك رووا عن أبى عبد الله عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حديثا طويلا وفي آخره يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وأوصى عيسى الى شمعون بن حمون الصفا ، وأوصى شمعون الى يحيى بن زكريا ، وأوصى يحيى بن زكريا الى منذر ، وأوصى منذر

٦٠٣

الى سليمة : وأوصى سليمة الى بردة ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ودفعها الى بردة وأنا أدفعها إليك يا على. وقال الصدوق في هذا الكتاب يعنى الفترة انه لم يكن بينهما رسول ولا نبي ولا وصى ظاهر مشهور كمن كان قبله ، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل : ان الله عزوجل بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على حين فترة من الرسل من الأنبياء والأوصياء ، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهما‌السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون ، منهم خالد بن سنان العبسي نبي لا يدفعه دافع ، ولا ينكره منكر ، لتواطى الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرتهم عندهم ، وكان بين مبعثه وبين مبعث نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله خمسون سنة.

١٠١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه‌السلام قال ، سألته هل سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الأطفال؟ فقال. قد سأل ، فقال ، الله اعلم بما كانوا عاملين ثم قال ، يا زرارة وهل تدري قوله ، (اللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا) عاملين؟ قلت ، لا قال ، لله فيهم المشية ، انه إذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو لا يعقل ، والأصم والأبكم الذي لا يعقل ، والمجنون والأبله الذي لا يعقل ، وكل واحد منهم يحتج على الله عزوجل فيبعث الله إليهم ملكا من الملئكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا فيقول لهم ، ان ربكم يأمركم أن تثبتوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وأدخل الجنة ، ومن تخلف عنها دخل النار.

١٠٢ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبد الله عليه‌السلام انه سئل عمن مات في الفترة وعمن لم يدرك الحنث والمعتوه؟ فقال ، يحتج الله عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم ادخلوها ، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن ابى قال : ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني.

١٠٣ ـ وبهذا الاسناد قال : ثلثة تحتج عليهم الا بكم والطفل ومن مات في الفترة؟

فترفع لهم نارا فيقال لهم ادخلوها ، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن ابى قال الله تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني.

٦٠٤

١٠٤ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل يذكر فيه أهوال القيامة وفيه : فيقام الرسل فيسألوا عن تأدية الرسالات التي حملوها الى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك الى أممهم ، وتسأل الأمم فيجحدوا كما قال الله : (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) فيقولون : (ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) فتشهد الرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيشهد بصدق الرسل وتكذيب من جحدها من الأمم ، فيقول كل امة منهم : بلى قد جاءنا بشير ونذير والله على كل شيء قدير اى مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسلاتهم وكذلك قال الله تعالى لنبيه : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.

١٠٥ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام في كلام طويل : وقال عزوجل (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) جعل التوكل مفتاح الايمان والايمان قفل التوكل وحقيقة التوكل الإيثار وأصل الإيثار تقديم الشيء بحقه ، ولا ينفك المتوكل في توكله من إثبات أحد الإيثارين ، فان آثر معلول التوكل وهو الكون حجب به وان آثر معلول علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه.

١٠٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبان بن تغلب عن الصادق عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال : قال على عليه‌السلام لعمر بن الخطاب في أول جلوس ابى بكر : يا ابن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تقدم لأرينك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ثم التفت الى أصحابه فقال : انصرفوا رحمكم الله لا دخلت المسجد إلا كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) والله لا دخلته الا لزيارة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو لقضية أقضاها فانه لا يجوز لحجة اقام رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يترك الناس في حيرة.

١٠٧ ـ في تفسير العياشي عن ابى بصير عن أحدهما عليهما‌السلام ان رأس المهدي (١) يهدى الى موسى بن عيسى على طبق ، قلت : فقد مات هذا وهذا؟ قال : فقد قال الله

__________________

(١) المراد من المهدي هو المهدي العباسي.

٦٠٥

(ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) فلم يدخلوها ودخلها الأبناء ، أو قال أبناء الأبناء ، فكان ذلك دخلوهم ، فقلت : لو ترى ان الذي قال في المهدي وفي عيسى (١) يكون مثل هذا؟ فقال : نعم يكون في أولادهم ، فقلت : ما تنكر ان يكون ما قال في ابن الحسن يكون في ولده؟ قال : ليس ذلك مثل ذا.

١٠٨ ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما‌السلام عن قوله (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) قال : كتبها لهم ثم محاها.

١٠٩ ـ عن ابى بصير قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام لي : ان بنى إسرائيل قال لهم :

(ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم وعلى اتباعهم وعلى أبنائهم ، وانما دخلها أبناء الأبناء.

١١٠ ـ عن اسمعيل الجعفي عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : أصلحك الله (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) أكان كتبها لهم؟ قال : اى والله لقد كتبها لهم ، ثم بدا له لا يدخلوها ، قال : ثم ابتدأ هو فقال : ان الصلوة كانت ركعتين عند الله فجعلها للمسافر وزاد للمقيم ركعتين فجعلها أربعا.

١١١ ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه سئل عن قول الله (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) قال : كتبها لهم ثم محاها ، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها ، والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.

١١٢ ـ عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) قال : كان في علمه انهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة ثم يدخلونها بعد تحريمها إياها عليهم.

١١٣ ـ عن حريز عن بعض أصحابه عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة (٢)

__________________

(١) وفي نسخة البحار «ابن عيسى» وهو الظاهر.

(٢) القذة : ريش السهم يعنى كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع ، قال ابن الأثير يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.

٦٠٦

حتى لا يخطون طريقهم ، ولا يخطئكم سنة بنى إسرائيل ، ثم قال أبو جعفر عليه‌السلام : قال موسى لقومه : (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) فردوا عليه. وكانوا ستمائة ألف فقالوا : (يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْها فَإِنَّا داخِلُونَ قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا) أحدهما يوشع بن نون وكلا بن يافثا (١) قال : وهما ابن عمه فقالا : (ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ) الى قوله : انا هاهنا قاعدون قال : فعصى أربعون ألفا وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكلا بن يافثا ، فسماهم الله فاسقين فقال : (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ) فتاهوا أربعين سنة لأنهم عصوا ، فكان حذو النعل بالنعل ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما قبض لم يكن على امر الله الا على والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر ، فمكثوا أربعين حتى قام على فقاتل من خالفه.

١١٤ ـ عن داود الرقى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كان ابو جعفر عليه‌السلام يقول : نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصر اما انها سجن من سخط الله عليه ؛ ولم يكن دخول بنى إسرائيل مصر الا من سخطه ومن معصيته منهم لله ، لان الله قال : (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (٢) ثم دخلوها أربعين سنة ثم قال : وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام الا من بعد توبتهم ورضا الله عنهم.

١١٥ ـ في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن الرضا عليه‌السلام قال : قلنا له : ان أهل مصر يزعمون ان بلادهم مقدسة ، قال :

وكيف ذلك؟ قلت : جعلت فداك يزعمون انه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، قال : لا ، لعمري ما ذاك كذلك ، وما غضب الله على بنى إسرائيل الا أدخلهم مصر ، ولا رضى عنهم الا أخرجهم منها الى غيرها ، ولقد اوحى الله تبارك وتعالى الى موسى أن يخرج عظام يوسف منها ، ولقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تغتسلوا رؤسكم بطينها ،

__________________

(١) وفي المصدر «كالب بن يافنا».

(٢) فيافى كصحارى لفظا ومعنى.

٦٠٧

ولا تأكلوا في فخارها (١) فانها تورث الذلة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١١٦ ـ في تفسير العياشي عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال ذكر أهل مصر وذكر قوم موسى وقولهم : (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) فحرمها الله عليهم أربعين سنة وتيههم. فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل الرحيل الوحا الوحا (٢) فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس حتى إذا ارتحلوا واستوت بهم الأرض ، قال الله تعالى للأرض ديرى بهم فلا يزالون كذلك حتى إذا أسحروا وقارب الصبح قالوا ان هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فاذا أصبحوا أذاهم في منازلهم التي كانوا فيها بالأمس. فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضللتم وأخطأتم الطريق ، فلم يزالوا كذلك حتى اذن الله لهم فدخلوها وقد كان كتبها لهم.

١١٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن ابن فضال عن محمد بن الحصين عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن ابن يزيد عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مات داود النبي صلى الله عليه يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها ومات موسى عليه‌السلام كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى واى نفس لا تموت؟

١١٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام وذكر حديثا طويلا وذكر فيه قلت : فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال : مات هارون قبل موسى عليهما‌السلام ، وماتا جميعا في التيه.

١١٩ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى ابى حمزة عن ابى جعفر عليه‌السلام حديثا طويلا يقول فيه عليه‌السلام : ان الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون الى بنى إسرائيل من بعد موسى بنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل ،

__________________

(١) الفخار جمع الفخارة : الجرة ويقال له بالفارسية «سبوه».

(٢) الوحي : العجلة ، يقال في الاستعجال : «الوحي الوحي» اى البدار البدار يمد ويقصر.

٦٠٨

١٢٠ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : أيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ، ولم يقومن قوى عليكم لكنكم تهتم متاه بنى إسرائيل ، ولعمري ليضعفن لكم التيه من بعدي أضعافا ، خلفتم الحق وراء ظهوركم ، وقطعتم الأدنى ووصلتم الا بعد.

١٢١ ـ في روضة الكافي رفعه قال : ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته : يا موسى ان إبني آدم تواضعا في منزلة لينالا بها من فضلي ورحمتي ، فقربا قربانا ، ولا اقبل الا من المتقين فكان من شأنهما ما قد علمت فكيف تثق بالصاحب بعد الأخ والوزير ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٢٢ ـ في من لا يحضره الفقيه روى جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان أول ما يحكم الله عزوجل فيه يوم القيامة الدماء ، فيوقف ابنا آدم فيفضل بينهما ، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد من الناس بعد ذلك حتى يأتى المقتول بقاتله ، فيشخب دمه (١) في وجهه فيقول : أنت قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا.

١٢٣ ـ في مجمع البيان قالوا ان حوا امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت في أول بطن قابيل ، وقيل قابين وتوأمته إقليما بنت آدم ، والبطن الثاني هابيل وتوأمته ليوذا ، فلما أدركوا جميعا أمر الله تعالى آدم ان ينكح قابيل أخت هابيل ، وهابيل أخت قابيل ، فرضي هابيل وابى قابيل لان أخته كانت أحسنهما وقال : ما امر الله بهذا ولكن هذا من رأيك ، فأمرهما آدم أن يقربا قربانا ، فرضيا بذلك فغدا هابيل وكان صاحب ماشية فأخذ من خير غنمه زبدا ولبنا ، وكان قابيل صاحب زرع فأخذ من شر زرعه ثم صعدا فوضعا القربانين على الجبل ، فأتت النار فأكلت قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل ، فكان آدم غائبا بمكة عنهما خرج إليها ليزور البيت بأمر ربه ، فقال قابيل : لا عشت يا هابيل في الدنيا وقد تقبل قربانك ولم يتقبل قرباني؟ وتريد أن تأخذ أختى الحسناء وآخذ أختك القبيحة؟ فقال له هابيل

__________________

(١) اى يسيل.

٦٠٩

ما حكاه الله تعالى : فشدخه بحجر فقتله ، روى ذلك عن ابى جعفر الباقر عليهما‌السلاموغيره من المفسرين.

١٢٤ ـ وقد روت العامة عن جعفر الصادق عليه‌السلام قال : قتل قابيل هابيل وتركه بالعراء لا يدرى ما يصنع به ، فقصده السباع فحمله في جراب على ظهره حتى أروح (١) وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى فتأكله ، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه ثم ألقاه في الحفيرة وواراه وقابيل ينظر اليه فدفن أخاه.

١٢٥ ـ في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام جعلت فداك ان الناس يزعمون ان آدم زوج ابنته من ابنه؟ فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : قد قال الناس في ذلك ولكن يا سليمان اما علمت ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لو علمت ان آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم ، وما كانت لأرغب عن دين آدم فقلت جعلت فداك انهم يزعمون ان قابيل انما قتل هابيل لأنهما تغايرا على أختهما ، فقال له : يا سليمان تقول هذا! اما تستحيي ان تروى هذا على نبي الله آدم؟ فقلت : جعلت فداك فبم قتل قابيل هابيل؟ فقال : في الوصية ثم قال لي. يا سليمان ان الله تبارك وتعالى أوحى الى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم الى هابيل ، وكان قابيل أكبر منه ، فبلغ ذلك قابيل. فغضب فقال : أنا أولى بالكرامة والوصية. فأمرهما أن يقربا قربانا يوحى من الله اليه ، ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله.

١٢٦ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه. وسأله عن أول من قال الشعر؟ فقال. آدم عليه‌السلام. قال : وما كان شعره؟ قال. لما أنزل الى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل فقال آدم عليه‌السلام.

تغيرت البلاد ومن عليها

فوجه الأرض مغبر قبيح (٢)

__________________

(١) اى أنتن.

(٢) المغبر : الملطخ بالغبار.

٦١٠

تغير كل ذي لون وطعم

وقتل بشاشة الوجه المليح

فأجابه إبليس لعنه الله

تنح عن البلاد وساكنيها

فبي في الخلد ضاق بك الفسيح

وكنت بها وزوجك في قرار

وقلبك من أذى الدنيا مريح

فلم تنفك من كيدي ومكري

الى أن فاتك الثمن الربيح

فلو لا رحمة الجبار أضحى

بكفك من جنان الخلد ريح

وفيه ثم قام اليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى أربعاء هو؟ قال : آخر أربعاء في الشهر ، وهو محاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه.

١٢٧ ـ في كتاب الخصال عن الحسين بن على عليهما‌السلام قال : كان على بن أبى طالب عليه‌السلام بالكوفة في الجامع إذ قام اليه رجل من أهل الشام فقال : يا أمير المؤمنين انى أسئلك عن أشياء ، فقال : سل تفقها ولا تسأل تعنتا فسأله عن أشياء فكان فيما سأله أن قال له : أخبرنى عن أول من قال الشعر؟ وذكر كما في عيون الاخبار ، الا انه زاد لآدم بيتا ثالثا بعد البيتين وهو.

قتل قابيل هابيل أخاه

فوا أسفا على الوجه الفليح

وأبدل المصراع الثاني من البيت الاول لإبليس لعنه الله بهذا المصراع* وبالفردوس ضاق بك الفسيح.

١٢٨ ـ عن جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول في آخره : وأسلم رأس الجالوت على يد على عليه‌السلام من ساعته ، فلم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام وأخذ ابن ملجم لعنه الله فاقبل رأس الجالوت حتى وقف على الحسن عليه‌السلام والناس حوله ، وابن ملجم لعنه الله بين يديه ، فقال له : يا أبا محمد اقتله قتله الله فانى رأيت في الكتب التي أنزلت على موسى عليه‌السلام ان هذا أعظم عند الله جرما من ابن آدم قاتل أخيه ، ومن القدار عاقر ناقة ثمود.

١٢٩ ـ عن جعيد همدان قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان في التابوت

٦١١

الأسفل من النار اثنى ـ عشر ، ستة من الأولين ستة من الآخرين ، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان «الحديث»

١٣٠ ـ عن الحسن بن على بن ابى طالب عليهم‌السلام انه قال في حديث طويل له مع ملك الروم وقد سأله عن سبعة أشياء خلقها الله لم تخرج من رحم آدم وحوا والغراب الذي بعثه الله يبحث في الأرض.

١٣١ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالي عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام انه قال : لما أكل آدم من الشجرة أهبط الى الأرض فولد له هابيل وأخته توأم ، وولد له قابيل وأخته توأم ، ثم ان آدم امر قابيل وهابيل ان يقربا يقربانا وكان هابيل وصاحب غنم ، وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق (١) وكان كبش هابيل من أفضل غنمه ، وكان زرع قابيل غير منقى ، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وهو قول الله عزوجل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ) الاية وكان القربان إذا قبل تأكله النار ، فعمد قابيل فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار البيوت وقال ، لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني ، ثم ان عدو الله إبليس قال لقابيل انه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك ، وان تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، فقتله قابيل ، فلما رجع الى آدم عليه‌السلام قال له : يا قابيل اين هابيل؟ فقال ، ما أدري وما بعثتني را عياله ، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا. فقال لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم عليه‌السلام على هابيل أربعين ليلة ، ثم ان آدم عليه‌السلام سأل ربه عزوجل ان يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله ، لان الله عزوجل وهبه له فأحبه آدم عليه‌السلام حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم واستكمل أيامه اوحى الله تعالى اليه ان يا آدم انه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله وقال عليه‌السلام في هذا الحديث ثم ان هبة الله لما دفن آدم أتاه قابيل فقال له. يا هبة الله انى قد رأيت آدم ابى

__________________

(١) من نفى الشيء : خلص.

٦١٢

قد خصك من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه ، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه. وانك ان أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل ، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح عليه‌السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالي عن ابى جعفر عليه‌السلام مثله من غير تغيير مخل بالمعنى المقصود.

١٣٢ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر والدارم بن عمر عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال. ان قابيل لما رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له إبليس : ان هابيل كان يعبد تلك النار فقال قابيل : لا أعبد النار التي عبدها هابيل ولكن أعبد نارا اخرى وأقرب قربانا لها فتقبلا قرباني ، فبنى بيوت النار فقرب ولم يكن له علم بربه عزوجل ، ولم يرث منه ولده الا عبادة النيران.

١٣٣ ـ في كتاب ثواب الأعمال ابى (ره) قال : حدثني محمد بن القاسم عن محمد ابن على الكوفي عن محمد بن مسلم الجبلي عن عبد الرحمن بن مسلم عن أبيه قال :

قال ابو جعفر عليه‌السلام : من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله على قاتله جميع الذنوب ، وبرىء المقتول منها ، وذلك قول الله عزوجل : (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ).

١٣٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : ما علة الاضحية؟ فقال : انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله عزوجل من يتقيه بالغيب قال الله عزوجل : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ) ثم قال : أنظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل.

١٣٥ ـ وباسناده الى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال؟ قال على عليه‌السلام : لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل : وانما قيل للحمار حر لان أول من ركب

٦١٣

الحمار حوا وذلك انه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل وكانت تقول في مسيرها وا حراه ، فاذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة وإذا أمسكت تقاعست (١) فترك الناس ذلك وقالوا حر ، وانما قيل للفرس أجد لان أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل ، وانشأ يقول : أجد اليوم وما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك.

١٣٦ ـ وباسناده الى حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال. كانت الوحوش والطير والسباع وكل شيء خلق الله عزوجل مختلطا بعضه ببعض ، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شيء الى شكله.

١٣٧ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن احمد بن هلال عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال كان موضع الكعبة ربوة (٢) من الأرض بيضاء تضيء كضوء الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه اسودت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٨ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال : حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام انه قال : قال الصادق عليه‌السلام : ان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة (٣) تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا تعرفني لا نظر مقداره ومحله. فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامة ، فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام انظر اليه وإليهم فما زال يراوغهم (٤) حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر ، فتفرقت القوم لحوائجهم وتبعته اقتفى أثره فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة (٥)

__________________

(١) تقاعس عن الأمر : تأخر ولم يتقدم فيه.

(٢) الربوة : ما ارتفع من الأرض.

(٣) غثاء الناس : أراذلهم واسقاطهم.

(٤) راوغه : خادعه وما كره.

(٥) سارقه : اختلس منه على غفلة.

٦١٤

فتعجبت منه ثم قلت في نفسي. لعله معاملة ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة ، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي : لعله معاملة ، ثم أقول وما حاجته إذا الى المسارقة؟ ثم لم أزل اتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء ، فقلت له يا عبد الله لقد سمعت بك خيرا وأحببت لقاءك فلقيتك ولكني رأيت منك ما شغل قلبي ، وانى سائلك عنه ليزول به شغل قلبي ، قال : ما هو؟ قلت : رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين ، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين ، قال : فقال لي : قبل كل شيء حدثني من أنت؟ قلت رجل من ولد آدم من امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : حدثني من أنت؟ قلت رجل من أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال اين بلدك؟ قلت المدينة ، قال لعلك جعفر بن محمد ابن على بن الحسين بن على بن أبي طالب صلوات الله عليهم؟ قلت. بلى ، فقال لي.

فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب ان يحمد ويحمد ويمدح فاعله ، قلت وما هو؟ قال القرآن كتاب الله؟ قلت وما الذي جهلت منه؟ قال قول الله عزوجل. (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها) وانى لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين ، فهذه أربع سيئات ، فلما تصدقت بكل واحد منهما كان لي بهما أربعين حسنة ، فانتقص من أربعين حسنة أربع بأربع ، بقي لي ست وثلثون حسنة قلت ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله ، اما سمعت الله يقول : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) انك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت أيضا سيئتين فلما دفعتهما الى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت انما أضفت أربع سيئات الى اربع سيئات ولم تضف أربعين حسنة الى اربع سيئات ، فجعل يلاحظني فانصرف وتركته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٣٩ ـ وباسناده الى أبى خالد الكابلي عن زين العابدين على بن الحسين عليهما‌السلام قال : سمعته يقول : الذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم الله ، قال الله : (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) وقال عزوجل : [في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل

٦١٥

فعجز عن دفنه] (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٤٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن الحسن بن محبوب عن هشام ابن سالم عن أبى حمزة الثمالي عن ثوير بن أبى فاختة قال : سمعت على بن الحسين عليهما‌السلام يحدث رجلا من قريش قال : لما قرب ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش في ضأنه ، وقرب الاخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل ولم يتقبل من الاخر فغضب قابيل فقال لهابيل والله لأقتلنك فقال هابيل ، (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ* إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ) فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال : ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه ، فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقي الأرض بمخالبه ودفن فيه صاحبه قال قابيل : (يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ) فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل الى أبيه فلم ير معه هابيل : فقال له آدم. أين تركت إبني؟ قال له قابيل أرسلتنى عليه راعيا؟ فقال آدم. انطلق معى الى مكان القربان وأوجس قلب آدم بالذي فعل قابيل فلما بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل ، وأمر آدم أن يلعن قابيل ونودي قابيل من السماء. لعنت كما قتلت أخاك. ولذلك لا تشرب الأرض الدم فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يوما وليلة ، فلما جزع عليه شكى ذلك الى الله تعالى فأوحى الله اليه انى واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل ، فولدت حوا غلاما زكيا مباركا ، فلما كان يوم السابع أوحى الله اليه : يا آدم ان هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله.

١٤١ ـ قال : وحدثني أبى عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت جالسا معه في المسجد الحرام فاذا طاوس في جانب

٦١٦

الحرم يحدث أصحابه حتى قال : أتدري أى يوم قتل نصف الناس؟ فأجابه أبو جعفر عليه‌السلام فقال : أو ربع الناس يا طاوس فقال : أو ربع الناس فقال : تدري ما صنع بالقاتل؟ فقلت : ان هذه لمسئلة ، فلما كان من الغد غدوت على أبى جعفر عليه‌السلام فوجدته قد لبس ثيابه وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له ، فاستقبلني بالحديث قبل أن اسأله فقال : ان بالهند أو من وراء الهند رجل معقول برجل [اى واحدة] يلبس المسح (١) موكل به عشرة أنفار كلما مات رجل منهم أخرج أهل القرية بدله فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون يستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع يديرونه معها حتى تغيب ، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد ، وفي الحر الماء الحار ، قال فمر عليه رجل من الناس فقال له من أنت يا عبد الله؟ فرفع رأسه ونظر اليه ثم قال اما ان تكون أحمق الناس واما ان تكون اعقل الناس انى لقائم هاهنا منذ قامت الدنيا ما سألنى أحد غيرك من أنت ، ثم قال يزعمون انه ابن آدم قال الله عزوجل : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) ولفظ الاية خاص في بنى إسرائيل ومعناه جار في الناس كلهم.

١٤٢ ـ في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ان قابيل ابن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها الى يوم القيامة فاذا كان يوم القيامة صيره الله الى النار.

١٤٣ ـ عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال ذكر ابن آدم القابيل قال فقلت له ما حاله امن أهل النار هو؟ فقال سبحان الله ، الله اعدل من ذلك ان يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الاخرة.

١٤٤ ـ عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن آبائه عن على عليهم‌السلام قال ان ابن آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة.

١٤٥ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبان بن تغلب قال قال طاوس اليماني لأبي جعفر عليه‌السلام هل تعلم اى يوم مات ثلث الناس؟ فقال يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس قط انما أردت ربع الناس ، قال وكيف ذلك؟ قال كان آدم وحوا وقابيل وهابيل ،

__________________

(١) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر. والمسح : البلاس.

٦١٧

فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس ، قال صدقت ، قال ابو جعفر هل تدري ما صنع بقابيل قال لا قال علق بالشمس ينضج بالماء الحار الى ان تقوم الساعة.

١٤٦ ـ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من استن بسنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ، ومن استن بسنة باطل كان عليه وزرها وزر من عمل بها الى يوم القيامة ، ولهذا القول من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهد من كتاب الله وهو قول الله عزوجل في قصة قابيل قاتل أخيه (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) وللأخبار في هذه المواضع تأويل في الباطن ليس لظاهره ومن هداها لان الهداية هي حيوة الأبد ، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا انما ينقله من دار محنة الى دار محنة.

١٤٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) قال : من أنقذها من حرق أو غرق أو هدم أو سبع أو كلفة حتى يستغنى ، أو أخرجه من فقر الى غنى وأفضل من ذلك من أخرجها من ضلال الى هدى ، واما قوله : (فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) قال : يكون مكانه كمن أحيى الناس جميعا.

١٤٨ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى حنان بن سدير عن ابى عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) قال : هو واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه ، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه.

١٤٩ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن ابى خالد القماط عن حمران قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام قول الله عزوجل : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً). (١)

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر بعد قوله جميعا هكذا : «وانما قتل واحدا؟ فقال : يوضع في موضع من جهنم اليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا كان انما يدخل ـ

٦١٨

١٥٠ ـ في الكافي حدثني على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن ابى خالد القماط عن حمران قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما معنى قول الله عزوجل : (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ) ونقل الى آخر ما نقلنا عن معاني الاخبار ، وزاد متصلا بآخره : انما كان يدخل ذلك المكان ، قلت : فانه قتل آخر؟ قال : يضاعف عليه.

١٥١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) قال : له في النار مقعد لو قتل الناس جميعا لم ترد الا الى ذلك المقعد.

١٥٢ ـ في أصول الكافي صالح بن عقبة عن نصر بن قابوس عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لا طعام مؤمن أحب الى من عتق عشر رقاب وعشر حجج ، قال : قلت : عشر رقاب وعشر حجج؟ قال : فقال : يا نصر ان لم تطعموه مات أو تذلونه فيجيء الى ناصب فيسأله والموت خير له من مسئلة الناصب يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا ، فان لم تطعموه فقد أمتموه وان أطعمتموه فقد أحييتموه.

١٥٣ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) قال : من أخرجها من ضلال الى هدى فكأنما أحياها ، ومن أخرجها من هدى الى ضلال فقد قتلها.

١٥٤ ـ عنه عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : قول الله عزوجل في كتابه : (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) قال : من حرق أو غرق ، قلت : فمن أخرجها من ضلال الى هدى؟ قال : ذاك تأويلها الأعظم. محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله إبني محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان مثله.

__________________

ذلك المكان ولو كان قتل واحدا كان انما يدخل ذلك المكان ، قلت : فان قتل آخر؟ قال : يضاعف عليه» انتهى.

٦١٩

١٥٥ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبى خالد القماط عن حمران قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أخبرنى عن قول الله عزوجل (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) قال من حرق أو غرق ثم سكت ، ثم قال تأويلها الا عظم ان دعاها فاستجاب له ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

١٥٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيى نفسا ، ومن أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا.

١٥٧ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه قال أخبرنى بعض أصحابنا رفعه الى أبي عبد الله عليه‌السلام قال أتى أمير المؤمنين عليه‌السلام برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام ما تقول؟ قال : يا أمير المؤمنين انا قتلته ، قال : اذهبوا به فأقيدوه به ، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال : لا تعجلوه وردوه الى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فردوه فقال : والله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته ، فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام للأول : ما حملك على إقرارك على نفسك؟ فقال : يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع ان أقول وقد شهد على أمثال هؤلاء الرجال فأخذونى وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه وخفت الضرب ، فأقررت وانا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة وأخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه ، فقمت معجبا فدخل على هؤلاء فأخذوني فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فخذوا هذين فاذهبوا بهما الى الحسن عليه‌السلام وقولوا له : ما الحكم فيهما؟ قال : فذهبوا الى الحسن عليه‌السلام وقصوا عليه قصتهما فقال الحسن عليه‌السلام قولوا لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، ان هذا ان كان ذبح ذاك فقد أحيى هذا ، وقد قال الله عزوجل (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) يخلى عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال.

١٥٨ ـ في مجمع البيان (ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ)

٦٢٠