(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا ، وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) أي فلقي كل قوم ما يناسبه من العقاب ، وأهلكهم الله سبب تكذيبهم الرسل ، وكانت عقوباتهم أربعة أنواع :
١ ـ الريح العاصفة : أرسل الله على بعضهم كقوم عاد حاصبا ، أي ريحا صرصرا باردة عاتية شديدة الهبوب جدا ، تحمل الحصباء (الحجارة الصغيرة) فتلقى عليهم ، وتقتلعهم من الأرض ، وترفعهم إلى عنان السماء ، ثم تصرعهم على الأرض ، فيصبحون جثثا هامدة ، وذلك لكفرهم وقولهم : (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) [فصلت ٤١ / ١٥]؟!
٢ ـ الصيحة : وأرسل الله على قوم ثمود الصيحة (أو الرجفة) حين أصروا على كفرهم فلم يؤمنوا ، واستمروا على طغيانهم ، وهددوا نبي الله صالحا عليهالسلام ومن آمن معه وتوعدهم بالإخراج والرجم ، فجاءتهم صيحة أخمدت أصواتهم وحركاتهم ، ومثلهم أهل مدين.
٣ ـ الخسف : عاقب الله قارون الذي طغى وبغى ، وعتا وعصا الرب الأعلى ، وتكبر وتجبر واختال في مشيته ، فخسف به وبداره الأرض ، ليكون عبرة لكل عات جبار.
٤ ـ الإغراق : أغرق الله قوم نوح بالطوفان لكفرهم وعبادتهم الأصنام ، كما أغرق فرعون وهامان وجنودهما في صبيحة يوم واحد ، فلم ينج منهم أحد.
وكل عقوبة مما ذكر كانت جزاء وفاقا على ظلمهم وآثامهم ، وليس ظلما لهم ، كما قال تعالى :