معجم مقاييس اللغة - ج ٦

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٦

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٣

الشَّىءَ أهْدِلُه ، إذا أرسلتَه إلى أسفل. والهَدَال : كلُّ غصنٍ نَبتَ مستقيماً فى أراكةٍ أو طلحةٍ. والصحيح أنْ يقال ثَمَّ : يتَهدَّلُ. قال :

يدعُو الهديلَ وساقَ حُرٍّ فوقَه

أُصُلاً بأوديةٍ ذَواتِ هَدَالِ (١)

ويقال : الهَدِيل : فَرخ الحمام. فإنْ كان كذا فكأنَّه سمِّى بصوته. قال :

فقلتُ أتَبكِى ذاتُ شجوٍ تذكَّرْتْ

هَديلاً وقد أَوْدَى وما كان تُبَّعُ (٢)

هدم الهاء والدال والميم : أصلٌ يدلُّ على حَطِّ بناء ، ثم يقاس عليه. وهَدَمت الحائطَ أهدِمُه. والهَدَم : ما تهدَّم ، بفتح الدال.

ومن الباب الهِدْم : الثَّوب البالى ، والجمع أهْدام. ودماؤُهم هَدَم أى هَدَرٌ ، كأنَّها قد هُدمَتْ فلم يُطلَب بها. وقوله صلى الله عليه وسلم : «الدَّمُ الدَّمُ ، والهَدَمُ الهَدَمُ». قيل إنَّ معناه : مَحيانا مَحياكُم ومَمَاتُنا مَماتُكم. ويقال : ناقةٌ هَدِمةٌ : شديدة الضَّبَعة كأنَّها تنهدِم للفَحْل. والهَدْمة : الدُّفعة من المَطَر ، كأنَّها تتهدَّمُ فى اندفاعها. ومما شذَّ عن هذا القياس المهدوم (٣) من اللَّبَن ، وهو الرَّثِيئَة.

هدن الهاء والدال والنون : أُصَيلٌ يدلُّ على سكونٍ واستقامة. سمعت أبا الحسن علىَّ بنَ إبراهيمَ القَطّانَ يقول : سمعت ثعلباً يقول : تهادَنَ الأمر : استقام. وقال غيره : ومنه قياس الهُدْنة.

ومن الباب الرجل الهَدَان : الخاملُ لا حَرَاك به. قال :

__________________

(١) وكذا أنشده فى اللسان بدون نسبة.

(٢) البيت لنصيب أو لأبى وجزة ، كما فى اللسان (هدل). وقد سبق فى (جوب). ورواية اللسان : «ذات طوق».

(٣) وكذا فى المجمل. والذى فى اللسان «المهدومة» بالهاء. والمهدوم والمهدومة بهذا المعنى لم يردا فى القاموس.

٤١

ولا يَرعَوْن أكنافَ الهُوَينَى

إذا حَلُّوا ولا أرضَ الهُدُونِ (١)

وهَدَّنَت المرأةُ صبِيَّها بكلامها ، إذا أرادت أن يَرقد (٢). والتَّهدين : البُطء ، وهو قياس الباب.

هدى الهاء والدال والحرف المعتلّ : أصلانِ [أحدهما] التقدُّمُ للإرشاد ، والآخر بَعثة لَطَفٍ (٣).

فالأوَّل قولُهم : هدَيتُه الطَّريق هِدايةً ، أى تقدّمتُه لأرشدَه. وكلُّ متقدِّمٍ لذلك هادٍ. قال :

إذا كان هادى الفتَى فى البلا

دِ صدر القَناةِ أطاعَ* الأميرا (٤)

وينشعب هذا فيقال : الهُدَى : خِلافُ الضَّلالة. تقول : هَدَيته هُدًى. ويقال أقبلَتْ هَوادِى الخيل ، أى أعناقها ، ويقال هاديها : أوّلُ رَعِيل منها ، لأنّه المتقدِّم. والهادِيَةُ : العصا ، لأنَّها تتقدَّم مُمِسكَها كأنَّها تُرشِده.

ومن الباب قولهم : نَظَر فلانٌ هَدْىَ أمرهِ أى جِهتَه ، وما أحسَنَ هِدْيَتَه ، أى هَدْيَه. ويقولون : جاء فلان يُهادِى بين اثنَين (٥) ، إذا كان يمشى بينهما معتمداً عليهما. ورَمَيْتُ بسهمٍ ثمَّ رميتُ بآخَرَ هُدَيَّاه ، أى قَصْدَه.

__________________

(١) البيت لأبى الغول الطهوى ، كما فى الحماسة (١ : ٩).

(٢) فى الأصل : «أن ترقد». وفى المجمل : «أن ينام».

(٣) اللطف ، بالتحريك : التحفة والهدية. وكلمة «بعثة» مهملة القط فى الأصل ، وهى المرة من البعث.

(٤) للأعشى فى ديوانه ٦٩ واللسان (هدى).

(٥) فى الأصل : «تهادى من اثنين» ، صوابه فى المجمل.

٤٢

والباب فى هذا القياس كلِّه واحد.

والأصل الآخر الهَدِيّة : ما أهدَيْتَ من لَطَف إلَى (١) ذى مَودَّة. يقال : أَهدَيْتُ أُهدِى إهداءً. والمِهْدَى : الطَّبقُ تُهدَى عليه.

ومن الباب الهَدِىُ : العَروسُ ، وقد هُدِيَتْ إلى بَعلها هِدَاءً. قال :

فإنْ تكُنِ النِّساءَ مُخَبَّئَآتٍ

فُحقَّ لكلِّ محصَنَةٍ هِداءُ (٢)

والهَدْى والهدِىّ : ما أُهدِىَ من النَّعَم إلى الحَرَم قربةً إلى الله تعالى. يقال هَدِىٌ وهَدْىٌ. قال :

وطُرَيفة بن العَبدِ كانَ هدِيَّهُمْ

ضَرَبوا صميمَ قذالِهِ بمهنَّدِ (٣)

وقيل الهَدِىّ : الأسير.

* * *

أمَّا المهموز فمن غير هذا القياس ، وأكثره يدلُّ على السكون. وهَدَأَ هُدُوًّا ، أى سكَن. وهدَأت الرِّجْلُ ، إذا نام النَّاسُ. وأَهْدأت المرأةُ صبيَّها بيدها لينامَ ، أى سكَّنَتْه. ومضى هُدْءٌ من اللَّيل : بعد نَومةٍ أوَّلَ ما يَسكنُ الناس. والهَدَأَة (٤) : ضربٌ من العَدْوِ السهَّل.

ومما شذَّ عن هذا الباب : الهَدَأُ ، وهو إقبال المَنْكِب نحوَ الصَّدر ، كالْجَنَأ.

هدب الهاء والدال والباء : أصلٌ صحيح يدلُّ على طُرَّةِ شىءٍ أو

__________________

(١) فى الأصل : «أى».

(٢) لزهير فى ديوانه ٧٤ واللسان (هدى). وضبطت «النساء» فى اللسان بالرفع. ويروى «فإن قالوا النساء».

(٣) الرواية : «كطريفة». والبيت للمتلمس فى ديوانه ٧ نسخة الشنقيطى واللسان (هدى).

(٤) ذكرت فى القاموس ، ولم تذكر فى اللسان.

٤٣

أغصانٍ تُشبِه الطُّرّة. منه الهُدْب : طُرَّة الثَّوب. والهَدَب : أغصان الأرْطَى ، وهى الهُدَّاب. قال :

فظَلَّ العَذارَى يَرتمينَ بلحمِها

وشَحمٍ كهُدَّابِ الدِّمَقسِ المفتَّلِ (١)

ويقال : الهَدَب من ورق الشَّجَر : ما لم يكن له عَيْر. وهَيْدَبُ السَّحابِ : ما تهدَّبَ منه إذا أرادَ الوَدْقَ ، كأنّه خيوطُ. ورجلٌ أهْدب : كثيرُ أشفار العَين. وهَدَبَ التَّمرةَ ، إذا اجتَناها ، يَهْدِبُها (٢) هَدْباً ، كأنَّه أخَذَ هُدْبَ الشَّجرة. وتستعار هذه الكلمة فيقال : هَدَب النَّاقة ، إذا حلبَها (٣).

هدج الهاء والدال والجيم : أصلٌ صحيح يدلُّ على ضربٍ من المَشْىِ والحركة. منه الهَدَجَان : مِشْيةُ الشَّيخ ، يقال هَدَجَ. وأهْدَجَ الظَّليمُ : مَشَى فى ارتعاش ، وهو هَدَّاجٌ وهَدَجْدَجٌ. وتهدَّجت النّاقةُ : مشَتْ نحوَ ولدِها عاطفة عليه. وهَدَجَتْ الرِّيح : هبَّت بحَنين.

والهَوْدَج عندنا من هذا القياس ، لأنَّه يضطرب على ظَهر البَعير ، ثم يشبَّه به فيقال: هَوْدَجَتْ النّاقةُ ، إذا ارتفَعَ سَنامُها كأنَّه الهَوْدَج.

ومما شذَّ عن هذا الأصل التهدُّج : تقطع الصَّوت.

__________________

(١) لامرىء القيس فى معلقته المشهورة.

(٢) فى الأصل : «بهدبها» ، وأثبت ما فى المجمل.

(٣) فى الأصل : «حلبتها».

٤٤

باب الهاءِ والذال وما يثلثهما

هذر الهاء والذال والراء : كلمةٌ واحدة هى الهَذَر ، وهو الهَذَيان. ورجلٌ مِهذارٌ وهذَرَه وهِذْرِيانٌ ، أى كثير الكلامِ فى خَطَل.

هذف الهاء والذال والفاء. يقال سائقٌ هَذَّافٌ : جادٌّ.

هذل الهاء والذال واللام : أُصَيلٌ يدلُّ على صِغَرٍ وخِفَّةِ وسُرعة. منه الهُذْلُول : الرجل الخفيف. وهَوْذَلَ الرّجُل : مَشَى بسُرعة. وهَوْذَلَ السِّقاءِ : تَمخّضَ.

ومن الباب : الهَذَاليل : تِلالٌ صِغار ، الواحد هُذْلول ، سمِّيت بها لِصغَرِها. ومن بعض هذا قياسُ اسمِ هُذَيْل.

هذم الهاء والذال والميم : كلمةٌ صحيحة ، تدلُّ على قَطعٍ لشىءٍ. وهَذْم السَّيف : قَطْعُه. وسَيفٌ مِهْذَمٌ وهُذَامٌ وهَيْذامٌ. ويسمَّى الشُّجاع هَيذاماً ، تشبيهاً له بهذا السَّيف.

هذى الهاء والذال* والحرف المعتلُّ : كلمةٌ واحدة : الهَذَيانُ : كلامٌ لا يُعقَل ككلام المَعتُوه. يقال : هَذَى يَهذِى. وحكى ابنُ دريدٍ فى المهموز (١) : هَذَأتُ اللّحم بالسِّكِّين هَذْءاً : قَطعتُه.

هذب الهاء والذال والباء : كلمةٌ تدلُّ على تَنقِيَةِ شىءِ مما يَعِيبه. يقال :

__________________

(١) فى الجمهرة (٣ : ٢٩١).

٤٥

شىءٌ مهذَّبٌ : منقًّى مما يَعيِبُه. وأصله الإهذاب : السُّرعةُ فى الطَّيَرانِ والعَدْو ، ومعناه أنّه لا يُمكِنُ التعلُّق به. يقال مَرَّ الفْرَسُ يُهْذِبُ. ومَشَى الهَيْذَبَى. كذلك المهذَّبُ لا يُتعلَّق منه بعَيب. والله أعلمُ بالصَّواب.

باب الهاءِ والراءِ وما يثلثهما

هرس الهاء والراء والسين : أصلٌ صحيح يدلُّ على دَقٍّ وهَزْمٍ فى الشَّىء. وهَرَسْت الشّىءَ : دقَقْتُه. ومنه الهَرِيسة. والمهْراسُ : حجرٌ متقورٌ ، لعلّهُ يُدَقُّ فيه الشىء ، وربَّما كان مستطيلاً يُتوَضَّأُ منه. والهَرْس (١) : الثَّوب الخَلَق ، وهذا على معنى التَّشبيه ، كأنّه قد هُرِس. والمَهارِيس : الإبلُ الشِّداد تَهرُسُ الشىءَ عند الأكل. والهَرِسُ : الأسدُ الشَّديد ، كأنّه يَهرُسُ ما لَقِى. قال :

شَديدَ السَّاعدينِ أخا وِثابٍ

شديدا أسرُهُ هَرِساً هَمُوسا (٢)

وأمّا الهَرَاسُ فشَجرٌ ذو شوكٍ. وهو شاذٌّ عن هذا القياس. قال :

* طِباقَ الكلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا (٣) *

هرش الهاء والراء والشين : كلمةٌ واحدة ، هى مُهارَشَة الكلابِ : تحريش بعضها على بعض. ومنه يُقاس التَّهريش ، وهو الإفساد بين النّاس.

__________________

(١) بفتح الهاء وكسرها ، وككتف أيضاً.

(٢) أنشده فى المجمل واللسان (هرس).

(٣) للنابغة الجعدى كما سبق فى حواشى (طبق). وصدره :

وخيل يطابقن بالدراعين

٤٦

ومما ليس من هذا الباب هَرْشَى : هَضْبَةٌ معروفة. قال.

خُذُوا صدرَ هَرْشَى [أو قَفَاهَا فَإنَّه

كِلَا جَانِبَىْ هَرْشَى]لهُنَّ طرِيقُ (١)

هرص الهاء والراء والصاد ليس بشىء ، إلَّا أنَّهم يقولون. الهَرِيصَة : مُستنقع الماء.

هرض الهاء والراء والضاد ، سبيله سبيلُ ما قبلَه ، إلّا أنَّ أبا بكرٍ (٢) زعَم أن الهَرَض : الحَصَفُ يخرُج بالإنسان من الحَرّ. قال. وَهَرَضْتُ الثَّوْبَ : مَزَّقتُه.

هرط الهاء والراء والطاء شىءٌ يدلُّ على اختصامٍ وتَشاتُمٍ. وتهارطَ الرّجلانِ. تَشَاتَمَا. وهَرَطَ فى كلامِه : خَلَّطَ.

هرع الهاء والراء والعين : أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حركةٍ واضطراب. وأُهْرِعَ الرّجُلُ : ارتَعَدَ فَرَقاً. وسمِّىَ الأحمقُ هَيْرَعاً لاضطرابِ رائِهِ. ويمكن أنَّ الهاء فيه زائدة ، فيكون من باب يَرَع. ويقال الهِرْياع : سَفِير الشَّجرِ ، لأنَّه مضطرِبٌ تحمِلُهُ الرِّيحُ من موضعٍ إلى موضع.

ومن الباب : الهَرِع : الدَّمعُ أو الدّمُ الجارِى. وتَهَرَّعَتِ الرِّماحُ : أقبلَتْ شوارِعَ. وهم يُهْرَعُون إليه ، أى يُساقُون.

__________________

(١) التكملة مما سبق فى (١ : ١٤٧) ومن اللسان (هرش) ومعجم البلدان (هرشى). وقد سبق برواية : «خذا أنف». وفى المجمل والصحاح : «خذى أنف» ، وفى اللسان : «خذا جنب».

(٢) فى الجمهرة (٢ : ٣٦٨).

٤٧

ومما ليس من الباب الهَرْعة (١) : دُوَيْبَّة. يقال لها هَرِيعٌ (٢) وهريع (٣).

هرف الهاء والراء والفاء. يقولون : الهَرْف كالهَذَبَان بالثَّناء على الإنسان إعجاباً به. يقولون : «لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف». ويقولون : هَرَّفَت (٤) النّخْلَةُ ، إذا عجَّلت إتاءَهَا. وما أُرَى هذه الكلمةَ عربيّة.

هرل الهاء والراء واللام. يقولون : الهَرْوَلة : بين المَشْى والعَدْو.

هرم الهاء والراء والميم كلمتان : إحداهما الهَرَم : كِبَر السّنّ. ويقال : الهَرِمَة : اللّبُؤَة (٥). وابن هِرْمَةَ : آخِرُ ولَدِ الرّجل. والأخرى الهُرْمانُ : العَقْل.

هرو الهاء والراء والحرف المعتلّ والمهموز ، بابٌ لم يُوضَع على قِياسٍ ، وأُصولُ كَلمه متباينة وممَّا جاء منه : هَرَوْتَهُ بالهرَاوة : ضربتُه بها. وهَرَّيتُ العمامةَ : صَفَّرْتُها. قال ابنُ دريد (٦) : الهَرْوُ لا أصْلَ له فى العربيَّة ، إلَّا أنَّ أبا مالكٍ جاء بحرفٍ أنكره أهلُ اللُّغة. قال : هَرَوْتُ اللّحمَ : أنضَجْتُه. وإنما هو هَرَأْته.

* * *

ومن المهموز الهُرَاء : المَنْطِق الفاسِد. يقال : أهْرَأَ الرّجُل فى مَنطِقِه. قال :

__________________

(١) بالفتح وبالتحريك ، كما فى تاج العروس.

(٢) وكذا فى المجمل. ونصه : «والهرعة : دويبة ، ويقال بل الهريع القملة ، وهو الصحيح». واقتصر فى الجمهرة (٢ : ٣٩١) على قوله : «والهريعة : القملة الكبيرة».

(٣) كذا وردت هذه الكلمة. وبدلها فى اللسان : «الهيرعة».

(٤) ويقال «أهرفت أيضاً» كما فى القاموس ، واقتصر على الأخيرة فى اللسان.

(٥) وردت فى القاموس. ولم ترد فى اللسان.

(٦) الجمهرة (٢ : ٤٢٢).

٤٨

لها بَشَرٌ مثل الحرير ومنطِقٌ

رخيمُ الحواشِى لا هُراءٌ ولا نَزْرُ (١)

وتهرَّأَ اللّحمُ : طُبِخَ حتى يتساقَطَ عن العظْم. وهَرَأَه البَردُ : أصابَتْهُ شِدَّتُه ، وكذا أهرأه.

هرب الهاء والراء والباء كلمةٌ واحدة ، هي هَرَب ، إذا فَرّ. وما له هاربٌ ولا قاربٌ ، أى صادرٌ عن الماء ولا وارد ، أى لا شىءَ له.

هرت الهاء والراء والتاء : كلمةٌ تدلُّ على سَعَةٍ فى شَىء. فالهَرَت : سَعَة الشِّدْق. والهَرِيت : المرأةُ المُفْضَاة.

هرج الهاء الراء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على اختلاطٍ وتخليط. منه هَرَّجَ الرَّجُل فى حَدِيثه : خَلَّط. ويقاس على هذا فيقال لِلْقَتْل هَرْج ، بسكون الراء. قال :

ليتَ شِعرِى أَأَوَّلُ الهَرْج هذا

أم زمانٌ من فِتْنَةٍ غيرِ هَرْجِ (٢)

والهَرَج بفتح الراء : أن تُظْلِمَ عينُ البَعِيرِ من شِدَّةِ الحر. والهَرْج : عَدْوُ الفرسِ بِسُرْعة ، مرَّ يَهْرِجُ. والأرض المِهراجُ : الْحَسَنَة النَّباتِ التفَّ بعضُه ببعض. ومما ليس من هذا بعيداً منه : هَرّجْتُ السَّبُعَ (٣) : صِحْت به.

هرد الهاء والراء والدال كلماتٌ تدلُّ على معالجةِ شىءِ بصِبْغ أو ما

__________________

(١) فى الأصل : «له بشر» تحريف. والبيت لذى الرمة فى ديوانه ٢١٢ واللسان (هرأ) والبيان (١ : ٢٧٦) وأمالى القالى (١ : ١٥٤). ويروى : «رقيق الحواشى» كما فى البيان.

(٢) لابن قيس الرقيات فى ديوانه ٢٨٣ واللسان (هرج) ، قاله أيام فتنة ابن الزبير.

(٣) فى اللسان والمجمل : «بالسبع».

٤٩

أشبَهَه. وثوبٌ مَهرودٌ : صُبِغَ أصْفَرَ. وهَرَّدْتُ الثّوبَ شققته. وهَرَدْت عِرضَه : ثَلَبتُه. وهَرّدْتُ اللّحمَ : أنضجتُه شيئاً ، تهريداً.

باب الهاء والزاء وما يثلثهما

هزع الهاء والزاء والعين أصلانِ يدلُّ أحدهما على وَخشَة ، والآخر على اضطرابِ وكَسْر.

الأوَّل قولهم : مَضَى هَزِيعٌ من الليل ، أى طائفةٌ منه. وتهزَّعَ فلانٌ لفلان : تنكَّرَ. قال الخليل : هو من هزيع اللّيل ، لأنَّ تلكَ ساعةُ وَحْشةٍ.

والآخر قولهم : تهَزَّعت القناةُ : اضطربَتْ. وتهَزَّعَت المرأة. نثَنَّتْ. قال :

* مِثْلَ القَطاةِ لَدْنَةَ التَّهَزُّعِ (١) *

وتهزَّعَ السَّيْفُ : اضطَرَب. وتَهَزَّعت الإبلُ فى سَيرِها : اهتزَّتْ. وهَزَعتُ العَظمَ : كسرتُه. والمِهْزَع : الأسدُ الحَطُوم قال :

كأنَّهُمُ يَخشَونَ مِنكَ مذرَّباً

بحَلْيَةَ مشبوحَ الذِّرَاعينِ مِهزَعا (٢)

ومما شذَّ عن البابين الأهْزَع : السَّهم يَبقى فى الكِنانة ، لأنَّه أردَؤُها ، وقيل يكون أجودَها. ويقولون : مالَهُ أهْزَعُ ، أى ما له شىء.

__________________

(١) أنشده فى اللسان (قرصع ، هزع) برواية :

إذا مشت صالت ولم تقرصم

هز القاة لدنة التهزع

(٢) حلية ، بالفتح : مأسدة باليمن. وأنشده فى المجمل واللسان (هزع) ومعجم البلدان (حلية). وفى اللسان والمعجم : «مدربا» بالدال المهملة.

٥٠

هزف الهاء والزاء والفاء كلمة واحدة. الهِزَفُ (١) : الظلِيم. وذكر ابنُ دريد (٢) : هَزَفته الرِّيح : طارَتْ به.

هزق الهاء والزاء والقاف ، كلماتٌ فى قياسٍ واحد. امرأة هزقة : لا تستقِرّ. وكذلك المِهْزاق. والهَزِق : الرَّعد (٣). وأهْزَقَ الرَّجُل (٤) : ضحِك. وحِمَارٌ هَزِقٌ : كثير الاستِنان.

هزل الهاء والزاء واللام كلمتانِ فى قياسٍ واحد ، يدُلّانِ على. ضَعف. فالهَزْل : نقيض الجِدّ. والهُزَال : خِلَاف السِّمَن. يقال : هَزَلْتُ دابّتى وقد هُزِلت. وهَزَلَ فى مَنطِقِه. وأهْزَل : وقع فى ماله الهُزَال.

هزم الهاء والزاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غَمْز وكَسْر. فالهَزْم : أن تَغْمِزَ الشىءَ بيدك فيَنْهَزمَ إلى داخل ، كالقِثّاءةِ والبِطِّيخة. ومنه الهَزِيمة فى الْحَرْب. وغيثٌ هَزِيم : متبعِّق. وهَزِيم الرَّعدِ : صوتُه ، كأنّه يتكسَّر ، من قولهم : تهزَّمَ السِّقاء : يَبِسَ فتشَقَّقَ.

ومن الباب اهتَزَمْتُ الشَّاةَ : ذبحتُها. والهَزْمة : ما تطامَنَ مِنَ الأرض.

ومما ليس من هذا القياس المِهزام : عُودٌ يُجعلُ فى رأسه نارٌ ، تلعب به صِبيانُ الأعراب. قال جرير :

__________________

(١) مثله «الهجف» بالجيم.

(٢) فى الجمهرة (٣ : ١٤).

(٣) فى القاموس : «الهزق ، ككتف : الرعد الشديد». وفى المجمل : «والهزق : الرعد الشديد». وفى اللسان : «والهزق ـ هذه بالتحريك ـ : شدة صوت الرعد».

(٤) فى اللسان : «أهزق فلان فى الضحك». وفى المجمل : «وأهزق الرجل فى الضحك» :

٥١

* وتَلْعَبُ المِهزاما (١) *

هزن الهاء والزاء والنون ليس فيه إلّا هَوازِن : قبيلة. يقولون : الهَوْزَن : الغُبار. والهَوْزَن: طائر (٢).

هزأ الهاء والزاء والهمزة كلمة واحدة. يقال : هَزِئَ واستهزَأَ ، إذا سَخِرَ.

هزب الهاء والزاء والباء كلمةٌ واحدة. الهَوْزَبُ : البعير المُسِنّ ، فى قول الأعشى :

والهَوْزَبَ العَودَ أمتطِيهِ بها

والعَنْتَرِيسَ الوَجناءَ* والجملَا (٣)

هزج الهاء والزاء والجيم : أصلٌ صحيح يدلُّ على صوت. يقولون : الهَزَج : صوت الرَّعد ، وبه شُبِّه الهَزَج من الأغانىّ. قال :

* كأنّها جاريةٌ تهَزَّجُ * (٤)

وتهزَّجَت القوسُ ، [إذا صَوَّتَتْ (٥)] عند الإنباض. قال الكميت :

بأهازبجَ من أغانيِّها الجُ

شِّ وإنباعِها لزَّفِيرَ الطَّحِيرا (٦)

__________________

(١) البيت بتمامه فى الديوان ٥٤٢ واللسان (هزم) :

كانت مجرئة تروز يكفها

كمر العبيد وتلعب المهزاما

(٢) فى الأصل : «الطائر» وفى المجمل : «ويقال هو ضرب من الطير». وفى اللسان : «هوزن : اسم طائر».

(٣) ديوان الأعشى ١٥٦ واللسان (هزب).

(٤) أنشده فى المجمل واللسان (هزج).

(٥) التكملة من المجمل واللسان.

(٦) المجمل واللسان (هزج).

٥٢

وفرسٌ هَزِجٌ : فى مَشيِه سُرعة (١) ، كأنَّه يُذهَب إلى ما يُسمَع من حَفِيفِه.

هزر الهاء والزاء والراء يدلُّ على غمزٍ وكسرٍ وضَرْبٍ. وهَزَره بعصاه هَزَرَاتٍ : ضربَه. وهَزَرَه : غَمَزَه (٢). وإنّ فلاناً لذُو هَزَراتٍ وكَسَرَاتٍ ، إذا كان يُغْبَن فى كلِّ شَىء. قال.

إلّا تَدَعْ هَزَرَاتٍ لسْتَ تَارِكَها

تُخْلَعْ ثِيابُكَ لا ضأنٌ ولا إبلُ (٣)

والله أعلم.

باب الهاء والسين وما يثلثهما

هسم الهاء والسين والميم. قال أبو بكر (٤) : الهَسْم : [مثل الهَشْم (٥)]. وهَسَمه يهسِمه هَسْماً : كسره. والله أعلم.

باب الهاء والشين وما يثلثهما

هشم الهاء والشين والميم أصلٌ يدلُّ على كسْر الشَّىء الأجوفِ وغيرِ الأجوف وهَشمْتُهُ هَشْماً. والهاشِمَة الشَّجَّة تَهْشِمُ عظمَ الرَّأْس. ومُجْمَعٌ على أن هاشماً سمِّى به لأنَّه هَشَمَ الثرِبد ، واسمه عَمرو. والهشيم من النَّبات : اليابس المتكسِّر.

__________________

(١) فى الأصل : «مسرعة».

(٢) فى الأصل : «وغمزه» ، صوابه فى المجمل.

(٣) نخلع ثيابك ، كذا ضبطت فى المجمل ، وضبط فى اللسان مثله لكن بنصب «ثيابك».

(٤) انظر الجمهرة (٣ : ٥٤).

(٥) التكملة من المجمل.

٥٣

ورجلٌ هشِيمٌ : ضعيف البَدَن. وربما قالوا : تهشَّمَ فلانٌ على فلان ، أى تعطَّفَ. وهو من الباب. واهتَشَمَ ما فى ضَرع النّاقة : احتَلَبَه (١) ، وهو القياس.

هشل الهاء والشين واللام. يقولون : الهَشِيلة : البَعير يأخذُه الرّجُل من غير إذنِ صاحِبِه يبلُغ به حيث يريدُه ثم يردُّه. قال :

وكلُ هَشِيلةٍ ما دمتُ حيًّا

علىَّ محرّمٌ إلّا الجمال (٢)

هشر الهاء والشين والراء : كلمتان : الهَيْشَر : نَبت. وهَشَر النَّاقةً (٣) : حَلَبَ كلَّ ما فى ضَرعِها. والله أعلم.

باب الهاء والصاد وما يثلثهما

هصم الهاء والصاد والميم : كلمةٌ تدلُّ على الكسر. هَصَمْتُ الشّىءَ : كسَرتُه. وبه سمِّى الأسد هَيْصَما. والله أعلم.

هصر الهاء والصاد والراء : يدلُّ على قَبضٍ على شَىءٍ وإمالتِه. وهَصَرتُ العُود ، إذا أخذْتَه برأسِهِ فأمَلْتَه إليك. قال :

* هَصَرْتُ بغصنٍ ذِى شَمارِيخَ ميّالِ (٤) *

وبذلك سمِّى الأسَدُ هَصوراً وهَيْصراً وهَصَّاراً (٥).

__________________

(١) فى الأصل : «إحلبته» ، صوابه فى المجمل.

(٢) أنشده فى المجمل واللسان (هشل).

(٣) مما ذكر فى القاموس ولم يذكر فى اللسان.

(٤) لامرىء القيس فى ديوانه ٥٩ واللسان (هصر). وصدره :

ولسا تنازعنا الحديث رأ سمعت

(٥) ويقال أيضا : هيصار ، ومهصار ، وهصرة وهصر بضم ففتح فيهما ، ومهتصر كذلك.

٥٤

باب الهاء والضاد وما يثلثهما

هضل الهاء والضاد واللام ليس فيه إلَّا الهَيضَلة ، وهى الجماعة المتسلِّحة ذاتُ الجَلَبة. وربَّما قالوا للناقة العظيمة : هَيضَلة.

هضم الهاء والضاد والميم : أَصلٌ صحيح يدلُّ على كَسرٍ وضَغطٍ وتداخُل وهضَمت الشّىءَ هضماً : كسرتُه. ومِزمارٌ مُهَضَّم ، لأنَّه فيما يزعمون أكسارٌ يضمُّ بعضُها إلى بعض. والهاضوم : الذى يَهضِم الطَّعام ، وأُراه مولَّدا. وكشحٌ مُهضَّم. وامرأةٌ هضيمة الكَشْحَين : لطيفَتُهما ، كأنَّهما ضَغِطا. والهَضَم : انضمامُ أَعْلَى البَطن ، وهو فى الخيل عَيب. قال الأصمعىّ : «لم يسبِق الحَلْبةَ فرسٌ أهضَمُ قَطّ (١)» والطّلْع الهضِيم : الدَّاخلُ بعضُه فى بعض وهَضَمتُ لك مِن حقِّى طائفةً : تركتُه والمتهضِّم : الظالم والأهضام : بُطونٌ من الأودِية ، سمِّيت بذلك لغموضها ، الواحد هِضْمٌ. فأمَّا الأهضام من الطِّيب ..... (٢).

هضب الهاء والضاد والباء يدلُّ على اتِّساعٍ وكَثرةٍ وفيض. منه الهَضْبة : المَطْرة العظيمةُ القطْر. والهِضَبُ : الفَرسُ الكثير العَرَق. وهَضَباتٌ طُوَالات. [والهَضْبَة (٣)] : الأكَمَة* الملساء والله أعلم بالصواب.

__________________

(١) انظر الحيوان (١ : ١٠٤).

(٢) كذا وردت العبارة مبتورة فى الأصل وفى المجمل : «والأهضام : البخور ، واحدتها هضمة.

قال الأعشى :

إذا ما الدخان شبه ف الا

قف يوما بشقوة أهضاما

(٣) التكملة من المجمل.

٥٥

باب الهاء والطاء وما يثلثهما

هطع الهاء والطاء والعين : أُصَيلٌ يدلُّ على إقبالٍ على الشّىء وانقِياد. يقال : هَطَعَ الرّجلُ على الشَّىء ببصره : أقبَلَ وأهطعَ البعيرُ : صَوَّبَ عنقَه منقاداً. وأهْطَعَ : أسْرَعَ.

هطل الهاء والطاء واللام : كلمةٌ تدلُّ على تتابُع فى قَطْر وغيره. وهَطَلَ المطرُ هَطلاناً : تتابَعَ ، وكذلك الدَّمعُ. وديمةٌ هطْلَاءُ. وإبلٌ هَطْلَى : تجىءُ رويداً متتابِعة. وكذلك يقولون للمُعْيِى (١) منها : هَطِل.

هطر الهاء والطاء والراء. يقولون الهَطْر : الضَّرب بالخشب (٢). وهطره يَهْطِره هَطْراً. والله أعلم.

باب الهاء والعين وما يثلثهما

هعر الهاء والعين والراء وهذا لا يكون إلَّا بدخيل (٣). يقولون : الهَيْعَرَة : النزِقة من النِّساء. والهَيعَرة : الغُول. والهَيْعَرُور : الدَّاهية.

__________________

(١) فى الأصل : «للمعنى» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٢) فى الأصل : «من الخشب» ، صوابه فى المجمل. وفى اللسان : «هطر الكلب يهطره هطراً : فتله بالخشب».

(٣) فى المجمل : «إلا بدخيل بين الهاء والعين».

٥٦

باب الهاء والفاء وما يثلثهما

هفا الهاء والفاء والحرف المعتل : أصلّ يدلُّ على ذَهاب شىءٍ فى خِفّة وسُرعة. وهَفَا الشّىءُ فى الهَواءِ يهفُو ، إذا ذَهَب ، كالصُّوفةِ ونَحوِها. وهفَا الظَّليمُ : عَدَا. وهَفَا القلبُ فى إثْرِ الشَّىء. وهَوَافِى النَّعَم (١) : ضُلَّالُه. وهفا الإنسانُ يُهفُو : زَلَّ وذَهبَ عن الصَّواب ، وكذلك هفا ، إذا جاعَ. والهَفْوة : الزَّلَّة.

هفت الهاء والفاء والتاء : كلمةٌ تدلُّ على سُقوطِ شىءِ. وتهافُت الشَّىءِ : تَساقُطُه (٢) قطعةً [قطعة (٣)]. والهَفْت (٤) : قطع الدَّم المتهافِتة. وتهافَتَ الفَراشُ فى النَّار : تساقَطَ. وكلُّ شىءِ انخَفَضَ واتَّضَع فقد هَفَت وانهَفَت. ووردَتْ هَفِيتةٌ من النَّاس ، وهى التى أقْحمتْهم السّنةُ ، فهُمْ ساقِطةٌ. والله أعلَم.

__________________

(١) فى الأصل : «وهو فى النعم» ، وفى المجمل : «وهوى فى النعم» ، صوابهما ما أثبت. وفى اللسان : «وهوافى الإبل : ضوالها كهواميها».

(٢) فى الأصل : «وتساقط».

(٣) تكملة يحتاج إليها الكلام. وفى المجمل : «والتهافت : تساقط الشىء شيئا شيئا». وفى اللسان : «والهفت : تسافط الشىء قطعة بعد قطعة».

(٤) فى الأصل : «وهفت». والتفسير بعده مما لم أجده فى المعاجم المتداولة ، لكن وجدت له شاهدا من قول رؤبة فى ديوانه ١٠٨ :

كثير الحماض من هفت الحلق

٥٧

باب الهاء والقاف وما يثلثهما

هقل الهاء والقاف واللام ليس فيه إلَّا الهِقْل ، وهو الفتِىُّ من النَّعام. ويقولون : التَّهقُّل(١) : المَشْىُ البطىء.

هقم الهاء والقاف والميم : يدلُّ على اتَّساعٍ وعِظم. ويقال للبحر هِقَمٌ ، لعِظَمِه وبُعْدِ قَعرِه. وصوتُه هَيْقَم. قال :

* كالبَحر يَدعُو هَيْقَماً وهَيْقَما (٢) *

ويقال : الهِقَمُ (٣) : الرَّجُل الكثير الأكل. ويقال : الهَيْقم : الظَّليم العظيم (٤).

هقب الهاء والقاف والباء. يقولون : الهِقَبُ : الضَّخْم الطَّويل الرَّغيب البطن. وقال أبو بكر : الهِقَبُ : الصُّلب. والهَقَب : السَّعة (٥).

هقع الهاء والقاف والعين. فيه ثلاث كلمات : الهَقْعَة : نجمٌ من منازل القَمَر.

والكلمة الأخرى الهَقْعة : دائرة تكون بزَور الفرَس. قال :

__________________

(١) وكذا فى المجمل. ولم ترد فى اللسان كلمة فى هذه المادة بمعنى المشى ، وليس فى القاموس إلا قوله عند ذكر «الهيقل» : «وبهاء ضرب من المشى».

(٢) لرؤبة فى ملحقات ديوانه ١٨٤ واللسان (هقم ١٠٠). وقبله :

ولم يزل عز تميم مدعما

(٣) ويقال «هقم» أيضا كفرح وحذر.

(٤) فى اللسان والمجمل : «الظليم الطويل».

(٥) نص الجمهرة (١ : ٣٢٥): «وهقب : اسم ، وأحسبه مشتقا من الهقب ، وهو السعة». على أن تفسير «الهقب» بالصلب مما لم يرد فى المعاجم المتداولة. ووجدت فى القاموس : «والهقبقب : الصلب الشديد» :

٥٨

وقد يَركبُ المهقوعَ مَنْ لَسْتَ مثلَه

وقد يركب المهقوع زَوجُ حَصانِ (١)

والكلمة الأخرى : اهتُقِعَ لونُه ، مثل امتُقِعَ.

باب الهاء والكاف وما يثلثهما

هكل الهاء والكاف واللام يدلُّ على إشرافٍ وعُلُوٍّ. منه الهَيْكَل : الفَرَسُ الطَّويل. قال:

وقد أغدُو بِطرفٍ هَي

كَلٍ ذى مَيْعَة سَكْبِ (٢)

هكم الهاء والكاف والميم تدلُّ على تفحُّمٍ وتهدُّم. وهَكَم هَكْماً : تقَحَّمَ على النَّاس وتعرَّضَهم بشَرّ. والتهكُّم : التَّهزُّؤ : وتهكَّمَتِ البِئرُ : تهدَّمت.

هكر الهاء والكاف والراء كلمتان : الهَكْر : العَجَب. قال :

* فاعجَبْ لذلكَ رَيْبَ دَهرٍ وَاهْكَرِ (٣) *

قال الخليل : تقول هَكْراً لَكَ.

والكلمة الأخرى : * اعتراءُ النُّعاس. قال : وهَكِر الرّجُل : اعتراه نُعاس وكَلَّ ، واستَرخَتْ عِظامُه ومَفاصِلُه.

__________________

(١) ذكر فى اللسان أنه مجاوبة لقول قائل :

إذا هرق اليقوع بالمرء أعظت

حقيقته وازداد رامجانها

(٢) لعقبة بن سابق فى كتاب الخيل لأبى عبيدة ١١٧ برواية : «بطرف سابح». وفى الأصل : «وقد أعدو» ، صوابه من كتاب الخيل.

(٣) لأبى كبير الهذلى فى ديوان الهذليين (٢ : ١٠١) واللسان (هكر). وصدره :

فقد الشباب أبوك إلا ذكره

رواية الديوان : «فعل دهر».

٥٩

هكع الهاء والكاف والعين يدلُّ على تطامُنٍ وخُضوع. وهَكَعت البقَرُ تحتَ ظلِّ الشْجر من شِدَّة الحرِّ : سكنَتْ. ويقال للعَظْم إذا انكَسَر بعد جَبْرٍ : قد هَكَع واهتكَع الرّجُل : خَشَع. وهكع اللّيلُ : أرخَى سدولَه. وذَهَب فما يُدْرَى أينَ هَكَع ، كأنَّه استَخْفَى وتَوارَى ، كما تهقع البقر. والهَكْعَة (١) : الرّجُل العاجز يَهْكَع لكلٍّ ، أى يَخشَع. ويقولون : الهُكَاع : السَّعال. هَكَع يَهْكَعُ هُكاعاً : سَعَلَ.

باب الهاء واللام وما يثلثهما

هلم الهاء واللام والميم ليس فيه إلّا قولهم هَلُمَ : كلمة دعوة إلى شَىء. قالوا : وأصلها هَلْ أَؤُمُّ ، كلامُ مَن يريد إتيان الطعام ، ثمَّ كثُرت حتَّى تكلَّم بها الدَّاعى ، مثل قولهم : تَعَالَ ، أى اعْلُ ، ثمَّ كثُرت حتّى قالها مَن كان أسفَلَ لمن كان فَوق. ويحتمل أنْ يكون معناها هلْ لك فى الطَّعام أُمَّ ، أى اقصِدْ. والذى عندنا فى ذلك أنَّه من الكلام المُشكِل. وقد مرَّ مِثلُه.

هلا الهاء واللام والحرف المعتلّ. يقولون : هَلَا : كلمةٌ تسكَّنُ بها الإناث عند مقارنةِ الفحل إيَّاها. قال :

* ألَا حيِّيا لَيلَى وقُولَا لها هَلَا (٢) *

ويقال : ذهَبَ بذى هِلِيَّان ، أى حيث لا يُدرَى.

__________________

(١) بسكون الكاف وفتحها ، كما فى اللسان.

(٢) البيت للنابغة الجعدى ، يقوله فى ليلى الأخيلية. اللسان (هلا) واللآلىء ٢٨٢. وعجزه :

فقد ركبت أمرا أفر محجلا

٦٠