قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تهذيب اللغة [ ج ٥ ]

228/270
*

قلت : والفُرْس إذا استصْوبوا فعل إنسان ، قال : جُوهْ جُوْه.

باب الهاء والشين

[هش]

هشّ : قال الليث : الهَشُ من كل شيء فيه رخاوة ، يقول : هَشَ الشيء يَهَش هَشَاشَةً ، فهو هَشٌ هَشِيشٌ. وفي حديث عمر أنه قال : هَشِشْتُ يوماً فَقَبَّلْتُ وأنا صائم ، فسألتُ عنه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال شمر : هَشِشْتُ ؛ أي : فَرِحْتُ واشتهيتُ ؛ وقال الأعشى :

أضحى ابنُ ذِي فائشٍ سَلَامَةُ ذو ال

تَفْضَالِ هَشّاً فُؤَادُه جَذِلَا

قال الأصمعي : هَشّاً فؤادُه ، أي : خفيفاً إلى الخير. قال : ورجل هَشٌ إلى إخوانه. والهُشاشُ والأشاش ، واحد. قال : والهَشٌ : جَذْبُك الغُصْنَ من الشجر إليك. أبو عمرو عن الأصمعي : هَشِشْتُ للمعروف أَهَشُ هَشّاً وهَشَاشَةً : إذا اشتهاه. وهَشَشْتُ أَهِشُ هُشُوشةً : إذا صرت خَوَّاراً ضعيفاً ، وإنه لهش المكْسَرِ والمكْسِرِ : إذا كان سهلَ الشأن في طلب الحاجة. وقد هشَشْتُ أَهُشَ هَشّاً : إذا خبط الشَّجَرَ فألقاه لِغَنَمِه. وقال الفرَّاء في قوله جلَّ وعزَّ : (وَأَهُشُ بِها عَلى غَنَمِي) [طه : ١٨] أي : أَضْرِبُ بها الشجر اليابِس ليسقُطَ ورقُها فترعاه غنمه. قلت : والقول ما قاله الأصمعي والفرّاء في هشّ الشجر بالعصا ، لا ما قاله الليث أنه جذبُ الغصْن من الشجر إليك. وقال ابن الأعرابّي : هَشّ العُودُ هُشُوشاً : إذا تكسّر ، وهشّ للشَّيءِ يَهَشُ : إذا سُرَّ به وفرِح.

وفَرَسٌ هَشُ العِنان : خفيفُ العِنان. وقال شمر : هَاشَ بمعنى هَشَ ؛ وقال الراعي :

فَكَبَّر للرُّؤيا وهاشَ فُؤادُه

وبَشَّرَ نَفْساً كان قَبْلُ يَلُومُها

قال : هاشَ : طرب ؛ أنشد أبو الهيثم في صفة قِدْر :

وحَاطِبَانِ يَهُشَّانِ الهَشِيمَ لها

وحَاطِبُ اللَّيلِ يَلْقَى دُونهَا عَنَنَا

يَهُشّان الهشيم : يكسرانه للقدر. وقِرْبَة هشّاشة : يسيل ماؤها لرقّتها ، وهي ضد الوكيعة ؛ وأنشد أبو عمرو لطلْق بن عدي :

كأَنَّ ماءَ عِطْفِه الجَيَّاشِ

ضَهْلُ شِنَانِ الحَوَرِ الهَشَّاشِ

الضهل : الماء القليل ، والحور : الأديم.

وفَرَسٌ هشٌ : كثير العَرق ، واستهشَّني أمرُ كذا فهشِشْتُ له ؛ أي : استخفّني فخففت له. وقال أبو عمرو : الهشيش : الرجل الذي يفرح إذا سألته ، يقال : هو هاشٌ عند السؤال ، وهشيش ورائح ومرتاح وأرْيحيّ. قال أبو عمر : الخيل تُعلف عند عَوَز العَلَفِ ، هشيشَ السمك. قال :

والهشيش لخيول أهلِ الأسيافِ خاصةً قال : وقال النمر بن تَوْلَب :

والخَيْلُ في إطْعَامِها اللَّحْمَ ضَرَرْ

نُطعِمُها اللحمَ إذا عَزَّ الشَّجَرْ