معجم مقاييس اللغة - ج ٦

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٦

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٢٣

وقَدْعِهِ ولا تنتظِرْه. وورَّعتُ الإبلَ عن الماء : رددتها. والوَريعة : اسمُ فرسٍ فى قوله :

ورُدَّ خليلَنا بعطاءِ صِدقٍ

وأَعْقِبْهُ الوَريعةَ من نِصابِ (١)

ورف الواو والراء والفاء : أصلٌ يدلُّ على رقَّة ونَضْرة. ونَباتٌ وارِفٌ. وَرَفَ وَرِيفاً ، إذا رأيتَ له من رِيِّه بَهجةً. وظلٌ وارف : ممدود. وما رقَّ من نَواحِى الكبد : الوَرْف (٢). ويقال إن الرُّفَة : التِّبْن. وأظنُّ أنَّ الناقص من أوّلها واو (٣).

ورق الواو والراء والقاف : أصلانِ يدلُّ أحدُهما على خيرٍ* ومال ، وأصله وَرَق الشَّجر ، والآخر على لونٍ من الألوان.

فالأوّل الوَرَق ورق الشَّجَر. والوَرَق : المال ، من قياسِ ورَقِ الشّجر ، لأنّ الشّجرةَ إذا تحاتَ ورقُها انجردَتْ كالرَّجل الفقير. قال :

__________________

(١) البيت لمالك بن نويرة ، كما فى الخيل لابن الكلبى ٣٦. وأنشد البيت فى اللسان (ورع) محرف الضبط ولم يصرح بنسبته. وقال ابن الكلى : «ومنها نصاب فرس الأحوس بن عمرو الكلبى ، وابنتها وريعة وهبها الأحوس لمالك بن نويرة ، وقال فى ذلك مالك بن نويرة :

ساعدى مدحتى لبنى عدى

أخص بها عدى بنى جناب

تراث الأحوص الخير بن عمرو

ولا أعنى الأحاوس من كلاب

شكوت إليهم رجلى فقالوا

لسيدهم أطعنا في الجواب

ورد حليفاء بعطاء صدق

وأعقبه الوريعة من نصاب

وقال فى اللسان : «وإنما يريد : أعقبه الوريعة من نسل نصاب».

(٢) ذكر فى القاموس ، ولم يذكر فى اللسان.

(٣) نص المجمل : «والناقص واو من أولها». والرفة ، ذكرها صاحب القاموس فى (ورف) أما صاحب اللسان فجعلها فى (رفا).

١٠١

إليكَ أدعو فتقبل ملَقِى

واغفِرْ خطاياىَ وثمِّرْ ورقى (١)

والرَّقَة من الدَّراهم ، وهو ذلك القياسُ غير أنَّه يُفرق بينهما بالحركات. قال أبو عبيد: الوارِقَة : الشَّجرة الخَضْراء الوَرَقِ الحسنةُ. قال : فأمَّا الوَرَاقُ فخُضرةُ الأرضِ من الحَشيش ، وليس من الوَرَق. قال :

كأنَّ جيادهنَّ بِرَعْنِ زُمٍ

جرادٌ قد أطاعَ له الوَرَاقُ (٢)

ووَرَقْتُ الشَّجرَ : أخَذْتُ ورَقَه * وقولهم أوْرَق الصَّائدُ : لم يَصِدْ ، هو من الورقِ أيضاً ، وذلك لأنَّ الصائد يُلقِى حِبالتَه ويغيب عنها ويأتيها بعد زمان وقد أعْشَبت الأرض وسقط الورقُ على الحِبالة فلا يَهتدِى لها ، فلذلك يقال أوْرَقَ ، أى صادف الورق قد غَطّى حِبالَتَه. ثمَّ كثُر هذا حتَّى قيل لكلِّ مَن طلب حاجةً ولم يُصِبْها : قد أوْرَقَ. والوَرْقَة ، بسكون الراء : أُبْنَةٌ فى الغصن خفيّة. فأمَّا الورقة التى هى قطعةٌ من الدم فجمعها وَرَقٌ ، هى على معنى التَّشبيه بالوَرَق الذى يتساقط. والوَرَق : الرِّجال الضُّعفاء ، شُبِّهوا فى ضَعْفهم بوَرَق الشّجَر.

والأصل الآخر : الوُرْقة (٣) : لونٌ يشبه لونَ الرَّماد. وبعيرٌ أوْرَقُ وحمامةٌ ورقاءُ ، سميت للونها ، والرّجلُ كذلك أورق. ويقولون : عامٌ أوْرَقُ ، إذا كان جَدْباً ، كأنَّ لونَ الأرضِ لونُ الرَّماد. وسُمِّى عامُ الرَّمادَة لهذا (٤).

__________________

(١) للعجاج فى ديوانه ٤٠ واللسان (ورق).

(٢) لأوس بن حجر فى ديوانه ١٨ واللسان (ورق). وقال فى اللسان أيضا : «ونسبه الأزهرى لأوس بن زهير». ورواية الديوان :

كأن جيادنا في رعن قف

جراد قد أطاع له الوراق

وفى الأصل : «كأن جيادهن بر عز أم جواد» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٣) فى الأصل : «الورق» ، تحريف.

(٤) كان فى أيام عمر بن الخطاب. وفى حديث عمر أنه أخر الصدقة عام الرمادة ، وكانت سنة جدب وقحط فى عهده ، فلم يأخذها منهم تخفيفا عنهم.

١٠٢

ورك الواو والراء والكاف. كلمةٌ واحدة ، هى الوَرِك : ما فوقَ الفَخِذ (١) من مؤخَّر الإنسان. وجلَسَ مُتورِّكاً : ألصَقَ وَرِكَه بالأرض. وتورَّكَ على الدّابّة ، فى ذلك المعنى. وهذه نعلٌ مَوْرِكَةٌ (٢) ، إذا كانت من الوَرِك. والوِرَاكُ : ثوبٌ يُنْسَجُ وَحْدَه يُزَيَّن به ويُحَفُّ به الرَّحْل(٣) ، وإنَّما هُو لأَنْ يُوضَعَ عليه الوَرِك.

وأمَّا الحديثُ أنَّه نَهَى أن يسجُدَ الرّجُل متورِّكاً. فيقال هو أنْ يرفَعَ ورِكَه فى سجوده حَتَّى (٤) يُفْحِش. ويقال هو أنْ يُلْصِقَ وركَه بعَقِبَيه فى السُّجود والوَرْك فى قول الهُذَلىّ (٥) :

بها مَحِصٌ غيرُ جافِى القُوَى

إذا مُطْىَ حَنَ بِوَرْكٍ حُدَالِ

فإنَّه وتَرٌ فُتِل من الوَرِك.

ورل الواو والراء واللام : ليس إلَّا وَرَل ، وهو شىءٌ من الدَّوابّ.

ورم الواو والراء والميم : كلمة واحدة ، هى الوَرَم ، أن يَنْفِرَ اللّحمُ. يقال وَرِمَ يَرِم. وعلى معنى الاستعارة : وَرِم أنفُه : غَضِب.

وره الواو والراء والهاء : كلمةٌ تدلُّ على اضطرابٍ وخُرْق.

__________________

(١) فى الأصل : «ما بين فوق الفخذ» ، وكلمة «بين» مقمحة.

(٢) ومورك أيضا ، وهما بفتح الميم وسكون الواو وكسر الراء.

(٣) فى الأصل : «يزين بالرجل» ، صوابه وإكماله من المجمل.

(٤) فى الأصل : «حين» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٥) هو أمية بن أبى عائذ الهذلى ، كما سبق فى حواشى (محص).

١٠٣

فالوَرْهاء : المرأة الحمقاء. والوَرَه : الخُرْق : وريحٌ ورهاءُ. فى هبوبها خُرْقٌ وعَجْرَفَة. وسَحابٌ وَرِهٌ : لا يُمسِك ماءه. ويقولون الوَرِه : اللَّحم الرَّخص (١). فإن كان صحيحاً فإنما سمِّى به لاضطرابه.

ورى الواو والراء والحرف المعتل : بناءٌ على غير قياس ، وكلمِه أفراد. فالوَرْىُ : داءٌ يُداخِل الجِسم. يقال وَرِىَ جلدُه يَرِى وَرْياً ، ووَراه غيرُه يَرِيه وَرْياً. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم : «لَأَنْ يمتلىءَ جوفُ أحدِكم قَيْحاً حَتَّى يَرِيَهُ خيرٌ من أن يمتلىء شعراً». قال عبدُ بنى الحَسحاس :

وَرَاهُنَ ربِّى مِثلَ ما قد وَرَبنَنِى

وأحْمى على أكبادِهنَّ المكاويا (٢)

ويقال وَرَى الزّندُ يَرِى وَرْياً ، وَوَراهُ ، خَرجَتْ نارُه. وحكى بعضهم وَرِىَ يَرِى ، مثل ولِىَ يَلِى (٣). واللَّحم الوارى : السَّمين. والوَرَى : الخَلْق. وما أدرى أىُ الوَرَى هو.

وأمَّا قولُهم ورَاءَكَ فإنَّه يكون من خلف ، ويكون من قُدّام. قال الله تعالى : (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) أى أمامَهم. ويقال الوَرَاء : ولدُ الولَد ، أرادوا بذلك تفسيرَ قولِه تعالى : (وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ* يَعْقُوبَ).

ورب الواو والراء والباء : كلمتان : إحداهما الوربُ وهو الفِتْر (٤) والثانية الوَرَبُ : الفساد ، يقال عِرقٌ وَرِبٌ ، أى فاسِد.

__________________

(١) فى المجمل : «اللحم الكثير».

(٢) ديوان سحيم ص ٢٤ طبع دار الكتب ، واللسان (ورى).

(٣) فى الأصل : «يلى بلى» صوابه فى المجمل.

(٤) الفتر ، بالكسر : ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة ، وقيل ما بين الإبهام والسبابة.

١٠٤

ورث الواو والراء والثاء : كلمةٌ واحدة ، هى الوِرْث. والمِيراث أصله الواو. وهو أن يكون الشّىءُ لقومٍ ثم يصيرَ إلى آخرين بنسبٍ أو سبب. قال :

ورِثْناهُنَّ عن آباءِ صدق

ونُورِثُها إذا مِتْنا بَنِينا (١)

ورخ الواو والراء والخاء : كلمةٌ واحدة. يقال : وَرِخَ العجينُ وَرَخاً (٢) : استرخَى. وأوْرَخْتُه أنا إيراخاً ؛ والاسم الوَرِيخة. وأمَّا توريخ الكتاب وتأريخُه فما نحسبها (٣) عربية.

ورد الواو والراء والدال : أصلان ، أحدهما الموافاة إلى الشىء ، والثانى لونٌ من الألوان.

فالأوَّل الوِرْد : خلاف الصَّدَرِ. ويقال : وَرَدَتِ الإبلُ الماءَ ترِدُه وِرْداً. والوِرْدُ : وِرْدُ الحُمَّى إذا أخَذَتْ صاحبَها لوقتٍ. والموارد : الطُّرق ، وكذلك المياه المورودة والقُرَى ، قاله أبو عبيدة. قال جرير :

أميرُ المؤمنينَ على صراطٍ

إذا اعوجَ المواردُ مستقيمِ (٤)

والوريدان : عرقانِ مُكتنِفا صَفْقَى العُنُق مما يلى مقدَّمَه غليظان. ويسمَّيان من الورود أيضاً ، كأنَّهما توافيا فى ذلك المكان.

والأصل الآخر الوَرْد ؛ يقال فَرَسٌ وَرْد ، وأسدٌ وَردٌ ، إذا كان لونُه لونَ. الورد. والله أعلم بالصَّواب.

__________________

(١) لعمرو بن كلثوم ، فى معلقته المشهورة.

(٢) هو من باب فرح.

(٣) فى الأصل : «نحسبهما».

(٤) ديوان جرير ٥٠٧ والمجمل واللسان (ورد).

١٠٥

(باب الواو والزاء وما يثلثهما)

وزع الواو والزاء والعين : بناءٌ موضوعٌ على غير قياس. ووَزَعْته عن الأمر : كفَفْته. قال الله سبحانَه : (فَهُمْ يُوزَعُونَ) ، أى يحبَس أوّلُهم على آخِرِهم. وجمع الوازع وَزَعَة. وفى بعض الكلام : «ما يَزَعُ السُّلطانُ أكثَرُ مِمَّا يَزَعُ القرآن (١)». أى إنَّ النَّاسَ للسُّلطان أخْوَف.

وبناء آخر ، يقال : أوْزَعَ اللهُ فلاناً الشُّكرَ : ألْهَمَه إياه. ويقال هو من أُوزِعَ بالشَّىءِ ، إذا أُولِعَ به ، كأنَّ الله تعالى يُولِعُه بشُكْرِه. وبها أَوزاعُ من النّاس ، أى جماعات.

وزغ الواو والزاء والغين ، ليس فيه إلّا الوزَغَة (٢) : العَظَاية. ويقال للرِّجال الضِّعاف أوزاغ.

وزف الواو والزاء والفاء. يقال وَزَفَ الرّجُل : أَسْرَعَ فى المَشْى. وقرئت : فَأَقْبَلُوا إلَيْهِ يَزِفُونَ (٣) مخفَّفة.

وزم الواو والزاء والميم : بناءٌ أيضاً على غير قياس ، وفيه كلمات منفردة. فالوَزْمة. أن يأكلَ الرّجُل مَرَّة واحدة كالوَجْبة. يقال : وَزَمُوا وَزْمَةَ

__________________

(١) لفظه فى اللسان : «من يزع السلطان أكثر ممن يزع القرآن». وفى الأصل هنا : «مما لا يزع» ، وكلمة «لا» مقحمة.

(٢) فى الأصل : «الوزغ» ، وإنما الوزغ : جمع وزغة.

(٣) هى قراءة مجاهد ، وعبد الله بن يزيد ، والضحاك ، ويحيى بن عبد الرحمن ، وابن أبى عبلة. وقرأ الجمهور : (يَزِفُّونَ) مضارع زف ، المضعف ، وقرأ حمزة ومجاهد أيضا ، وابن وثاب والأعمش : «يزفون» مضارع أزف المزيد بالهمزة. وقرىء أيضا «يزفون» مبنيا للمفعول ، و «يزفون» من قولهم زفاه يزفوه ، بمعنى حداه. تفسير أبى حيان (٧ : ٣٦٦) من سورة الصافات.

١٠٦

شتائهِم : امْتارُوا له كِفايتَهم من الطَّعام. والوَزْمَةُ (١) والوَزيم : حُزْمةٌ من بقل. والوَزِيم : اللَّحم يُجَفَّف. والوَزْمَة من الضِّباب : أنْ يُطْبَخَ لحمُها ثمَّ يُيَبَّس. والمتوزِّم : الشَّديد الوطْء.

وزن الواو والزاء والنون : بناءٌ يدلُّ على تعديلٍ واستقامة : ووزَنْتُ الشّىءَ وزْناً. والزِّنَة. قَدرُ وزنِ الشَّى ؛ والأصل وَزْنَة. ويقال : قام مِيزانُ النَّهار ، إذا انتصَفَ النَّهار. وهذا يُوازِنُ ذلك ، أى هو مُحاذِيه. ووَزِينُ الرَّأْىِ : معتدِلُه. وهو راجحُ الوَزْن ، إذا نسَبُوه إلى رَجَاحة الرّأْى وشِدّة العقْل.

ومما شذَّ عن هذا الباب شىءٌ ذُكِرَ عن الخليل : أنَ الوَزِين : الحنظل المعجونُ (٢) كان يُتَّخَذُ طعاماً. ويقال الوَزْن : الفِدْرة من التَّمر.

وزا الواو والزاء والحرف المعتلّ أو المهموز : أُصَيلٌ يدلُّ على تجمُّعٍ فى شَىءٍ واكتناز. يقال للحِمار المجتمع الخَلْق : وَزًى ، وللرّجُل القصير وزًى. وهذا غير مهموز.

* * *

وأمَّا المهموز فقال أبو زيد : وَزَّأْتُ الوِعاء تَوْزيئاً وتَوْزِئةً ، إذا أَجَدْت (٣) كَنْزَه (٤).

__________________

(١) بدله فى المجمل واللسان والقاموس «الوزم». وأما الوزمة فقد فسرت فى القاموس بأنها المقدار.

(٢) ونحوه فى المجمل ، ونصه : «ويقال : الوزين حنظل يعجن ويؤكل». لكن فى اللسان والقاموس : «الحنظل المطحون».

(٣) فى الأصل : «أخذت» ، والذى فى المجمل واللسان والقاموس : «شددت».

(٤) الكنز : الملء.

١٠٧

وزر الواو والزاء والراء أصلانِ صحيحان : أحدهما* الملجأ ، والآخَر الثِّقَل فى الشَّىء.

الأوَّل الوَزَر : الملجأ. قال الله تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ). وحكى الشَّيبانى : أَوْزَرَ فلانٌ الشَّىءَ : أحَرزَه. [و] الوِزْر : حِمْل الرَّجل إذا بَسَطَ ثوبَه فجعل فيه المتاعَ وحَمَله ، ولذلك سمِّى الذَّنْب وِزْراً. وكذا الوِزْر : السِّلاح ، والجمع أوزار.

قال الأعشى :

وأعددتُ الحربِ أوزارَها

رِماحاً طِوالاً وخَيلاً ذُكورا (١)

والوزير سمِّى به لأنّه يحمل الثِّقل عن صاحِبِه.

وحكى ناسٌ ـ لعلَّهُ أن يكون صحيحا ـ أوزَرْتُ مالَه : ذهبتُ به. ووَزَرْتُهُ : غلَبْتُه. قال :

* قَدْ وزَرَتْ جِلَّتَها أمهارُها (٢) *

(باب الواو والسين وما يثلثهما)

وسط الواو والسين والطاء : بناءٌ صحيح يدلُّ على العَدل والنِّصف. وأعْدلُ الشَّىءِ : أوسَطُه ووَسَطُه. قال الله عزّ وجلَّ : (أُمَّةً وَسَطاً). ويقولون : ضربتُ وَسَط رأسِه بفتح السين ، ووَسْطَ القوم بسكونها. وهو أوسَطُهم حَسَباً ، إذا كان فى واسطة قومه وأرفعِهِم محلًّا. والوَسُوط : بيتٌ من بيوت الشَّعَر أكبرُ من المِظَلَّة. ويقال الوَسُوط من النُّوق كالصَّفوف تَملأُ الإناء.

__________________

(١) ديوان الأعشى ٧١ واللسان (وزر).

(٢) أنشده فى اللسان (وزر) بهذا الضبط ، لكن ضبط فى المجمل برفع «جلتها» ونصب «أمهارها».

١٠٨

وسع الواو والسين والعين : كلمةٌ تدلُّ على خلافِ الضِّيق والعُسْر. يقال وَسُعَ الشَّىءُ واتَّسَعَ. والوُسْع : الغِنَى. والله الواسعُ أى الغنىّ. والوُسْع : الجِدَةُ والطّاقة. وهو يُنفِق على قدر وُسْعِه. وقال تعالى فى السَّعة : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ). وأوْسَعَ الرّجُل : كان ذا سَعَة. والفَرسُ الذَّريعُ الخَطْو : وَسَاعٌ.

وسف الواو والسين والفاء كلمةٌ واحدة. يقال تَوسَّفَتِ الإبلُ : أخْصَبت وسَمِنَت وسَقَط وبرُها الأَوَّل ونَبَتَ الجديد.

وسق الواو والسين والقاف : كلمةٌ تدلُّ على حَمْل الشىء. ووَسَقَتِ العينُ الماءَ : حَمَلَتْه (١). قال الله سبحانه : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) ، أى جَمَعَ وحَمل.

وقال فى حَمْل الماء :

وإنِّى وإيَّاهم وشَوقاً إليهُم

كقابِضِ ماء لم تَسِقْهُ أناملُه (٢)

ومنه الوَسْق ، وهو سِتون صاعا. وأوسَقْت البعير : حَمَّلُته حِمْلَه. قال :

* وأينَ وَسْقُ النَّاقةِ المُطَّبَعهْ (٣) *

ومما شذَّ عنه طائرٌ مِيساقٌ ، وهو ما يصفِّق بجناحَيه إذا طار. وقد يُهَمز وقد ذكرناه(٤).

__________________

(١) زاد فى المجمل : «يقولون فى النفى : لا أفعله ما وسقت عينى الماء».

(٢) لضابىء بن الحارث البرجمى فى اللسان (وسق) برواية :

أنى وإياكم وشوقا إليكم

(٣) أنشده فى اللسان (شظظ ، ربع ، جلفع): «الناقة الجلنفعه» ، وفى (طبع) : «المطبغه». وقد سبق إنشاد البيت فى (ربع ، طبع).

(٤) هذا سهو منه ، فإنه لم يرسم لهذه المادة فى كتاب الهمزة.

١٠٩

وسل الواو والسين واللام : كلمتانِ متباينتانِ جدًّا.

الأولى الرَّغْبة والطَّلَب. يقال وَسَلَ ، إذا رَغِب. و [الواسِل : الراغب إلى الله عزَّ وجل ، وهو فى (١)] قول لبيد :

* بلى كلُّ ذى دينٍ إلى اللهِ وَاسِلُ (٢) *

ومن ذلك القياس الوَسِيلة.

والأخرى السَّرِقة. يقال : أخَذَ إبلَه توسُّلاً.

وسم الواو والسين والميم : أصلٌ واحد يدلُّ على أثَر ومَعْلم. ووسَمْت الشّىءَ وَسْماً : أثَّرْتُ فيه بِسِمة. والوَسْمىُ : أوّلُ المطر ، لأنّه يَسِمُ الأرض بالنَّبات. قال الأصمعىّ : توَسّمَ : طلَبَ الكلأَ الوسمىَ. قال :

وأصبَحْنَ كالدَّوْمِ النَّواعِمِ غُدوةً

على وِجهةٍ من ظاعنٍ متوسِّمِ (٣)

وسمِّىَ مَوسِم الحاجِ مَوسماً لأنَّه مَعْلمٌ يجتمع إليه النّاس. وفلانٌ موسومُ بالخير ، وفلانةُ ذاتُ مِيسَمٍ ، إذا كان عليها أثَر الجمال. والوَسامة : الجمال. وقوله :

* حِياضُ عِراكٍ هدَّمَتْها المواسِمُ (٤) *

فيقال أراد أهلَ المواسم ، ويقال أرادَ إبلاً موسومة. ووَسّمَ النّاسُ : شَهِدُوا

__________________

(١) التكملة من المجمل.

(٢) ديوان لبيد ٢٨ طبع ١٨٨١ واللسان (وسل). وصدره :

أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم

وفى الديوان : بلى كل ذى لب. وفي اللسان : بلى كل ذى رأى

(٣) أنشده فى المجمل واللسان (وسم).

(٤) فى الأصل : «عدال» ، صوابه فى المجمل واللسان (وسم).

١١٠

الموسِم ، كما يقال عَيَّدُوا : وقوله تعالى : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) : النَّاظرين فى السِّمَة الدَّالَّة.

وسن الواو والسين والنون : كلمتانِ متقاربتان. الوَسَنُ : النُّعاس ، وكذا السِّنَة. ورجلٌ وَسْنانُ. وتوسَّنَ الفحلُ أُنثاه : أتاها نائمة.

والكلمة الأخرى قولهم : دَعْ هذا الأمَر فلا يكونَنَّ لك وَسَناً ، أى لا تطلبْه ولا يكونَنَّ من همِّك.

وسب الواو والسين والباء. يقولون : * أوْسَبتِ الأرضُ : أعشبَتْ. والنَّبات وِسْبٌ. وكبش مُوَسَّبٌ (١) : كثير الصُّوف. حكاه أبو بكر.

وسج الواو والسين والجيم : كلمةٌ واحدة : الوَسِيج ، وهو السَّير الشَّديد.

وسخ الواو والسين والخاء كلمة. الوَسَخ : الدَّرَن.

وسد الواو والسين والدال : كلمةٌ واحدة ، هى الوِسادة معروفة ، وجمعها وسائد. وتَوَسَّدْتُ يدى. والوساد : ما يتوسَّدهُ الرّجُل عند مَنامِه ، والجمع وُسُد. والله أعلم.

__________________

(١) كذا ضبط فى الأصل والجمهرة (١ : ٢٩٠). وضبط فى القاموس بضم الميم كموسر. ولم يذكر فى اللسان.

١١١

[باب الواو والشين وما يثلثهما]

وشظ (١) الواو والشين والظاء : قياسٌ واحد ، وهو إلصاقُ شىءِ بشىءٍ ليس منه. والوَشِيظ : عُظَيم يكون زيادةً فى العَظْم الصَّميم ، ولذلك يقال لمن انتَمَى (٢) إلى قومٍ ليس منهم : وَشِيظ. وَشَظْتُ الفَأسَ أشِظُها : ضَيَّقْت خُرْتَها من عَيْر (٣) نِصابها. والله أعلم بالصواب.

وشع الواو والشين والعين : أصلٌ واحد يدلُّ على نَسجِ شىءٍ أو تزيينِه أو ما أشبَهَ ذلك. الوشيعة : خشبَةٌ يُلَفُّ عليها الغَزْل من ألوانٍ شَتَّى ، كلُّ لفيفةٍ منه وَشيعة. ويقال : أوْشَعَتِ الأرضُ : بدا زَهرُها. والوَشيع : حصير يُتَّخذ من ثُمام. والتّوشيع : رَقْم الثَّوب. والوَشائع : طرائق الغُبار. ووَشَّعَه الشَّيب. ومما ليس من الباب وشَعْتُ الجبَل : صَعِدت.

وشق الواو والشين والقاف : كلمة واحدة ، هى الوَشِيقة : لحمٌ يقدَّد. يقال وَشَقْت وَاتَّشَقْتُ (٤). قال :

إذا عَرَضَتْ منها كَهاةٌ سَمينةٌ

فلا تُهْدِ منها واتَّشِق وتَجَبْجَبِ (٥)

وواشق : اسمُ كلْب.

__________________

(١) وردت هذه المادة فى الأصل فى آخر الباب ، فرددتها إلى حقها.

(٢) فى الأصل : «الذى».

(٣) العير : الوتد ، ويراد به الخشبة التى تدخل مع النصاب لتضييق خرت الفأس. وفى الأصل : «غير».

(٤) يقال وشقه وشقا ، وأشقه على البدل ، ووشقه توشيقا ، واتشق وشيقة اتشاقا : أخذها.

(٥) لخمام بن زيد مناة اليربوعى ، كما فى اللسان (جبب). وأنشد البيت فى اللسان (عرض وشق) بدون نسبة. وقد سبق فى (عرض ، كها).

١١٢

وشك الواو والشين والكاف : كلمةٌ واحدة هى من السُّرعة. وأوشَكَ فلانٌ خروجاً : أسْرَعَ وعَجِل. ووُشْكَانَ (١) ما كان ذلك ، فى معنى عَجْلان. وأمرٌ وشِيكٌ. وأوْشَكَ يُوشِك.

سمعت أحمد بن طاهر بن النَّجْم (٢) يقول : [سمعت ثعلباً يقول (٣)] : أوْشَكَ يُوشِك لا غير (٤). قال ابن السِّكِّيت : وَاشَكَ وِشاكا (٥) : أسرعَ السَّيرَ.

وشل الواو والشين واللام ، يدلُّ على سَيلَانِ ماءٍ قليل. فالوَشَل : الماء القليل ، وجمعُه أوشال. وجبلٌ واشلٌ : يقطُر منه الماء. وهو واشِلُ الحظِّ : ناقِصُه. والوُشُول : قلّة الغَناء والضَّعفُ. وناقةٌ وَشُولٌ : يسيل ضَرعُها ، وذلك من كَثْرة اللَّبَن.

وشم الواو والشين والميم : كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على تأثيرٍ فى شىءٍ تزييناً له. منه وَشْم اليَد ، إذا نُقِشَت وغُرِزَتْ. وأوشمَت الأرضُ : ظَهَرَ نباتُها. وأوْشَمَ البرقُ : لمعَ لمْعاً خفِيفاً. ويتَّسعون فى هذا فيقولون : ما أصابَتنا العامَ وَشْمة ، أى قَطْرةٌ من مَطَر ، وذلك لأنَّ بالقَطر تُوشَم الأرض. وربَّما قالوا : كانت : بينى وبينَه وشِيمةٌ ، أى كلام. ولا يكون ذلك إلا فى كلامِ عداوةٍ. وهذا تمثيلٌ. وأوْشَمَ : نظر إلى الشَّىءِ ، كأنَّه نَظَرَ وتأمَّلَ وَشْمَه.

__________________

(١) هو بتثليت الواو ، ومثله سرعان بتثليث السين.

(٢) كذا ورد مضبوطا فى المجمل.

(٣) التكملة من المجمل.

(٤) هذا رد على لغة العامة فى زمان ثعلب ، إذ كانوا يقولون «يوشك» بفتح الشين وضم الياء.

(٥) وكذا فى اللسان. وفى المجمل : «أواشك إيشاكا» ، تحريف.

١١٣

وشى الواو والشين والحرف المعتل : أصلانِ ، أحدُهما يدلُّ على تحسينِ شىءٍ وتزيينه(١) ، والآخر على نَماءِ وزيادة.

الأوَّل : وشَيْتُ الثَّوبَ أشيِهِ وَشْياً. ويقولون للذى يَكْذِب وينُمُّ ويُزخرِفُ كلامَه : قد وَشَى ، وهو راشٍ.

والأصل الآخر : المرأة الواشية : الكثيرة الوَلَد. ويقال ذلك لكلِّ ما يَلِد. والواشى : الرّجُل الكثير النَّسْل. والوَشْىُ : الكَثْرة. ووَشَى بَنُو فلانٍ : كَثُروا. وَما وَشَتْ هذه الماشيةُ عِندى ، أى ما وَلَدت.

وشب الواو والشين والباء : كلمة. يقال : أوباشٌ من النَّاس وأوشَاب (٢).

وشج الواو والشين والجيم : كلمةٌ تدلُّ على اشتباكٍ وتَداخُل. يقال : وَشَجَت الأغصانُ. اشتبكَتْ. وكلُّ شىء اشتَبَكَ فهو واشج. والوَشِيج من القَنَا ؛ ما نَبَتَ من الأرض مُعترِضاً ، ولعلَّ ذلك يَشتَبِك بعضُه ببعض.

وشح الواو والشين والحاء : كلمة واحدة الوِشاح. وتوشَّحَ بثَوبِه ، كأنَّه جَعَلَه وِشاحَهُ ، وكذا اتَّشَحَ به. وَشَاةٌ مُوشَّحَة : بجَنْبيها خَطّانِ.

وشر الواو والشين والراء : كلمة واحدة. الوَشْر والتَّوشير (٣) : أن تُحدِّد* المرأةُ أسنانَها. والميشار بلا همزٍ من هذا.

__________________

(١) فى الأصل : «وترتيبه».

(٢) هم الأخلاط من الناس والرعاع.

(٣) هو مقلوب التأشير ، ومادته (أشر).

١١٤

وشز الواو والشين والزاء : كلمة واحدة ، هى الوَشْزُ : ما ارتفع من الأرض ، كالنَّشْز ، ثمَّ قِيسَ عليه فقِيلَ لشدائد الأمور : أوشاز ، الواحد وَشْز.

باب الواو والصاد وما يثلثهما

وصع الواو والصاد والعين : كلمة واحدة ، هى الوَصَعْ : طائر صغيرٌ. وفى الحديث : «إنَّ إسرافِيلَ يتواضَعُ لِلَّه حتَّى يَصِيرَ مثل الوَصَعْ (١)».

وصف الواو والصاد والفاء : أصلٌ واحد ، هو تحْليَةُ الشَّىء. ووصَفْتُه أصِفه وَصْفاً. والصِّفَة : الأمَارة اللَّازِمةُ للشّىء ، كما يقال وَزَنتُه وَزْناً ، والزِّنَة : قَدْرُ الشَّىء. يقال اتَّصَفَ الشّىءُ فى عَينِ النّاظر : احتَملَ أن يُوصَف.

وأمَّا قولُهم : وصَفَت النّاقةُ وُصوفاً ، إذا أجادت السّيرَ فهو [من قولهم] للخادم وصيف ، وللخادمة وصيفة. ويقال أوْصَفَت الجاريةُ ؛ لأنَّهما يُوصَفَان عند البَيع.

وصل الواو والصاد واللام : أصلٌ واحد يدلُّ على ضمِّ شىءٍ إلى شىءِ حَتَّى يَعْلَقَه. ووَصَلْتُه به وَصلاً. والوَصل : ضِدّ الهِجْران. ومَوْصِلُ البعير : ما بين عَجُزِه وفَخذه. والواصِلَة فى الحديث : التى تَصِلُ شَعْرَها بشعرٍ آخَرَ زُوراً. ويقول وصَلْتُ الشّىءَ وصلاً ، والموصول به وِصْلٌ بكسر الواو.

__________________

(١) فى اللسان : «إن العرش على منكب إسرافيل ، وإنه ليتواضع لله حتى يصير مثل الوصع. يروى بفتح الصاد وسكونها».

١١٥

ومن الباب الوَصِيلة : العِمارة والخِصْب ، لأنَّها تَصِلُ النّاسَ بعضَهم ببعض ، وإذا أجْدَبوا تَفَرَّقُوا. والوَصيلة : الأرض الواسعة ، كأنَّها وُصِلَت فلا تَنقطِع. أمَّا الوَصِيلة من الغَنَم فى قوله تعالى : (وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ) .. (١).

وصم الواو والصاد والميم : أصلٌ صحيح يدلُّ على كَسْر وضَعْف. ووجد توصيماً فى جَسدِه ، أى تكسيراً وفَترةً وكَسَلا. قال :

وإذا رُمْتَ رحيلاً فارتحِلْ

واعصِ ما يأمُرُ توصيمُ الكَسَلْ (٢)

والوَصْم : الصَّدعُ غَير بائن. يقال : أصابَ القناةَ وَصْمٌ.

ويُحمَل على هذا فيقال للعار والعَيب : وَصْم. قال :

فإنْ تك جَرْمٌ ذاتَ وصمٍ فإِنّنا

دَلَفْنا إلى جرمٍ بِألأَمَ من جَرمِ (٣)

وصى الواو والصاد والحرف المعتلّ : أصلٌ يدلُّ على وَصلِ شىءٍ بشىء. ووَصَيْتُ الشَّىءَ : وصَلْتُه. ويقال : وطِئْنا أرضاً واصيةً ، أى إنَّ نَبتَها متَّصلٌ قد امتلأَتْ منه. ووَصَيْتُ اللّيلةَ باليوم : وصَلْتُها ، وذلك فى عملٍ تَعمَلُه. والوصِيَّة من هذا القياس ، كأنّه كلامٌ يُوصَى أى يُوصَل. يقال : وصَّيْتُه توصيةً ، وأوصَيْتَه إيصاء.

__________________

(١) كذا وردت العبارة مبتورة فى الأصل. وفى المجمل : «والوصيلة من الغنم كانوا ..... هم الشاة ذكرا قالوا : هذا لآلهتنا ، فيقربونه ، فإذا ولدها ذكرا وأنثى قالوا : وصلت ..... ها من أجلها» الكتابة مبتورة فى المجمل أيضا.

(٢) للبيد فى ديوانه ١٢ طبع ١٨٨١ واللسان (وصم).

(٣) أنشده فى المجمل واللسان (وصم).

١١٦

وصب الواو والصاد والباء : كلمةٌ تدلُّ على دَوامِ شىء. ووَصَبَ الشّىءُ وصوباً : دام. ووَصَبَ الدِّينُ : وَجَب. ومَفَازةٌ واصبِة : بعيدةٌ لاغايةَ لها. وفى كتاب الله تعالى : (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ) ، أى دائم. والوَصَب : المرضُ المُلازم الدَّائم. رجلٌ وصِبٌ ومُوَصَّبٌ : دائم الأوصاب.

وصد الواو والصاد والدال : أصلٌ يدلَّ على ضمِّ شىءٍ إلى شىء. وأوصَدْتُ البابَ: أغلَقْتُه. والوَصيد : النَّبْت المتقارِبُ الأصول. والوصيد : الفِناء لاتِّصاله بالرَّبع. والمُوصَد : المُطْبَق. وقال تعالى : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ).

وصر الواو والصاد والراء : كلمةٌ واحدة. قال الخليل : الوَصِيرة : الصَّكّ. ويقال الوِصْر : السِّجِلُّ يكتُبه الملك لِمَنْ يُقْطِعُه (١). وفى بعض الحديث : «إنَّ هذا اشتَرَى مِنِّى أرضاً وقَبَضَ مِنِّى وِصْرَها ، فلا هو يردُّ (٢) عَلَىَ الْوِصْر ولا يعطينى الثمن».

[باب الواو والضاد وما يثلثهما]

وضع الواو والضاد والعين : أصلٌ واحد يدلُّ على الخَفْض [للشىء] وحَطِّه. وَوَضَعتُه بالأرض وضعاً ، ووضَعت المرأة ولدَها. [و] وُضِع فى تِجَارته يُوضَع : خَسِر. والوضائع : قومٌ ينقَلون من أرضٍ إلى أرضٍ يسكنون بها.

__________________

(١) ذكر فى اللسان «الوصير» و «الوصر» وقال : «كلتاهما فارسية معربة».

(٢) فى الأصل : «يرد» صوابه من المجمل واللسان. ولفظ المجمل : «فهو لا يرد على الوصر ولا يعطينى الثمن» ولفظ اللسان : فلا «ويعطينى الثمن ولا هو يرد الوصر».

١١٧

الوَضيع : الرّجُل الدنِىّ. والدّابّةُ تَضَع فى سَيْرِها وَضْعاً ، وهو سَيْرٌ سهلٌ يخالف المرفوع. قال :

مَرفوعها زَوْلٌ ومَوضوعُها

كَمِّر صَوْبٍ لجِبٍ وَسْطَ رِيحْ (١)

يقال! منه : إنَّها لَحَسَنَة الموضوع. وقد أوْضَعَها راكِبُها. ووَضَعَ (٢) الرّجلُ : سار ذلك السّير. وذُكِرَ أنَّ [الواضِعات (٣)] : الإبل تأكل الخلّة. وأنشَدُوا :

رأى صاحِبِى فى الواضعات نجيبةً

وأمثالهَا فى الغادياتِ القوامِسِ (٤)

والرجل المُوَضَّع : الذى ليس بمستحكمِ الأمر.

وضم الواو والضاد والميم : كلمة واحدة ، هى الوَضَمُ : كلُّ شىءٍ يُوضَع عليه اللَّحمُ من خشبٍ وحجر. وَضَمْتُ اللّحْمَ : اتَّخَذْتُ له وَضَماً. وأوضَمْتُه : جعلتُه على الوَضَم. ويقال : استَوْضَمْتُ الرّجُلَ ، أى استضَمْتُه وجعلتُه تَحْتِى كالوَضَم. وتوضّمَ الرّجُل المرأةَ : وقَعَ عليها. والوَّضيمة : القوم يَقلُّ عددُهم ، يَنزِلُون على القَوم فيُحسِنون إليهم.

__________________

(١) لطرفة فى ديوانه ١٣ واللسان (رفع ، وضع) وقد سبق فى (رفع) برواية : «موضوعها زول ومرفوعها». مطابقا بذلك ما فى اللسان (رفع) ، وهى رواية نبه على حطئها ابن برى ، كما فى اللسان (رفع). وجاء فى اللسان (وضع) مطابقا لرواية المقاييس (وضع) وهى الرواية الصحيحة. وفى اللسان (وضع) أيضا : «كمر غيث لجب».

(٢) فى الأصل : «وواضع» ، تحريف. وأنشد فى اللسان شاهد لذلك :

يا ليتنى فيها جذع

أخب فيها وأضع

(٣) التكملة من المجمل.

(٤) فى الأصل : «والواضعات» ، صوابه فى المجمل واللسان (وضع) وفى المجمل : «العاديات» بالعين المهملة. وفى اللسان : «الواضعات» بدلها.

١١٨

وضأ الواو والضاد والهمزة : كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على حُسنٍ ونَظافة. وَضُؤَ (١) الرّجُلُ يَوْضَؤُ ، وهو وضىءٌ. والوَضُوء : الماء الذى يُتَوَضَّأ به. والوُضوء فِعلُك إذا توضأْت ، من الوَضَاءَة ، وهى الحُسنُ والنَّظافة ، كأنَّ الغاسِل وجهَه وضَّأَه ، أى حسَّنَه.

وضح الواو والضاد والحاء : أصلٌ واحد يدلُّ على ظُهور الشَّىءِ وبُروزِه. ووَضَح الشَّىءُ : أبَانَ. [و] فى الشِّجاج المُوضِحَةُ ، وهى تُبدِى وَضَح العَظْم. واستَوْضَحْتُ الشَّىءَ ، إذا وضعتَ يدكَ على عينيك تنظر وهل تراه. وجاء فى الحديث : «صُومُوا من وَضَح إلى وَضَحِ». أى من ضَوء. إلى ضوء. والوَضَّاح : الرّجُل الأبيض اللَّون الحَسَنُ. وأوضَحَ الرّجلُ : وُلِد لَه البِيض من الأولاد. ومن أين أوضَحْتَ ، أى من أبن بدا [وضَحُك (٢)] ، أى من أين طَلَعت. ووَضَحُ الطريقِ : مَحجَّتُه. والواضحة : الأسنان تبدو عند الضَّحِك. قال :

كلُّ خليلٍ كنت خالَلْتُه

لا تَرَكَ اللهُ لهُ واضِحهْ (٣)

والأوضاح : بقايا الحَلِىِّ والصِّلِّيان. والأوضاح : حَلْىٌ من فِضّة.

وضخ الواو والضاد والخاء : .... (٤).

__________________

(١) فى الأصل : «وضؤ الرجل يوضؤ الرجل يوضو». وفيه تكرار.

(٢) التكملة من المجمل.

(٣) لطرفة فى ديوانه ٤٣ والحيوان (٦ : ٣٠٢) وعيون الأخبار (٢ : ٣). وأنشده فى اللسان (وضح) بدون نسبة. ويروى : «صافيته».

(٤) وردت هذه المادة مبتورة مختلطة بما بعدها. والذى فى المجمل :

(وضخ) المواضخة : تَبَارِى المستَبِقَيْن. ثم استُعير فى كلِّ مُتَبارِيَيْن.

١١٩

وضر الواو والضاد والراء (١)] : كلمة واحدة تدلُّ على لَطْخِ شىءٍ بشىء. فالوَضَر مثل الدَّرَن والزَّهَم. قال :

* أبارِيقُ لم يَعْلَقْ بها وَضَرُ الزُّبدِ (٢) *

قال أبو عبيدة : يقال لبقيَّةِ الشَّىء على الشَّىء : الوضَر ، كبقيّة الهِناء على البعير

باب الواو والطاء وما يثلثهما

وطف الواو والطاء والفاء : أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على طولِ شىء ورَخَاوته. من ذلك : الوَطَف : طُول الأشفار وتَهدُّلُها. والوطف : انهمالُ المطر. والأوطف : البعير القصيرُ شعرِ الأذُنينِ والعينَين. وإنّما يُراد بهذا أنّه لا يبلغ به وَطَفُه أن يكونَ أزبّ ، لأنَّ كلَّ أَزَبَّ نَفور. فهذا دونَ الأزبّ ، وإلَّا فهو تامُّ الشعر. ويستعار فيقال : هو فى عيشٍ أوْطَف ، أى واسعٍ رخِىّ.

وطن الواو والطاء والنون : كلمةُ صحيحة. فالوَطَن : مَحَلُّ الإنسان. وأوطان الغَنَم : مَرَابضها (٣). وأَوْطَنْتُ الأرضَ : اتَّخَذتُها وَطَناً. والمِيطانُ : الغابة (٤).

وطأ الواو والطاء والهمزة : كلمةٌ تدلُّ على تمهيدِ شىءٍ وتسهيله. ووطَّأْتُ له المكان. والوِطاءُ : ما توطأْتَ به من فِراش. ووَطِئْتُه برحِلى أطَوُّه.

__________________

(١) تكملة يحتاج إليها الكلام. وانظر التنبيه السابق.

(٢) لأبى الهندى ، واسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس ، فى اللسان (وضر) والشعر والشعراء ٢٤٢ و ٦٦٤ والأغانى (٢١ : ١٧٨). وصدره :

سيفنى أبا الهندي عن وطب سالم

(٣) فى الأصل : «مرابطها» ، صوابه فى المجمل واللسان.

(٤) هو أول الغاية ، كما أن الميتاء والميداء آخر الغاية.

١٢٠