معجم مقاييس اللغة - ج ٢

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

والرَّخَمَة : الطائر الذى يقال له الأنوق ، يقال سمِّى بذلك لرَخْمتِه على بَيضَتِه ، يقال إنّه لم يُرَ له بيضٌ قطّ. وهو الذى أراده الكميت بقوله :

وذات اسمَيْنِ والألوانُ شَتَّى

تُحمَّقُ وهى بَيِّنة الحَويلِ (١)

ومن هذا الباب قول أهل العربية : «الترخيم» ، وذلك إسقاط شىءِ من آخر الاسم فى النِّداء ، كقولهم : يا مالك ، يا مالِ ؛ ويا حارث ، يا حارِ. كأنّ الاسمَ لما ألقى منه ذلك رَقّ. قال زُهير :

يا حارِ لا أُرْمَيَنْ منكم بداهيةٍ

لم يَلْقَهَا سُوقَةٌ قبلى ولا مَلِكُ (٢)

ومما شذّ عن هذا الأصل قولُهم : شاةٌ رَخْماء ، وهى التى ابيضَّ رأسها.

رخو الراء والخاء والحرف المعتلّ أصلٌ يدلُّ على لِينٍ وسخافةِ عقل. من ذلك شىء رِخْوٌ بكسر الراء. قال الخليل : رُخْوٌ أيضاً (٣) ، لغتانِ. يقال منه رَخِىَ يَرْخَى ، ورَخُوَ ، إذا صار رَخْوا. ويقال : أرْخَتِ الناقة ، إذا استَرخَى صَلَاها. وفرسٌ رِخْو ، إذا كانت سهلة مسترسلة ، فى قول أبى ذؤيب :

* فهى رِخْوٌ تمزَعُ (٤) *

ويقال استرخى به الأمرُ واسترخت به حالُه ، إذا وقع فى حالٍ حسنةٍ غير شديدة. وتراخَى عن الأمر ، إذا قعد عنه وأبطأ. ومن الباب الرُّخاء ، وهى الريح

__________________

(١) فى الحيوان (٧ : ١٨ ، ٢٢) واللسان (حول): «وهى كيسة الحيل». وقد سبقت روايته فى (حول) برواية : «ببنة الحويل».

(٢) ديوان زهير ١٨٠. وهو يعنى الحارث بن ورقاء الصيداوى ، وكان قد استاق إبل زهير وراعيه بساراً.

(٣) الضبط بضم الراء عن المحمل. على أن (الكلمة مثلثة ، تقول أيضاً بفتح الراء.

(٤) البيت بتمامه كما فى ديوانه ١٦ والمفضليات (٢ : ٢٢٧) واللسان (رخا) :

تغدو به خوصا تقطع جربها

؟ فهى رخو تمزح

٥٠١

اللِّينة. قال الله تعالى : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ). والإرخاء مِن رَكْضِ الخيل* ليس بالحُضْر المُلْهَب (١). يقال فرسٌ مِرْخاءٌ من خَيل مَرَاخٍ ، وهو عَدْوٌ فوق التَّقْرِيب (٢). قال أبو عبيدٍ : الإِرخاء أن يخلّى الفرسُ وشَهوتَه فى العَدْوِ ، غير متعبٍ له. وهذه أُرْخِيّة ، لمِا أرْخَيْتَ مِن شىءٍ.

رخد الراء والخاء والدال كلمة واحدة ليس لها قياس. ويقال : الرِّخْوَدّ : الليِّن العِظام.

باب الراء والدال وما يثلثهما

ردس الراء والدال والسين أُصَيلٌ يدلُّ على ضربِ شىءِ بشىء. يقال ردَسْتُ الأرض بالصّخرةِ وغيرِها ، إذا ضربْتَها بها. والمِرْدَاس : صَخْرة عظيمة ، مِفْعال من رَدَسْت. قال الأصمعىُّ : ما أدرِى أين رَدَس؟ أى ذهَب. والقياسُ واحدٌ ، لأنَّ الذاهبَ يقال له : ذَهَب فى الأرض ، وضَرَب فى الأرض.

ردك الراء والدال والكاف ليس أصلا ، لكنهم يقولون : خَلْقٌ مُرَوْدَكٌ ؛ أى سمين. قال :

* قامت تُرِيك خَلْقَهَا المُرَوْدَكا*

ردع الراء والدال والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مَنْع وصَرْع يقال ردَعْتُه عن هذا الأمرِ فارتدَع. ويقال للصَّريع : الرَّدِيع. حكاه ابنُ الأعرابىّ (٣)

__________________

(١) فى الأصل : «المهلب» ، صوابه فى المجمل.

(٢) فى الأصل : «القريب». والتقريب : ضرب من العدو.

(٣) زاد فى المجمل : «ويقال هو بالغين».

٥٠٢

والمرتدع من السِّهام : الذى [إذا] أصاب الهدف انفضَخَ عُودُه. والمُرّتدع : المَتلَطِّخ بالشىء. قال ابنُ مقبِل :

* يَجْرِى بديباجَتَيْه الرَّشْحُ مُرتَدِعُ (١) *

فالمرتدِع المتلطِّخ ؛ ويقال إنّه من الرَّدْع ، والرَّدْع : الدم. قال بعضُ أهل اللُّغة. ومنه يقال للقتيل : «رَكِبَ رَدْعَه». والأصل فى هذا كلِّه ما ذكرناه أن الرَّدْع الصَّرْع ، وإذا صُرِع ارتَدَع بدمِه إن كان هناك دَم. قال ابنُ الأعرابىّ : ركِبَ رَدْعَه ، إذا خَرَّ لِوَجهِهِ. ومن الباب الرُّدَاع وهو وجع الجسم أجْمَع ، وهذا صحيحٌ لأن السقيم صريع. قال :

فوا حَزَنِى وعاوَدَنى رُدَاعِى

وكان فِراقُ لُبْنَى كالخِدَاع (٢)

ردغ الراء والدال والغين أُصَيلٌ يدلُّ على استرخاءِ واضطراب من ذلك الرَّدْغُ : الماء والطين. ومنه الرَّديغ ، وهو الأحمق ، والأحمق مضطرِب الرأى

ومما شذّ عن ذلك المَرَادِغ : ما بَين العُنق والتَّرقُوة.

ردف الراء والدال والفاء أصلٌ واحدٌ مطّرد ، يدلُّ على اتِّباع الشىء. فالتَّرادف : التتابع. والرَّدِيف : الذى يُرادِفُك. وسُمِّيت العجيزَةُ رِدْفاً من ذلك. ويقال : نَزَلَ بهم أمرٌ فرَدِفَ لهم أعظَمُ منه ، أى تبِع الأوَّلَ ما كان أعظَمَ منه. والرِّدَاف : مَوضع مَرْكَب الرِّدفِ. وهذا بِرَذونٌ لا يُرادِفُ ،

__________________

(١) سبق إنشاده فى (دبج). وصدره كما فى اللسان (دبج ، رشح ، ردع) :

يخدى بها بازل؟ مرافقه

(٢) لقيس بن ذربح ، كما فى اللسان (ردع).

٥٠٣

أى لا يَحمِل رَدِيفا. وأردافُ النُّجوم : تَوَالِيها. ويقال أتينا فلاناً فارتدفْناهُ ارْتِدافاً ، أى أخذناه أَخْذاً. والرَّدِيف : النجم الذى يَنُوء مِن المشرق إذا انغمَسَ رقِيبُه فى المغرب : وأرداف الملوك فى الجاهلية : الذين كانوا يَخْلُفُون الملوك. والرِّدْفانِ : الليل والنهار. وفى شعر لبيدٍ «الرِّدْف (١)» ، وهو مَلّاح السَّفينة. وهذا أمرٌ ليس له رِدْف ، أى ليست له تَبِعة. قال الأصمعىّ : تعاونوا عليه وترادَفُوا وتَرَافَدوا ، بمعنًى. ويقال رَادَف الجرادُ ؛ والمُرادفة : ركوب الذكرِ الأُنثى. قال أبو حاتم : الرّديف : الذى يجىء بقِدْحه بعد أن فاز مِن الأيسار واحد أو اثنانِ ، ويسألُهم أن يدخلوا قِدْحَه فى قِدَاحِهم. قال الأصمعىّ : الرُّدَافَى ، هم الحُداة ، لأنَّهم إِذا أعيا أحدُهم خَلَفَه الآخر. قال الرَّاعى :

وَخُودٌ مِن اللائى يُسَمَّعْنَ بالضُّحَى

قريضَ الرُّدَافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ (٢)

والرَّوَافد : رواكِيب النَّخل.

ردم الراء والدال والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على سَدّ ثُلْمة. يقال رَدَمْت البابَ والثُّلْمة. والرَّدْم : مصدرٌ ، والرَّدْم اسم (٣). والثوب المُرَدَّم هو الخَلَق المُرَقَّع. فأما قوله :

هل غادَرَ الشُّعراءِ مِن مُتَرَدَّمِ

أم هل عَرَفْتَ الدارَ بعد توهُّمِ (٤)

على رواية من رواه كذا ، فإنّه فيما يقال الكلام يُلْصَق بعضُه ببعض.

__________________

(١) يعنى قول لبيد فى ديوان ٦٦ طع ١٨٨٠ واللسان (ردف ١٦) :

فالتام طائقها القديم فأصبحت

ما أن يقوم؟؟

(٢) البيت فى صفة ناقة. انظر اللسان (وخد ، ردف ، هود).

(٣) الاسم والمصدر سواء ، كما فى اللسان والقاموس.

(٤) البيت مطلع معلقة عنترة.

٥٠٤

ومن الباب : أردَمَتْ عليه الحُمَّى : دامت وأَطبَقَتْ. يقال وِرْدٌ مُرْدِمٌ ، وسَحاب مُرْدِم.

ردن الراء والدال والنون هذا بابٌ متفاوتٌ الكَلِم لا تكاد تلتقى منه كلمتانِ فى قياسٍ واحد ، فكتبناه على ما به ، ولم نَعْرِضْ لاشتقاق أصلِه ولا قياسِه. فالرُّدْن : مقدَّم الكُمّ. يقال أرْدَنْتُ القَميصَ جعلْتُ له رُدْناً ، والجمع أَرْدَان. قال :

وعَمْرةُ مِن سَرَوَاتِ النِّسا

ءِ ينفَحُ بالمسك أردانُها (١)

ويقولون إن الرَّدَن الخزُّ ، فى قول الأعشى :

فأفنيتُها وتعَلّلْتُها

على صَحصَحٍ ككِساءِ الرَّدَن (٢)

والرُّمْح الرُّدينىّ ، منسوبٌ إلى امرأة كانت تسمَّى رُدَيْنَةَ. ويقال للبعير إذا خالطَتْ حمرتَه صُفرةٌ : هو أحمرُ رادِنىٌ ، والناقة رادِنِيَّة. ويقولون إنَ المِرْدَن المِغزل الذى يُغزَل به الرَّدَن. وليس هذا ببعيدٍ. ويقال إنّ الرَّادِن الزَّعفران. وينشد :

* وأخذَتْ من رادِنٍ وكُرْكُمِ (٣) *

وحُكى عن الفرّاء : رَدِن جِلدُه رَدَنا ، أى تقبَّض. والاردُنّ : النُّعاس الشديد. قال :

* قَدْ أَخَذَتْنى نَعْسَةٌ أُرْدُنُ (٤) *

__________________

(١) لقيس بن الخطيم الأنصارى فى ديوانه ٨ واللسان (ردن).

(٢) ديوان الأعشى ١٦. ويروى : «تعاللتها» و: «كرداء الردن».

(٣) للأغلب العجلى ، كما فى اللسان (ردن).

(٤) لاباق الدبيرى ، كما فى اللسان (ردن).

٥٠٥

ولم يسمع من أُرْدُنّ فِعْل. قال قطرب : الرَّدَن : الغِرس الذى يخرج مع الولد من بطن أمِّه ، وتقول العرب : هذا مِدْرَع الرَّدَن. قال : الرَّدْن : النَّضْد. تقول : رَدَنْتُ المتاع. قال : والرَّدْنْ : صوتُ وَقْعِ السلاحِ بعضِه على بعض.

رده الراء والدال والهاء أُصَيلٌ يدل على هَزْمٍ فى صَخرةٍ أو غيرها. قالوا : الرَّدْهَة : قَلْتٌ فى الصَّفا يجتمع فيه ماءُ السماء ؛ والجمع رِدَاه. فأما الذى حُكِى عن الخليل فمخالفٌ لما ذكَرْناه ؛ قال : الرَّدَه (١) : شِبهُ آكامٍ خشنةٍ كثيرة الحجارة ، الواحدة رَدْهَةٌ. قال وهى تِلال القِفاف. قال رُؤبة :

* مِن بَعْد أَنْضاد التلال الرُّدَّهِ (٢) *

ردى الراء والدال والياء (٣) أصلٌ واحدٌ يدلُّ على رَمْىٍ أو تَرَامٍ وما أشبه ذلك. يقال ردَيْتُه بالحجارة أَردِيه : رميتُه. والحجر مِرْداةٌ. والرَّدْى ثلاثة مواضع ترجع إلى قياس [ما] قد ذكرناه. فالأول رَدَى الحجَر. والثانى رَدَى الفرسُ : أسرع. وَرَدَتِ الجارية ، إذا رفعَتْ إحدى رجلَيها وقفزت بواحدة ، وهو الثالث. وكلُّ ذلك يرجِع إلى الترامِى. والرَّدَيَان : عدْوُ الحمار بين آرِيِّه ومُتمعَّكِه. ومن الباب الرَّدَى ، وهو الهَلاك ؛ يقال رَدِىَ يَرْدَى ، إذا هلَك. وأرْدَاه الله : أهلَكَه. والتَّردِّى : التَّهَوُّر فى المَهْوَى. يقال رَدِىَ فى البئر كما يقال

__________________

(١) فى اللسان : «بفتح الراء والدال. هذا قول أهل اللغة. قال ابن سيده : والصحيح أنه اسم للجمع».

(٢) ديوان رؤبة ١٦٧ واللسان (رده). والذى فى الديوان :

تعدل أنضاد اللفاف الرده

عنها وأثباج الرسل الورد

وقد أشير فى حواشى اللسان إلى رواية التكملة : «يعدل أنضاد القفاف».

(٣) فى الأصل : «رود. الراء والواو والدال» ، تحريف.

٥٠٦

تَرَدَّى. قالها أبو زيد. ويقال : ما أدرى أين رَدَى ، أى أين ذهَب. وهو من الباب ، معناه ما أدرى أين رَمَى بنفسِه. ومن الباب الرَّدَاةُ : الصخرة ، وجمعها الرَّدَى. قال :

* فَحْل مَخَاضٍ كالرَّدَى المنقَضِ (١) *

وإذا قالوا للناقة مِرْداةٌ ، فإنما شبَّهوها بالصَّخرة. ويقال رادَيتُ عن القوم ، إذا رَامَيْتَ عنهم. فأما قول طفَيل :

يُرَادَى على فَأْسِ اللِّجام كأنما

يُرادَى على مِرْقَاةِ جِذْعٍ مشذَّبِ (٢)

فليس هذا من الباب ؛ لأنَّ هذا مقلوبٌ. ومعناه يُراوَد. وقد ذكر فى موضعه. ومما شذّ عن الباب الرِّداء الذى يُلبَس ، ما أدرى مِمّ اشتقاقُه ، وفى أىِّ شىءِ قياسُه. يقال فلانٌ حسَنُ الرَّدْية ، من لُبْس الرداء. ومما شذَّ أيضاً قولُهم : أردَى على الخمسين ، إذا زاد عليها.

فأما المهموز فكلمتانِ متباينتان جِدَّا. يقال أَردأْتُ : أَفسدْتُ. ورَدُؤَ الشىءُ فهو ردِىء. والكلمة الأخرى أردأت ، إذا أَعَنْتَ. وفلانِ رِدْءِ فلانٍ ، أى مُعِينه. قال الله جلّ جلالُه* فى قصة موسى : (فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي).

ردج الراء والدال والجيم ليس بشىء. على أنَّهم يقولون إنّ الرَّدَج ما يُلقيه [المُهْر (٣)] من بطنه ساعةَ يُولَد. وينشدون :

لها رَدَجٌ فى بيتها تستعدُّه

إذا جاءها يوماً من الدّهر خاطبُ (٤)

__________________

(١) البيت فى اللسان (ردى ٣٣).

(٢) ديوان طفيل ١١ واللسان (ردى ٣٤).

(٣) التكملة من المجمل.

(٤) البيت لجرير كما فى اللسان (ردج).

٥٠٧

ردح الراء والدال والحاء أصَّل فيه ابنُ دُريدٍ أصلا. قال : أصله تراكُمُ الشىءِ بعضِه على بعض. ثم قال : كتيبة رَدَاحٌ : كثيرة الفُرسان. وقال أيضا : يقال أصل الرَّدَاحِ الشجرة العظيمة الواسعة. ومن الباب فلانٌ رَدَاحٌ أى مخصِب. ومن الباب الرَّدَاحُ : المرأة الثَّقيلة الأوراك. ومعه ردَحْتُ البيت وأَرْدَحْتُه ، من الرُّدْحة ، وهو قطعةٌ تُدخَل فيه ، أو زيادةٌ تزاد فى عَمَده. وأنشد الأصمعى :

* بَيْتَ حُتُوفٍ أُرْدِحَتْ حَمَائرُه (١) *

قال ابن دريد (٢) : رَدَحْتِ البيتَ ، إذا ألقيتَ عليه الطِّين.

ردخ الراء والدال والخاء ليس بشىء. على أنَّهم حكَوْا عن الخليل أن الرَّدْخ : الشَّدْخ.

ردب (٣) الراء والدال والباء ليس بشىء. ويقولون للقِرْمِيدة الإِردَبة. والإردَبُ : مكيال لأهل مِصرَ ضخمٌ

باب الراء والذال وما يثلثهما

رذم الراء والذال والميم أُصَيْلٌ يدلُّ على سَيَلانِ شىء. يقال

__________________

(١) من رجز لحميد الأرقط ، كما فى اللسان (حمر). وقد سبق إنشاده فى (حمر). وأنشده فى اللسان (ردح) أيضاً. وقبله :

أعد البيت الذي يعامره

(٢) الجمهرة (٢ : ١٢١). ونصها : «والردح من قولهم ردحت البيت بالطين أردحه ردحاً وأردحته إرداحاً ، لغتان فصيحتان ، إذا كائفت عليه الطين».

(٣) الترتيب الصحيح لهذه المادة أن تكون بعد مادة (ردى) ، لكن هكذا وضعت فى المجمل والمقاييس. ويبدو أنه قد انساق مع ترتيب المجمل.

٥٠٨

جَفْنَة رَذُمٌ ، إذا سالَتْ دَسَماً. وعَظْمٌ رَذُوم ، كأنّه من سِمنه يسيل دَسَماً. قال :

* وفى كفِّها كِسْرٌ أبَحّ رَذُومُ (١) *

رذا الراء والذال والحرف المعتل يدلُّ على ضعفٍ وهزال. فالرّذِيَّة : الناقة المهزولة من السَّير ، والجمع رَذَايا. قال أبو دُواد :

رَذَايا كالبَلَايا أو

كعِيدانٍ من القَضْبِ (٢)

يقال منه : أرذَيْتُها.

رذل الراء والذال واللام قريبٌ من الذى قبله. فالرَّذْل : الدُّون مِن كلِّ شىء ، وكذلك الرُّذَال.

انقضى الثُّلاثى من الراء.

باب الراء وما بعدها مما هو أكثر من ثلاثة أحرف

وهذا شىء يقِلُّ فى كتاب الراء ، والذى جاء منه فمنحوتٌ أو مزيدٌ فيه من ذلك (رَعْبَلْتُ) اللّحمَ رعْبَلةً ؛ إذا قطَّعتَه. قال :

* ترى الملوكَ حولَه مُرَعْبَلَهْ (٣) *

__________________

(١) فى الأصل : «وفى يدها» ، صوابه مما سبق فى مادة (بح) حيث الكلام على البيت.

(٢) القضب ، بالفتح : شجر تتخذ منه القسى ، ويقال إنه جنس من النبع. وقد أنشد البيت فى اللسان (قضب) وفسره.

(٣) ويروى أيضا «مغربله» كما فى اللسان (رعبل ، غربل) والمخصص (٦ : ١١٤). وفى اللسان (غربل) والأغانى (١٣ : ١٤٠ ، ١٤١) :

أحياء أباه هاشم بن حرمله

يوم الهباءات ويم اليعمله

ترى الملوك حوله مغربله

ورمحه للوالدات مشكله

يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له

٥٠٩

فهذا ممَّا زِيدت فيه الباء ، وأصله من رَعَل ، وقد مضى. يقال لما يُقْطَع من أُذُن الشَّاة ويترك معلَّقاً ينوسُ كأنه زَنَمَةٌ : [رَعْلَة]. فالرَّعْبَلَة من هذا.

ومن ذلك (الرَّهْبَلة) : مَشْىٌ بثِقَلٍ. وهذا منحوتٌ من رَهَل ورَبَل ، وهو التجمُّع والاسترخاء ، فكأنها مِشْيَةٌ بتثاقُل.

ومن ذلك (المرجَحِنُ) ، وهو المائل ، فالنون فيه زائدة ، لأنّه من رَجَح. وليس أكثَر من هذا فى الباب. والله أعلم بالصواب

تم الجزء الثانى من مقاييس اللغة بتقسيم محققه

ويليه الجزء الثالث وأوله «كتاب الزاء»

٥١٠

مراجع التحقيق والضبط

يضاف إلى المراجع المثبتة فى نهاية الجزء الأول :

أمالى الزجاجى. طبع السعادة ١٣٢٤ القاهرة.

أمالى ابن الشجرى. طبع ١٣٤٩ حيدر أباد.

البيان والتبيين ، تحقيق عبد السلام هارون. طبع لجنة التأليف ١٣٦٩.

ديوان تميم بن مقبل. مديرية إحياء التراث بدمشق ١٣٨١.

ديوان الحادرة. نسخة الشنقيطى رقم ٣٤ أدب ش بدار الكتب المصرية.

ديوان حميد بن ثور. مخطوط بتحقيق العلامة الميمنى معد للطبع بدار الكتب المصرية.

ديوان زهير بشرح الشنتمرى. طبع النعسانى ١٣٤٧ القاهرة.

ديوان طفيل بن عوف. طبع ١٩٢٧ م لندن.

ديوان عبد الله بن الدمينة. طبع المنار ١٣٣٧ القاهرة.

ديوان عروة بن حزام. مخطوط برقم ٧٠ ش بدار الكتب المصرية.

رسائل الجاحظ. طبع الساسى ١٣٢٤ القاهرة.

شرح الشافية للرضى. طبع مطبعة حجازى ١٣٥٨ القاهرة.

الشعر والشعراء لابن قتيبة. طبع دار إحياء الكتب العربية ١٣٦٦.

الفهرست لابن النديم. طبع الرحمانية بالقاهرة.

لامية العرب للشنفرى. طبع الجوائب ١٣٠٠ تركيا.

المجمل لابن فارس. مخطوط برقم ٣٨٢ لغة بدار الكتب المصرية.

محاضرات الأدباء للراغب. طبع الشرفية ١٣٢٦ القاهرة.

٥١١

مختارات ابن الشجرى. طبع المطبعة العامرة ١٣٠٦ القاهرة.

معاهد التنصيص للعباسى. طبع البهية ١٣١٦ القاهرة.

منتهى الطلب لابن ميمون. مخطوط برقم ٥٣ ش بدار الكتب المصرية.

المؤتلف والمختلف للآمدى. طبع القدسى ١٣٥٤ القاهرة.

نهاية الأرب للنويرى. طبع دار الكتب المصرية ١٣٤٢.

همع الهوامع للسيوطى. طبع السعادة ١٣٢٧ القاهرة.

وقعة صفين لنصر بن مزاحم. طبع دار إحياء الكتب العربية ١٣٦٥.

٥١٢