الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
المحقق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٢
الصفحات: ٨٠٤
الامة ، المواساة للأخ في ماله ، وانصاف الناس من نفسه وذكر الله على كل حال ، وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ، ولكن إذا ورد على ما يحرم الله عليه خاف الله تعالى عنده وتركه.
٤٣٥ ـ عن زيد بن المنذر عن ابى عبد الله عليهالسلام شبهه بزيادة ، وإذا ورد عليك شيء من أمر الله أخذت به.
٤٣٦ ـ عن أبى حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : بلاء وقضاء ونعمة ، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة ، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة ، وعليه في النعمة من الله الشكر فريضة.
٤٣٧ ـ عن أبى حمزة الثمالي عن على بن الحسين عليهماالسلام ومن قال : الحمد لله فقد أدى شكر كل نعم الله تعالى.
٤٣٨ ـ وفيما علم أمير المؤمنين عليهالسلام أصحابه ، اذكروا الله في مكان وانه معكم
٤٣٩ ـ عن أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث له : وشكر كل نعمة الورع عما حرم الله تعالى.
٤٤٠ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليهالسلام في كلام طويل : ومن استقبل البلايا بالرحب (١) وصبر على سكينة ووقار فهو من الخاص ، ونصيبه ما قال الله عزوجل (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
٤٤١ ـ في تفسير العياشي عن الفضيل عن أبى جعفر عليهالسلام قال : قال. يا فضيل بلغ من لقيت من موالينا عنا السلام ، وقل لهم انى أقول : انى لا أغنى عنكم من الله شيئا الا بورع فاحفظوا ألسنتكم وكفوا أيديكم ، عليكم بالصبر والصلوة ان الله مع الصابرين
٤٤٢ ـ في مجمع البيان : بل احياء قيل فيه أقوال (الى قوله) الرابع : ان المراد انهم أحياء لما نالوا من جميل الذكر والثناء ، كما روى عن أمير المؤمنين عليهالسلام من قوله : هلك خزان الأموال والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة.
__________________
(١) الرحب : السعة.
٤٤٣ ـ وفيه روى الشيخ ابو جعفر في كتاب تهذيب الأحكام مسندا الى على بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن حسين بن احمد عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند أبى عبد الله عليهالسلام جالسا فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ قلت. يقولون ، في حواصل طير خضر (١) في قناديل تحت العرش ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام ، سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طائر أخضر ، يا يونس المؤمن إذا قبضه الله تعالى صير روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فاذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا.
٤٤٤ ـ وعنه عن ابن ابى عمير عن حماد عن ابى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن أرواح المؤمنين؟ فقال : في الجنة على صور أبدانهم لروايته لقلت فلان ، وفي الحديث انه يفسح له مد بصره ويقال له ، نم نومة العروس.
٤٤٥ ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ، ان لقيام القائم (ع) علامات يكون من الله عزوجل للمؤمنين قلت : وما هي جعلني الله فداك؟ قال : ذلك قول الله عزوجل ولنبلونكم يعنى المؤمنين قبل خروج القائم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين قال نبلونكم بشيء من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم ، (وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ) قال : كساد التجارات وقلة الفضل «ونقص من الأنفس» قال : موت ذريع (٢) (وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) لقلة ريع (٣) ما يزرع (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) عند ذلك بتعجيل الفرج ، ثم قال لي ، يا محمد هذا تأويله ، ان الله عزوجل يقول ، (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).
٤٤٦ ـ في تفسير العياشي عن الثمالي قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله ، (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ) قال ، ذلك جوع خاص وجوع عام ، فاما بالشام
__________________
(١) الحوصلة من الطائر بمنزلة المعدة من الإنسان.
(٢) موت ذريع اى فظيع.
(٣) الريع : فضل كل شيء.
فانه عام ، واما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم ، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد عليهمالسلام فيهلكهم الله بالجوع ، واما الخوف فانه عام بالشام ، وذاك الخوف إذا قام القائم (ع) واما الجوع فقبل قيام القائم (ع) وذلك قوله ، (لَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ)
٤٤٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى سماعة بن مهران عن ابى عبد الله عليهالسلام قال ، ان في كتاب على (ع) ان أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل ، وانما يبتلى المؤمن على قدر اعماله الحسنة فمن صح دينه وصح عمله اشتد بلاؤه ، وذلك ان الله عزوجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر ، ومن سخف دينه وضعف عمله فقد قل بلاؤه ، والبلاء أسرع الى المؤمن المتقى من المطر الى قرار الأرض.
٤٤٨ ـ في نهج البلاغة ان الله يبتلى عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات وإغلاق خزائن الخيرات ، ليتوب تائب ويقلع مقلع ، ويتذكر متذكر ، ويزدجر مزدجر.
٤٤٩ ـ في مصباح الشريعة قال الصادق عليهالسلام في كلام طويل : فمن سترها ولم يشك الى الخلق ، ولم يجزع بهتك ستره فهو من العام ، ونصيبه مما قال الله : (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) اى بالجنة.
٤٥٠ ـ في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : قال الله تعالى انى أعطيت الدنيا بين عبادي فيضا فمن أقرضنى منها قرضا أعطيته بكل واحدة منها عشرا الى سبعمائة ضعف ، وما شئت من ذلك ومن لم يقترضنى منها قرضا فأخذت منه قسرا أعطيته ثلث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا ، الصلوة والهداية والرحمة ، ان الله يقول : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) واحدة من الثلث : ورحمة اثنتين و (أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) ثلاث ثم قال أبو عبد الله (ع) : هذا لمن أخذ الله منه شيئا فصبر.
٤٥١ ـ عن أبى عبد الله عن أبيه عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الأعظم ، من كانت عصمة أمره شهادة أن لا اله الا الله وانى رسول الله
، ومن إذا اصابته مصيبة قالوا : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) «الحديث».
٤٥٢ ـ في أصول الكافي على ابن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن أبى الفضل الميشائى (١) عن هارون بن الفضل قال : رأيت أبا الحسن على بن محمد عليهماالسلام في اليوم الذي توفى فيه أبو جعفر فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) مضى أبو جعفر عليهالسلام ، فقيل له ، وكيف عرفت؟ قال : لأنه تداخلني ذلة لم أكن أعرفها.
٤٥٣ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبى جعفر عليهالسلام قال : ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه الا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، وكلما ذكر مصيبة فاسترجع عند ذكره المصيبة ، غفر الله له كل ذنب فيما بينهما.
٤٥٤ ـ على عن أبيه عن أبن أبي عمير عن داود بن رزين عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : من ذكر مصيبة ولو بعد حين فقال ، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) ، اللهم أجرني على مصيبتي ، واخلف على أفضل منها كان له من الأجر مثل ما كان عند أول صدمة.
٤٥٥ ـ على بن محمد عن صالح بن ابى حماد رفعه قال : جاء أمير المؤمنين عليهالسلام الى الأشعث بن قيس يعزيه بأخ له فقال له أمير المؤمنين ، ان جزعت فحق الرحم أتيت ، وان صبرت فحق الله أديت على انك ان صبرت جرى عليك القضاء وأنت محمود ، وان جزعت جرى عليك القضاء وأنت مذموم فقال له الأشعث ، (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام ، أتدري ما تأويلها! فقال الأشعث لا أنت غاية العلم ومنتهاه ، فقال له ، اما قولك «انا لله» فإقرار منك بالملك ، واما قولك «وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» فإقرار منك بإلهك.
٤٥٦ ـ في تفسير على بن إبراهيم وسئل ابو عبد الله عليهالسلام ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال : حزن سبعين ثكلى بأولادها ، وقال : ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال. وا أسفا على يوسف.
__________________
(١) وفي المصدر «الشهباني».
٤٥٧ ـ في نهج البلاغة وقال عليهالسلام وقد سمع رجلا يقول. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فقال ان قولنا انا لله إقرار على أنفسنا بالملك ، وقولنا. و (إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) إقرار على أنفسنا بالهلك.
٤٥٨ ـ في مجمع البيان وفي الحديث من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته وأحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه.
٤٥٩ ـ وقال عليهالسلام : من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وان تقادم عهدها كتب الله من الأجر مثل يوم أصيب ، وروى في الشواذ عن على عليهالسلام الا يطوف بهما.
٤٦٠ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه ، فقطع الجبل اسم من اسم آدم عليهالسلام يقول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) وقد هبطت حوا على المروة ، وانما سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.
٤٦١ ـ وباسناده الى معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليهالسلام قال ، ان إبراهيم عليهالسلام قال لما خلف اسمعيل بمكة عطش الصبى ، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر ، فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم تجب ، ثم رجعت الى الصفا فقالت كذلك ، حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى الله ذلك سنة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٦٢ ـ وباسناده الى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : صار السعي بين الصفا والمروة ، لان إبراهيم عليهالسلام عرض له إبليس فأمره جبرئيل (ع) فشد عليه (١) فهرب منه ، فجرت به السنة يعنى بالهرولة.
٤٦٣ ـ وباسناده الى حماد عن الحلبي قال. سألت أبا عبد الله عليهالسلام لم جعل السعي
__________________
(١) شد على العدو : حمل عليه.
بين الصفا والمروة؟ قال. لان الشيطان ترايا لإبراهيم عليهالسلام في الوادي فسعى وهو منازل الشيطان.
٤٦٤ ـ في الكافي على بن إبراهيم عليهالسلام عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليهالسلام قال ، ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج ، ثم أنزل الله تعالى عليه. (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) فأمر المؤذنين ان يأذنوا بأعلى صوتهم بان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يحج في عامه هذا ، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالي (١) والاعراب ، واجتمعوا لحج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في أربع بقين من ذي القعدة ، فلما انتهى الى ذي الحليفة (٢) زالت الشمس فاغتسل ، ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا ، وخرج حتى انتهى الى البيداء (٣) عند الميل الاول. فصف له سماطان (٤) فلبى بالحج مفردا وساق الهدى ستا وستين أو أربعا وستين ، حتى انتهى الى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة ، فطاف بالبيت سبعة أشواط ، ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (ع) ، ثم عاد الى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه ، ثم قال : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) فأبدأ بما بدأ الله تعالى ، وان المسلمين كانوا يظنون ان السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون فانزل الله تعالى : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٦٥ ـ على بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا
__________________
(١) العوالي : قرى بظاهر المدينة.
(٢) ذو الحليفة : موضع على ستة أميال من المدينة.
(٣) البيداء : أرض ملساء بين الحرمين.
(٤) سماط القوم : صفهم.
عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : في حديث طويل ان رسول الله قال : ابدأ بما بدأ الله تعالى به ، فأتى الصفا فبدأ بها.
٤٦٦ ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ابدأ بما بدء الله ، ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار ما يقرء الإنسان سورة البقرة ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٦٧ ـ ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبيد بن زرارة : قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجل طاف بالبيت أسبوعا طواف الفريضة ، ثم سعى بين الصفا والمروة أربعة أشواط ، ثم غمزه بطنه فخرج وقضى حاجته ، ثم غشي أهله قال : يغتسل ثم يعود فيطوف ثلثة أشواط ويستغفر ربه ولا شيء عليه ، قلت : فان كان طاف بالبيت طواف الفريضة فطاف أربعة أشواط ، ثم غمزه بطنه فخرج فقضى حاجته فغشى أهله؟ فقال : أفسد حجه وعليه بدنة يغتسل ثم يرجع فيطوف أسبوعا ثم يسعى ويستغفر ربه ، قلت : كيف لم يجعل عليه حين غشي اهله قبل أن يفرغ من سعيه كما جعلت عليه هديا حين غشي أهله قبل أن يفرغ من طوافه؟ قال : ان الطواف فريضة وفيه صلوة ، والسعي سنة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قلت. أليس الله يقول (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ)؟ قال : بلى ولكن قد قال فيهما (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) فلو كان السعي فريضة لم يقل (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً).
٤٦٨ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين فرغ من طوافه وركعتيه قال : ابدء بما بدء الله عزوجل به من إتيان الصفا ، ان الله عزوجل يقول : (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٦٩ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه قال ، ليس لله منسك أحب اليه من السعي ، وذلك انه يذل فيه الجبارين.
٤٧٠ ـ أحمد بن محمد عن التيملي عن الحسين بن احمد الحلبي عن أبيه عن رجل عن أبي عبد الله عليهالسلام قال قال : جعل السعي بين الصفا والمروة مذلة للجبارين.
٤٧١ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن محمد ابن أبى عمير عن الحسن بن على الصيرفي عن بعض أصحابنا قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن السعي بين الصفا والمروة فريضة أم سنة؟ فقال : فريضة ، قلت : أوليس قال الله عزوجل (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) قال : كان ذلك في عمرة القضاء. ان رسول الله صلى الله عليه وله وسلم شرط عليهم أن يرفعوا الأصنام من الصفا والمروة ، فسئل عن رجل ترك السعي حتى انقضت الأيام وأعيدت الأصنام ، فجاؤا اليه فقالوا يا رسول الله ان فلانا لم يسع بين الصفا والمروة ، وقد أعيدت الأصنام ، فأنزل الله عزوجل : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) اى وعليهما الأصنام.
٤٧٢ ـ في من لا يحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا : قلنا لأبي جعفر عليهالسلام ما تقول في الصلوة في السفر كيف هي وكم هي؟ فقال : ان الله عزوجل يقول : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر ، قالا : قلنا : انما قال الله عزوجل : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) ولم يقل افعلوا فكيف وجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر؟ فقال عليهالسلام ، أو ليس قد قال الله عزوجل في الصفا والمروة (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) الا ترون ان الطواف بهما واجب مفروض ، لان الله عزوجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم فكذلك التقصير في السفر صنعه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وذكره الله تعالى ذكره في كتابه
٤٧٣ ـ في تفسير العياشي عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليهالسلام : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) في على عليهالسلام.
٤٧٤ ـ عن حمران عن ابى جعفر عليهالسلام في قول الله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما
أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) يعنى بذلك نحن والله المستعان.
٤٧٥ ـ عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : أخبرني عن قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ) قال : نحن يعنى بهما والله المستعان ان الرجل منا إذا صارت اليه لم يكن له أو لم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده.
٤٧٦ ـ ورواه محمد بن مسلم قال هم أهل الكتاب.
٤٧٧ ـ عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبى عبد الله عليهالسلام في قوله (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال نحن هم ، وقد قالوا هو أم الأرض.
٤٧٨ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله ، (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) قال : كل من لعنه الله من الجن والانس يلعنهم.
٤٧٩ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أبى محمد العسكري عليهالسلام حديث طويل وفيه قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام ، من خير خلق الله بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال : العلماء إذا صلحوا ، قيل ، فمن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون وثمود وبعد المسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم والآخذين لامكنتك والمتأمرين في ممالككم؟ قال : العلماء إذا فسدوا ، هم المظهرون للأباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عزوجل : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) الاية.
٤٨٠ ـ في مجمع البيان وروى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم انه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه لجم يوم القيامة بلجام من نار.
٤٨١ ـ في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي ابو الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام يا هشام ان الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان ، ودلهم على ربوبيته بالأدلة ، فقال (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا
بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
٤٨٢ ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليهالسلام في كلام طويل ثم نظرت العين الى العظيم من الآيات مثل (السَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) ، والجبال يتخلل الشجر فلا يحرك منها شيئا ، ولا يقصر منها غصنا ولا يتعلق منها شيء يتعرض الركبان ، فيحول بين بعضهم وبين بعض من ظلمته وكثافته ، ويحمل من ثقل الماء وكثرته ما لا يقدر على صفته ، مع ما فيه من الصواعق الصادمة والبروق اللامعة ، والرعد والثلج والبرد ما لا يبلغ الأوهام نعته ، ولا تهتدى القلوب اليه ، فخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه ، وينفجر بعد تمسكه الى أن قال عليهالسلام ولو ان ذلك السحاب والثقل من الماء هو الذي يرسل نفسه بعد احتماله لما مضى به ألف فرسخ ، وأكثر وأقرب من ذلك وأبعد ليرسله قطرة بعد قطرة ، بلا هدة ولا فساد ، ولا صار به الى بلدة وترك الاخرى.
٤٨٣ ـ في عيون الاخبار عن الرضا (ع) حديث طويل يقول فيه انى لما نظرت الى جسدي فلم يمكنني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ، ودفع المكاره عنه ، وجر المنفعة اليه ، علمت ان لهذا البنيان بانيا فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات ، علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا.
٤٨٤ ـ في كتاب التوحيد قال هشام فكان من سؤال الزنديق ان قال فما الدليل عليه؟ قال أبو عبد الله عليهالسلام : وجود الأفاعيل دلت على أن صانعا صنعها ، الا ترى انك إذا نظرت الى بناء مشيد مبني علمت ان له بانيا وان كنت لم تر الباني ولم تشاهده. وفي أصول الكافي مثله سواء.
٤٨٥ ـ في أمالي شيخ الطائفة قدسسره باسناده الى أبى عبد الله (ع) قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود (ع) فيأتي النداء من عند الله عزوجل لسنا إياك أردنا وان كنت لله تعالى خليفة ، ثم ينادى ثانية اين خليفة الله في أرضه فيقوم أمير المؤمنين على بن أبى طالب (ع) فيأتي النداء من قبل الله
عزوجل يا معشر الخلائق هذا على بن أبى طالب خليفة الله في أرضه ، وحجته على عباده ، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم ، يستضيء بنوره ، ويتبعه الى الدرجات العلى من الجنان ، قال فيقوم الناس الذين قد تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه الى الجنة ، ثم يأتى النداء من عند الله جل جلاله الا من ائتم بإمام في دار الدنيا فليتبعه الى حيث يذهب به ، فحينئذ يتبرأ (الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ).
٤٨٦ ـ في أصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) قال : هم والله أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة من دون الامام الذي جعله الله للناس إماما وكذلك قال : (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَقالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) ثم قال ابو جعفر عليهالسلام هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم.
٤٨٧ ـ في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام في قوله : («وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) قال : هم آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٤٨٨ ـ عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد الله : (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ) قال : أعداء على هم مخلدون في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.
٤٨٩ ـ في الكافي أحمد بن أبى عبد الله عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل : (كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ») قال هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا ، ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو
معصية الله فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له وان كان عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله.
٤٩٠ ـ في نهج البلاغة وقال عليهالسلام : ان أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله ، فورثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة ودخل الاول به النار.
٤٩١ ـ في مجمع البيان (أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) فيه أقوال : الى قوله : والثالث ما رواه أصحابنا عن أبى جعفر عليهالسلام انه قال : هو الرجل يكسب المال ولا يعمل فيه خيرا فيرثه من يعمل فيه عملا صالحا فيرى الاول ما كسبه حسرة في ميزان غيره
٤٩٢ ـ في مجمع البيان روى في الشواذ عن على عليهالسلام خطؤات بضمتين وهمر.
٤٩٣ ـ وروى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهماالسلام ان من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق والنذور في المعاصي ، وكل يمين بغير الله.
٤٩٤ ـ في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول لا تتبعوا خطوات الشياطين قال كل يمين بغير الله تعالى فهي من خطوات الشيطان قال عز من قائل (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ) الاية ٤٩٥ ـ في مجمع البيان وقد اختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه أولها ان المعنى مثل الذين كفروا في دعائك إياهم ، اى مثل الداعي لهم الى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التي لا تفهم وانما تسمع الصوت ، فكما ان الانعام لا يحصل لهم من دعاء الداعي الا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لا يحصل لهم من دعائك إياهم الى الايمان الا السماع دون تفهم المعنى ، لأنهم يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تأمله ، فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه ، وهذا كما تقول العرب فلان يخافك كخوف الأسد والمعنى كخوفه من الأسد فأضاف الخوف الى الأسد وهو في المعنى مضاف الى الرجل قال الشاعر :
فلست مسلما ما دمت حيا |
|
على زيد بتسليم الأمير |
أراد بتسليمى على الأمير وهذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة
وهو المروي عن ابى جعفر عليهالسلام.
قال عز من قائل (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ).
٤٩٦ ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليهالسلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وحرمت الميتة لما فيها من فساد الأبدان والافة ولما أراد الله عزوجل أن يجعل التسمية سببا للتحليل ، وفرقا بين الحلال والحرام وحرم الله تعالى الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان ، ولأنه يورث الماء الأصفر ، ويبخر الفم وينتن الريح ، ويسيء الخلق ويورث القسوة للقلب ، وقلة الرأفة والرحمة ، حتى لا يؤمن ان يقتل ولده ووالده وصاحبه وحرم الخنزير لأنه مشوه جعله الله تعالى عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته وصورته وجعل فيه شبها من الإنسان ليدل على انه من الخلق المغضوب عليه وحرم ما أهل به لغير الله للذي أوجب الله عزوجل على خلقه من الإقرار به ، وذكر اسمه على الذبائح المحللة ولئلا يسوى بين ما تقرب به وبين ما جعل عبادة للشياطين والأوثان لان في تسمية الله عزوجل الإقرار بربوبيته وتوحيده ، وما في الإهلال لغير الله من الشرك والتقرب الى غيره ليكون ذكر الله تعالى وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما أحل الله وبين ما حرم الله.
٤٩٧ ـ في كتاب علل الشرائع باسناده الى محمد بن عذافر عن بعض رجاله عن ابى جعفر (ع) قال : قلت له : لم حرم الله عزوجل الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما أحل لهم ، ولا زهد فيما حرم عليهم ، ولكنه عزوجل خلق الخلق فعلم ما يقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحل لهم وأباحه وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم ، ثم أحل للمضطر في الوقت الذي لا يقوم بدنه الا به. فأمره ان ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ، ثم قال : اما الميتة فانه لم ينل أحد منها الا ضعف بدنه ، وأوهنت قوته ، وانقطع نسله ، ولا يموت آكل الميتة الا فجأة ، واما الدم فانه يورث اكله الماء الأصفر ويورث الكلب (١) و
__________________
(١) الكلب : داء بعرض للإنسان من عض الكلب الذي يأخذه شبه جنون فيكلب بلحوم ـ
قساوة القلب وقلة الرأفة والرحمة ، حتى لا يؤمن على حميمه (١) ولا يؤمن على من صحبه : واما الخنزير فان الله عزوجل مسخ قوما في صور شتى مثل الخنزير والقرد والدب ، ثم نهى عن أكل الميتة لكيما ينتفع بها ولا يستخف بعقوبته ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ،
٤٩٨ ـ في كتاب الخصال عن ابى عبد الله (ع) قال : عشرة أشياء من الميتة ذكية العظم والشعر ، والصوف ، والريش ، والقرن ، والحافر ، والبيض ، والانفحة ، واللبن ، والسن.
٤٩٩ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عاصم ابن حميد عن على بن ابى المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ، جعلت فداك الميتة ينتفع بشيء منها؟ قال : لا ، قلت : بلغنا ان رسول الله صلىاللهعليهوآله مر بشاة ميتة فقال : ما كان على أهل هذه الشاة إذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا بإهابها؟ قال : تلك شاة كانت لسودة بنت زمعة زوج النبي صلىاللهعليهوآله ، وكانت شاة مهزولة لا ينتفع بلحمها ، فتركوها حتى ماتت فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما كان على أهلها إذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا بإهابها اى تذكى. (٢)
٥٠٠ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل والمرأة يذهب بصره فيأتيه الأطباء فيقولون ، نداويك شهرا أو أربعين ليلة ، مستلقيا كذلك تصلى ، فرخص في ذلك وقال : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ).
٥٠١ ـ في من لا يحضره الفقيه روى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن ابى ـ
__________________
ـ الناس فاذا عقر إنسانا كلب ويستولي عليه شبه الماء فاذا أبصر الماء فزع وربما مات عطشا ولم يشرب وهذه علة تستفرغ مادتها على ساير البدن ويتولد منها امراض ردية.
(١) الحميم : القريب الذي تهتم بأمره.
(٢) قال الفيض (ره) في الوافي. أريد بالميتة المنهي عن الانتفاع بها ما عرضه الموت بعد حلول الحياة فلا يشمل مالا تحله الحياة فلا ينافي جواز الانتفاع بالأشياء المستثناة.
جعفر محمد بن على الرضا (ع) قال : قلت : يا بن رسول الله فما معنى قوله عزوجل (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ)؟ قال. العادي السارق ، والباغي الذي يبغى الصيد بطرا أو لهوا لا ليعود به على عياله ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا ، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار.
٥٠٢ ـ وقال الصادق (ع) ، من اضطر الى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل شيئا من ذلك حتى يموت فهو كافر.
٥٠٣ ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده الى البزنطي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل ، (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) قال. الباغي الذي يخرج على الامام ، والعادي الذي يقطع الطريق لا يحل لهما الميتة.
٥٠٤ ـ في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل : (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) قال. الباغي باغي الصيد ، والعادي السارق ، ليس لهما ان يأكلا الميتة إذا اضطرا إليها هي حرام عليهما ليس هي عليهما كما هي على المسلمين.
٥٠٥ ـ في من لا يحضره الفقيه وفي رواية محمد بن عمرو بن سعيد رفعه ان امرأة أتت عمر فقالت ، يا أمير المؤمنين انى فجرت فأقم على حد الله عزوجل ، فأمر برجمها وكان أمير المؤمنين عليهالسلام حاضرا فقال ، سلها كيف فجرت؟ فسألها فقالت ، كنت في فلاة من الأرض فأصابنى عطش شديد فرفعت لي خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا فسألته ماءا فأبى على ان يسقيني الا ان أكون امكنه من نفسي فوليت منه هاربة فاشتد بى العطش حتى غارت عيناي وذهب لساني ، فلما بلغ منى العطش أتيته فسقاني وقع على ، فقال على عليهالسلام. هذه التي قال الله عزوجل. (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) هذه غير باغية ولا عادية ، فخلى سبيلها فقال عمر ، لو لا على لهلك عمر.
٥٠٦ ـ في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن زرعة عن سماعة قال. سألته عن الرجل يكون في عينه الماء الى قوله ، فقال. وليس شيء مما حرم الله الا وقد أحله لمن اضطر اليه.
٥٠٧ ـ في مجمع البيان وقوله. (غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ) فيه ثلثة أقوال الى قوله وثالثها غير باغ على امام المسلمين ولا عاد بالمعصية طريق المحقين ، وهو المروي عن أبى ـ جعفر وابى عبد الله عليهماالسلام.
٥٠٨ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عمن ذكره عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الله عزوجل (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) فقال : ما أصبرهم على فعل ما يعلمون انه يصيرهم الى النار.
٥٠٩ ـ في مجمع البيان وقوله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) فيه أقوال أحدها : ان معناه ما أجرأهم على النار ، رواه على بن إبراهيم باسناده عن ابى عبد الله عليهالسلام، والثاني ما أعملهم بأعمال أهل النار ، وهو المروي عن أبى عبد الله عليهالسلام«ذوي القربى» يحتمل أن يكون قرابة النبي صلىاللهعليهوآله كما في قوله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وهو المروي عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهماالسلام.
قال عز من قائل والسائبين
٥١٠ ـ في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين عليهماالسلام وحق السائل أعطاه على قدر حاجته وحق المسؤل ان اعطى فأقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله ، وان منع فأقبل عذره.
٥١١ ـ في عيون الاخبار باسناده الى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا (ع) قال : سمعت أبا الحسن (ع) يقول : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه ، وسنة من وليه الى قوله : واما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء ، فان الله يقول : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ).
٥١٢ ـ في تفسير على بن إبراهيم قوله : (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) قال في الجوع والخوف والعطش والمرض وحين البأس قال : عند القتل.
٥١٣ ـ في تفسير العياشي محمد بن خالد البرقي عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) هي لجماعة المسلمين ما هي للمؤمنين خاصة.
٥١٤ ـ عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليهالسلام في قوله : (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى) فقال : لا يقتل حر بعبد ، ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد وان قتل رجل امرأة فأراد أولياء المقتول أن يقتلوا أدوا نصف ديته الى أهل الرجل.
٥١٥ ـ في تهذيب الأحكام صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أحدهما عليهالسلام قال : قلت قول الله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى) قال : لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم ثمن العبد.
٥١٦ ـ في مجمع البيان نفس المرأة لا تساوى نفس الرجل ، بل هي على النصف منها ، فيجب إذا أخذت النفس الكاملة ان يرد فضل ما بينهما وكذلك رواه الطبري في تفسيره عن على عليهالسلام.
٥١٧ ـ وفيه قال الصادق عليهالسلام : لا يقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد.
٥١٨ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) قال : ينبغي للذي له الحق أن لا يعسر أخاه إذا كان قد صالحه على دية ، وينبغي للذي عليه الحق ان لا يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ويؤدى اليه بإحسان.
٥١٩ ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) قال : هو الرجل يقبل الدية فينبغي للطالب أن يرفق به ولا يعسره وينبغي للمطلوب أن يؤدى اليه بإحسان ولا يمطله إذا قدر.
٥٢٠ ـ احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبد الكريم عن سماعة عن ابى عبد الله في قول الله عزوجل : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ)
ما ذلك الشيء؟ فقال هو الرجل يقبل الدية فامر الله عزوجل الرجل الذي له الحق ان يتبعه بمعروف ولا يعسره وأمر الذي عليه الحق ان يؤدى اليه بإحسان إذا أيسر : قلت : أرأيت قوله عزوجل : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) قال : هو الرجل يقبل الدية أو يصالح ثم يجيء بعد فيمثل أو يقتل ، فوعده الله عذابا أليما.
٥٢١ ـ على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبى ـ عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : (فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ) فقال : هو الرجل يقبل الدية أو يعفوا أو يصالح ثم يعتدى فيقتل ، فله عذاب اليم كما قال الله عزوجل.
٥٢٢ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده الى على بن الحسين (ع) في تفسير قوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) الاية ولكم يا امة محمد في القصاص حيوة لان من هم بالقتل يعرف انه يقتص منه فكف لذلك عن القتل الذي كان حيوة للذي كان هم بقتله ، وحيوة لهذا الجاني الذي أراد ان يقتل ، وحيوة لغيرهما من الناس ، إذ علموا ان القصاص واجب لا يجسرون على القتل مخافة القصاص يا أولى الألباب أولى العقول لعلكم تتقون.
٥٢٣ ـ في نهج البلاغة فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك ، والقصاص حقنا للدماء
٥٢٤ ـ في أمالي شيخ الطائفة باسناده الى على بن ابى طالب (ع) قال : قلت اربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه ، الى قوله عليهالسلام ، وقلت : القتل يقل القتل فأنزل الله ، (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ).
٥٢٥ ـ في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن أبى نصر عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليهالسلام قال : سألته عن الوصية للوارث فقال : تجوز ، ثم تلا هذه الاية : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).
٥٢٦ ـ في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله تعالى : (الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) قال : هو الشيء جعله لله عزوجل لصاحب هذا الأمر قال : قلت فهل لذلك حد؟ قال نعم ،
قلت : وما هو قال : أدنى ما يكون ثلث لثلث.
٥٢٧ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الزهرا عليهاالسلام حديث طويل تقول فيه للقوم وقد منعوها ما منعوها وقال : (أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) وقال : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقال (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) وزعمتم ان لا حظ لي ولا أرث من ابى ولا رحم بيننا أفخصكم الله بآية اخرج منها ابى صلىاللهعليهوآله؟
٥٢٨ ـ في تفسير العياشي عن ابن مسكان عن ابى بصير عن أحدهما عليهماالسلام قوله (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) قال ، هي منسوخة نسختها آية الفرائض التي هي المواريث ، «فمن بدله» يعنى بذلك الوصي.
٥٢٩ ـ في مجمع البيان روى أصحابنا عن ابى جعفر عليهالسلام انه سئل هل يجوز الوصية للوارث فقال : نعم ، وتلا هذه الاية.
٥٣٠ ـ وروى السكوني عن أبي عبد الله عن أبيه عن على بن أبي طالب عليهالسلام قال : من لم يوص عند موته لذي قرابته ممن لا يرث فقد ختم عمله بمعصيته.
٥٣١ ـ وفيه اختلف في المقدار الذي تجب الوصية عنده ، قال ابن عباس ثمانمائة درهم وروى عن على عليهالسلام انه دخل مولى له في مرضه ، وله سبعمائة درهم أو ستمائة فقال : ألا اوصى؟ فقال : لا انما قال الله سبحانه (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) وليس لك كثير مال ، وهذا هو المأخوذ به عندنا.
٥٣٢ ـ في الكافي على بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن رجل أوصى بما له في سبيل الله؟ فقال أعطه لمن أوصى به له وان كان يهوديا أو نصرانيا ، ان الله تعالى يقول : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ).
٥٣٣ ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهماالسلام في رجل أوصى بما له في سبيل الله؟ قال : أعطه لمن أوصى به له وان كان يهوديا أو نصرانيا ان الله تبارك وتعالى يقول : «فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ
فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ».
٥٣٤ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن مهزيار قال : كتب أبو جعفر عليهالسلام الى جعفر وموسى وفيما أمرتكما به من الاشهاد بكذا وكذا نجاة لكما في آخرتكما ، وانفاذا لما أوصى به أبواكما وبرا منكما ، واحذرا أن لا تكونا بدلتما وصيتهما ، ولا غيرتماها عن حالها وقد خرجا من ذلك ، رضى الله عنهما وصار ذلك في رقابكما ، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه في الوصية : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
٥٣٥ ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب ان رجلا كان بهمدان ذكر ان أباه مات وكان لا يعرف هذا الأمر ، فاوصى بوصية عند الموت ، واوصى ان يعطى شيء في سبيل الله فسئل عنه ابو عبد الله عليهالسلام كيف يفعل به؟ فأخبرناه انه كان لا يعرف هذا الأمر ، فقال : لو ان رجلا اوصى الى ان أضع في يهودي أو نصراني لوضعته فيهما ، ان الله عزوجل يقول : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) فانظروا الى من يخرج الى هذا الوجه يعنى الثغور فابعثوا به اليه.
٥٣٦ ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن حجاج الخشاب عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سألته عن امرأة أوصت الى بمال ان يجعل في سبيل الله ، فقيل لها : يحج به؟ فقالت : اجعله في سبيل الله ، فقالوا لها نعطيه آل محمد؟ قالت : اجعله في سبيل الله ، فقال ابو عبد الله عليهالسلام : اجعله في سبيل الله كما أمرت ، قلت مرني كيف اجعله؟ قال اجعله كما أمرت ان الله تبارك وتعالى يقول (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) أرايتك لو امرتك ان تعطيه يهوديا كنت تعطيه نصرانيا؟ قال فمكثت بعد ذلك ثلث سنين ثم دخلت عليه فقلت له مثل الذي قلت له أول مرة ، فسكت هنيئة ثم قال : هاتها ، قلت : من أعطيها؟ قال : عيسى شلقان. (١)
__________________
(١) قال الفيض (ره) في الوافي : سبيل الله عند العامة الجهاد ولما لم يكن جهادهم ـ