تفسير نور الثقلين - ج ١

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي

تفسير نور الثقلين - ج ١

المؤلف:

الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي


المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٠٤

وانما امر الله تعالى بطاعة الرسول لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية ، وانما امر بطاعة اولى الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بمعصية.

٣٣٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى الفضل بن السكر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة واولى الأمر بالمعروف والعدل والإحسان.

٣٣٩ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما‌السلام : لأي شيء يحتاج الى النبي والامام؟ فقال : لبقاء العالم على صلاحه وذلك ان الله عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو امام : قال الله عزوجل : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فاذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون. وإذا ذهبت أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون ، يعنى بأهل بيته الائمة الذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون ، بهم يرزق الله عباده ، وبهم يعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم العقوبة والعذاب لا يفارقهم روح المقدس (القدس ـ ظ) ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القران ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين.

٣٤٠ ـ في كتاب معاني الاخبار عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قلت ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟ فقال : أن لا يعرف من امر الله بطاعته وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه قلت : فمن هم يا أمير المؤمنين قال الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال : فقبلت رأسه وقلت أوضحت وفرجت عنى وأذهبت كل شك كان في قلبي.

٣٤١ ـ في أصول الكافي احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن أبى ـ

٥٠١

العلا قال ، ذكرت لابي عبد الله عليه‌السلام قولنا في الأوصياء ان طاعتهم مفترضة؟ فقال ، نعم هم الذين قال الله عزوجل ، (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وهم الذين قال الله عزوجل ، (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا).

٣٤٢ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن القاسم بن محمد الجوهري عن الحسين بن ابى العلا قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام :

الأوصياء طاعتهم مفترضة قال : نعم ، هم الذين قال الله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وهم الذين قال الله تعالى ، (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ،

٣٤٣ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلى بن محمد عن سهل بن زياد أبى سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فقال نزلت في على ابن أبى طالب والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فقلت له : ان الناس يقولون : فماله لم يسم عليا وأهل بيته عليهم‌السلام في كتابه عزوجل؟ قال : فقال قولوا لهم. ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزلت عليه الصلوة ولم يسم الله لهم ثلثا ولا أربعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي فسر ذلك لهم ونزل عليه الزكاة ولم يسم لهم من أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعا حتى كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ونزلت في على والحسن والحسين فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في على من كنت مولاه فعلى مولاه وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أوصيكم بكتاب الله عزوجل وأهل بيتي ، فانى سألت الله عزوجل ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فأعطانى ذلك ، وقال : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وقال : انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يبين من أهل بيته لا دعاها آل فلان وفلان ، ولكن الله عزوجل انزل في كتابه تصديقا لنبيه عليه‌السلام : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فكان على والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام فأدخلهم رسول الله

٥٠٢

صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال : اللهم ان لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أم سلمة : ألست من أهلك؟ فقال : انك الى خير ولكن هؤلاء أهلى وثقلي ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. محمد بن يحيى عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن على الحلبي عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه‌السلام مثل ذلك.

٣٤٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن صفوان بن يحيى عن عيسى بن السري أبى اليسع قال : قلت لابي عبد الله عليه‌السلام ، أخبرنى بدعائم الإسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها ، الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله ، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله ولم يضق به مما هو فيه (١) لجهل شيء من الأمور جهله؟ فقال : شهادة أن لا اله الا الله ، والايمان بان محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال الزكاة والولاية التي أمر الله عزوجل بها ولاية آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : فقلت له ، هل في الولاية شيء دون شيء فضل (٢) يعرف لمن أخذ به؟ قال : نعم قال الله عزوجل ، (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان عليا عليه‌السلام وقال الآخرون كان معاوية ثم كان الحسن ثم كان الحسين وقال الآخرون يزيد بن معاوية وحسين بن على ولا سواء ولا سواء (٣) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٤٥ ـ على بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن عيسى بن السري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ، حدثني عما بنيت عليه دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكى عملي ولم يضرني جهل ما جهلت بعده فقال شهادة أن لا اله الا الله

__________________

(١) اى لم يضق عليه شيء مما هو فيه.

(٢) وفي بعض النسخ «فصل» بالصاد.

(٣) يعنى لا سواء على ومعاوية ولا الحسين (ع) ويزيد.

٥٠٣

وان محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والإقرار بما جاء به من عند الله ، وحق في الأموال من الزكاة ، والولاية التي امر الله بها ولاية آل محمد فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ، من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ، قال الله عزوجل ، (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فكان على عليه‌السلام ثم صار من بعده الحسن عليه‌السلام ثم من بعده الحسين عليه‌السلام. ثم من بعده على بن الحسين عليه‌السلام. ثم من بعده محمد بن على عليه‌السلام. ثم هكذا يكون الأمر ، ان الأرض لا تصلح الا بالإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية. وأحوج ما يكون أحدكم الى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا ـ قال. وأهوى بيده الى صدره ـ يقول حينئذ لقد كنت على أمر حسن.

٣٤٦ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول ، قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أخبرني ربي جل جلاله انه قد استجاب لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت ، يا رسول الله ومن شركائى من بعدي؟ قال ، الذين قرنهم الله عزوجل بنفسه وبى فقال ، (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) الاية فقلت ، يا رسول الله ومن هم؟ قال : الأوصياء من آلى يردون على الحوض كلهم هادين مهديين ، لا يضرهم من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقهم ، ولا يفارقونه ، بهم تنصر أمتي وبهم يمطرون وبهم يدفع عنهم البلاء وبهم يستجاب دعاؤهم ، قلت : يا رسول الله سمهم لي ، قال : إبني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسن ـ ثم إبني هذا ـ ووضع يده على رأس الحسين ـ ثم ابن له يقال له على سيولد في حيوتك فاقرأه منى السلام ، ثم تكمله اثنا عشر إماما ، فقلت : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمهم لي رجلا رجلا ، فقال : فيهم والله يا أخا بنى هلال مهدي امة محمد ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والله انى لا عرف من ببايعه بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم.

٣٤٧ ـ وباسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام انه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان فأنشدكم الله عزوجل أتعلمون حيث نزلت (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

٥٠٤

وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وحيث نزلت (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) وحيث نزلت : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) قال الناس : يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عزوجل نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعلمهم ولاة أمرهم وان يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلوتهم وزكوتهم وصومهم وحجهم : فنصبني للناس بغدير خم ، ثم خطب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة الأهم في المقام وفي آخره قالوا : اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت ولم يحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

٣٤٨ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام : وقال عزوجل في موضع آخر : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) ثم رد المخاطبة في اثر هذا الى ساير المؤمنين فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) يعنى الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما ، وفي هذا المجلس كلام طويل له عليه‌السلام يقول فيه في شأن ذوي القربى : فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم ، وكذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة ، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم ، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته.

٣٤٩ ـ وفي باب ما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام وشرايع الدين باسناده الى الرضا عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عليهم‌السلام قال : أوصى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى على والحسن والحسين عليهم‌السلام ثم قال : في قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) قال : الائمة من ولد على وفاطمة الى أن يقوم الساعة.

٣٥٠ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينة

٥٠٥

عن بريد ابن معاوية العجلي قال : تلا ابو جعفر عليه‌السلام (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فان خفتم تنازعا في الأمر فأرجعوه الى الله والى الرسول وأولى الأمر منكم ، ثم قال : كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم؟ انما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ).

٣٥١ ـ في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفيه يقول عليه‌السلام : ثم قال للناس : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فجمع المؤمنين الى يوم القيامة (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) إيانا عنى خاصة.

٣٥٢ ـ في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن احمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره قال عليه‌السلام : فان خفتم تنازعا في أمر (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) والى اولى الامر منكم كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عزوجل بطاعة ولاة الأمر ويرخص في منازعتهم ، انما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).

٣٥٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني ابى عن حماد عن حريز عن ابى عبد الله عليه‌السلام قال نزل : «فان تنازعتم في شيء فأرجعوه الى الله والى الرسول والى أولى الأمر منكم.»

٣٥٤ ـ في نهج البلاغة قال عليه‌السلام : ولما دعانا القوم الى أن يحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله وقال الله سبحانه : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) فرده الى الله ان نحكم بكتابه ورده الى الرسول أن نأخذ بسنته فاذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس [به] وان حكم بسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنحن أولاهم بها.

٣٥٥ ـ وفيه قال عليه‌السلام : واردد الى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب (١) ويشتبه عليك من الأمور ، فقد قال الله سبحانه لقوم أحب إرشادهم : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) فالرد الى الله الأخذ بمحكم كتابه. والرد الى الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة.

__________________

(١) أضلعه الخطوب : أثقلته.

٥٠٦

٣٥٦ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال على عليه‌السلام في خطبة له : ان الله ذو الجلال والإكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وانزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه ، فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث أمر فقال : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا ، فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الأمر منكم ، ونكثتم العهد ولم يضر الله شيئا وقد أمركم أن تردوا الأمر الى الله والى رسوله والى الى الأمر المستنبطين للعلم فأقررتم ثم جحدتم.

٣٥٧ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : انى تركت مواليك مختلفين يبرئ بعضهم من بعض؟ قال : فقال : وما أنت وذاك؟ انما كلف الناس ثلثة أمور : معرفة الائمة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه.

٣٥٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وبقوله : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)

٣٥٩ ـ وفيه وقد ذكر عليه‌السلام الحجج قال السائل : من هؤلاء الحجج؟ قال : هم الرسول الله ومن حل محله من أصفياء الله وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) وقال فيهم : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) قال السائل ، ما ذاك الأمر؟ قال على عليه‌السلام ، الذي به تنزل الملئكة في الليلة التي يفرق فيها كل امر حكيم من خلق أو رزق وأجل وعمل وحيوة وموت ، وعلم غيب السموات والأرض ، والمعجزات التي لا ينبغي الا الله له وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه.

٣٦٠ ـ وعن الحسين بن على عليهما‌السلام له خطبة طويل وفيها : وأطيعونا فان طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة ، قال الله عزوجل : «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا

٥٠٧

الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ» وقال : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً).

٣٦١ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال ، قال ، يا با محمد انه لو كان لك على رجل حق فدعوته الى حكام أهل العدل فأبى عليك الا أن يرافعك الى حكام أهل الجور ليقضوا له لكان ممن حاكم الى الطاغوت وهو قول الله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٦٢ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن محمد بن مالك عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : حدثني أبو عبد الله عليه‌السلام بحديث فقلت له : جعلت فداك أليس زعمت لي الساعة كذا وكذا؟ قال : لا ، فعظم ذلك على فقلت : بلى والله زعمت ، قال : لا والله ما زعمته ، قال : فعظم ذلك على فقلت : بلى والله قد قلته ، قال ، نعم قد قتله أما علمت ان كل زعم في القرآن كذب؟. (١)

٣٦٣ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا تكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما الى السلطان أو الى القضاة أيحل ذلك؟ فقال ، من تحاكم الى الطاغوت فحكم له فانما يأخذ سحتا وان كان حقه ثابتا ، لأنه أخذه بحكم الطاغوت ، وقد أمر الله أن يكفر به ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٦٤ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن اسحق عن هارون ابن حمزة الغنوي عن حريز عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : أيما رجل كان بينه

__________________

(١) اى كل زعم جاء في القران جاء في الكذب بخلاف القول :

٥٠٨

وبين أخ له مماراة في حق فدعاه الى رجل من إخوانه ليحكم بينه وبينه فأبى الا ان يرافعه الى هؤلاء كان بمنزلة الذين قال الله عزوجل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) الاية.

٣٦٥ ـ في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن غير واحد من أصحابه عن أبان بن عثمان عن أبى جعفر الأحول والفضيل بن يسار عن زكريا النقاض عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٦٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ) فانها نزلت في الزبير بن العوام فانه نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير ، ترضى بابن شيبة اليهودي وقال اليهودي ترضى بمحمد؟ فانزل الله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً* وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) ، وهم أعداء آل محمد كلهم جرت فيهم هذه الاية.

٣٦٧ ـ حدثني أبى عن ابن أبى عمير عن منصور عن أبى عبد الله عليه‌السلام وعن أبى جعفر عليه‌السلام قال ، الخسف والله بالفاسقين عند الحوض قول الله : (فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) الاية.

٣٦٨ ـ في روضة الكافي على عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبى جنادة الحصين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقا بن حبشي بن جنادة السلولي صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أبى الحسن الاول عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) فقد سبقت عليهم كلمة الشقاق وسبق لهم العذاب (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً).

٥٠٩

٣٦٩ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن اسمعيل وغيره عن منصور بن يونس عن ابن أذينة عن عبد الله النجاشي قال ، سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : في قول الله عزوجل ، (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) يعنى والله فلانا وفلانا وما (أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) يعنى والله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليا عليه‌السلام مما صنعوا ، يعنى لو جاؤك بها يا على فاستغفروا الله مما صنعوا و (اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : هو والله على بعينه (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) على لسانك يا رسول الله يعنى به من ولاية على ويسلموا تسليما لعلى.

٣٧٠ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ يا على فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً» هكذا نزلت.

٣٧١ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تدخلها ، ثم تأتى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى أن قال عليه‌السلام : اللهم انك قلت : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) وانى أتيت نبيك مستغفرا تائبا عن ذنوبي وانى أتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر ذنوبي.

٣٧٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب اسمعيل بن يزيد باسناده عن محمد ابن على عليهما‌السلام انه قال : أذنب رجل ذنبا في حيوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فتغيب حتى وجد الحسن والحسين عليهما‌السلام في طريق خال ، فأخذهما فاحتملهما على عاتقه وأنى بهما النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انى مستجير بالله وبهما ، فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى رد يده الى فيه ثم قال للرجل : اذهب فأنت طليق (١) وقال للحسن والحسين قد شفعتكما فيه

__________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل «طلبتي» بدل «طليق» ويحتمل التصحيف أيضا.

٥١٠

اى فتبان فانزل الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً).

٣٧٣ ـ في أصول الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن أذينة عن زرارة أو بريد عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال : لقد خاطب الله أمير المؤمنين عليه‌السلام في كتابه ، قال قلت : في أى موضع؟ قال في قوله : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً* فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) فيما تعاقدوا عليه : لئن أمات الله محمدا لا يردوا هذا الأمر في بنى هاشم (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) عليهم من القتل والعفو (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

٣٧٤ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن عبد الله ابن يحيى الكاهلي قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام لو ان قوما عبدوا الله وحده لا شريك له وأقاموا الصلوة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأصنع خلاف الذي صنع ، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ، ثم تلا هذه الاية (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) ثم قال ابو عبد الله عليه‌السلام : فعليكم بالتسليم. عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الله الكاهلي قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام وذكر مثله سواء.

٣٧٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام انه قال في آخر حديث له : ان للقائم عليه‌السلام منا غيبتين أحدهما أطول من الاخرى ، اما الاولى فستة أيام أو ستة أشهر اوست سنين ، واما الاخرى فيطول أمدها حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر من يقول به ، فلا يثبت عليه الا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت.

٣٧٦ ـ وبهذا الاسناد قال : قال على بن الحسين عليهما‌السلام : ان دين الله عزوجل

٥١١

لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ، ولا يصاب الا بالتسليم ، فمن سلم لنا سلم ومن اقتدى بنا هدى ، ومن دان بالقياس والرأى هلك ، ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي انزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم.

٣٧٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام حديث طويل وفيه. وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا ، ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ، ويدفعون عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما عهد به من دين الله وعزائمه وبراهين نبوته الى وصيه ، ويضمرون من الكراهية لذلك والنقض لما أبرمه منه عند إمكان الأمر لهم فيما قد بينا الله لنبيه بقوله : («فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)

٣٧٨ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن ابى جعفر عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه. (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) قال جابر : فقلت له يا بن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل؟ قال : لأنه لا يفعل الا ما كان حكمة وصوابا ، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار ، فمن وجد في نفسه حرجا في شيء مما قضى كفر ، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد.

٣٧٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له ان عندنا رجل يقال له كليب فلا يجيء عنكم شيء الا قال انا أسلم فسميناه كليب تسليم ، قال : فترحم عليه ثم قال أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال هو والله الإخبات (١) قول الله عزوجل (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ).

٣٨٠ ـ في روضة الكافي على بن إبراهيم عن على بن أسباط عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام : (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) وسلموا للإمام تسليما (أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) رضا له (ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ)

__________________

(١) الإخبات : الخشوع.

٥١٢

ان أهل الخلاف (فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً) وفي هذه الآية : (ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ) في أمر الوالي (وَيُسَلِّمُوا لله الطاعة تَسْلِيماً)

٣٨١ ـ في أصول الكافي احمد بن مهران عن عبد العظيم عن بكار عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : هكذا نزلت هذه الآية : («وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) في على عليه‌السلام (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).

٣٨٢ ـ على بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبى طالب عن يونس بن بكار عن أبيه عن جابر عن أبى جعفر عليه‌السلام : (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ) في على عليه‌السلام (لَكانَ خَيْراً لَهُمْ).

٣٨٣ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسين بن علوان الكلبي عن على بن الخرور الغنوي عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال : رأيت أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال : ايها الناس الا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله : فقام اليه أبو أيوب الأنصاري فقال : بلى يا أمير المؤمنين حدثنا فانك كنت تشهد ونغيب ، فقال : ان خير الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم الا كافر ، ولا يجحد به الا جاحد ، فقام عمار بن ياسر (ره) فقال يا أمير المؤمنين سمهم لنا فلنعرفهم فقال : ان خير الخلق يوم يجمعهم الله الرسل وان أفضل الرسل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وان أفضل كل امة بعد نبيها وصى نبيها حتى يدركه نبي الا وان أفضل الأوصياء وصى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الا وان أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء الا وان أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبى طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الامة جناحان غيره شيء كرم الله به محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وشرفه والسبطان والحسن والحسين والمهدي عليهم‌السلام يجعله الله من شاء منا أهل البيت ثم تلا هذه الآية (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).

٣٨٤ ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى الصباح الكناني عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : أعينونا بالورع فانه من لقى الله

٥١٣

منكم بالورع كان له عند الله فرجا ، ان الله عزوجل يقول : («مَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فمنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومنا الصديق والشهداء والصالحون.

٣٨٥ ـ أبو على الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النصر الخزاز عن جده الربيع بن سعد قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا ربيع ان الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا.

٣٨٦ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الله عن خالد القمى عن خضر بن عمرو عن أبى عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : المؤمن مؤمنان مؤمن وفي لله بشروطه التي اشترطها عليه ، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ، وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الاخرة ، ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع (١) كيف ما كفئته الريح انكفى ، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة ويشفع له وهو على خير.

٣٨٧ ـ في روضة الكافي باسناده الى أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل يقول فيه عليه‌السلام الم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الائمة الهداة وهم المؤمنون؟ قال (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الائمة فكيف بهم وفضلهم.

٣٨٨ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبى عبد الله عليه‌السلام انه قال لأبي بصير : يا با محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الآية النبيين ، ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء ، وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله عزوجلوالحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٣٨٩ ـ في تفسير العياشي عن عبد الله بن جندب عن الرضا عليه‌السلام قال : حق

__________________

(١) الخامة من الزرع ما ينبت على ساق أو اللطافة الغضة منه أو الشجرة الغضة منه.

٥١٤

على الله ان يجعل ولينا رفيقا ل (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).

٣٩٠ ـ في كتاب الخصال عن الحسين بن على عليهم‌السلام قال : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اوصى الى على بن أبي طالب عليه‌السلام وكان فيما أوصى به ان قال له : يا على من حفظ من أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله تعالى والدار الاخرة حشره الله يوم القيامة مع (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) ، فقال على عليه‌السلام : يا رسول الله ما هذه الأحاديث؟ فقال : ان تؤمن بالله وحده لا شريك له وتعبده ولا تعبد غيره الى أن قال بعد تعدادها صلوات الله عليه وآله : فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عنى من أمتي دخل الجنة برحمة الله ، وكان من أفضل الناس وأحبهم الى الله تعالى بعد النبيين والوصيين وحشره الله تعالى يوم القيامة مع (النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).

٣٩١ ـ عن محمد بن ابى ليلى قال قال رسول الله : صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الصديقون ثلثة على ابن ابى طالب وحبيب النجار ومؤمن آل فرعون!

٣٩٢ ـ في عيون الاخبار عن الرضا عليه‌السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لكل امة صديق وفاروق وصديق هذه الامة وفاروقها على بن أبي طالب عليه‌السلام.

٣٩٣ ـ في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال : حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن ابن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ابن أبي طالب عليهم‌السلام في قول الله عزوجل : (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) اى قولوا اهدنا الصراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك ، وهم الذين قال الله عزوجل : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وحكى هذا بعينه عن أمير المؤمنين.

٣٩٤ ـ في بصائر الدرجات الحسن بن أحمد بن محمد عن الحسن

٥١٥

بن العباس بن الحريش عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : ان لنا في ليالي الجمعة لشأنا وذكر حديثا طويلا وفي آخره قلت : والله ما عندي كثير صلاح قال : لا تكذب على الله فان الله قد سماك صالحا حيث يقول : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) يعنى الذين آمنوا بنا وبأمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣٩٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) قال : النبيين رسول الله والصديقين على ، والشهداء الحسن والحسين والصالحين الائمة ، (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) القائم من آل محمد صلوات الله عليهم.

٣٩٦ ـ في مجمع البيان قوله : خذوا حذركم قيل فيه قولان الى قوله والثاني

ان معناه خذوا أسلحتكم سمى الا سلحة حذرا لأنها الآلة التي بها يتقى الحذر وهو المروي عن أبى جعفر عليه‌السلام.

٣٩٧ ـ وروى عن أبى جعفر عليه‌السلام ان المراد بالثبات السرايا وبالجميع العسكر.

٣٩٨ ـ وفيه عند قوله : (قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) و

قال الصادق عليه‌السلام : لو ان أهل السماء والأرض قالوا قد أنعم الله علينا إذ لم نكن مع رسول الله لكانوا بذلك مشركين.

٣٩٩ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قالَ قَدْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً) قال الصادق عليه‌السلام : والله لو قال هذه الكلمة أهل المشرق والمغرب لكانوا بها خارجين من الايمان ، ولكن الله قد سماهم مؤمنين بإقرارهم.

٤٠٠ ـ في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره وإذا أصابهم فضل من الله قال يا ليتني كنت معهم فأقاتل في سبيل الله.

قال عز من قائل : (وَمَنْ يُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً).

٥١٦

٤٠١ ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه‌السلام ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال فوق كل بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل الله ، فاذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر.

٤٠٢ ـ عن ابى جعفر عليه‌السلام قال كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله الا الدين [فانه] لا كفارة له الا أداؤه أو يقضى صاحبه ، أو يعفو الذي له الحق.

٤٠٣ ـ في روضة الكافي ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبى حمزة عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليهما‌السلام قال في حديث طويل وقد كانت خديجة عليها‌السلام ماتت قبل الهجرة بسنة ، ومات أبو طالب عليه‌السلام بعد موت خديجة بسنة ، فلما فقدهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سئم المقام بمكة ودخله حزن شديد وأشفق على نفسه من كفار قريش فشكا الى جبرئيل ذلك ، فأوحى الله عزوجل اليه : اخرج من القرية الظالم أهلها وهاجر الى المدينة فليس لك اليوم بمكة ناصر ، وانصب للمشركين حربا فعند ذلك توجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى المدينة.

٤٠٤ ـ في تفسير العياشي عن حمران عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : (الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) الى «نصيرا» قال نحن أولئك.

٤٠٥ ـ عن سماعة عن أبى عبد الله عليه‌السلام حديث طويل وفي آخره : فاما قوله ، «والمستضعفين (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا) الى «نصيرا» فأولئك نحن.

٤٠٦ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن ابى ليلى عن أبيه قال ، سمعت أبا جعر عليه‌السلام يقول ، إذا سمعتم العلم فاستعملوه ولتتسع قلوبكم ، فان العلم إذا كثر في قلب رجل لا يحتمله ، قدر الشيطان عليه فاذا خاصمكم الشيطان فاقبلوا عليه بما تعرفون (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) ، فقلت ، وما الذي نعرفه قال خاصموه بما ظهر لكم من قدرة الله عزوجل.

٤٠٧ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن عبيد الله بن على الحلبي عن

٥١٧

أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) قال ، يعنى كفوا ألسنتكم.

٤٠٨ ـ في روضة الكافي يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال ، قال لي ابو عبد الله عليه‌السلام : يا مالك اما ترضون ان تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكاة وتكفوا وتدخلوا الجنة.

٤٠٩ ـ على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : يا فضيل اما ترضون ان تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة؟ ثم قرء (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) أنتم والله أهل هذه الاية.

٤١٠ ـ في مجمع البيان قوله : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) الاية

وروى عن أئمتنا (ع): ان هذه الاية ناسخة لقوله : «كفوا أيديكم.

٤١١ ـ في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الصباح بن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : والله للذي صنعه الحسن بن على عليهما‌السلام كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس والله لقد نزلت هذه الاية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) انما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه‌السلام (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ») أرادوا تأخير ذلك الى القائم عليه‌السلام.

٤١٢ ـ في تفسير العياشي الحلبي عنه : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) قال : (١) نزلت في الحسن بن على ، امره الله بالكف ، (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) نزلت

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا : «الحلبي عنه : كفوا أيديكم قال : يعنى ألسنتكم ، وفي رواية الحسن بن زياد العطار عن أبى عبد الله (ع) في قوله : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا) الصلوة ، قال : نزلت في الحسن بن على ..» والضمير في عنه يرجع الى أبى جعفر (ع)

٥١٨

في الحسين بن على كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن يقاتلوا معه.

٤١٣ ـ على بن أسباط رفعه عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : لو قاتل معه أهل الأرض لقتلوا كلبهم.

٤١٤ ـ عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر عن أبى عبد الله عليه‌السلام في تفسير هذه الاية (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) مع الحسن (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) مع الحسين (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) الى خروج القائم عليه‌السلام فان معه النصر والظفر ، قال الله : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى) الاية.

٤١٥ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن ابى نصر قال : قال ابو الحسن الرضا عليه‌السلام قال الله : يا ابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبقوتي أديت فرائضي. وبنعمتي قويت على معصيتي جعلتك سمعيا بصيرا قويا ما (أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ) ، وذاك انى اولى بحسناتك منك وأنت اولى بسيآتك منى ، وذاك انى لا أسأل عما افعل وهم يسألون.

٤١٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم عن الصادقين عليهما‌السلام انهم قالوا ، الحسنات في كتاب الله على وجهين ، والسيئات على وجهين ، فمن الحسنات التي ذكرها الله منها الصحة والسلامة والأمن والسعة في الرزق ، وقد سماها الله حسنات (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) يعنى بالسيئة هاهنا المرض والخوف والجوع والشدرة (يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) اى يتشأموا به ، والوجه الثاني من الحسنات يعنى به افعال العباد وهو قوله : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) ومثله كثير ، وكذا السيئات على وجهين فمن السيئات الخوف والجوع والشدة وهو ما ذكرناه في قوله ، (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) وعقوبات الذنوب قد سماها الله سيئات والوجه الثاني من السيئات يعنى بها افعال العباد الذين يعاقبون عليها وهو قوله : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ).

٤١٧ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام

٥١٩

يقول : كما ان بادي النعم من الله عزوجل وقد نحلكموه ، فكذلك الشر من أنفسكم وان جرى به قدره.

٤١٨ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى ربعي بن عبد الله بن الجارود عمن ذكره عن على بن الحسين صلوات الله عليه وآبائه قال : ان الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين وأبدانهم ، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة ، وخلق أبدانهم (مِنْ دُونِ ذلِكَ) وخلق الكافرين من طينة سجيل وقلوبهم وأبدانهم ، فخلط بين الطينتين ، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن هاهنا يصيب المؤمن السيئة ويصيب الكافر الحسنة ، فقلوب المؤمنين تحن الى ما خلقوا منه ، وقلوب الكافرين تحن الى ما خلقوا منه.

٤١٩ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن ابى زاهر عن على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق النحوي قال دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فسمعته يقول ان الله عزوجل أدب نبيه على محبته فقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ثم فوض اليه فقال عزوجل (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) وقال عزوجل (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ) ثم قال وان نبي الله فوض الى على وائتمنه فسلمتم وجحد الناس فو الله لنحبكم ان تقولوا إذا قلنا ، وان تصمتوا إذا صمتنا ، ونحن فيما بينكم وبين الله عزوجل ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف أمرنا. عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول ثم ذكر نحوه.

٤٢٠ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه‌السلام قال : ذروة الأمر وسنامه (١) ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته. ثم قال : ان الله تبارك وتعالى يقول : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً).

٤٢١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن

__________________

(١) الذروة : المكان العالي ، وكذا السنام.

٥٢٠