البحث الواحد والخمسون
حول أحاديث حمّاد بن عيسى
روى الصدوق في الفقيه (١) عن حمّاد بن عيسى أنّه ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام يوما : «أتحسن أن تصلّي يا حماد؟» قال : قلت يا سيدي ، أنا أحفظ كتاب حريز في الصلاة. قال : فقال عليهالسلام : «لا عليك قم فصلّ». قال : فقمت بين يديه متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة وركعت وسجدت فقال : «يا حمّاد ، لا تحسن أن تصلّي ما أقبح بالرجل (منكم) أن تأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة بحدودها تامّة». قال حمّاد فأصابني في نفسي الذّل فقلت : جعلت فداك! فعلّمني الصلاة؟ فقام أبو عبد الله مستقبل القبلة منتصبا ...
وطريق الصّدوق إليه في المشيخة ـ بكلا سنديه ـ معتبر. ورواه الكليني بسند معتبر في الكافي (٢) قبل الصدوق ، ورواه في التهذيب (٣) عن الكليني.
وعلى كلّ سند الحديث معتبر بسيرة المتأخّرين.
وأورد عليه مؤلّف معرفة الحديث بقوله : ولكنّا إذا سبرنا سند الحديث ومتنه عملا بالخطّة الّتي خطّها الأقدمون من أصحابنا نجده مجعولا مزوّرا مختلفا يشهد على جعله واختلاقة دلائل عديدة :
منها قول النجّاشي عن حمّاد : سمعت من أبي عبد الله عليهالسلام سبعين حديثا ، فلم أزل أدخل الشّكّ على نفسي حتّى اقتصرت على العشرين.
__________________
(١) انظر : الفقيه : ١ / ٣٠٠ ، باب : ٤٥ ، وصف الصلاة من فاتحها إلى خاتمتها.
(٢) الكافي : ٣ / ٣١١.
(٣) التهذيب : ٢ / ٨٦ ـ ٨٨ ، برقم : ٦٩.