قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ١٣ ]

236/359
*

لم يقل أحد من الأئمة : أن ذلك يوجب حدين .. كما أنه لم يقل أحد : أن العذاب العظيم في الآية هو ذلك (١).

٦ ـ وأما حدّهم في الآخرة ، ثمانين ثمانين (٢) ، فلم نعرف له وجها ، بعد أن كانت الحدود تشريعات دنيوية محضة .. وليس في الآخرة سوى العذاب الأليم لهم ، بنص آيات الإفك نفسها.

٧ ـ ويبقى هنا سؤال .. لماذا أخّر النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» حد القاذفين طيلة شهر ، أو أكثر من خمسين يوما ، من بدء إفكهم ، حسبما تقدم؟! حتى شاع ، وتناقلته الألسن!!

إعتذارات غير مقبولة :

وقد يعتذر عن ذلك : بأن آيات حد القذف لم تكن قد نزلت بعد ، فلما نزلت حدّهم ، ويدل عليه : استعذار النبي «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، وأن ابن معاذ قال : إنه يقتل الإفك ، ولو كان حكم القذف معلوما لقال ابن معاذ وسائر الناس حكم القذف معلوم ، ويدك مبسوطة (٣).

وجوابه : أن معنى ذلك : أنهم قد ارتكبوا ذنبا لم يكن قد نزل حكمه بعد ، فكيف يؤاخذون به؟! فإن ذلك غير مقبول في العادة والعرف.

ولو كان للحدود هذا المفعول الرجعي للزم أن يعاقب النبي الصحابة جميعا على كثير من المخالفات التي صدرت منهم ، ثم نزلت عقوباتها بعد

__________________

(١) تفسير الميزان ج ١٥ ص ١٠٣.

(٢) الدر المنثور ج ٥ ص ٣٧ عن الطبراني.

(٣) راجع في التوجيه ، وجوابه : تفسير الميزان ، للطباطبائي ج ١٥ ص ١٠٢ و ١٠٣.