تفسير نور الثقلين - ج ١

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٠٤

عليه‌السلام أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا فلو علمتنا أو علمتنا من؟ فقال : ان عليا عليه‌السلام كان عالما والعلم يتوارث ، فلا يهلك عالم الا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله ، قلت أفيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده؟ فقال اما أهل هذه البلدة فلا ـ يعنى المدينة ـ واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله يقول (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) قال قلت أرأيت من مات في ذلك؟ فقال هو بمنزلة من خرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله.

٥٢٤ ـ في الكافي على بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن اسحق عن محمد بن سليمان الديلمي عن ابى حجر الأسلمي عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أتى مكة حاجا ولم يزرني الى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتانى زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ومن مات في أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ، ومن مات مهاجرا الى الله تعالى حشره الله تعالى يوم القيامة مع أصحاب بدر.

٥٢٥ ـ في مجمع البيان (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الى قوله (غَفُوراً رَحِيماً) ومما جاء في معنى الاية من الحديث ما رواه الحسن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال من فر بدينه من ارض الى ارض وان كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم عليهما‌السلام.

٥٢٦ ـ وروى العياشي باسناده عن محمد بن ابى عمير قال : وجه زرارة بن أعين ابنه عبيدا الى المدينة ليختبر له خبر ابى الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام فمات قبل ان يرجع اليه عبيد ابنه ، قال محمد بن ابى عمير. حدثني محمد بن حكيم قال : ذكرت لأبي الحسن عليه‌السلام زرارة وتوجيهه عبيدا الى المدينة فقال : انى لأرجو ان يكون زرارة ممن قال الله : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) الآية.

٥٢٧ ـ في من لا يحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا : قلنا

٥٤١

لأبي جعفر عليه‌السلام : ما تقول في الصلوة في السفر كيف هي وكم هي؟ فقال : ان الله عزوجل يقول (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر قالا : قلنا انما قال الله عزوجل (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) «ولم يقل افعلوا فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر فقال عليه‌السلام أو ليس قد قال الله عزوجل في الصفا والمروة : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) الا ترون ان الطواف بهما واجب مفروض؟ لان الله عزوجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه عليه‌السلام ، وكذلك التقصير في السفر شيء صنعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وذكره الله تعالى ذكره في كتابه.

٥٢٨ ـ في عيون الاخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه‌السلام فان قال : فلم قصرت الصلوة في السفر؟ قيل : لان الصلوة المفروضة اولا انما هي عشر ركعات. والسبع انما زيدت فيما بعد فخفف الله عنه تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه واشتغاله بأمر نفسه وظعنه وإقامته ، لئلا يشتغل عما لا بد له من معيشته رحمة من الله تعالى ، وتعطفا عليه الا صلوة المغرب فانها لم تقصر لأنها صلوة مقصرة في الأصل ، فان قال : فلم وجب التقصير في ثمانية فراسخ لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قيل لان ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والأثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم ، فان قال : فلم وجب التقصير في مسيرة يوم؟ قيل : لأنه لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة سنة ، وذلك ان كل يوم يكون بعد هذا اليوم فانما هو نظير هذا اليوم فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق بينهما.

٥٢٩ ـ في الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : لما عرج برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين ، فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سبع ركعات شكرا لله ، فأجاز الله له ذلك وترك الفجر لم يزد فيها شيئا لضيق وقتها لأنه يحضرها ملئكة الليل وملئكة النهار ، فلما أمره الله بالتقصير في السفر وضع عن أمته ست ركعات ، وترك المغرب لم ينقص منها شيئا.

٥٤٢

٥٣٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى أبى محمد العلوي الدينوري باسناده رفع الحديث الى الصادق عليه‌السلام قال : قلت لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال : ان الله عزوجل أنزل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل صلوة ركعتين في الحضر ، فأضاف إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل صلوة ركعتين في الحضر وقصر فيها في السفر الا المغرب ، فلما صلى المغرب بلغه مولد فاطمة عليها‌السلام ، فأضاف إليها ركعة شكرا لله عزوجل ، فلما أن ولد الحسن عليه‌السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل فلما ان ولد الحسين أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل فقال : «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ» فتركها على حالها في الحضر والسفر.

٥٣١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن المختار عن ابى إبراهيم عليه‌السلام قال : قلت له انا إذا دخلنا مكة والمدينة نتم أو نقصر؟ قال ان قصرت فذاك وان أتممت فهو خير تزداد.

٥٣٢ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الملك القمى عن اسمعيل بن جابر عن عبد الحميد خادم اسمعيل بن جعفر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تتم الصلوة في أربعة مواطن : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسجد الكوفة ، وحرم الحسين عليه‌السلام.

٥٣٣ ـ قال مؤلف هذا الكتاب : والاخبار في معناها كثيرة وفي بعضها قال ابو إبراهيم عليه‌السلام وقد ذكر الحرمين كان ابى يقول ان الإتمام فيهما من الأمر المذخور.

٥٣٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال في الركعتين تنقص منها واحدة

٥٣٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) الاية «فانها نزلت لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الحديبية ويريد مكة. فلما وقع الخبر الى قريش بعثوا خالد بن الوليد في مائتي فارس ليستقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكان يعارض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على الجبال ، فلما كان في بعض الطريق

٥٤٣

وحضرت صلوة الظهر اذن بلال وصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالناس ، فقال خالد بن الوليد لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لأصبناهم فإنهم لا يقطعون الصلوة ولكن يجيء لهم الآن صلوة اخرى هي أحب إليهم من ضياء أبصارهم فاذا دخلوا فيها حملنا عليهم ، فنزل جبرئيل عليه‌السلام بصلوة الخوف بهذه الاية» (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً») ففرق رسول الله فرقتين فوقف بعضهم تجاه العدو وقد أخذوا سلاحهم وفرقة صلوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائما ومروا فوقفوا موقف اصحبهم ، وجاء أولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الركعة الثانية ولهم الاولى وقعد وتشهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقاموا أصحابه وصلوا هم الركعة الثانية وسلم عليهم ،

٥٣٦ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبان عن عبد الرحمن بن ابى عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأصحابه في غزوة ذات الرقاع صلوة الخوف ، ففرق أصحابه فرقتين اقام فرقة بإزاء العدو ، وفرقة خلفه فكبر وكبروا فقرأ وأنصتوا وركع فركعوا وسجد فسجدوا ، ثم استتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائما وصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض ، ثم خرجوا الى أصحابهم فقاموا بإزاء العدو وجاء أصحابهم فقاموا خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فصلى بهم ركعة ثم تشهد وسلم عليهم فقاموا فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على بعض.

٥٣٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن صلوة الخوف؟ قال : يقوم الامام وتجيء طائفة من أصحابه فيقومون خلفه ، وطائفة بإزاء العدو فيصلى بهم الامام ركعة ، ثم يقوم ويقومون معه ، فيمثل قائما ويصلون هم الركعة الثانية : ثم يسلم بعضهم على بعض ، ثم ينصرفون فيقومون في مقام أصحابهم ، ويجيء الآخرون فيقومون خلف الامام فيصلى بهم الركعة الثانية

٥٤٤

ثم يجلس الامام فيقومون هم فيصلون هم ركعة اخرى. ثم يسلم عليهم فينصرفون بتسليمه ، قال : وفي المغرب مثل ذلك يقوم الامام وتجيء طائفة فيقومون خلفه ثم يصلى بهم ركعة ثم يقوم ويقومون فيمثل الامام قائما ويصلون الركعتين فيتشهدون ويسلم بعضهم على بعض ، ثم ينصرفون فيقومون في موقف أصحابهم ويجيء الآخرون فيقومون خلف الامام فيصلى بهم ركعة يقرأ فيها ، ثم يجلس فيتشهد ثم يقوم ويقومون معه ، ويصلى بهم ركعة اخرى ثم يجلس ويقومون هم فيتمون ركعة اخرى ثم يسلم عليهم.

٥٣٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ) قال : الصحيح يصلى قائما والعليل يصلى قاعدا ، فمن لم يقدر فمضطجعا يؤمي إيماء!

٥٣٩ ـ في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المريض يصلى قائما ، فان لم يستطع صلى جالسا ، فان لم يستطع صلى على جنبه الأيمن ، فان لم يستطع صلى على جنبه الا يسر فان لم يستطع استلقى وأومى إيماء ، وجعل وجهه نحو القبلة وجعل سجوده اخفض من ركوعه.

٥٤٠ ـ قال الصادق عليه‌السلام : المريض يصلى قائما فان لم يقدر على ذلك صلى جالسا ، فان لم يقدر ان يصلى جالسا صلى مستلقيا يكبر ثم يقرأ ، فاذا أراد الركوع غمض عينيه ثم سبح ، فاذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من الركوع ، فاذا أراد ان يسجد غمض عينيه ثم سبح ، فاذا سبح فتح عينيه فيكون فتح عينيه رفع رأسه من السجود ثم يتشهد وينصرف.

٥٤١ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : في قول الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) قال : مفروضا.

٥٤٢ ـ في كتاب علل الشرائع حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

٥٤٥

كِتاباً مَوْقُوتاً) قال : موجبا انما يعنى بذلك وجوبها على المؤمنين ، ولو كانت كما يقولون لهلك سليمان بن داود حين أخر الصلوة حتى توارت بالحجاب ، لأنه لو صلاها قبل ان تغيب كان وقتا وليس صلوة أطول وقتا من العصر.

٥٤٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام : قوله تعالى : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) قال كتابا ثابتا وليس ان عجلت قليلا وأخرجت قليلا بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الاضاعة ، فان الله عزوجل يقول لقوم أضاعوا الصلوة (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا).

٥٤٤ ـ حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) اى موجوبا.

٥٤٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبى جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) قال : يعنى مفروضا وليس يعنى وقت فوتها إذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم يكن صلوته هذه مؤداة ، ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود عليه‌السلام حين صلاها لغير وقتها ولكن متى ما ذكرها صلاها ؛ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٤٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما رجع من وقعة أحد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ان الله يأمرك ان تخرج في اثر القوم ولا يخرج معك الا من به جراحة ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مناديا ينادى : يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج. ومن لم يكن به جراحة فليقم ، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها ، وأنزل الله على نبيه : (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ ما لا يَرْجُونَ) فقال عزوجل : (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ) فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح.

٥٤٧ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن قال وجدت في

٥٤٦

نوادر محمد بن سنان عن محمد بن سنان قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : لا والله ما فوض الله الى أحد من خلقه الا الى رسول الله والى الائمة عليهم‌السلام ، قال الله عزوجل : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) وهي جارية في الأوصياء عليهم‌السلام.

٥٤٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام لأبي حنيفة : وتزعم انك صاحب رأى وكان الرأى من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صوابا ومن دونه خطاء لان الله تعالى قال : (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ) ولم يقل ذلك لغيره.

٥٤٩ ـ في نهج البلاغة وقال عليه‌السلام من بالغ في الخصومة اثم ، ومن قصر فيها ظلم ولا يستطيع أن يتقى الله من خاصم.

٥٥٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً) فانه كان سبب نزولها ان قوما من الأنصار من بنى أبيرق اخوة ثلث كانوا منافقين ، بشير ومبشر وبشر ، فنقبوا على عم قتادة بن النعمان ، وكان قتادة بدريا وأخرجوا طعاما كان أعده لعياله وسيفا ودرعا ، فشكا قتادة ذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ان قوما نقبوا على عمى وأخذوا طعاما كان أعده لعياله ودرعا وسيفا وهم أهل بيت سوء وكان معهم في الرأى رجل مؤمن يقال له لبيد بن سهل ، فقال بنو أبيرق لقتادة : هذا عمل لبيد بن سهل ، فبلغ ذلك لبيدا فأخذ سيفه وخرج عليهم فقال : يا بنى أبيرق أترمونني بالسرق وأنتم اولى به منى وأنتم المنافقون تهجون رسول الله وتنسبونه الى قريش لتبينن ذلك أو لأملأن سيفي منكم ، فداروه وقالوا له :

ارجع يرحمك الله فانك برىء من ذلك ، فمشى بنو أبيرق الى رجل من رهطهم يقال له أسيد بن عروة وكان منطيقا بليغا ، فمشى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله ان قتادة : بن النعمان عمد الى أهل بيت منا أهل شرف وحسب ونسب فرماهم بالسرق واتهمهم بما ليس فيهم ، فاغتنم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لذلك ، وجاء اليه قتادة فأقبل عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال له : عمدت الى أهل بيت شرف وحسب ونسب فرميتهم بالسرقة وعاتبه عتابا شديدا ، فاغتم قتادة من ذلك ورجع الى عمه وقال : يا ليتني مت ولم أكلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقد كلمني بما

٥٤٧

كرهته ، فقال عمه : الله المستعان ، فأنزل الله في ذلك على نبيه : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ، وَلا تُجادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) يعنى الفعل فوقع القول مقام الفعل ثم قال (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) الى قوله (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) لبيد بن سهل (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).

٥٥١ ـ وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه‌السلام قال ان أناسا من رهط بشير الأدنين انطلقوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا نكلمه في صحبنا ونعذره فان صاحبنا لبريء ، فلما انزل الله (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ) الى قوله «وكيلا» فأقبلت رهط بشير فقالوا يا بشير استغفر الله وتب اليه من الذنوب ، فقال والذي احلف به ما سرقها الا لبيد ، فنزلت : (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) ثم ان بشيرا كفر ولحق بمكة وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليعذروه : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) ونزلت في بشير وهو بمكة (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً).

٥٥٢ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) قال : يعنى فلانا وفلانا وأبا عبيدة بن الجراح.

٥٥٣ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وفيه يقول عليه‌السلام وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود (١) باطلهم حسب ما فعلته اليهود والنصارى

__________________

(١) الأود الاعوجاج.

٥٤٨

بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والإنجيل ، وتحريف الكلم عن مواضعه.

٥٥٤ ـ في تفسير العياشي عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين بن على عليه‌السلام (١) عن عطاء الهمداني عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : (إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ) قال فلان وفلان وابو عبيدة بن جراح.

٥٥٥ ـ وفي رواية عمر بن ابو سعيد (٢) عن ابى الحسن عليه‌السلام قال هما وابو عبيدة بن الجراح وفي رواية عمر بن صالح قال : الاول والثاني وابو عبيدة بن الجراح.

٥٥٦ ـ عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان قال : قال لي ابو عبد الله عليه‌السلام الغيبة ان تقول في أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله عليه ، فاما إذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً).

٥٥٧ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : من اعطى الاستغفار لم يحرم المغفرة ، قال في الاستغفار (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً).

٥٥٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قوله عزوجل. (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ) قال : يعنى بالمعروف القرض.

٥٥٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبد الله بن سنان وابن مسكان عن أبى الجارود قال ، قال ابو جعفر عليه‌السلام إذا حدثتكم بشيء فاسئلونى عن كتاب الله ، ثم قال في حديثه : ان الله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال ، فقالوا : يا ابن رسول الله واين هذا من كتاب الله؟ قال : ان الله عزوجل يقول في كتابه : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ) الاية وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المصدر هكذا : «عن عامر بن كثير السراج وكان داعية الحسين صاحب الفخ بن على ...» ولعله الصحيح راجع تنقيح المقال.

(٢) وفي المصدر «عمر بن سعيد».

٥٤٩

٥٦٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : ان الله فرض التمحل في القرآن ، قلت : وما التمحل جعلت فداك؟

قال : ان يكون وجهك أعرض من وجه أخيك فتتمحل له ، وهو قوله : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ).

٥٦١ ـ وحدثني أبى عن بعض رجاله رفعه الى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : ان الله فرض عليكم زكوة جاهلكم كما فرض عليكم زكوة ما ملكت أيديكم.

٥٦٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبى يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : الكلام ثلثة صدق وكذب وإصلاح بين الناس. قال. قلت له جعلت فداك ، ما الإصلاح بين الناس؟ قال تسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه [فتلقاه] فتقول ، سمعت من فلان قال فيك من الخير كذا وكذا خلاف ما سمعت منه.

٥٦٣ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلثة يحسن فيهن الكذب : المكيدة في الحرب ، وعدتك زوجتك والإصلاح بين الناس.

٥٦٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات فيقول : تعاهدوا الصلوة الى أن قال عليه‌السلام : ويقول الله عزوجل (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى) من الامانة (١) فقد خسر من ليس من أهلها وضل عمله عرضت على السموات المبنية والأرض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا اعرض ولا أعلى ولا أعظم لو امتنعن من طول أو عرض أو عظم أو قوة أو عزة امتنعن ولكن أشفقن من العقوبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٥٦٥ ـ قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قوله : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ) الاية

__________________

(١) كذا في النسخ ويوافقه نسخة الكافي أيضا وفي نهج البلاغة. «ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها ...».

٥٥٠

نقلنا عن على بن إبراهيم عند قوله : (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ) سبب نزولها وفيمن نزلت. (١)

٥٦٦ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام انه بايعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغايب ان يرد انما الشورى للمهاجرين والأنصار فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضا ، فان خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه الى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى.

٥٦٧ ـ في تفسير العياشي عن حريز عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما‌السلام قال : لما كان أمير المؤمنين في الكوفة أتاه الناس فقالوا : اجعل لنا إماما يؤمنا في رمضان ، فقال : لا ، ونهاهم أن يجتمعوا فيه ، فلما أمسوا جعلوا يقولون : ابكوا في رمضان وارمضناه فأتاه الحارث الأعور في أناس فقال : يا أمير المؤمنين ضجوا الناس وكرهوا قولك فقال عند ذلك : دعهم وما يريدون ليصلى بهم من شاؤا ثم قال (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً).

٥٦٨ ـ عن عمرو بن ابى المقدام عن أبيه عن رجل من الأنصار قال : خرجت انا والأشعث الكندي وجرير البجلي حتى إذا كنا بظهر الكوفة بالفرس مر بنا ضب فقال الأشعث وجرير السلام عليك يا أمير المؤمنين خلافا على على بن أبي طالب فلما خرج الأنصاري قال لعلى عليه‌السلام ، فقال على : دعهما فهو امامهما يوم القيامة اما تسمع الى الله وهو يقول : «نوله ما تولى».

٥٦٩ ـ عن محمد بن اسمعيل الرازي عن رجل سماه عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال دخل رجل على ابى عبد الله عليه‌السلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقام على قدميه فقال : مه ، هذا اسم لا يصلح الا لأمير المؤمنين صلى الله سماه ولم (٢) يسم به أحد غيره

__________________

(١) وقد مر تحت رقم ٥٥٠ و ٥٥١ من هذه السورة.

(٢) كذا في النسخ وفي المصدر «الله سماه به ...».

٥٥١

فرضي به الا كان منكوحا ، وان لم يكن به ابتلى به ، وهو قول الله في كتابه : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) قال : قلت : فما ذا يدعى به قائمكم؟ فقال يقال له : السلام عليك يا بقية الله. السلام عليك يا بن رسول الله.

٥٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِناثاً) قال :

قالت قريش : الملئكة هم بنات الله (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطاناً مَرِيداً) قال : (كانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَ).

٥٧١ ـ في مجمع البيان روى في شواذ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الا اثانا» بثاء قبل النون والا انثا النون قبل الثاء روتهما عنه عائشة ، (وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) ـ وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال في هذه الآية ، من بنى آدم تسعة وتسعون في النار وواحد في الجنة.

٥٧٢ ـ وفي رواية اخرى من كل ألف وأحد لله وسايرهم للنار ولإبليس. أوردهما ابو حمزة الثمالي في تفسيره.

٥٧٣ ـ (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) قيل : ليقطعن الأذان من أصلها وهو المروي عن أبى عبد الله عليه‌السلام.

٥٧٤ ـ في أمالي الصدوق (ره) باسناده الى الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ) صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور ، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا اليه فقالوا : يا سيدنا لم دعوتنا؟ قال : نزلت هذه فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال : انا لها بكذا وكذا ، قال : لست لها فقام آخر فقال مثل ذلك فقال : لست لها فقال الوسواس الخناس. انا لها قال. بماذا؟ قال أعدهم وامنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فاذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار ، فقال : أنت لها ، فوكله بها الى يوم القيامة.

٥٧٥ ـ في تفسير العياشي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل يذكر فيه ما أكرم الله به آدم عليه‌السلام وفي آخره فقال إبليس : رب هذا الذي كرمت على وفضلته وان لم تفضلني عليه لم أقو عليه؟ قال : لا يولد ولد الا ولد لك ولدان ، قال : رب زدني ، قال تجري

٥٥٢

منه مجرى الدم في العروق قال رب زدني ، قال : تتخذ أنت وذريتك في صدورهم مساكن ، قال : رب زدني قال : تعدهم وتمنيهم (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً).

٥٧٦ ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الاية ، (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً) يجز به قال بعض أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أشدها من آية ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اما تبتلون في أموالكم وأنفسكم وذراريكم؟ قالوا بلى ، قال هذا مما يكتب الله لكم به الحسنات ويمحو به السيئات.

٥٧٧ ـ في عيون الاخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده الى أبى الصلت الهروي قال سمعت الرضا عليه‌السلام يحدث عن أبيه ان اسمعيل قال للصادق عليه‌السلام يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال عليه‌السلام (لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ).

٥٧٨ ـ في مجمع البيان (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) وروى عن ابى هريرة انه قال لما نزلت هذه الآية بكينا وحزنا وقلنا يا رسول الله ما أبقت هذه الآية من شيء فقال اما والذي نفسي بيده انها لكما أنزلت ولكن أبشروا وقاربوا وسددوا انه لا يصيب أحدا منكم مصيبة الا كفر الله بها خطيئة حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه ، رواه الواحدي في تفسيره مرفوعا.

٥٧٩ ـ (مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن الإحسان؟ فقال : ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك.

٥٨٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله (وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) قال : هي الحنيفة العشرة التي جاء بها إبراهيم التي لم تنسخ الى يوم القيامة.

٥٨١ ـ في أصول الكافي أبان بن عثمان عن محمد بن مروان عمن رواه عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : لما اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا أتاه بشراه بالخلة ، فجاء ملك الموت في صورة شاب أبيض عليه ثوبان أبيضان يقطر رأسه ماءا ودهنا ، فدخل إبراهيم عليه‌السلام الدار فاستقبله خارجا من الدار وكان إبراهيم رجلا غيورا ، وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاحه معه ، ثم رجع ففتح فاذا هو برجل قائم أحسن

٥٥٣

ما يكون من الرجال فأخذ بيده وقال : يا عبد الله من أدخلك داري؟ فقال : ربها أدخلنيها فقال : ربها أحق بها منى فمن أنت؟ قال انا ملك الموت ، ففزع إبراهيم صلى الله عليه وقال. جئتني لتسلبني روحي؟ قال : لا ولكن اتخذ الله عبدا خليلا فجئت لبشارته ، قال فمن هو لعلي أخدمه حتى أموت؟ فقال : أنت هو ، فدخل على سارة عليها‌السلام فقال لها ان الله تبارك وتعالى اتخذني خليلا.

٥٨٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول فيه. قولنا ان إبراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة أو الخلة (١) فاما الخلة فانما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا الى ربه فقيرا واليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا ، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمى المنجنيق فبعث الله الى جبرئيل عليه‌السلام فقال له : أدرك عبدي ، فجاءه فلقيه في الهواء فقال : كلفنى ما بدا لك قد بعثني الله لنصرتك؟ فقال : بل حسبي الله ونعم الوكيل انى لا أسئل غيره ولا حاجة الا اليه ، فسماه خليله اى فقيره ومحتاجه والمنقطع اليه عمن سواه ، وإذا جعل معنى ذلك من الخلة [العالم] (٢) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره ، كان معناه العالم به وبأموره ، ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه ، الا ترون انه إذا لم ينقطع اليه لم يكن خليله ، وإذا لم يعلم بأسراره لم يكن خليله؟

٥٨٣ ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من العلل باسناده الى الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعت أبى يحدث عن أبيه عليه‌السلام انه قال : انما اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا أو لم يسأله أحدا قط غير الله تعالى.

٥٨٤ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ابن ابى عمير عمن ذكره قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : لم اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا؟ قال : لكثرة سجوده على الأرض

٥٨٥ ـ وباسناده الى سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى

__________________

(١) بفتح الخاء وضمها.

(٢) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.

٥٥٤

قال : سمعت على ابن محمد العسكري عليهما‌السلام يقول : انما اتخذ الله إبراهيم خليلا لكثرة صلوته على محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم.

٥٨٦ ـ وباسناده الى جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ما اتخذ الله إبراهيم خليلا الا لاطعامه الطعام وصلوته بالليل والناس نيام.

٥٨٧ ـ وباسناده الى عبد الله بن الهلال عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : لما جاء المرسلون الى إبراهيم عليه‌السلام جاءهم بالعجل فقال كلوا ، فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه؟ فقال إذا أكلتم فقولوا بسم الله. وإذا فرغتم فقولوا : الحمد لله قال. فالتفت جبرئيل الى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم ، فقال حق لله أن يتخذ هذا خليلا.

٥٨٨ ـ في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن احمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبان عن معاوية بن عمار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال. ان إبراهيم عليه‌السلام كان أبا أضياف ، فكان إذا لم يكونوا عنده خرج يطلبهم وأغلق بابه وأخذ المفاتيح يطلب الأضياف ، وانه رجع الى داره فاذا هو برجل أو شبه رجل في الدار فقال يا عبد الله بإذن من دخلت هذه الدار؟ قال دخلتها بإذن ربها يردد ذلك ثلث مرات ، فعرف إبراهيم عليه‌السلام انه جبرئيل ـ فحمد ربه ثم قال : أرسلني ربك الى عبد من عبيده يتخذه خليلا. قال إبراهيم عليه‌السلام فأعلمني من هو أخدمه حتى أموت؟ قال فأنت هو ، قال ومم ذلك؟ قال لأنك لم تسأل أحدا شيئا قط ولم تسئل شيئا قط فقلت : لا.

٥٨٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر ابن محمد عليهما‌السلام ان إبراهيم صلى الله عليه هو أول من حول له الرمل دقيقا وذلك انه قصد صديقا له بمصرفى قرض طعام ، فلم يجده في منزله ، فكره ان يرجع بالحمار خاليا فملأ جرابه (١) رملا فلما دخل منزله خلى بين الحمار وبين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام ، ففتحت سارة عن دقيق أجود ما يكون فخبزت وقدمت اليه طعاما طيبا ، فقال إبراهيم : من اين لك هذا؟ فقالت : من الدقيق الذي حملته من عند خليلك المصري : فقال إبراهيم : اما انه خليلي وليس بمصري. فلذلك اعطى الخلة

__________________

(١) الجراب : ووعاء من جلد.

٥٥٥

فشكر الله وحمده وأكل.

٥٩٠ ـ في أصول الكافي محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال. سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول. ان الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل ان يتخذه نبيا ، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وان الله اتخذه خليلا قبل ان يجعله إماما ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد العزيز أبى السفاتج عن جابر عن ابى جعفر عليه‌السلام مثله.

٥٩١ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قالوا : إبراهيم خير منك ، قال : ولم ذاك؟

قالوا : لان الله تعالى اتخذه خليلا قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ان كان إبراهيم عليه‌السلام خليلا فانا حبيبه محمدا.

٥٩٢ ـ في مجمع البيان وقد روى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قد اتخذ الله سبحانه صاحبكم خليلا يعنى نفسه.

٥٩٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) قال : نزلت مع قوله : (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ)(فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) فنصف الاية في أول السورة ونصفها على رأس المائة وعشرين آية ، وذلك انهم كانوا لا يستحلون أن يتزوجوا بيتيمة قد ربوها ، فسألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانزل الله عزوجل : (يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) الى قوله : (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).

٥٩٤ ـ وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : («يَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ) ، فان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئل عن النساء ما لهن من الميراث؟ فأنزل الله الربع والثمن.

٥٩٥ ـ في مجمع البيان وقوله : (اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ) اى لا تعطونهن

٥٥٦

ما كتب لهن واختلف في تأويله على أقوال ، أولها : ان المعنى وما يتلى عليكم في توريث صغار النساء وهو آيات الفرائض التي في أول السورة ، وهو معنى قوله : (لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ) اى من الميراث وهو المروي عن أبى جعفر عليه‌السلام.

٥٩٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) نزلت في ابنة محمد بن مسلمة كانت امرأة رافع بن خديج ، وكانت امرأة قد دخلت في السن فتزوج عليها امرأة شابة كانت أعجب اليه من ابنة محمد بن مسلمة ، فقالت له بنت محمد بن مسلمة : الا أراك معرضا عنى مؤثرا على؟ فقال رافع : هي امرأة شابة وهي أعجب الى ، فان شئت أفررت على ان لها يومين أو ثلثة منى ولك يوم واحد فأبت ابنة محمد بن مسلمة ان ترضيها ، فطلقها تطليقة واحدة ، ثم طلقها اخرى ، فقالت : لا والله لا ارضى أو تسوى بيني وبينها ، يقول الله : وأحضرت الا نفس الشح وابنة محمد لم تطب نفسها بنصيبها وشحت عليه ، فأعرض عليها رافع اما ان ترضى واما ان يطلقها الثالثة فشحت على زوجها ورضيت ، فصالحته على ما ذكرت ، فقال الله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) فلما رضيت واستقرت لم يستطع ان يعدل بينهما فنزلت : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) ان تأتى واحدة وتذر الاخرى لا ايم (١) ولا ذات بعل.

٥٩٧ ـ في تفسير العياشي عن احمد بن محمد عن ابى الحسن الرضا عليه‌السلام في قول الله (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) قال : النشوز الرجل يهم بطلاق امرأته فتقول له : ادع ما على ظهرك وأعطيك كذا وكذا : وأحللك من يومى وليلتي على ما اصطلحا عليه فهو جايز.

٥٩٨ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن ابى حمزة قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) فقال : إذا كان كذلك فهم بطلاقها فقالت

__________________

(١) الأيم : المرأة التي فقدت زوجها.

٥٥٧

له : أمسكني وادع لك بعض ما عليك وأحللك من يومى وليلتي ، حل له ذلك ولا جناح عليهما.

٥٩٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) فقال ، هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها فيقول لها : انى أريد أن أطلقك فتقول له : لا تفعل انى اكره أن تشمت بى ، ولكن انظر في ليلتي فاصنع بها ما شئت وما كان سوى ذلك من شيء فهو لك ، ودعني على حالتي وهو قوله تبارك وتعالى ، (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً) وهو هذا الصلح.

٦٠٠ ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ، سألته عن قول الله جل اسمه ، (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) قال : هذا يكون عنده المرأة لا تعجبه فيريد طلاقها فتقول له : أمسكني ولا تطلقني وادع لك ما على ظهرك وأعطيك من مالي وأحللك من يومى وليلتي ، فقد طاب ذلك كله.

٦٠١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب ومحمد بن الحسن قال : سأل ابن أبى العوجاء هشام بن الحكم فقال له ، أليس الله حكيما؟ قال ، بلى هو أحكم الحاكمين ، قال : فأخبرنى عن قوله عزوجل ، (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) أليس هذا فرض؟ قال ، بلى ، قال ، فأخبرني عن قوله عزوجل ، (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) أى حكيم يتكلم بهذا؟ فلم يكن عنده جواب ، فرحل الى المدينة الى أبى عبد الله عليه‌السلام فقال : يا هشام في غير وقت حج ولا عمرة؟ قال ، نعم جعلت فداك لأمر أهمنى ان ابن أبى العوجاء سألنى عن مسئلة لم يكن عندي فيها شيء ، قال : وما هي؟ قال : فأخبره بالقصة ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام ، اما قوله عزوجل : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) يعنى في النفقة ، واما قوله : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ

٥٥٨

فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) يعنى في المودة فلما قدم عليه هشام بهذا الجواب وأخبره قال ، والله ما هذا من عندك.

٦٠٢ ـ في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه‌السلام في قول الله : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ) قال : في المودة.

٦٠٣ ـ في مجمع البيان وقيل : معناه لن تقدروا أن تعدلوا بالتسوية بين النساء في كل الأمور من جميع الوجوه ، من النفقة والكسوة والعطية والمسكن والصحبة والبر والبشر وغير ذلك ، والمراد به ان ذلك لا يخف عليكم بل يثقل ويشق لميلكم الى بعضهن ، (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) اى فلا تعدلوا بأهوائكم عمن لم تملكوا محبته منهن كل العدول حتى يحملكم ذلك على أن تجوروا على صواحبها في ترك أداء الواجب لهن عليكم من حق القسمة والنفقة والكسوة والعشرة بالمعروف (فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) اى تذروا التي لا تميلون إليها كالتي هي لا ذات زوج ولا ايم عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وغيرهم وهو المروي عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهم‌السلام.

٦٠٤ ـ وعن جعفر الصادق عن آبائه عليهم‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقسم بين نسائه في مرضه فيطاف بينهن.

٦٠٥ ـ وروى ان عليا عليه‌السلام كان له امرأتان فكان إذا كان يوم واحدة لا يتوضأ في بيت الاخرى.

٦٠٦ ـ في الكافي باسناده الى ابن أبى ليلى قال : حدثني عاصم بن حميد قال : كنت عند أبى عبد الله عليه‌السلام فأتاه رجل فشكا اليه الحاجة فأمره بالتزويج قال : فاشتدت به الحاجة فأتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسأله عن حاله؟ فقال له ، اشتدت بى الحاجة قال : ففارق ، ثم أتاه فسأله عن حاله فقال اثريت (١) وحسن حالي ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : انى امرتك بأمرين امر الله بهما قال الله عزوجل : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) الى قوله : (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) وقال (: إِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ).

٦٠٧ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليه‌السلام وقد جمع الله ما يتواصى به

__________________

(١) اثرى الرجل : كثر ماله.

٥٥٩

المتواصون من الأولين والآخرين في خصلة واحدة وهي التقوى قال الله عزوجل : (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) وفيه جماع كل عبادة صالحة ، وبه وصل من وصل الى الدرجات العلى.

٦٠٨ ـ في مجمع البيان (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) الآية ويروى انه لما نزلت هذه الآية ضرب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يده على ظهر سلمان وقال ، هم قوم هذا يعنى عجم الفرس.

قال عز من قائل : (مَنْ كانَ يُرِيدُ ثَوابَ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ ثَوابُ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) الآية.

٦٠٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال ، قال أمير المؤمنين لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل وانما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شيء وسميت الاخرة آخرة لان فيها الجزاء والثواب.

٦١٠ ـ باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : أخبرنى عن الدنيا لم سميت الدنيا؟ قال لان الدنيا دنية خلقت من دون الاخرة ولو خلقت مع الاخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الاخرة ، قال : فأخبرنى لم سميت الاخرة آخرة ، قال لأنها متأخرة تجيء من بعد الدنيا ، لا توصف سنينها ولا تحصى أيامها ولا يموت سكانها قال صدقت يا محمد ، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

٦١١ ـ في كتاب الخصال جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا ثلثا ليس معهن رابعة من كانت الاخرة همته كفاه الله همته من الدنيا ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس.

٦١٢ ـ عن ابن ابى يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من تعلق قلبه بالدنيا تعلق منها بثلث خصال : هم لا يفنى ، وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.

٦١٣ ـ في نوادر من لا يحضره الفقيه وروى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم

٥٦٠