كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف - ج ٢

عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن الأفضل علي الأيّوبي [ صاحب الحماة ]

كتاب الكنّاش في فنّي النّحو والصّرف - ج ٢

المؤلف:

عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن الأفضل علي الأيّوبي [ صاحب الحماة ]


المحقق: الدكتور رياض بن حسن الخوّام
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: المكتبة العصريّة للطباعة والنشر
الطبعة: ٠
ISBN الدورة:
9953-34-369-1

الصفحات: ٤٦١
الجزء ١ الجزء ٢

التّاء للإدغام همزة الوصل فتقول : اطّيّروا واطّايروا وكذلك تقول في تزيّنوا وتزاينوا : ازّينوا وازّاينوا قال الله تعالى : (حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ)(١) وتقول في تثاقلوا وتدارأوا : (٢) اثّاقلتم وادّاراتم قال الله تعالى : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)(٣) وقال تعالى : (فَادَّارَأْتُمْ فِيها)(٤) هذا في الفعل الماضي ، فأمّا المستقبل فتقول في يتفعّل نحو يتطيّر : يطّيّر قال الله تعالى : (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ)(٥) وكذلك تقول في يتذكّر : يذّكّر قال الله تعالى : (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ)(٦) وتقول في يتفاعل نحو يتدارك : يدّارك قال الله تعالى : (تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا)(٧) فتقلب التاء في يتدارك دالا وفي تساقط سينا ، وتدغمها كما ذكر ، وإن اجتمع في أول الفعل المضارع تاءان جاز إبقاؤهما وحذف إحداهما ، قال الله تعالى : (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ)(٨) وقال تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها)(٩) وشرط جواز الحذف أن تكون التّاءان مفتوحتين فإن انضمّت الأولى امتنع الحذف نحو : تتحمّل ، إذا بني لمفعول ما لم يسمّ فاعله ، لأنّها لو حذفت ، حصل اللّبس ، وإذا حذفت إحدى التّاءين وقلت : تذكّرون في تتذكّرون لم يجز إدغام التاء الباقية في الذّال ، لئلّا يجمعوا بين حذف التاء الواحدة وإدغام التاء الأخرى ، واختلف في أي التاءين هي المحذوفة فقيل : الأولى ، وقيل : الثانية وهو الأصحّ ، لأنّ الثّقل إنّما نشأ منها (١٠).

__________________

(١) من الآية ٢٤ من سورة يونس.

(٢) في الحاشية مشطوب عليه : تثاقلتم وتدارأتم ، والمثبت هو ما في الأصل ، وهو صواب.

(٣) من الآية ٣٨ من سورة التوبة.

(٤) من الآية ٧٢ من سورة البقرة.

(٥) من الآية ١٣١ من سورة الأعراف.

(٦) من الآية ٢٦٩ من سورة البقرة.

(٧) من الآية ٢٥ من سورة مريم ، وهي على قراءة الكسائي وأبي عمرو ، السبعة لابن مجاهد ، ٤٠٩.

(٨) من الآية ٣٠ من سورة فصلت.

(٩) من الآية ٤ من سورة القدر.

(١٠) والمحذوف عند سيبويه والبصريين الثانية ، وعند الكوفيين الأولى ، وجوز بعضهم الأمرين. الكتاب ، ٤ / ٤٧٦ والإنصاف ، ٢ / ٦٤٨ والكشف ، ١ / ٣١٥ وشرح الشافية ، ٣ / ٢٩٠ وحاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٥٧.

٣٤١

القول على أسماء شذّ فيها الإدغام (١)

فمنها : ستّ وهو من الإدغام الشّاذّ (٢) إذ أصله : سدس فقلبوا السين تاء فصارت سدت ، ثمّ أدغموا الدّال في التاء فصار : ستّ ويدلّ على شذوذه أنّهم لم يقولوا في سدس بضمّ السين ستّ ، ولا في السّدس بكسر السين ستّ ، والسّدس من أظماء الإبل (٣).

ومنها : ودّ في لغة بني تميم وأصلها : وتد ، أحد الأوتاد ، فأسكنوا التّاء كما أسكنوا في فخذ ، ثمّ أدغموا التّاء في الدّال صار : ودّ ، وهو شاذّ ، لأنّه يلبس بلفظ «ودّ» الذي هو الصّنم واللغة الجيدة وتد بغير إدغام وهي اللغة الحجازية (٤).

ومنها : قولهم في عتدان جمع عتود : (٥) عدّان بإدغام التّاء في الدّال وهو مع جوازه شاذّ قياسا لا استعمالا للّبس بالمضاعف ، لأنّه يوهم أنّ العين والّلام من جنس واحد ، وقال بعضهم : عتد في جمع عتود فرارا من سكون التّاء قبل الدّال في عتدان ، وفرارا من اللّبس في عدّان (٦).

ذكر ضرب من الحذف يجري مجرى الإدغام في التخفيف (٧)

وقد ورد ذلك في عدّة من الكلام :

منها : أنّهم عدلوا في بعض الكلم / التي التقى فيها المثلان أو المتقاربان عن الإدغام لتعذّره إلى الحذف فقالوا في ظللت ومسست وأحسست : ظلت ومست

__________________

(١) المفصل ، ٤٠٤.

(٢) الكتاب ، ٤ / ٤٨١ والممتع ، ٢ / ٧١٥.

(٣) الظمء : ما بين الشربين والوردين ، والسدس بالكسر من الورد بعد الخمس ، وقيل هو بعد ستة أيام وخمس ليال ، والجمع أسداس ، قال الجوهري : والسدس من الورد في أظماء الإبل أن تنقطع خمسة وترد السادس ، اللسان ، والصحاح ظمأ ، وسدس.

(٤) الكتاب ، ٤ / ٤٨٢ وشرح المفصل ، ١٠ / ٣.

(٥) وهو التيس ، اللسان ، عتد.

(٦) الكتاب ، ٤ / ٤٨٢ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٥٣ والممتع ، ٤ / ٧١٦.

(٧) المفصل ، ٤٠٤.

٣٤٢

وأحست ، قال يصف الأسد : (١)

خلا أنّ العتاق من المطايا

أحسن به فهنّ إليه شوس

ووجه الحذف في الأسماء المذكورة أنّهم استثقلوا التضعيف أعني اجتماع المثلين ، ولم يمكن الإدغام لسكون الثاني ولم يمكن تحريكه لاتصال تاء الفاعل به لوجوب سكون لام الكلمة في فعلت ، فعدلوا إلى وجه آخر من التخفيف وهو حذف الأول منهما على غير قياس بأن نقلوا حركة السين الأولى من أحسست إلى الحاء وحذفوا السين بقي : أحست (٢) فأمّا إذا لم تتصل بالمضاعف المذكور تاء فعلت فلا يحذف منه شيء نحو : أحسّا وأحسّوا ، لإمكان الإدغام حينئذ بتحريك الثاني لزوال المانع وهو تاء فعلت.

ومنها : أنّ بعض العرب يقول : استخذ فلان أرضا ، وفيه لسيبويه (٣) مذهبان :

أحدهما : أن يكون أصله استتخذ فحذفت التاء الثانية بقي : استخذ.

وثانيهما : أن يكون أصله : اتّخذ فأبدل من التاء الأولى سين بقي : استخذ ، ومنها : أنهم قالوا : (٤) اسطاع يسطيع فحذفوا التاء والأصل استطاع ، يستطيع وقال بعضهم استاع يستيع وهو يجوز أن يكون قد حذفوا طاء استطاع يستطيع وتركوا تاء الاستفعال ، ويجوز أن يكون قد حذفوا تاء الاستفعال بقي : اسطاع فأبدلوا من الطّاء تاء بقي : استاع يستيع (٥).

ومنها : أنهم قالوا (٦) في نحو بني العنبر : (٧) بلعنبر وفي بني العجلان :

__________________

(١) البيت لأبي زبيد حرملة بن المنذر ورد منسوبا له في المنصف ، ٣ / ٨٤ والمحتسب ، ١ / ١٢٣ ـ ٢٦٩ ـ ٢ / ٧٦ والحلل ، ٤١٢ وسمط اللآلي ، للبكري ، ١ / ٤٣٨ وورد من غير نسبة في المقتضب ، ١ / ٢٤٥ والخصائص ، ٢ / ٤٣٨ ومجالس ثعلب القسم الثاني ، ٤١٨ والإنصاف ، ٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٧ العتاق ، الإبل النجيبة ، الشّوس : المحدقة النّظر.

(٢) الكتاب ، ٤ / ٤٨٥ والمقتضب ، ١ / ٢٤٥ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٥٤.

(٣) الكتاب ، ٤ / ٤٨٣ والمنصف ، ٢ / ٣٢٩.

(٤) المفصل ، ٤٠٤.

(٥) الكتاب ، ٤ / ٤٨٤ وشرح الشافية ، ٣ / ٢٩٢.

(٦) المفصل ، ٤٠٤ ـ ٤٠٥.

(٧) هم أبو حي من تميم. اللسان ، عنبر.

٣٤٣

بلعجلان (١) ووجهه أنه لما التقت النون من بني مع لام التعريف في العنبر واتفق في هذه الّلام أنّها ظاهرة في اللّفظ لأنّها لا تدغم في العين فلم يمكن إدغام النون فيها لسكونها فحذفت النون تخفيفا لكثرة لام التعريف في كلامهم بقي : بلعنبر ، فأمّا إذا لم تظهر لام التعريف في اللفظ حيث كان بعدها مما تدغم فيه نحو : بني الصّيد (٢) ، وبني النّجار (٣) وبني النّمر (٤) ، فإنّهم لا يحذفون النون لأنّهم لو حذفوها لجمعوا على الكلمة إعلالين : حذف النون وإدغام اللّام (٥).

ومنها : أنّهم قالوا : نزل بنو فلان علماء أي على الماء فحذفو ألف على لسكونها وسكون لام التعريف ، فالتقت لام على ، ولام التعريف ولم يمكن الإدغام في لام التعريف لسكونها ، فحذفت لام على بقي : علماء (٦) قال قطريّ بن الفجاءة : (٧)

لعمرك إني في الحياة لزاهد

وفي العيش ما لم ألق أمّ حكيم

فلو شهدتني يوم دولاب أبصرت

طعان فتى في الحرب غير ذميم

غداة طفت علماء بكر بن وائل

وعاجت صدور الخيل شطر تميم

الشاهد فيه قوله : علماء بكر بن وائل ، وإذا كانوا قد حذفوا مع إمكان الإدغام نحو حذفهم التّاء الأولى المدغمة في يتّسع ويتّقى فقالوا / يتسع ويتقي بالتخفيف كراهة التضعيف ، فالحذف في علماء أولى لتعذّر الإدغام (٨) كما تقدّم وهذا آخر ما

__________________

(١) حي من أحياء العرب. اللسان ، عجل.

(٢) لعلهم بنو الصيداء بطن من أسد اللسان ، والقاموس المحيط ، صيد.

(٣) قبيلة من العرب هم الأنصار ، اللسان ، نجر.

(٤) نسبة إلى نمر بن قاسط بن ربيعة ، اللسان ، نمر.

(٥) الكتاب ، ٤ / ٤٨٤ والممتع ، ٢ / ٧١٧ ـ ٧١٨.

(٦) الكتاب ، ٤ / ٤٨٥ وشرح المفصل ، ١٠ / ٥.

(٧) الأبيات الثلاثة لقطريّ بن الفجاءة من رؤوساء الخوارج (الأزارقة) كان خطيبا فارسا شاعرا استفحل أمره في زمن مصعب بن الزبير وبقي ثلاث عشر سنة يقاتل حتى توفي سنة ٧٨ ه‍. ترجمته في سير أعلام النبلاء ، ٤ / ١٥١ والأعلام ، ٦ / ٤٦ وقد وردت الأبيات منسوبة له في الكامل ، ٣ / ٢٩٧ ـ ١٥٨ وورد البيت الأول منسوبا له في المنصف ، ١ / ٢٤ وشرح الشواهد الشافية ، ٤ / ٤٩٩ ووردت الأبيات من غير نسبة في شرح الشافية ، للجاربردي ، ١ / ٣٥٩ وورد البيت الأخير من غير نسبة في أسرار العربية ، ٤٢٩ وشرح المفصل ، ١٠ / ١٥٤ ـ ١٥٥.

(٨) الكتاب ، ٤ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥.

٣٤٤

نقلناه من المشترك.

الفصل العاشر في الخطّ (١)

وهو مرتّب على قسمين الأول : في حدّ الخطّ وما جاء منه على الأصل.

والثاني : في أشياء جاءت خارجة عن الأصل.

القسم الأول

في حدّ الخطّ وما جاء منه على الأصل المقرر

فنقول : أمّا الخطّ (٢) فهو تصوير اللّفظ المقصود تصويره بحروف هجائه ، كما إذا قيل : اكتب زيدا ، فإنّما تكتب مسمّى الزاي والياء والدّال وهو هذه الصورة أعني زيد لأنّ الصورة هي مسمّى هذه الحروف ، فإذا قيل : اكتب شعرا مع قرينة لفظه كتبت صورته وإلّا ما ينطلق عليه الشّعر (٣) وكذلك إذا قيل : اكتب جيم عين فاء راء فإن قصد تصوير مسمّى هذه الحروف فإنّما تكتب جعفر ، وإن قصد تصوير أسماء حروف جعفر دون مسمّاها كتبت جيم عين فاء راء ، ولذلك خطّأ الخليل (٤) لمّا سألهم كيف تنطقون بالجيم من جعفر فقالوا : جيم ، فقال : إنّما نطقتم باسم المسؤول عنه لا بالمسؤول عنه والجواب : جه ، لأنّه مسمّى الجيم ، فإن سمّي بحرف الهجاء مسمّى آخر كما لو سمّي رجل أو السورة بياسين جاز أن تكتب على صورة أسماء الحروف نحو : ياسين وجاز أن تكتب على صورة مسمّى الحروف نحو : يس.

والأصل (٥) في كلّ كلمة أن تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها ، وهو أصل معتبر في الكتابة والخطّ مبنيّ عليه.

__________________

(١) ألفينا أبا الفداء في هذا الفصل شارحا لما ورد في شافية ابن الحاجب حول الخط والإملاء.

(٢) الشافية ، ٥٥١.

(٣) أي إذا قيل : اكتب شعرا فإن قامت قرينة تدل على أن المقصود لفظ شعر كتبت هذه الصورة شعر وإلا فمقتضاه أن تكتب ما ينطلق عليه الشعر. شرح الشافية ، للجاربردي ، ١ / ٣٧١.

(٤) في الشافية ، ٥٥١ : ولذلك قال الخليل ...

(٥) الشافية ، ٥٥١ ـ ٥٥٢.

٣٤٥

فمما كتب على الأصل المذكور نحو : ره زيدا ، وقه زيدا بالهاء ، لأنّك إذا وقفت قلت : ره وقه بالهاء.

ومنه : (١) أنّهم كتبوا ما الاستفهامية في قولك : مه أنت ومجيء مه جئت بالهاء لأنّه يوقف عليه بالهاء بخلاف «ما» في حتّام وإلام وعلام؟ فإنّه لا يكتب بالهاء إلّا إذا قصد الوقوف عليها بالهاء كما سيذكر وإنما لم تكتب «ما» بالهاء في حتّام لشدة الاتّصال بحرف الجرّ فصارت «ما» كأنها جزء مما قبلها ، ويدلّ على ذلك أنّ الياء في حتّام وإلام وعلام كتبت ألفا مع ما الاستفهامية المجرورة المذكورة لأنّ هذه الألف في الوسط حينئذ.

ومنه : (٢) أنهم كتبوا من ما وعن ما : ممّ (٣) وعمّ ، بغير نون لشدّة الاتصال بالحرف فإنّ قصد في «ما» الاستفهاميّة المجرورة بحتّى وأخواتها أن يوقف عليها بالهاء كتبت الهاء متصلة مع ميم ما ، وجاز حينئذ أن لا ترجع الياء في باب حتّى ولا النون في من وعن ، بل تبقى الألف ثابتة مع الهاء كما كانت في حتّام بغير هاء لعدم الاعتداد بالهاء كقولك : حتّامه وإلامه وعلامه وممّه وعمّه ، وجاز أن يعتدّ بالهاء فترجع الألف إلى أصلها في حتّى وإلى وعلى ، وتثبت النون في من وعن فنقول على ذلك : حتّى مه وإلى مه وعلى مه وممّن مه وعمّن مه (٤).

ومنه : (٥) أنّهم كتبوا أنا زيد بالألف لأنّه يوقف على أنا بالألف ومن قال : أنه في الوقف كتبه أنه زيد بالهاء ، وكذلك كتب قوله تعالى : (لكِنَّا هُوَ اللهُ)(٦) بالألف فيمن وقف على أنا بالألف ، والهاء فيمن وقف بالهاء ، إذ أصله لكن / أنا هو الله ، فحذفت الهمزة وأدغمت نون لكن في نون أنا بقي لكنّا (٧).

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٢.

(٢) الشافية ، ٥٥٢.

(٣) غير واضحة في الأصل.

(٤) أدب الكاتب لابن قتيبة ١٩٦ ـ ١٩٨.

(٥) الشافية ، ٥٥٢.

(٦) من الآية ٣٨ من سورة الكهف.

(٧) قرأ ابن عامر وأبو جعفر بإثبات الألف بعد النون وصلا ووقفا ، والأصل لكن أنا فنقل حركة همزة أنا إلى نون لكن وحذفت الهمزة وأدغم أحد المثلين في الآخر ، فإثبات الألف في الوصل لتعويضها عن الهمزة أو

٣٤٦

ومنه (١) : أنّهم كتبوا تاء التأنيث في نحو : رحمة هاء فيمن وقف بالهاء وكتبت تاء فيمن وقف عليها بالتاء ، بخلاف أخت وبنت وباب قائمات وباب قامت هند ، فإنّ ذلك إنّما يكتب بالتاء للوقف على الجميع بالتاء ، إلّا في لغة رديئة يقول أهلها : قائماه بالهاء في الوقف على قائمات (٢).

ومنه : (٣) أنّهم كتبوا المنوّن المنصوب ألفا لأنّ الوقف عليه كذلك نحو : رأيت زيدا ، وكتب المرفوع والمجرور بالحذف نحو : جاءني زيد ومررت بزيد ، لأنّ الوقوف عليه كذلك ، ومن وقف على المرفوع والمجرور بالواو والياء كتبهما بالواو والياء.

ومنه : أنهم كتبوا إذن بالألف على الأكثر (٤) وكتبها بعضهم نونا توهما منه أنّ الألف التي يوقف عليها بدلا من النون التي في الأصل.

ومنه : (٥) أنّهم كتبوا نحو : اضربا ، بالألف على الأكثر ، لأنّه إذا وقف على نون التأكيد الخفيفة في نحو : اضربن قلبت ألفا كقولك : اضربا ومن كتبها نونا ألحقها باضربن بضمّ لام الفعل ، وكان قياس اضربن التي بضمّ اللّام أن تكتب بواو وألف نحو : اضربوا ، لأنّ الوقوف عليها كذلك ، وأن تكتب اضربن بكسر اللام بياء نحو اضربي ، وهل تضربن بضمّ اللام ؛ بواو ونون ، وهو غير هذه النون أعني نون الإعراب نحو : هل تضربون ، وهل تضربن بكسر اللّام ؛ بياء ونون الإعراب نحو : هل تضربين لأنّ الوقف عليها كلها كذلك ، أعني بحذف نون التأكيد ، وردّ ما كان قد حذف لأجلها وهو نون الإعراب حسبما تقدّم في نون التأكيد (٦) لأنّ الأصل في كتبة كلّ كلمة أن

__________________

لإجراء الوصل مجرى الوقف ، والباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا على حدّ أنا يوسف. الإتحاف ، ٣٥٠ وشرح الجاربردي ومعه حاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٣.

(١) الشافية ، ٥٥٢.

(٢) أدب الكاتب ، ٢٠٠.

(٣) الشافية ، ٥٥٢.

(٤) وممن ذهب إلى ذلك ابن مالك في التسهيل ، ٣٣٣ وذهب المازني فيما ذكره الرضي ، ٣ / ٣١٨ والمبرد وابن عصفور كما في الهمع ، ٢ / ٢٣٢ إلى أنها تكتب بالنون وفصل الفراء فقال : إن ألغيت كتبت بالألف لضعفها ، وإن أعملت كتبت بالنون لقوتها ، انظر أدب الكاتب ، ٢٠٢ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٧٤.

(٥) الشافية ، ٥٥٢.

(٦) في ٢ / ١٢٦.

٣٤٧

تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها ، لكن تركوا هذا الأصل في نون التأكيد ، وكتبوا ذلك على لفظه لأنّه لو كتب على هذا الأصل لعسر تبيّن التأكيد ولم يدرك أصلا ، لأنّه على هذه الصورة عند عدم إرادة التأكيد ، وإنما يقع اللّبس المذكور في غير اضربن للمفرد المذكر ، ولذلك كتب بالوجهين أعني بالألف وبالنون نحو : اضربا واضربن ، أما من كتب اضربن بالنون فلأنّ النون الخفيفة التي فيه مثل النون في باقي أخوته ، وأمّا من كتبه على الأصل بالألف فلفوات الأمرين المانعين لأنّه يتبيّن التأكيد بكتابة النون ألفا ولا يعسر حينئذ تبيّن هذا الأصل (١).

ومنه : (٢) أنّهم كتبوا باب قاض رفعا وجرا بغير ياء لأنّ التنوين مراد ، وباب القاضي ، بالياء على الأفصح فيهما ، لأنّ الوقف عليهما كذلك في الأفصح ، ومن وقف عليهما بياء فيلزمه أن يكتبهما بياء ، ومن وقف عليهما بحذف الياء يلزمه أن يكتبهما بغير ياء (٣).

ومنه : (٤) أنّهم كتبوا الحرف في نحو : بزيد وكزيد ولزيد متصلا ، لأنّه لا يوقف على حرف الجرّ ، فصار مع الاسم الذي بعده كالجزء منه ، كما كتبوا الكاف ونحوها في مثل : منك ومنكم وضربكم متصلا ، لأنّه لا يبتدأ بهذه الكاف (٥).

القسم الثاني

فيما لا صورة له تخصّه

وهو الهمزة ، وفي أشياء جاءت خارجة عن / الأصل المقرّر في الخطّ وهي أربعة : وصل ، وزيادة ، ونقص ، وبدل.

__________________

(١) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٤.

(٢) الشافية ، ٥٥٢.

(٣) وقف القراء السبعة ما عدا ابن كثير على نحو : قاض والقاضي ، بحذف الياء ، ووقف ابن كثير ووافقه ابن محيصن عليهما ببقاء الياء ، وحذف الياء في قاض هو الأفصح وثباتها في القاضي هو الأفصح ، انظر التبصرة لمكي ٢٣٣ ـ ٢٣٥ وإبراز المعاني ، ٣٧٣ والإتحاف ، ١٠٥ ـ ١١٧ وشرح التصريح ، ٢ / ٣٤٠.

(٤) الشافية ، ٥٥٢.

(٥) ونحوه في شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٢ بتصرف يسير.

٣٤٨

القول على الهمزة

وليس لها في الخطّ صورة تخصّها ، وهي إمّا أن تكون في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخرها.

ذكر الهمزة أولا (١)

وهي تكتب بالألف مطلقا سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة نحو : أحد وأحد وإبل.

ذكر الهمزة وسطا (٢)

وهي تنقسم إلى ساكنة ومتحركة أما الهمزة الساكنة المتوسطة فتكتب بحرف حركة ما قبلها ، أعني إن كان ما قبلها مفتوحا كتبت بالألف ، وإن كان مضموما كتبت بالواو ، وإن كان مكسورا كتبت بالياء مثل : يأكل ويؤمن ويئس (٣).

وأمّا الهمزة المتحركة المتوسطة (٤)

فتقسم إلى متحركة قبلها ساكن ، وإلى متحركة قبلها متحرك :

أمّا المتحركة التي قبلها ساكن ، فتكتب بحرف حركة الهمزة نفسها نحو : يسأل ويلؤم ويسئم ، ومنهم من يحذف الهمزة في الخطّ إن كان تحفيفها بنقل حركتها إلى ما قبلها أو بإدغامها ، مثال النّقل : يسل ويلم ويسم ومثال الإدغام : سوّة والأصل سوءة فقلبت الهمزة واوا وأدغمت الواو في الواو بقي. سوّة بواو مشدّدة ، ومنهم من يحذف الهمزة المفتوحة (٥) في الخطّ بعد نقل حركتها نحو : يسل دون المضمومة والمكسورة نحو يلؤم وييئس ، والأكثر على حذف الهمزة المفتوحة بعد الألف في

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٢.

(٢) الشافية ٥٥٢.

(٣) حاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٥.

(٤) الشافية ، ٥٥٣.

(٥) تخفيفا لكثرة وقوعها ، حاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٥.

٣٤٩

الخطّ نحو : سال ، والأصل ساءل (١) ومنهم من يحذف المضمومة والمكسورة أيضا فالمفتوحة كما مرّت أعني ساءل والمضمومة نحو التساول والمكسورة نحو يسايل والأصل : سأال والتساؤل ويسائل.

وأمّا الهمزة المتحركة (٢) التي قبلها متحرك فتكتب على وجوه : أحدها : أن تكتب على ما تسهّل به أعني إن سهّلت بالواو كتبت بالواو نحو : مؤجل وإن سهّلت بالياء كتبت بالياء نحو : فئة.

وثانيهما : أن تكتب الهمزة المذكورة بحرف حركتها ، إذا لم يكن قبلها ضمّة سواء كان قبلها فتحة أو كسرة والمراد بحرف حركتها أنّ المتحركة بالفتح تكتب ألفا وبالضمّ واوا وبالكسر ياء ، نحو : سأل ولؤم ويئس ومن مقرئك ورؤف.

وثالثها : أن تكتب الهمزة المتحركة المذكورة على الوجهين المذكورين وذلك إذا كانت الهمزة مكسورة وما قبلها مضموم نحو : سئل أو مضمومة وما قبلها مكسور نحو : يقرئك فإذا كانت الهمزة كذلك جاز أن تكتب على ما تسهّل به وأن تكتب بحرف حركتها فتكتب سئل بالواو من حيث إنّ همزته تسهّل بالواو لضمّة ما قبلها ، وتكتب بالياء من حيث إنّ الهمزة مكسورة وتكتب يقرئك بالياء من حيث إنّ همزته تسهّل بالياء لكسرة ما قبلها ، وتكتب بالواو من حيث إنّ همزته مضمومة (٣).

ذكر الهمزة آخرا (٤)

وهي إمّا أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا.

أمّا التي قبلها ساكن فتحذف ليس إلّا نحو : هذا / خبء ومررت بخبء ورأيت خبئا وليست هذه الألف صورة الهمزة ، وإنّما هي الألف التي يوقف عليها عوضا عن التنوين مثلها في : رأيت زيدا (٥).

__________________

(١) على وزن ضارب من المفاعلة ، ولا يحذفون الهمزة بعد ساكن آخر ، الدرر الكامنة ، ١ / ٣٧٦.

(٢) الشافية ، ٥٥٣.

(٣) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٦ ومناهج الكافية ، ٢ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.

(٤) الشافية ، ٥٥٣.

(٥) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٦ والتشابه واضح.

٣٥٠

وأمّا التي قبلها متحرك ، فتكتب بحرف حركة ما قبلها فالتي قبلها فتحة بالألف ، والتي قبلها ضمّة بالواو ، والتي قبلها كسرة بالياء ، سواء كانت الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة ، أمّا المتحركة فنحو : قرأ ويقرىء وردؤ يقال : ردؤ الشّيء يردؤ رداءة إذا فسد (١) ، وأمّا الساكنة فنحو : لم يقرأ ولم يقرىء ولم يردؤ وإنّما كتبت السّاكنة هاهنا كذلك لأنّ الوقف بالسكون هو الأصل فلمّا قدّرت الهمزة ساكنة وقبلها متحرّك دبّرت بحركة ما قبلها وإذا كتبوها متحركة كذلك ، فلأن يكتبوها ساكنة كذلك بطريق الأولى.

وأمّا إذا وقعت الهمزة طرفا (٢) وكانت لا يوقف عليها لاتّصال غيرها بها من ضمير متصل أو تاء تأنيث نحو : جزأك وهزأة رفعا ونصبا وجرا فحكمها حكم الهمزة المتوسطة حسبما تقدّم ، فمن كتب المتوسطة بصورها ، أعني إمّا بحرف حركتها أو بحرف حركة ما قبلها ، كتب هذه بصورها في الطّرف ، ومن حذف المتوسطة ، حذف هذه في الطّرف نحو : جزؤك بواو وجزءك بحذف الواو ، وكذلك : مررت بجزئك وجزءك بالياء وحذفها ، ورأيت جزأك وجزءك بالألف وحذفها ، وتقول في تاء التأنيث هزأة وهزءة بالألف وحذفها ، خلا في نحو : مقروّة وبريّة فإنّ الهمزة فيهما وإن كانت متطرفة وهي لا يوقف عليها لاتّصال تاء التأنيث بها فإنّها لا تجري مجرى المتوسطة في جواز الإثبات بل بحذف الهمزة فيهما من الخطّ ، لأنّ همزتهما لمّا سهّلت بجعلها واوا في مقروة وياء في بريّة في اللفظ ، التزموا حذفها في الخطّ كما حذفت في اللفظ (٣) ولا تجري الهمزة الواقعة في الأوّل المتصلة بشيء قبلها مجرى المتأخرة المتّصلة بشيء بعدها في جواز الإثبات والحذف لكنّ الواقعة أولا المتصلة بما فيها تثبت ليس إلّا نحو : يأخذ ، ونحو : كأحد ولأحد ، فتكتب بصورتها التي كانت تكتب بها قبل اتّصال حرف المضارعة وحرف الجرّ ، لكن يرد على ذلك «لئلّا» فإنّ همزته وقعت أولا واتّصلت باللّام فكان القياس أن تكتب بالألف كما كتب لأحد بالألف ، لكن كتبت بالياء كراهة لصورتها لو كتبت بالألف مع حذف النون إذ تصير

__________________

(١) في شرح الجاربردي ، ١ / ٣٧٦ : يردؤ رداءة فهو رديء أي فاسد.

(٢) الشافية ، ٥٥٣.

(٣) حاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٦.

٣٥١

صورتها لألا (١).

وكلّ همزة بعدها حرف مدّ صورته كصورة حركة الهمزة فإنّ تلك الهمزة تحذف من الخطّ (٢) فمثال الهمزة المفتوحة وبعدها الألف قولك : رأيت خطأ فإنه إنّما تكتب بألف واحدة وهي ألف تنوين الهمزة وكان ينبغي أن تكتب الهمزة ألفا وبعدها ألف التنوين كما كان بعد الدّال في رأيت / زيدا ألف ، فكتبوا رأيت خطأ بألف واحدة كراهة اجتماع المثلين (٣) ، ومثال المضمومة وبعدها واو : مستهزءون بهمزة مضمومة وبعدها واو فتكتب بواو واحدة هي واو الإعراب وتحذف الهمزة من الخطّ التي هي لام الكلمة ، ومثال المكسورة وبعدها ياء : مستهزءين بياء واحدة هي ياء الإعراب وتحذف الهمزة التي هي لام الكلمة (٤) وقد تكتب الهمزة ياء في مستهزئون ومستهزئين فيجمع بين الياء والواو وبين الياءين ، لأنّ الياء ليست في الاستثقال مثل الواو ، كأنّهم لمّا استثقلوا الواوين لفظا استثقلوهما خطّأ ولم يستثقلوا اجتماع الياءين ولا الياء والواو ، فإن قيل : فالألف أخفّ من الواو فكان ينبغي أن تكتب الألف بدل الهمزة المحذوفة فيما ذكر؟ فالجواب : أنّما لم تكتب الألف لكراهة صورة الألف مرّتين في المثنى رفعا نحو : مستهزأان بألفين فلمّا استثقل اجتماعهما في المثنّى رفعا ، لم تكتب في غيره طردا للباب ، بخلاف قرأا ويقرأان فكتبا بألفين خوف لبس المثنّى بالمفرد في قرأ. أو لبس المثنّى بجمع المؤنّث في يقرأان لو كتب بألف واحدة ، وكتبوا نحو : مستهزئين بياءين في المثنّى نصبا وجرا وكتبوا الجمع بياء واحدة للفرق بين المثنّى والمجموع ، وكتبوا نحو : ردائي في الأكثر بياءين لتغاير الياءين صورة ، لأنّ الياء الأولى مخالفة في الصورة للثانية بخلاف مستهزئين لو كتب بياءين ، لأنّ

__________________

(١) قال الجاربردي في شرح الشافية ، ١ / ٣٧٧ وكان قياس همزة لئلا أن تكتب بالألف لكنها كتبت بالياء ، إما لكثرة الاستعمال فصارت الهمزة فيه كالمتوسطة أو لأنّه لو كتب بالألف مع حذف النون لكانت صورته لا لا ، فكرهوا ذلك وكتبوها بالياء ، وكان قياس لئن أيضا أن تكتب بالألف لكن كتبت بالياء لكثرة استعماله. وانظر أدب الكاتب ، ١٩٧.

(٢) الشافية ، ٥٥٣ ـ ٥٥٤.

(٣) أدب الكاتب ، ١٩١.

(٤) أدب الكاتب ، ٢١١.

٣٥٢

صورتهما متحدة ، وإنّما قال في الأكثر (١) لأنّ بعضهم يكتب ردائي بياء واحدة وكتبوا نحو : حنائيّ بياءين في الأكثر للمغايرة والتشديد ، فإنّ الثانية مشددة لأنّها ياء النسبة ، وعلم من قوله في الأكثر أنّ منهم من يكتب حنائي بياء واحدة وكتبوا نحو : لم تقرئي يا امرأة بياءين ، وفاقا لما ذكرنا من تغاير الياءين صورة ، واللّبس بتقري بغير ياء الضمير من قرى يقري (٢) انتهى الكلام على الهمزة.

القول على الوصل

وهو ممّا خولف فيه الأصل المقرّر في الخطّ (٣).

فمنه : أنّهم وصلوا الحروف وشبهها بما الحرفية نحو : (إنما إلهكم الله)(٤) ، وأينما تكن أكن ، وكلّما أتيتني أكرمك ، بخلاف الاسمية نحو «ما» التي بمعنى الذي ، فإنّها تكتب منفصلة نحو : إنّ ما عندي حسن ، وأين ما وعدتني ، وكلّ ما عندي حسن ، لأنّ ما الحرفية كالتتمة للكلمة بخلاف الاسمية لاستقلال الأسماء بالدلالة (٥).

ومنه : أنّهم وصلوا ما الحرفية بمن وعن (٦) فقالوا : ممّا وعمّا نحو : (مما خطاياهم)(٧)(عم يتساءلون)(٨) وفصلوا ما الاسمية عنهما فقالوا : أخذت من ما أخذت منه ، وأخبرت عن ما في نفسي (٩) ، وقد تكتب ما الحرفية ، وما الاسمية متصلتين فيما إذا سكن ما قبلهما نحو : ممّا وعمّا لوجوب إدغام نون من وعن في

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٤.

(٢) شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٤.

(٣) بعدها في شرح الجاربردي ، ١ / ٣٧٨ فنقول : أقسامه أربعة : الوصل والزيادة والنقص والإبدال ، أما الوصل فإنهم وصلوا الحروف ...

(٤) من الآية ٩٨ من سورة طه.

(٥) أدب الكاتب ، ١٩٤ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٨ والتشابه واضح.

(٦) الشافية ، ٥٥٤.

(٧) من الآية ٢٥ من سورة نوح ، على قراءة أبي عمرو ، الكشف ، ٢ / ٣٣٧ وحاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٧٨.

(٨) من الآية ١ من سورة النبأ ، والتمثيل الأوضح هو في قوله تعالى (عما قليل) لأن «ما» فيها حرفية ، في حين أن «ما» في (عم يتساءلون) استفهامية اسمية ، ولعل مراده من سوقه لآية النبأ أن الاسمية تكتب متصلة أيضا كما وضح ذلك بعد ، وقد قال الرضي ، ٣ / ٢٣٦ وقد تكتب الاسمية أيضا متصلة وانظر أدب الكاتب ، ١٩٦ والمساعد ، ٤ / ٣٣٨.

(٩) شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٥ وهمع الهوامع ، ٢ / ٢٣٧.

٣٥٣

الميم التي في «ما» مراعاة / للفظ مع كون الأوّل حرفا ولم يصلوا «متى» وإن كانت «متى» مثل «أين» بما الحرفية ، لما يلزم من تغيير الياء لقلبها ألفا لاتصال ما بمتى ، فيقع الوهم فيها (١).

ومنه : أنّهم وصلوا أن الناصبة للفعل المضارع مع «لا» (٢) وحذفت في الخطّ نحو : أريد ألّا تخرج ، لكثرتها في الكلام بخلاف أن المخففة فإنها تكتب منفصلة نحو : علمت أن لا تقوم ، ونحو (أن لا يقدرون على شيء)(٣) لقلّة استعمال المخفّفة المذكورة ، ووصلوا إن الشرطية أيضا إذا اتصلت بلا وما ، نحو : (إلا تفعلوه)(٤)(وإما تخافن)(٥) وحذفت في الخطّ ليتأكد الاتصال ، لأنّ هذه النون تحذف مع «لا» و «ما» وجوبا لفظا للادغام ، فحذفت في الخطّ أيضا ليوافق الخطّ اللفظ ، والمراد بهذا الحذف انقلاب النون في اللفظ لاما أو ميما للإدغام ، لا حذفها من اللفظ بالكلية (٦).

ومنه : أنّهم وصلوا نحو : يومئذ وحينئذ في مذهب من (٧) يبني : يوم وحين بإضافتهما إلى «إذ» فمن (٨) ثمّ كتبت الهمزة ياء ، وإلّا فالقياس أن تكتب ألفا لأنّها وقعت في الأول من (إذن) فهي مثل إبل ، ولكن لما وصلت إذ بيوم وحين ، صارت الهمزة كالمتوسطة ، فصارت كالمتّصلة فدبّرت بحركة نفسها وهي مكسورة فمن ثمّ كتبت ياء (٩) ، وقد تكتب أيضا كذلك وإن لم يكن مبنيا (١٠).

__________________

(١) قال الرضي في شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٦ : يعني لو وصلت كتبت الياء ألفا فتكتب متى ما ، كعلام وإلام وحتام ، ولا أدري أي فساد يلزم من كتب ياء متى ألفا كما كتبت في علام وإلام ، والظاهر أنها لم توصل لقلة استعمالها معها بخلاف علام وإلام.

(٢) الشافية ، ٥٥٤.

(٣) من الآية ٢٩ من سورة الحديد.

(٤) من الآية ٧٣ من سورة الأنفال.

(٥) من الآية ٥٨ من سورة الأنفال.

(٦) الشافية ، ٥٥٤.

(٧) هم الكوفيون.

(٨) زيادة يقتضيها السياق وفي الشافية ، ٥٥٤. فمن ثم ...

(٩) تسهيل الفوائد ٣٣٥ وهمع الهوامع ، ٢ / ٢٣٨.

(١٠) وهو الأكثر كما قال الرضي ، ٣ / ٣٢٦.

٣٥٤

ومنه : أنّهم وصلوا لام التعريف (١) بالاسم الذي بعدها نحو : الرّجل على مذهب سيبويه والخليل (٢) أمّا اتصالها على مذهب سيبويه فعلى القياس ، لأنّ حرف التعريف عنده هو اللّام وحدها فهو حرف واحد ، فيجب اتصاله كما اتصلت اللّام والكاف في قولك : لزيد وكزيد ، وأمّا على مذهب الخليل فيحتاج الاعتذار عن اتّصاله لأنّ آلة التعريف عنده أل ، أعني الألف واللّام معا فهما مثل : هل ، فكان القياس أن تكتب منفصلة كما كتب : هل الرّجل منفصلة ويجاب : بأنّه اختصّ بالوصل لكثرته في الكلام انتهى الكلام على الوصل.

القول على الزّيادة

وهي ما زادوه في الكتابة على خلاف ما يقتضيه القياس المقرّر في الخطّ.

فمنه : (٣) أنّهم زادوا ألفا بعد واو الجمع المتطرفة في الفعل الماضي أو الأمر نحو : سادوا وجاؤوا وسودوا وجوروا للفرق بينها وبين واو العطف ، وحمل عليه ما اتصلت به الواو نحو : أكلوا وشربوا وإن لم تلتبس واوه بواو العطف لأنّ واو العطف لا تكون متصلة طردا للباب بخلاف نحو : يغزو ويدعو فإنه لا يزاد بعد الواو ألف لعدم لبس واوه بواو العطف لأنّ المفرد ليس يغز ولا يدع إذ لا بدّ في بنيته من الواو (٤).

واعلم أنّ واو الجمع متّى وقعت متطرفة ، زيدت الألف معها كما تقدّم ، ومتى وقعت مع ما يخرجها عن حكم التطرف لم تكتب الألف معها ، فمن ثمّ كتب : ضربوا هم ، بألف إذا كانت لفظة هم ضميرا منفصلا مؤكدا للضمير / المتصل فلفظة «هم» حينئذ كلمة أخرى مستقلة ، وضربوا التي قبلها كلمة أخرى أيضا. والواو فيها متطرفة ، وكتبوا «ضربوهم» بغير ألف إذا كانت لفظة «هم» ضميرا متصلا مفعولا ، والمتّصل كالجزء مما قبله فكتبت بغير ألف لأنّ الواو حينئذ قد وقعت مع ما أخرجها عن حكم التّطرف ، ومنهم من يزيد الألف بعد واو الجمع الذي في اسم الفاعل (٥) نحو :

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٤.

(٢) ينظر المذهبان في الكتاب ، ٤ / ١٤٧ ـ ١٤٨ وشرح الشافية ، ٣ / ٣٢٧ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٧٩ والتشابه واضح.

(٣) الشافية ، ٥٥٤ ـ ٥٥٥.

(٤) أدب الكاتب ٢٠١ والهمع ، ٢ / ٣٢٨.

(٥) نقل ذلك عن الفراء والكسائي في يدعو ، وعن الكوفيين في ضاربو زيد ، المساعد ، ٤ / ٧٨.

٣٥٥

شاربوا الماء وزائروا زيد ، ومنهم من يحذف الألف في الجميع ، أعني في الفعل واسم الفاعل (١) ويغتفر ما ذكر من الفرق لندوره (٢).

ومنه : (٣) أنّهم زادوا في مائة ألفا فرقا بينها وبين منه في الصورة وألحقوا بمائة ، مثناها أعني ، مائتين (٤) وإن لم يحصل الالتباس في المثنّى ، لأنّ صورة المفرد ثابتة في لفظ المثنّى ، فعاملوه معاملته بخلاف جمع مائة ، وهو مئات فإنه لم يكتب كذلك لفوات وجود صورة المفرد فيه لسقوط تاء التأنيث في الجمع (٥).

ومنه : أنّهم زادوا الواو في : عمرو فرقا بينه وبين عمر (٦) لكثرة الاستعمال بخلاف ما أشبهه ، وهو غير كثير نحو : غمر بغين معجمة علما (٧) ، وعمر النكرة جمع عمرة ، ولا تزاد الواو في عمرو حال النصب كقولك : رأيت عمرا لوجود الفرق ، وهو وجود الألف في عمرو لكونه منصرفا ، وعدمها في عمر لامتناعه من الصرف (٨).

ومنه : أنّهم زادوا في أولئك واوا للفرق بينه وبين إليك (٩) ، وأجري أولاء على أولئك في زيادة الواو وإن لم يلبس لأنه هو هو (١٠).

ومنه : أنّهم زادوا الواو (١١) أيضا في أولى (١٢) نصبا وجرا نحو : مررت بأولي علم ، ورأيت أولي علم للفرق بينها وبين إلى ، وحمل أولو رفعا عليه وإن لم يلبس

__________________

(١) تسهيل الفوائد ، ٣٣٧ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٠.

(٢) أي لندور الالتباس وزواله بالقرائن ، اغتفر حذف الألف في الجميع ، شرح الشافية ، ٣ / ٣٢٨ وشرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٠.

(٣) الشافية ، ٥٥٥ وفي الأصل : أنهم زادوا مائة ألفا.

(٤) هذا واحد من رأيين فيها ، والآخر عدم زيادة الألف ، المساعد ، ٤ / ٣٧٦.

(٥) تسهيل الفوائد ، ٣٣٧ ، وشرح الشافية ، ٣ / ٣٢٨.

(٦) الشافية ، ٥٥٥.

(٧) غمر وغمير وغامر ، أسماء ، اللسان ، غمر.

(٨) أدب الكاتب ، ٢٠٠ والمساعد ، ٤ / ٣٧٦.

(٩) الشافية ، ٥٥٥.

(١٠) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٠ ـ ٣٨١.

(١١) في الأصل : زادوا الياء.

(١٢) الشافية ، ٥٥٥.

٣٥٦

بإلى ، طردا للباب (١).

القول على النّقص

وهو ما نقص من الكتابة على خلاف ما يقتضي القياس المقرّر في الخطّ.

فمنه : أنّهم كتبوا كلّ مشدّد من كلمة واحدة حرفا واحدا (٢) نحو : شدّ ومدّ وادّكر ، وأجري نحو : فتتّ مجراه إذا كانت لام الفعل الماضي وتاء فعلت مثلين وأدغمت لام الفعل في ضمير الفاعل لشدّة اتصال الفاعل بخلاف نحو : وعدت مما قلبت فيه لام الفعل الماضي تاء في اللفظ وأدغمت في تاء الفاعل ، فإن المشدّد في مثله يكتب حرفين ، لفقد المثلين حقيقة ، وبخلاف نحو : أجبهه (٣) لفقد كون المدغم فيه فاعلا ، لأنّ الهاء الثانية ضمير المفعول ، وبخلاف لام التعريف المدغمة في الحرف الذي بعدها من كلمة أخرى سواء كان ذلك الحرف لاما نحو : اللّحم أو غير لام نحو : الرّجل ، فإنّهما أعني المدغم والمدغم فيه ، يكتبان حرفين ؛ لكونهما كلمتين أعني كون لام التعريف كلمة ، والحرف الذي أدغم فيه لام التعريف من كلمة أخرى ، بخلاف الذي والتي والذين فإنّ اللّام / المشدّدة فيها كتبت لاما واحدة ، لأنّ لام التعريف هاهنا لا تنفصل عمّا أدغمت فيه ، أعني عن اللّام التي في أوّل الذي ونحوه إذ لا يقال : لذي ولذين ولتي ، كما يقال : لحم ورجل ، وكتب نحو : اللذين في التثنية نصبا وجرا بلامين ، وإن كان قياسه على ما تقدّم في إخوته ، لاما واحدة ، لكن كتب بلامين للفرق بينه وبين الذين الذي هو الجمع ، وحمل : اللّذان واللّتان واللّتين عليه لأنّه مثنّى من بابه (٤) وكذلك كتبوا «اللّاؤون» (٥) وإخوته ، أعني : اللائي واللاتي ، واللّواتي ، بلامين وكان القياس لاما واحدة ، لعدم انفصاله عن لام التعريف ، لكن لمّا كان من جملته اللاء بكسر الهمزة الأخيرة لجمع المؤنّث وهو مما يجب كتابته بلامين لالتباسه بآلاء لو كتب بلام واحدة ، فكتبت إخوته بلامين طردا

__________________

(١) همع الهوامع ، ٢ / ٢٣٩.

(٢) الشافية ، ٥٥٥.

(٣) أي اضرب على وجهه ، اللسان ، جبه ، وحاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٨١.

(٤) أدب الكاتب ، ٢٠٠ وشرح الشافية ، ٣ / ٣٣٠.

(٥) مراده لفظها ، وهي في الشافية ، ٥٥٥ مرفوعة قال : وكذلك اللاءون وأخواته.

٣٥٧

للباب لأنها بمعناه ولفظها كلفظه ، كما حمل أولاء على أولئك.

ومن النّقص ما تقدّم من الحذف ؛ أعني حذف نون عن (١) ومن عند إدغامها في الميم التي في ما الاستفهامية ، والخبرية ، نحو : سل عمّ شئت و (عم يتساءلون)(٢) و (مم خلق)(٣) وحذفت نون إن الشرطية أيضا عند إدغامها في لام «لا» وميم «ما» نحو : إلّا تذهب أذهب فحذف في ذلك كلّه الحرف الأخير من الكلمة الأولى ، إذا أدغم في أول الثانية ، وهو حذف شاذ لا يقاس عليه (٤).

ومنه : أنّهم نقصوا الألف من بسم الله الرّحمن الرحيم (٥) تخفيفا لكثرة استعماله بخلاف باسم الله مقتصرا عليه ، أو باسم ربّك ونحوه.

ومنه : أنّهم نقصوا الألف من الله (٦) وكتب بلامين وهاء من غير ألف بعد اللّام الثانية لكثرة استعماله لئلا يشتبه بكتابة اللّات فيمن كتبها بالهاء.

ومنه : أنّهم نقصوا الألف من الرحمن مطلقا أي مع بسم الله الرحمن الرحيم وبدونها كعبد الرّحمن (٧).

ومنه : ما نقله السّيد في شرح التصريف (٨) ، أنّهم نقصوا (٩) الألف من الحارث علما ومن السّلم عليكم ، وعبد السّلم ، ومن ملئكة ، وسماوات ، وصلحين ، ونحوها مما لم يخش لبس (١٠).

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٥.

(٢) من الآية ١ من سورة النبأ.

(٣) من الآية ٥ من سورة الطارق.

(٤) مناهج الكافية ، ٢ / ٢٧٥.

(٥) الشافية ، ٥٥٥.

(٦) الشافية ، ٥٥٥.

(٧) وفي أدب الكاتب ، ١٩٢ وكتبوا الرحمن بغير ألف حين أثبتوا الألف واللام ، وإذا حذفت الألف واللام فأحبّ إليّ أن يعيدوا الألف فيكتبوا : رحمان الدنيا والآخرة.

(٨) قال السيد ركن الدين الاستراباذي في شرح الشافية ، الورقة ، ١٠٤ ظ : وكذلك نقصوا الألف من الحرث علما ... ومن السّلم عليكم ، وعبد السّلم ومن ملئكة وسموات وصلحين وصلحات ونحوها ، مما لم يخف لبس. وانظر حاشية ابن جماعة ، ١ / ٣٨٢.

(٩) بعدها في الأصل مشطوب عليه «فيمن كتبها بالهاء» وذكرها قبل سطر بعد قوله اللات.

(١٠) أدب الكاتب ، ١٩١ وتسهيل الفوائد ، ٣٣٦ والمساعد ، ٤ / ٣٧٢ والهمع ، ٢ / ٢٤٠.

٣٥٨

ومنه : أنّهم نقصوا الألف من ثمنية وثلث وثلثين ، اختصارا لكثرته (١).

ومنه : أنّهم نقصوا الألف أيضا من نحو : الرّجل والدّار (٢) ، إذا دخلت عليهما لام الابتداء أو لام الجرّ ، فقالوا : للرّجل خير من الإمرأة (٣) وللدّار الآخرة خير من الأولى ، وهذا السيف للرّجل ، وهذه الحصير للدّار ، وإنّما نقصوا الألف من ذلك وكان القياس إثباتها ، لأنّها مثل قولك : بالرّجل وكالرّجل ، لئلا يلتبس بالنفي ، لأنّه لو كتبت الألف مع لام الابتداء أو لام الجر لصارت صورتها صورة «لا» بعدها صورة لرجل ، فكان صار : لا لرجل ، بخلاف قولك : بالرجل وكالرجل فإنه لا يلبس بالنفي (٤).

ومنه : أنّهم نقصوا الألف واللّام معا فيما أوله لام (٥) نحو : اللّحم واللّبن إذا دخلت عليه / لام الجرّ أو لام الابتداء نحو قولك : للّحم وللّبن أمّا حذف الألف فلما ذكر في الرجل والدار ، أعني لئلّا يلبس بالنفي ، وأمّا حذف اللّام فلئلا تجتمع ثلاث لامات ؛ لام الجر أو لام الابتداء ، ولام التعريف ، واللّام التي هي فاء الكلمة الدّاخلة عليها لام التعريف (٦).

ومنه : أنّهم نقصوا ألف الوصل في الاستفهام (٧) من نحو : أبنك بارّ و (أصطفى البنات)(٨) إذا استفهمت عنهما ، وكان القياس إثباتها ، لأنّ دخول الحرف على الاسم إذا كان أوله ألف وصل لا يوجب حذفها ، كقولك : مررت بابنك وهذا السّيف لابنك ، فإنّك تكتب ألف الوصل مع الحرف المتصل بها ، فكذلك كان ينبغي أن تكتب مع همزة الاستفهام ، ولكن حذفوا ألف الوصل كراهة لصورة الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا (٩) ، وقد جاء في الاسم المعرّف باللّام إذا دخل عليه حرف

__________________

(١) الشافية ، ٥٥٦.

(٢) الشافية ، ٥٥٦.

(٣) كذا في الأصل وفي اللسان ، مرأ «إذا عرّفوها قالوا : المرأة ، وقد حكى أبو علي : الإمرأة».

(٤) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٢.

(٥) الشافية ، ٥٥٥.

(٦) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٢ والتشابه واضح مع تصرف يسير.

(٧) الشافية ، ٥٥٥ ـ ٥٥٦.

(٨) من الآية ، ١٥٣ من سورة الصافات.

(٩) أدب الكاتب ، ١٨٧ والمساعد ، ٤ / ٣٦٠.

٣٥٩

الاستفهام الأمران ، أعني إثبات ألف الوصل مع ألف الاستفهام ، وحذفها ، وذلك في نحو : الرّجل عندك؟ بألفين وألرجل عندك؟ بحذف ألف الوصل ، أمّا الحذف فلما قلنا من كراهة اجتماع الألفين ، وأمّا الإثبات فلأنهم قصدوا أن يفرّقوا بين الخبر والاستخبار خشية اللبس فيما كثر بخلاف (أصطفى)(١) فإنّه لم يكثر (٢).

ومنه : أنّهم نقصوا من ابن إذا وقع صفة بين علمين ألفا (٣) لفظا وخطا ، مثل : هذا زيد بن عمرو ، للطول ، ولكثرة الاستعمال بخلاف رسم المصحف وبخلاف مثنّاه (٤) ، لأنّه لم يكثر كثرة المفرد ، وبخلاف ما إذا كان صفة لغير علم نحو : يا رجل ابن عمرو (٥).

ومنه : أنّهم نقصوا ألف هاء مع الإشارة (٦) نحو : هذا وهذه وهذان وهؤلاء ، لكثرة الاستعمال ، بخلاف : هاتان وهاتي ، فإنه لم يكثر كثرة ما تقدّم ، وبخلاف ما إذا صغّر ما تقدّم نحو : هاذيّا وهاؤليّا (٧) ، لأنّه لم يكثر أيضا ، فإن جاءت الكاف نحو قولك : هذاك رددت الألف وكذلك في : هاذانك لئلّا يوهم جعل ثلاث كلمات ككلمة واحدة.

ومنه : أنّهم نقصوا الألف أيضا من ذلك ، وأولئك ، ولكن ، ولكنّ (٨) اختصارا للكثرة أو كراهة لصورة لا ، في أول الكلمة (٩).

ومنه : أنّهم نقصوا كثيرا الواو من داود (١٠) وطاوس وناوس كراهة لاجتماع الواوين مع الكثرة ، ونقص بعضهم الألف من عثمن ، وسليمن ، ، وإبراهيم ، وإسحق ، وإسمعيل ، ومعوية ، للكثرة مع العلميّة (١١).

__________________

(١) من الآية ١٥٣ من سورة الصافات.

(٢) شرح الشافية للجاربردي ، ١ / ٣٨٢ ومناهج الكافية ، ٢ / ٢٧٣.

(٣) في الشافية ، ٥٥٦ ونقصوا من ابن إذا وقع صفة بين علمين ألفه ...

(٤) كقولك : يا زيدان ابنا عمر.

(٥) بخلاف ما لو كان خبرا كقولك : زيد بن عمرو ... حاشية ابن جماعة. ١ / ٣٨٢.

(٦) الشافية ، ٥٥٦.

(٧) وهما تصغير هذان وهؤلاء.

(٨) الشافية ، ٥٥٦.

(٩) مناهج الكافية ، ٢ / ٢٧٣.

(١٠) الشافية ، ٥٥٦.

(١١) أدب الكاتب ، ١٩١ ـ ١٩٩ ومناهج الكافية ، ٢ / ٢٧٦.

٣٦٠