قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله [ ج ٩ ]

213/360
*

أم أن الآية لا يجوز أن تتجاوز عبد الله بن أبي وأصحابه المجهولين! على اعتبار أن حسانا وسواه من حواريي الحكام بعد النبي الأكرم «صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، لا يفسقون بما يفسق به الآخرون ـ كما جاء في السيرة الحلبية (١) ـ ولا تشملهم الآيات التي تشمل غيرهم ممن هم على شاكلتهم وطريقتهم ، ما دام أن نفس رضا الحكام عنهم يعطيهم مناعة وصلابة تجعلهم في مأمن من كل العوادي ، وترفعهم عن مستوى هذا البشر العادي ..

إن المراجع لتأريخ التزوير والتحوير لسوف يدرك الحقيقة ، ويعرف الغثاء ويميزه عن ذلك الذي يمكث في الأرض مما ينفع الناس.

رواية شاذة لابن عمر :

وقد جاء في رواية عن ابن عمر :

«.. إن يهود بني النضير وقريظة ، قتل رجالهم ، وقسم نساؤهم ، وأموالهم ، وأولادهم بين المسلمين ، إلا أن بعضهم لحق برسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» فآمنهم ، وأسلموا. وأجلى رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» يهود المدينة من بني قينقاع ، وهم قوم عبد الله بن سلام الخ ..» (٢).

وواضح : أن ذلك لا يصح بالنسبة إلى بني النضير ؛ لأنه «صلى‌الله‌عليه‌وآله» لم يقتل رجالهم ، ولا سبى نساءهم وأولادهم ، ليقسمها فيما بين المسلمين. وإنما أجلاهم عن أرضهم ، وقسم أرضهم بين المسلمين ..

وعليه .. فلا يصح ما ذكره إلا بالنسبة لبني قريظة ؛ فإنهم هم الذين

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٢ ص ٢٠٤.

(٢) مسند أبي عوانة : ج ٤ ص ١٦٣.