معجم مقاييس اللغة - ج ٢

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا

معجم مقاييس اللغة - ج ٢

المؤلف:

أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريّا


المحقق: عبد السلام محمّد هارون
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مكتب الإعلام الإسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥١٢

رمع الراء والميم والعين أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ وحركةٍ. فالرَّمَّاعةُ من الإنسان : الذى يضطرب من الصبىِّ على يافُوخِه. والرَّمَعَانُ : الاضطِراب. ويقال رَمَعَ أَنْفُ الرّجُل يَرمَع رمَعاناً ، إذا تحرَّك من غضبٍ. ومن الباب قَبَحَ الله أمَّا رَمَعَتْ به ، أى ولدَتْه. ومن ذلك اليَرْمَع : حجارةٌ بِيضٌ رِقاقٌ تلمَع فى الشمس. ومن الباب إن صحّ ، الرامِع ، وهو الذى يطأطِئُّ رأسَه ثم يرفعه. ويقال الرُّماع تغيُّر الوَجْه (١) والباب كلُّه واحد. ويقولون : المُرَمِّعَة المَهْلكة (٢).

رمغ الراء والميم والغين لا أصلَ له ، إلا بعض ما يأتى به ابنُ دريدٍ ، من رَمَغْتُ الشىءَ ، إذا عَركتَه بيدك ، كالأديمِ وغيرِه.

رمق الراء والميم والقاف أصلٌ يدلُّ على ضَعفٍ وقِلّة. ويقال ترمَّقَ الرَّجلُ الماء وغيرَه ، إذا حَسَا حُسْوةً [بَعد أُخرى (٣)]. وهو مُرَمَّق العَيش ، أى ضيِّقه. وما عَيْشُه إلا رَماقٌ ، يُراد به ما يُمْسِك الرَّمَق. والرَّمَق : باقى النَّفْسِ أو النّفَس. قال :

وما الناسُ إلا فى رِمَاقٍ وصالح

وما العيشُ إلا خِلفَةٌ ودُرُورُ

ويقولون : «أضرعَتِ المِعْزَى فرمَّقْ رمِّقْ» ، أى اشربْ لبنَها قليلاً قليلاً ؛ لأنّ

__________________

(١) فى اللسان : والرماع : داء فى البطن يصفر منه الوجه». وفى القاموس : «وجع يعترض فى ظهر الساقى حتى يمنعه من السقى ... واصفرار وتغير فى وجه المرأة من داء يصيب بظرها».

(٢) المهلكة ، بتثليث اللام : المفارة. والمرمعة ، لم ترد فى اللسان. وفى القاموس : «والمرمعة كمحدثة : المفازة».

(٣) التكملة من اللسان.

٤٤١

المِعزَى تُنْزِلُ قبل نِتاجها بأيّام. والتَّرميق (١) : عملٌ يفعلُه الرجل لا يُحسِنُه. ويقال حبلٌ أرماقٌ ، إذا كان ضعيفاً. وقد ارمَاقَ ارمِيقاقاً.

رمك الراء والميم والكاف أصلان : أحدهما لونٌ من الألوان ، والثانى لُبْثٌ بمكان. فالأول الرُّمْكة من ألوان الإبل ، وهو أشدُّ كدْرةً من الوُرْقة. ويقال جملٌ أرمَكُ. ومنه اشتقاق الرَّامِك. والرَّمَكة : الأُنثى من البراذين. والأصل الآخر : رَمَكَ بالمكان ، وهو رامك.

رمل الراء والميم واللام أصلٌ يدلُّ على رِقّةٍ فى شىءِ يتضامُّ بعضُه إلى بعض. يقال رَمَلت الحصير ، وأرملتُ ، إذا سَخَّفْتَ نَسْجَه. قال :

* كأنَّ نَسْجَ العنكبوتِ المُرْمَلِ (٢) *

ثم يشبَّه بذلك ، [فالرَّمَل] : القليل الضَّعيف من المطر ، وجمعه أرمال. ومن الذى يقرب من هذا الباب الرَّمْل ، وهو رَقيق. ومنه ترمَّل القَتيلُ بدمِهِ ، إذا تلطخ ؛ وهو قياسُ ما ذكَرْناه. ومن الباب الرَّمَل : الهَرْوَلة ، وذلك أنه كالعَدْو أو المشْى الذى لا حصافةَ فيه. فأمّا المُرْمِلَ فهو الذى لازادَ معه ، سمِّى بذلك لأحدِ شيئين ، إمارِقَةِ حاله ، وإمّا للُصوقِه بالرّمل من فَقْره. والأرمَلُ مثلُ المُرمِل. قال جرير :

هَذِى الأراملُ قد قضّيْتَ حاجتَها

فمَنْ لحاجةِ هذا الأرمَلِ الذّكَرِ (٣)

__________________

(١) فى الأصل : «والرميق» ، صوابه من اللسان والقاموس.

(٢) البيت فى اللسان (رمل ، غزل). مع نسبته فى (غزل) إلى العجاج. انظر ديوانه ٤٧. وأنشده فى المخصص (١٧ : ١٧) وذكر أنه إنما جر «المرمل» على الجوار. وذلك لأن المرمل من صفة النسج ، فكان حقه النصب ، لكن كذا روى بفتح الميم.

(٣) ليس فى ديوان جرير. وروايته فى اللسان (رمل): «كل الأرامل».

٤٤٢

باب الراء والنون وما يثلثهما

رنى الراء والنون والحرف المعتلّ أصلٌ واحد ، يدلُّ على النّظَر. يقال رنا يرنُو ، إذا نظَرَ، رُنُوًّا. والرَّنَا : الشىء الذى تَرْنُو إليه ، مقصور. وظلَّ فلانٌ رانياً ، إذا مدّ بصرَه إلى الشىء. ويقال أرْنانِى حُسْنُ ما رأيت ، أى أعجبَنى. وفُسِّر قولُ ابنِ أحمرَ على هذا :

مَدَّت عليه المُلْكَ أطنانَها

كأسَ رَنَوْناةٌ وطِرفٌ طِمِرّ (١)

ويقال إنه لم يسمعْ إلا منه ، وكأنه الكأس التى يرنُو لها مَن رآها إعجاباً منه بها. ويقال فلان رَنُوُّ فلانةَ ، إذا كان يُديم النظرَ إليها ، واليُرَنَّا : الحِنّاء ، يجوز أن يكون من الباب ، ويجوز أن يقال هو شاذّ. ومما شذّ عن الباب الرُّنَاء : الصَّوت.

رنب الراء والنون والباء كلمةٌ واحدةٌ لا يشتقّ منها ولا يقاس عليها ، لكن يشبَّه بها. فالأرنب معروف ، ثم شبهت به أرنَبَة الأنْف ، وأرنبة الرَّمل ، وهى حِقْفٌ منه منحنٍ. يقولون كِساءٌ مؤرنَب ، للذى (٢) خُلِط غَزْله بوبَر الأرانب. وأرض مُؤَرنِبةٌ : كثيرة الأرانب. والأرنَب : ضربٌ من النَّبات.

رنح الراء والنون والحاء أصلٌ يدلُّ على تمايلٍ. يقال ترنَّحَ ، إذا

__________________

(١) فى الأصل : «مدت عليك» ، صوابه من اللسان (طمر ، رنا). وفى اللسان تفصيل فى إعرابه. ومن الأبيات التى قبله :

إن أمرأ؟ على عهد

وفي ارث ما كان أبوه

(٢) فى الأصل : «يقول كساء مؤرنب الذى».

٤٤٣

تمايَل كما يترنَّحَ السكران. ويقال رُنَّحَ فلانٌ ، إذا اعتراه وَهْن فى عظامِه ، فهو مرنَّح قال الطرِمَّاح :

وناصِرُكَ الأدنَى عليه ظَعينةٌ

تَميدُ إذا استعبَرْتَ مَيْدَ المرنَّحِ (١)

رنخ الراء والنون والخاء ليس أصلاً ، إلا أَن يكون شىء من باب الإبدال يُحمل على الباب الذى قَبْلَه ، فيدلُّ على فتور وضعف. يقولون : الرانخ : الفاتر الضَّعيف. يقال رَنَخَ ، إذا ضَعُف. وربما قالوا رنَّخْتُ الرجلَ ترنيخاً ، إذا ذَلَّلْتَه ، فهو مرنَّخ.

رند الراء والنون والدال أُصَيلٌ يدلُّ على جنسٍ من النَّبت. يقولون : الرَّنْد : شجرٌ طيِّب من شجر البادية.

وحدَّثَنا علىُّ بن إبراهيم ، عن على بن عبد العزيز ، عن أبى عُبيدٍ عن الأصمعىّ قال : ربما سمَّوْا عُود الطِّيب رَنْداً. يعنى الذى يُتبخَّر به. قال : وأنْكَر أن يكون الرّنْد الآس. وقال الخليل : الرَّنْد ضرب من الشجر ، يقال هو الآس. وأنشد :

* على فَنَنٍ غَضِّ النَّباتِ من الرَّنْدِ (٢) *

فأما قول الجعدىّ :

أَرِجَاتٍ يَقْضَمْنَ مِن قُضُبِ الرَّنْ

دِ بثَغْرٍ عَذْبٍ كشَوْك السَّيَالِ (٣)

فإنه يدلُّ على أنَ الرَّنْد [ليس (٤)] بالآسِ.

__________________

(١) ديوان الطرماح ٧١ واللسان (رمح).

(٢) البيت لعبد الله بن الدمينة فى ديوانه ٢٩ والحماسة (٢ : ١٠١). وصدره :

أن هتفت ورفاء في رونق الضحى

(٣) السيال ، كسحاب : شجر ضبط الأغصان عليه شوك أبيض أصوله أمثال ثنايا العذارى.

(٤) التكملة من المجمل.

٤٤٤

رنف الراء والنون والفاء أُصَيلٌ واحدٌ يدلُّ على ناحيةٍ من شىءٍ. فالرَّانِفة : ناحية الألْية. وقال الخليل : الرَّانفة جُلَيدةُ طرَفِ الرَّوْثة. وهى أيضا طرَفُ غُضروف الأذُن. والرانفة : ألْيَة اليَد (١). وقال أبو حاتم : رانفة الكَبد : ما رقَّ منها. وذُكر عن اللِّحيانى أنّ روانفَ الآكام رُءوسها. فأما الرَّنْفُ فيقال هو بَهْرامَج البَرّ. وليس بشىء.

رنق الراء والنون والقاف أَصلٌ واحدٌ يدلُّ على اضطرابِ شىءٍ متغيّر له صفْوُهُ إن كان صافياً. من ذلك الرَّنْقُ ، وهو الماء الكدِر ؛ يقال رَنِقَ الماء يَرْنَقُ رَنَقاً. ورَنَّق النومُ فى عينه ، إذا خالطها. والتَّرْنُوق (٢) : الطِّين الباقى فى مَسِيل الماء. والذى قلناه من الاضطراب فأصله قولهم رَنَّق الطائر : خفَق بجناحه ولم يطِرْ.

رنع الراء والنون والعين كلمةٌ واحدة صحيحة ، وهى المَرْنَعة لِأَصْواتٍ تكون لَعِباً ولَهْوا. قاله الفرّاء وقال أبو حاتم : رنَعَ الحَرْث ، إذا احتبَس الماءُ عنه فضَمَر. وفيه نظر.

رنم الراء والنون والميم أصَيلٌ صحيح فى الأصوات. يقال ترنَّمَ ، إذا رجَّع صوتَه. وترنمَ الطائر فى هديره. وترتمتِ القوسُ ، شُبّه صوتُها عند الإنباض عنها بالترنُّم. قال الشماخ :

إذا أنْبَضَ الرَّامُونَ عنها ترنَّمَت

ترنَّم ثَكْلَى أوجعَتْها الجنائزُ (٣)

__________________

(١) ألية اليد ، هى اللحمة التى فى أصل الإب هام.

(٢) الترنوق ، بفتح التاء وتضم ، وكذينك النرنوقاء بالضم.

(٣) البيت فى ديوان الشماخ ٤٩ واللسان (جنز).

٤٤٥

باب الراءِ والهاءِ وما يثلثهما

رهو الراء والهاء والحرف المعتل أصلان ، يدلُّ أحدُهما على دَعَةٍ وخَفْضٍ وسكون ، والآخرُ على مكانٍ قد ينخفض ويرتفع.

فالأوّل الرَّهْو : البحر الساكن. ويقولون : عيشٌ راهٍ ، أى ساكن. ويقولون : أَرْهِ على نفسك ، أى ارفُقْ بها. قال ابن الأعرابىِّ : رَها فى السَّير يرهُو ، إذا رفَق. ومن الباب الفرس المِرْهاءُ (١) فى السَّير ، وهو مِثلِ المِرْخاء. ويكون ذلك سرعةً فى سكونٍ من غير قلق.

وأما المكان الذى ذكرناه فالرَّهْو : المنخفِض من الأرض ، ويقال المرتفِع. واحتج قائل القول الثانى بهذا البيت :

* يظلُّ النِّساء المرضِعاتُ برهْوَةٍ (٢) *

قال : وذلك أنَّهنّ خوائفُ فيطُبْن المواضعَ المرتفِعة. وبِقول الآخَر :

فجلّى كما جلَّى على رأْسِ رهوةٍ

من الطَّير أقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أزرقُ (٣)

وحكى الخَليل : الرَّهْوة : مستنقَعُ الماءِ ، فأمّا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حين سُئل عن غَطَفان فقال : «رَهْوَةٌ تَنْسَعُ ماءً». فإنه أراد

__________________

(١) بدلها فى القاموس : «المرهاة». واقتصر فى اللسان على «مره» من أرهى.

(٢) البيت فى اللسان (رهو) بدون نسبة. وهو لبشر بن أبى خازم ، من قصيدة فى المفضليات (٢ : ١٢٩ ـ ١٣٣). وعجزه :

تفزع من خوف الجاني قلوبها

(٣) البيت لذى الرمة فى ديوانه ٤٠٠ واللسان (رها ، قنا). ورواية الديوان واللسان : «نظرت كما جلى».

٤٤٦

الجبلَ العالى. ضرب ذلك لهم مثلاً (١). وقد جاءَ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : «أكَمَةٌ خَشْناء تنفِى النَّاسَ عنها». قال القُتَيبىّ : الرَّهوة تكون المرتفِعَ من الأرض ، وتكون المنخفضَ. قال : وهو حرفٌ من الأضداد. فأمّا الرَّهاء فهى المَفازة المستوية قَلَّما تخلو من سَراب.

ومما شذّ عن البابين الرَّهْو : ضربٌ من الطّير. والرَّهو : نعت سَوءِ للمرأة. وجاءت الخيل رهْواً ، أى متتابعة.

رهأ الراء والهاء والهمزة لا تكون إلَّا بدَخيل (٢) ، وهى الرَّهْيأَة ، وذلك يدلُّ على قلَّة اعتدالٍ فى الشىء. فالرَّهْيأة : أن يكون أحد عِدْلى الحِمل أثْقَل من الآخَر. رَهْيَأْتَ حِمْلك ؛ ورهيَأْتَ أمرك ، إذا لم تقوِّمْه. والرَّهيأة : العجْز والتّوانىِ. ويقال ترهْيأَ فى أمرِه ، إذا همَّ به ثُمَّ أمسَكَ عنه. ومنه الرَّهيأة : أنْ تَغرورِقَ العينانِ. وتَرَهْيَأت السّحابةُ ، إذا تمخَّضَتْ للمطر

رهب الراء والهاء والباء أصلان : أحدهما يدلُّ على خوفٍ ، والآخَر على دِقّة وخِفَّة.

فالأوَّل الرَّهْبة : تقول رهِبْت الشىءَ رُهْباً ورَهَباً ورَهْبَة. والترهُّب : التعبُّد. ومن الباب الإرهاب ، وهو قَدْع الإبل من الحوض وذِيادُها.

والأصل الآخر : الرَّهْب : الناقة المهزولة. والرَّهاب : الرِّقاق من النِّصال ؛ واحدها رَهْبٌ. والرَّهاب : عظمٌ فى الصَّدر مشرفٌ على البَطن مثلُ اللِّسان.

__________________

(١) وفسر «رهوة» فى الحديث أيضا بأنه جبل معين.

(٢) كذا. ولعل فى الكلام بعده سقطا.

٤٤٧

رهج الراء والهاء والجيم أُصَيلٌ يدلُّ على إِثارة غبارٍ وشبهِه. فالرَّهْج : الغُبار.

رهد الراء والهاء والدال أُصَيلٌ يدل على نَعْمةٍ ، وهى الرَّهادة. ويقال هى رَهيدة (١) ، أى رَخْصة. فأمَّا ابن دريد فقد ذكر ما يقارب هذا القياس ، قال : يقال* رَهَدْتُ الشّىءَ رَهْداً ، إذا سحَقْتَه سَحْقاً شديداً (٢). قال : والرَّهيدة : بُرٌّ يُدقُّ ويصَبُّ عليه اللَّبَن.

رهز الراء والهاء والزاء كلمة تدلُّ على الرّهْز ، وهو التحرُّك.

رهس الراء والهاء والسين أصلان : أحدهما الامتلاء والكثرة ، والآخَر الوطء.

فالأول قولهم : ارتهَسَ الوادى : امتلأ. وارتهَسَ الجرادُ : ركِب بعضُه بعضا.

والأصل الآخر : الرَّهْس : الوطء. ومنه الرجُل الرَّهْوَس (٣) : الأكول.

رهش الراء والهاء والشين أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ وتحرُّك. فالارتهاش : أن تصطدم يدُ الدابة فى مَشْيِه فتعقِر رواهِشَه ، وهى عصَب باطن الذّراع. قال الخليل : والارتهاش ضربٌ من الطَّعْن فى عَرْض. قال :

أبا خالدٍ لولا انتظارِىَ نصرَكُمْ

أخذْتُ سِنانى فارتهشْتُ به عَرْضا (٤)

__________________

(١) فى الأصل : «رهدة» ، صوابه فى المجمل واللسان والقاموس.

(٢) بعده فى الجمهرة (٢ : ٢٥٩): «زعموا مثل الرهك سواء».

(٣) الرهوس ، كجرول. ذكر فى القاموس ولم يذكر فى اللسان.

(٤) البيت فى المخصص (٦ : ٦٧) واللسان (رهش).

٤٤٨

قال : وارتهاشُه : تحريك يدَيه. ومن الباب رجل رُهْشُوشٌ : حَيىٌ (١) كريم كأَنه يهتزّ ويرتاح للكرم والخِير. ومن الباب المرتَهِشة ، وهى القوس التى إذا رُمِىَ عنها اهتزَّتْ فضرب وترُها أبْهَرَها. والرَّهيس : التى يُصيب وترُها طائفها. ومن الباب ناقةٌ رُهشوشٌ : غزيرة.

رهص الراء والهاء والصاد أصلٌ يدلُّ على ضَغْط وعصر وثَباتٍ. فالرَّهْص ، فيما رواه الخليل : شِدّة العَصْر. والرَّهَص : أن يُصيب حجرٌ حافراً أو مَنْسِماً فيدوَى باطِنُه. يقال رهَصه الحجر يرهَصُه ، من الرَّهْصَة. ودابَّةٌ رهيص : مرهوصة. والرَّواهص من الحجارة : التى ترهَصُ الدوابَّ إذا وطِئَتْها ، واحدتها راهصة. قال الأعشى :

فعَضَّ حَديد الأرْضِ إن كنتَ ساخطاً

بفيك وأحجارَ الكُلابِ الرَّوَاهصا (٢)

وكان «الأسد الرَّهيص» من فَرْسان العرب (٣). والمَرْهَص : موضع الرَّهْصة. وقال:

* على جبالٍ ترهَص المَرَاهصا (٤) *

والرَّهْص : أَسفلُ عِرْقٍ فى الحائط. ويَرْهَص (٥) الحائط بما يقيمه.

والمَرَاهص : المراتب ، يقال مَرهَصةٌ ومراهِص ، كقولك مرتَبة ومراتب. ويقال : كيف مرهَصَةُ فلانٍ عند الملك ، أى منزلتُه. قال :

__________________

(١) فى الأصل : «حتى» ، صوابه فى اللسان.

(٢) ديوان الأعشى ١١٠ واللسان (رهص).

(٣) اسمه جبار بن عمرو بن عميرة ، شاعر جاهلى. انظر الاشتقاق ٢٣١.

(٤) فى الأصل : «الرواهصا».

(٥) فى المجمل واللسان : «ورهصت».

٤٤٩

رمى بِكَ فى أُخراهُم تَركُكَ العُلَى

وفُضِّلَ أقوامٌ عليك مَرَاهِصا (١)

رهط الراء والهاء والطاء أصلٌ يدلُّ على تجمُّعٍ فى النّاسِ وغيرِهم. فالرَّهط : العِصابة من ثلاثةٍ إلى عَشرة. قال الخليل : ما دون السَّبعة إلى الثلاثةِ نفرٌ. وتخفيف الرَّهط أحسن من تثقيله (٢). قال والترهيط : دَهْوَرةُ اللُّقْمَةِ وجَمْعُها (٣). قال :

* يا أيُّها الآكلُ ذو التَّرهِيط (٤) *

والرَّاهطاء : جُحْرٌ من جِحْرة اليَربوع بين النّافقاء والقاصعاء ، يَخْبَأُ فيه أولادَه. وقال: والرِّهاط : أديمٌ يُقطَع كقَدْر ما بين الحُجْزة إلى الرُّكْبة ، ثم يُشقَّق كأمثار الشُّرُك ، تلبَسه الجارية. قال :

بِضربٍ تَسْقُطُ الهاماتُ منه

وطعنٍ مثلِ تعْطيط الرِّهاطٍ (٥)

والواحد رَهْطٌ (٦). وَقال :

متى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو

كِ أجْعَلْكَ رَهْطاً على حُيَّضِ (٧)

__________________

(١) البيت للأعشى فى ديوانه ١٠٩ واللسان (رهص).

(٢) أى من أن يقال «رهط» بفتح الهاء.

(٣) الدهورة : التكنير. وفى الأصل : «هورة اللقمة» ، صوابه من اللسان.

(٤) البيت فى اللسان (رهط).

(٥) أنشده فى اللسان (رهط ، عطط). ونسبه فى الموضع الأخير إلى المتنخل الهذلى. وقصيدة المنتخل فى القسّم الثانى من مجموعة أشعار الهذليين ص ٨٩ ونسخة الشنقيطى من الهذليين ٤٨.

وروايته فيهما :

بضرب في الجاجم ذى فروغ

(٦) فى الأصل : «رهطة» ، صوابه من اللسان والقاموس.

(٧) البيت لأبى المثلم الهذلى ، كما فى اللسان (رهط). وقصيدته فى شرح السكرى للهذليين ٥١.

٤٥٠

قال الخليل : والرِّهاط واحدٌ ، والجمع أرهطة. قال : ويجوز فى العشيرة أن تقول هؤلاء رَهْطك وأرْهُطُك ، كلُّ ذلك جميعٌ ، وهم رجال عشيرتك. وقال :

يا بُؤْسَ للحربِ التى

وضعَتْ أراهِط فاستراحُوا (١)

أى أراحتْهم من الدُّنيا بالقَتْل. ويقال لِراهِطاء اليَربوع رُهَطَةٌ أيضاً.

رهق الراء والهاء والقاف أصلان متقاربان : فأحدهما غِشيان الشّىءِ الشىءَ ، والآخر العَجلة والتأخير (٢).

فأمَّا الأوَّل فقولُهم : رَهِقَه الأمرُ : غَشِيَه. والرَّهُوق من النُّوق : الجوادُ الوَسَاعُ التى تَرْهَقُك إذا مددتَها ، أى تغشاك لسَعَة خَطْوها. قال الله جلّ ثناؤه : (وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ). والمرَاهِق : الغلام الذى دَانَى الحُلُم. ورجلٌ مُرَهَّق : تنزل به الضِّيفَانُ. وأرهَق القومُ الصّلاةَ : أخَّروها حتى يدنُوَ وقتُ الصلاةِ الأُخرى. والرَّهَق : العَجَلة والظُّلم. قال الله تعالى : (فَلا يَخافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً) (٣). والرَّهَق : عجلةٌ فى كذب وعَيب. قال:

* سليم جنّب الرّهَقا (٤) *

رهك الراء والهاء والكاف أصل يدل على استرخاء. فالرَّهْوَك (٥) :

__________________

(١) البيت أول أبيات لسعد بن مالك بن ضبيعة. انظر الحماسة (١ : ١٩٢).

(٢) فى الأصل : «فى التأخير».

(٣) من الآية ١٣ فى سورة الجن.

(٤) لم أهتد إلى مرجع لتحقيق هذا.

(٥) ذكرت فى القاموس ولم تذكر فى اللسان.

٤٥١

السَّمين من الجِداء والظبِّاء (١). والتَّرَهْوُك : التحرُّك فى رَخاوة. ويقولون : رهَكْت الشَّىءَ ، إذا سَحَقْتَه.

رهل الراء والهاء واللام كلمةٌ تدلُّ على استرخاء. فالرَّهَل : الاسترخاء من سِمَن. يقال فرسٌ رهِلُ الصَّدْر.

أنشدنا أبو الحسن القَطَّان ، قال أنشدنا على بن عبد العزيز ، عن أبى عبيدٍ ، عن الفرّاء :

فتًى قُدَّ قَدَّ السّيفِ لا متآزِفٌ

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُهُ وبَآدِلُه (٢)

رهم الراء والهاء والميم يدلُّ على خِصْبٍ ونَدًى. فالرِّهْمَة : المَطْرة الصَّغيرةُ القَطْر ؛ والجمعُ رِهَمٌ ورِهام وروضة مَرْهُومَةٌ. وأَرْهَمَتِ السّماء : أتت بالرِّهام. ونزلنا بفلانٍ فكُنّا فى أرهَمِ جانِبَيه ، أى أخصبهما

رهن الراء والهاء والنون أصلٌ يدل على ثباتٍ شىءٍ يُمسَك بحقّ أو غيره. من ذلك الرَّهْن : الشىءُ بُرْهَن. تقول رهنَتْ الشىءَ رهْناً ؛ ولا يقال أرهَنْتُ. والشئ الرَّاهن : الثابت الدائم. ورَهَن لك الشىء : أقام وأرهنْتُه لك : أقمتُه. وقال أبو زيد : أرْهَنْتُ فى السَّلعة إرهاناً : غالَيْتُ فيها. وَهو من الغَلاء خاصَّة. قال :

* عِيدِيَّةً أُرْهنَتْ فيها الدَّنانيرُ (٣) *

__________________

(١) بعد هذا الكلمة فى الأصل : «والرهوك السمين» ، وهى عبارة مقحمة أخذت مما بعدها وما قبلها.

(٢) البيت للعجير السلولى ، أو زينب أخت يزيد بن الطترية ، كما فى اللسان (أزف ، أدل ، رهل).

(٣) صدره كما فى اللسان (رهن) :

يطوى ابن سلمة بها من راكب بعجه

أو :

صلت تجوب بها البلداني ناجيه

٤٥٢

وعبارة أبى عُبيدٍ فى هذا عبارة شاذّة. لكنّ ابن السكّيت وغيره قالوا : أُرْهِنَتْ أَسْلِفَتْ. وهذا هو الصَّحيح. قالوا كلُّهُم : أرهَنْتُ ولَدى إرهاناً : أخْطَرْتُهُمْ (١). فأمّا تسميتهم المهزُولَ من الناس [و] الإبلِ راهناً ، فهو من الباب ؛ لأنَّهم جعلوه كأنّه من هُزاله يثبُت مكانَه لا يتحرَّك. قال :

إمَّا تَرَىْ جِسْمِىَ خَلَّا قد رَهَنْ

هَزْلاً وما مجدُ الرِّجال فى السِّمَنْ (٢)

يقال منه رَهَنَ رُهوناً.

باب الراء والواو وما يثلثهما

روى الراء والواو والياء أصلٌ واحد ، ثمّ يشتقّ منه. فالأصل ما كان خِلافَ العَطَش ، ثم يصرَّف فى الكلام لحامِلِ ما يُرْوَى منه.

فالأصل رَوِيتُ من الماء رِيًّا. وقال الأصمعى : رَوَيْت على أهلى أَرْوِى رَيًّا. وهو راوٍ من قومٍ رُواةٍ ، وهم الذين يأتونهم بالماء.

فالأصل هذا. ثمّ شبَّه به الذى يأتى القومَ بِعلْمٍ أو خَبَرٍ فيرويه ، كأنَّه أتاهم برِيِّهم من ذلك.

[روب] ............................................. (٣).

__________________

(١) أى جعلت لهم خطراً يتبقون إليه.

(٢) البيان فى اللسان (رهن) ، وقد سبق أولهما فى (حل ١٥٦) من هذا الجزء.

(٣) جاءت هذه المادة مختلطة بما قبلها ، مبتورة الأول. وإليك أول المادة من المجمل إلى أن تتصل بأول هذا الكلام : «راب اللين يروب وهو رائب. وقوم روبى : حثراء الأنفس. وقد رايت نفسه تروب. والرؤبة بالهمز : خشبة يرأب بها القعب أى يشد. والروية غير مهموزة : حميرة تلقى فى العين ليروب. وروبة الليل : طائفة منه. أبو ريد : روبة الفرس : مؤه فى حمامه يقال ...».

٤٥٣

أعِرْنى رُوبة فرسِك. ويقال : فلانٌ لا يقوم برُوبة أهله ، أى بما أسنَدُوه إِليه من حاجاتهم ، كأنه شبِّه ذلك باللَّبن. وقال ابنُ الأعرابىّ : رُوبَة الرجل : عَقْله. قال بعضهم وهو يحدِّثنى : وأنا إذْ ذاكَ غلامٌ ليست لى رُوبة. فأمّا الهمزة التى فى رُؤْبة فهى تجىء فى بابِه.

روث الراء والواو والثاء كلمتان متباينتان جِدًّا. فالرَّوْثة : طرف الأرنَبة. والواحدة من رَوْث الدّوَابّ.

روج الراء والواو والجيم ليس أصلاً. على أنّ الخليل ذكر : روَّجْتُ الدّراهِمَ ، وفلانٌ مُروِّج. ورَاجَ الشىءُ يروجُ ، إذا عُجِّل به. وكلٌّ قد قيل ، والله أعلَمُ بصحّته ، إلّا أنى أراه كلَّه دخيلا.

روح الراء والواو والحاء أصلٌ كبير مطّرد ، يدلُّ على سَعَةٍ وفُسْحَةٍ واطّراد. وأصل [ذلك] كلِّه الرِّيح. وأصل الياء فى الريح الواو ، وإنّما قلبت ياءً لكسرة ما قبلها. فالرُّوح رُوح الإِنسان ، وإنّما هو مشتق من الرِّيح ، وكذلك الباب كلّه. والرَّوْح : نسيم الرِّيح. ويقال أراحَ الإنسانُ ، إذا تنفَّسَ. وهو فى شعر امرئ القيس (١). ويقال أرْوَحَ الماءُ وغيرُه : تغيَّرتْ* رائحته.

والرُّوح : جَبْرَئِيل (٢) عليه السلام. قال الله جلَّ ثناؤُه : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ. عَلى قَلْبِكَ). والرَّواح : العشِىُّ ؛ وسمِّى بذلك لرَوحِ الرِّيح ، فإنَّها

__________________

(١) يعنى قوله ، فى ديوانه ١٥ واللسان (٣ : ٢٨٨) :

لها منخركوجار السباع

فمنه تريح إذا تنجهر

(٢) فيه أربع عشرة لغة ، ذكرها صاحب القاموس.

٤٥٤

فى الأغلب تَهُبّ بعد الزّوال. وراحوا فى ذلك الوقتِ ، وذلك من لَدُنْ زوالِ الشّمس إلى الليل. وأرحْنَا إبلَنا : ردَدْناها ذلك الوقْتَ. فأمَّا قولُ الأعشى :

ما تَعِيفُ اليَوْمَ فى الطَّيرِ الرَّوَحْ

من غُرابِ البينِ أو تيسٍ بَرَحْ (١)

فقال قومٌ : هى المتفرِّقة. وقال آخرون : هى الرّائحةُ إلى أوكارها. والمُرَاوَحَةُ فى العمَليْن : أن يَعْمل هذا مرةً و [هذا] مَرَّة. والأرْوَح : الذى فى صُدور قدميه انْبساط. يقال رَوِحَ يَرْوَحُ رَوحاً. وقَصْعةٌ رَوْحاء : قريبة القَعر. ويقال الأرْوَح من النّاس : الذى يتباعد صُدورُ قدمَيه ويتدانى عَقِباه ؛ وهو بَيِّن الرَّوَح. ويقال : فلانٌ يَرَاحُ للمعروف ، إذا أخذَتْه له أرْيَحِيّة. وقد رِيحَ الغَدير : أصابته الرَّيح. وأرَاحَ القومُ : دخلوا فى الرِّيح. ويقال للميِّت إذا قَضى : قد أراحَ. ويقال أرَاحَ الرّجُل ، إذا رجعت إليه نَفْسُه بعد الإعياء. وَأَرْوَحَ الصَّيدُ ، إذا وجَدَ رِيحَ الإنسىّ. ويقال : أتانا وما فى وجهه رائِحةُ دمٍ (٢). ويقال أرَحْتُ على الرّجُل حَقَّهُ ، إذا رَدَدْتَه إليه. وأفعل ذلك فى سَراحٍ ورَواحٍ ، أى فى سهولة. والمَرَاح : حيث تأوِى الماشيةُ باللَّيل. والدُّهْن المروَّح : المطيَّب. وقد تَروَّحَ الشّجر ، ورَاح يَرَاح ، معناهما أن يَتفَطَّر بالورق (٣). قال :

* رَاحَ العِضاهُ بهمْ والعِرقُ مَدخُول (٤) *

__________________

(١) ديوان الأعشى ١٥٩ واللسان (٣ : ٢٩١) والحيوان (٣ : ٤٤٢).

(٢) فى اللسان : «وما فى وجهه رائحة دم ، من الفرق. وما فى وجهه رائحة دم ، أى شىء».

(٣) التفطر : التشقق والتصدع. فى الأصل : «ينفطر الورق» ، تحريف.

(٤) للراعى كما فى اللسان (٣ : ٢٩٤). وصدره :

وخالف المجد أقوام لهم ورق

٤٥٥

أبو زيد : أروَحَنِى الصَّيدُ إرواحاً ، إذا وجَدَ رِيحك. وأرْوَحْتُ من فلانٍ طِيباً. وكان الكسائىّ يقول : «لم يُرِحْ رائحةَ الجنّة» من أَرَحْت. ويجوز أن يقال «لم يَرَح» مِن رَاحَ يَرَاحُ ، إذا وجَدَ الرِّيح (١). ويقال خرجُوا برِيَاح من العشى وبرَوَاحٍ وإرْوَاح (٢). قال أبو زيد : راحَت الإِبل تَرَاح ، وأرحْتُها أنا ، مِن قوله جلَّ جلالُه : (حِينَ تُرِيحُونَ). ورَاحَ الفَرَسُ يَرَاحُ راحةً ، إذا تحصَّنَ. والمَرْوَحة : الموضع تخترق فيه الرِّيح. قيل : إنّه لعمر بن الخطاب وقيل بل تمثّلَ به (٣) :

كأَنَّ راكبَها غُصْنٌ بِمَرْوَحَةٍ

إذا تَدَلَّتْ به أو شاربٌ ثَمِلُ (٤)

والرَّيِّح : ذو الرَّوْحِ ؛ يقال يومٌ رَيِّح : طيّب. ويوم رَاحٌ : ذو رِيح شَديدة قالوا : بُنِىَ على قولهم كَبْشٌ صافٌ كثير الصُّوف. وأمَّا قولُ أبى كبيرٍ (٥) :

وماءِ وردتُ على زَوْرةٍ

كمَشْىِ السَّبَنْتَى يَرَاحُ الشَّفِيفَا (٦)

فذلك وِجْدانُه الرَّوْح. وسُمِّيت الترويحة فى شهر [رمضان] لاستراحة القومِ بعد كلِّ أربع ركَعات. والرَّاحُ : جماعةُ راحةِ الكفّ. قال عَبيد :

__________________

(١) وفيه لغة ثالثة «لم يرح» بكسر الراء ، من راح يريح.

(٢) كتب فى اللسان والقاموس بهمزة فوق الألف. وفى المجمل بكسرة تحت الألف كما أثبت.

(٣) كذا ، ولعل موضع هذا البيت التالى. وفى المجمل : «ويقال إن عمر رحمه الله ركب ناقة فمشت به مشيا عنيفا «قال».

(٤) البيت فى اللسان (٣ : ٢٨٢).

(٥) الصواب أنه لصخر الغى انظر شرح السكرى للهذليين ٤٧ ومخطوطة الشقيطى ٥٨.

(٦) البيت فى اللسان (روح) بدون نسبة ، وفى (زور) بنسبته إلى صخر الغى ، وكذا عجزه مع هذه النسبة فى (شفف).

٤٥٦

دانٍ مسِفٍّ فُويقَ الأرضِ هَيْدَبُه

يكادُ يدفَعُه مَن قام بالرَّاحِ (١)

الرَّاح : الخمر. قال الأعشى :

وقد أشْرَبُ الرَّاح قد تعلمي

نَ يومَ المُقَام ويوم الظَّعَنْ (٢)

وتقول : نَزَلَتْ بفُلانٍ بَلِيَّةٌ فارتاح الله ، جلَّ وعزّ ، له برحمةٍ فأنقَذَه منها.

قال العجّاج :

فارتاحَ ربِّى وأرادَ رحمتى

ونِعمَتِى أتَمَّها فَتَمَّتِ (٣)

قال : وتفسير ارتاح : نَظَر إلىَّ ورَحِمَنِى. وقال الأعشى فى الأريحىّ :

أريحِىُ صَلْتٌ يظَلُّ له القَوْ

مُ رُكوداً قِيامَهُم للهِلالِ (٤)

قال الخليل : يقال لكلِّ شىءِ واسعٍ أَرْيَحُ ، ومَحْمِلٌ أَرْيَحُ. وقال بعضُهم : مَحْمِلٌ أَرْوحُ. ولو كان كذلك لكان ذمَّهُ ؛ لأنَ الرَّوَح الانبطاح ، وهو عيب فى المَحْمِل. قال الخليل: الأريحىُ مأخوذٌ مِن رَاحَ يَرَاح ، كما يقال للصَّلْت أَصْلَتِىٌّ.

رود الراء والواو والدال معظمُ بابِه [يدلُ] على مجىءِ وذَهابٍ من انطلاقٍ فى جهة واحدة. تقول : راودْتُه على أن يَفعل كذا ، إِذا أردْتَه على فِعله. والرَّوْد : فِعْلُ الرَّائد. يقال بعثْنا رائداً يرُودُ الكلأَ ، أى ينظُر* ويَطلُب.

__________________

(١) من قصيدة لعبيد بن الأبرص فى مختارات ابن الشجرى ١٠٠ ـ ١٠١. ولعبيد فى ديوانه قصيدة حائية على هذا الوزن والروى ليس منها هذا البيت. لكنه منسوب أيضا إليه فى اللسان (هدب ، شفف). والحق أنه لأوس بن حجر من قصيدة فى ديوانه ٤. وقبل البيت :

يا من لبرق أبيت الليل أرقبه

؟ هارس كياس الصبح؟

(٢) ديوان الأعشى ١٤.

(٣) ديوان العجاج ٦ ، ونسب فى اللسان (٣ : ٢٨٧) إلى رؤبة.

(٤) البيت من أول قصيدة للأعشى فى ديوانه ص ١٠.

٤٥٧

والرِّياد : اختلافُ الإبل فى المَرعَى مُقْبلةً ومدبرة. رادَتْ تَرُودُ رِياداً. والمَرَاد : الموضعُ الذى ترُودُفيه الرَّاعية. ورادَت المرأةُ تَرودُ ، إذا اختلفَتْ إلى بيوت جاراتها. والرَّادَة : السَّهلة من الرِّياح ، لأنها تَرُودُ لا تَهُبُّ بِشدّة ورائِدُ العَين : عُوَّارها الذى يَرُود فيها. وقال بعضهم : الإرادة أصلها الواو ، وحجته أنَّك تقول راوَدْته على كذا. والرَّائد : العُود الذى تُدار به الرَّحَى. فأمّا قول القائل فى صفة فرسٍ :

* جَوَادَ المَحَثَّة والمُرْوَدِ (١) *

فهو من أَروَدْت فى السِّير إرواداً ومُرْوَداً. ويقال مَرْوَداً أيضاً. وذلك من الرِّفْق فى السَّير. ويقال «رَادَ وِسادُه» ، إذا لم يستقرَّ ، كأنّه يجىء ويَذهب (٢). ومن الباب الإرواد فى الفعل : أن يكون رُوَيداً. وراودتُه على أنْ يفعل كذا ، إذا أردْتَه على فعلِه. ومن الباب جاريةٌ رُودٌ (٣) : شابّة. وتكبير رويدٍ رُودٌ. قال :

* كأنَّها مِثْلُ مَنْ يَمشِى على رُودِ (٤) *

والمِرْود : المِيل.

روز الراء والواو والزاء كلمةٌ واحدة ، وهى تدلُّ على اختبار وتجريب. يقال رُزْت الشّىءَ أَرُوزُه ، إذا جرَّبْتَه.

__________________

(١) نسب فى اللسان (رود ٧١) إلى امرى ، القيس. وصدره :

وأعددت للحرب وثابة

(٢) من شواهده قول عبد الله بن عنمة الضبى فى المفضليات (٢ : ١٨١) :

نقول له لما رأت جمع رجله

أهذا رئيس القوم راد وسادها

(٣) أصلها الهمز «رؤد». ويقال أيضا «رؤدة» بالهاء ، ورأد ورأدة ، كلها بمعنى.

(٤) البيت للجموح الظفرى ، وكذا جاءت الرواية فى الأصل والمجمل. والمعروف فى روايته

تكاد؟ الطحاء وطأتها

كأنها ثمل يمشى على رود

٤٥٨

روض الراء والواو والضاد أصلانِ متقاربانِ فى القياس ، أحدهما يدلُّ على اتّساعٍ ، والآخَرُ على تَبيِينٍ وتسهيل.

فالأولُ قولهم استراض المكانُ : اتّسَعَ. قال : ومنه قولهم : «افعل كذا مادامَ النَّفَسُ مستَرِيضاً» ، أى متَّسعاً. قال :

أَرَجَزاً تُرِيدُ أم قَرِيضَا

كلاهُما أُجِيدُ مُستَرِيضا (١)

ومن الباب الرَّوضة. ويقال أرَاضَ الوادِى واستراضَ ، إذا استَنْقَعَ فيه الماء. وكذلك أراضَ الحوضُ. ويقال للماء المستنقِع المنبسِط رَوْضَة. قال :

* ورَوْضَةٍ سَقَيْتُ منها نِضْوِى (٢) *

ومن الباب أتانا بإناءٍ يُرِيضُ كذا [وكذا (٣)]. وقد أراضَهم ، إذا أرواهم. وأما الأصل الآخَر : فقولهم رُضْتُ النّاقةَ أرُوضُها رياضةً.

روع الراء والواو والعين أصلٌ واحد يدلُّ على فزَع أو مُستَقَرِّ فزَع. من ذلك الرَّوْع. يقال رَوَّعت فُلانا ورُعْتُه : أفزَعْتُه. والأرْوَع من الرجال :ذو الجِسم والجَهَارَة ، كأنَّه مِن ذلك يَرُوع مَن يراه. والرَّوْعاء (٤) من الإبل :

__________________

(١) لحميد الأرقط كما فى اللسان (روض) والمخصص (١٠ : ١٣٢). وفى الأصل والمجمل والمخصص : «أجد» ، والوجه ما أثبت من اللسان وأمالى ثعلب وأما «كلاهما» فقد جاء فى المخصص فقط «كانهما» على اللغة المشهورة ؛ إذ أنها مفعول مضاف إلى ضمير ، وفى سائر المصادر «كلاهما» وهى لغة لبعضهم. وفى همع الهوامع (١ : ٤١) عند الكلام على كلا وكلتا : «وبعضهم يجريهما معهما ـ أى مع الظاهر والضمير ـ بالألف مطلقا».

(٢) البيت فى المخصص (٩ : ١٣٥). ورواه فى اللسان (٩ : ٢٤): «وروضة سقيت منها نضوتى». والنضوة مؤنثة «لنضو» بالكسر ، وهو البعير المهزول.

(٣) هذه من المجمل.

(٤) فى الأصل : «والرعاء» ، صوابه فى المجمل واللسان والقاموس.

٤٥٩

الحديدة الفؤاد ، كأنَّها ترتاعُ من الشىءِ. وهى من النِّساء التى تَرُوع الناسَ ، كالرّجُل الأرْوَع.

وأمّا المعنى الذى أومَأْنا إليه فى مستَتَرِّ الروع فهو الرُّوع. يقال وقَعَ ذلك فى رُوعِى. وفى الحديث : «إنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ فى رُوعى : إنّ نفساً لن تَموتَ حتَّى تستكمِلَ رِزْقها. فاتَّقُوا الله وأَجْمِلوا فى الطّلَب».

روغ الراء والواو والغين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مَيْل وقلّة استقرار. يقال راغَ الثّعلبُ وغيرُه يَرُوغُ. وطريقٌ رائغٌ : مائل. وراغَ فلانٌ إلى كذا. إذا مالَ سِرَّا إليه. وتقول : هو يُدِيرُنى عن أمرى وأَنا أُريعه. قال :

يدِيرُونَنِى عن سالِمٍ وأُرِيغُهُ

وجلدةُ بَيْنِ العَينِ والأنْفِ سالمُ (١)

ويقال رَوَّغْت اللُّقْمةَ بالسَّمن أروِّغُها ترويغاً ، إذا دَسَمْتَها. وهو إذا فعل ذلك أَدارَها فى السَّمْن إِدارة.

ومن الباب : راوغ فلانٌ فلاناً ، إذا صارعه ؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يُرِيغ الآخَر ، أى يُديرُه. ويقال : هذه رِواغة بنى فلان ورِياغتهم : حيث يصطَرِعُون.

روق الراء والواو والقاف أصلان ، يدلُّ أحدُهما على تقدُّمِ شىءٍ ، والآخَرُ على حُسْنٍ وجمال.

فالأوّل الرّوْق والرِّواق : مُقدَّم البَيت. هذا هو الأصل. ثمّ يحمل عليه

__________________

(١) البيت فى اللسان (روغ) والأمالى (١ : ١٥) بدون نسبة. وهو لعبد الله بن عمر بن الخطاب وكان يحب ولده سالم بن عبد الله ، وكان ناس يلومونه فى ذلك فيقول هذا البيت المعارف لابن قتيبة ٨٠ واللسان (١٥ : ١٩١).

٤٦٠